عبد الناصر وسقوط المثقفين (2) اغتيال ثقافة وتدجين مثقفين
المقدمة
عندما يحوِّل الحاكم الثقافة الى دعاية واعلام للنظام ، ويتحول المثقف الى موظف ينتظر التعليمات ليفكر ثم تعليمات أخرى ليكتب ثم تعليمات أخرى لينشر .. تكون هذه جريمة اغتيال منظمة لوعى الجماهير واستيلاء على عقولهم بعدما غادر الحراس (المثقفون) أماكن حراستهم
فبعدما أنشأ عبد الناصر وزارة الثقافة لتكون هي (الحظيرة) التي تجمع مثقفى السلطة وبعد ان نجح نظام عبد الناصر في استيعاب الشيوعيين داخل (حظائر) وزارة الثقافة ليقوموا بمهمة قيادة الثقافة لتخدم السلطة وتبرر توجهاتها ، انهمر الإنتاج السينمائى والتليفزيونى على الشعب المصرى ليصنع حالة من التدجين والتغييب واضحة لكل ذي عينين
تلك الفترة لاتعيب فقط نظام عبد الناصر الذى غيب قطاعا كبيرا من الشعب المصرى ليتقبل هزائمه ، انما كذلك يعيب قطاع من المثقفين سواء وقعوا في شباك عبد الناصر على رغبة منهم او اختاروا هم طواعية ان يدخلوا عالم الشهرة ولكن من باب الخدم !
عبد الناصر وحصار المثقفين
بينما كان عبد الناصر يقدم نفسه للجماهير على انه البطل الذى سيجلب الحرية والكرامة لشعبه ولامته .. كان في ذات الوقت يحولهم لنوع اخر من الاسترقاق ، يصبح معه الشعب بسيطا وسطحيا تستويه حكايات شجيع (السيما) الذى يسب أمريكا ويشتم رئيس وزارء بريطانيا ويركل احد وزراءه بـ (الشلوت) !! ولاشك ان المثقفين انفسهم يتحملوا جزءا كبيرا من تغول عبد الناصر كما سنرى ...
صدمات المثقفين
فبعد ساق عبد الناصر القطاع الأكبر من المثقفين خاصة من ذوي الاتجاه اليسارى الى قطيع يُساق بعصا القمع وجزرة المناصب والشهرة والمنح والعطايا .. برر هؤلاء المثقفون لانفسهم خضوعم لرغبات الحاكم الدكتاتور بأمانى طالما انخدع بها البسطاء من الناس .. لكن ان يُخدع بها مثقفون ! كان هذا هو الغريب
كان عبد الناصر يدغدغ مشاعر الصحفيين المثقفين باوهام تحس الوضع ، لكن في كل مرة كانوا يفيقون على صدمة تهين كرامتهم وتنزع عنهم جزءا من رداء الثقافة الذى طالما توشحوا به ..
الصدمة الأولى
فبمناسبة صدور دستور 1956 وتضمنه مادة عن حرية الصحافة (مادة 45) وإلغاء قانون الطوارئ ، ساق السادات البشرى للصحفيين بتخفيف الرقابة على مايكتبون وينشرون ، ويتفائل الصحفيون والمثقفون بعهد من الحرية جديد على يد من ساق المئات من المصريين (الإخوان المسلمين) قبلها بعامين فقط (1954) الى المسالخ في السجن الحربى !
وتحولت هذه البشرى الى امل حين اصدر عبد الناصر قرارا (تاريخيا) - قبل البدء في تنفيذ الدستور باسبوع واحد - بحذف الفقرة التي تعفى رئيس الجمهورية من النقد في الصحافة والاعلام وكان ذلك في 11/6 لكن سرعان ماتبدد ذلك الامل عندما رفضت وزارة الارشاد القومى في 22 يوليو الموافقة على منح الترخيص لستين صحيفة ومجلة تقدم بها مثقفون وصحفيون صدقوا وعود دكتاتور !!
الصدمة الثانية
بعد نهاية حرب 56 وخروج عبد الناصر منها متوجا كزعيم عالمى ، وشارك المثقفون والادباء والصحفيون كالعادة في تمجيد الزعيم والاشادة بعبقريته ، وتوقع المثقفون ان يتم رفع الرقابة عما ينشرونه خاصة بعد ان وصل عبد الناصر الى الزعامة
وقاموا هم بواجبهم بتمجيده وتعظيمه ، تفاجئ هؤلاء المثقفون باشتداد الرقابة اكثر من ذي قبل ! فتم اغلاق مجلة (بنت النيل) في يونيو 1957 لصاحبتها درية شرف الدين التي كانت تطالب بالحقوق السياسية للمرأة ، كما تم اغلاق مجلة (السيدات المسلمات) عام 1958 !
الصدمة الثالثة
تم جمع الصحفيين اليساريين المقيمين في جريدة المساء برئاسة خالد محي الدين ، وصدر العدد الاول فعلا في 6 أكتوبر 1956 ، لكن بعد عامين تم اغلاق الصحيفة والقبض على الصحفيين اليساريين الذين يعملون بها وترحيلهم الى السجن في أبريل 1959 !!
عبد الناصر وتأميم (العقول)
بدأت حملة عبد الناصر في مصادرة (العقول) بمصادرة الرأي الاخر وتمثلت في الخطوات التالية :
- تنظيم الأحزاب واجراء انتخابات : تم اصدار قانون إعادة تنظيم الأحزاب ، واستجابت كل الأحزاب لذلك بداية من اكبرها (حزب الوفد) وانتهاءً باصغرها حزب (بنت النيل) والذى ترأسه درية شرف الدين ، كما تم تحديد شهر فبراير 1953 لاجراء انتخابات .
- الغاء الأحزاب ومصادرة صحفها : في قرار مفاجئ تم اصدار قرار بحل الأحزاب ، فهوجمت مقراتها وصودرت ودائعها ، فتم الاستيلاء على مطابع شركة الإعلانات الشرقية ، وشركة الإعلانات المصرية ، ليختفى بذلك الرأي الاخر باختفاء الصحافة الحزبية ! لينشأ عن ذلك فراغ حاول عبد الناصر ملئه بجريدة الجمهورية التي ترأس تحريرها أنور السادات .
- غضب الصحفيين واعتقالات : تداعى الصحفيون لانشاء (جبهة وطنية) تدافع عن حرية الصحافة وحرية ، فقام عبد الناصر بتنظيم حملة اعتقالات واسعة طالت كل التيارات كما شملت اعدادا كبيرة من الإخوان المسلمين بلغت نحو 450 من الإخوان ..
- تراجع عبد الناصر بعد مظاهرات الإخوان : في رد فعل قامت التيارات الوطنية ومن أهمها الإخوان المسلمين بالاحتشاد خلف محمد نجيب في صراعه مع عبد الناصر في مارس 1954 ، وانضم الى حملة الدفاع عن الحريات والديمقراطية العديد من أساتذة الجامعات ، وتم اجبار عبد الناصر عن التراجع عن قراراته ، فالغيت الرقابة على الصحف ، وتم الافراج عن المسجونين في 25 مارس ، وتم الإعلان عن انتخابات عامة بعد ثلاثة اشهر في يونيو 1954
- حركة عبد الناصر المضادة للديمقراطية : استطاع عبد الناصر من خلال مظاهرات (مدفوعة الاجر) من جيب عبد الناصر شخصيا ! ان يقوم بحركة معاكسة عصفت قراراتها بخصومه كلهم محمد نجيب والإخوان المسلمين ، فعادت الرقابة على الصحف والغبت الانتخابت وهوجم أساتذة الجماعات فطرد اكثر من 450 أستاذ ومدرس
- حل النقابات واتهامات للصحفيين : قام عبد الناصر بتوجيه اتهامات للصحفيين بالتمويل من الحكومات الملكية السابقة ! من خلال ماعرف بــ (المصروفات السرية) لتشمل حوالى 23 صحفى وكاتب ، كما طالت تلك الاتهامات حوالى 14 صحيفة ومجلة ، وتم بعد ذلك حل مجلس نقابة الصحفيين في 16 أبريل ، كم تم حل مجلس نقابة المحامين ...
- اعتقالات ومحاكمات : في 26 مايو تم الغاء تراخيص اصدار الصحف الحزبية جميعا وهى في مجموعها 42 صحيفة ومجلة ، كما تم اصدار احكام مشددة على صاحبى جريدة المصرى احمد أبو الفتح ومحمود أبو الفتح بالسجن المشدد لعشر سنوات وخمسة عشرة سنة
وهكذا قام عبد الناصر باجهاض حركة الأدبية وصحفية نشطت في عهد الملكية برغم وجود الاحتلال ، وهذه إحصاءات شهر سبتمبر 1951
يعنى قبل 10 اشهر من قيام انقلاب يوليو 1952 :
- فقد كانت القاهرة تستقبل واحدا وعشرين صحيفة يومياً
- وتستقبل (مائة وواحد وعشرين) مجلة اسبوعياً
- وتستقبل (مائة واثنين وسبعين) مجلة شهرية ونصف شهرية
استمر هذا الوضع لمدة ثلاثة اسابيع فقط بعد قيام انقلاب 52 !! لكن كل شيء انقلب رأساً على عقب ، بعد احداث كفر الدوار والتي سقط فيها ستة قتلى وثمانية جرحى .. فتحى غانم – المعركة بين الدولة والمثقفين
ثم جاء عبد الناصر بتلك الإجراءات والقوانين لتكون اشرس حملة ضد الصحافة والمثقفين .. فبعد ان ضمن عبد الناصر اسكات الإخوان المسلمين باعتقالاتهم وسط سكوت البعض وتواطئ البعض الاخر .. التفت عبد الناصر لمن سكتوا او تواطئوا فامسك برقابهم جميعا !
توجهات عبد الناصر الثقافية
كانت أسرة محمد علي تمتاز برقي الذوق وباهتمامها بالتعليم والثقافة. لم تكن تحتاج إلى آلة قمعية حتى تثبت نفسها، وتبرر وجودها، وكانت تدخل في تحالفات مع البرلمان ومع المستعمر البريطاني كان مجموعة الضباط التي استولت على الحكم ، ومعظمهم من الرتب الصغيرة معظمهم نشأوا في أسر محافظة لم يُعرف عنهم ثقافة او اهتمام بها سوى افراد قلائل منه وعلى رأسهم اللواء محمد نجيب والذى كان واسع الثقافة واسع الاطلاع
فلجأ نظام الانقلاب الى شراء المثقفاو صناعته ، وهكذا تمكن نظام عبد الناصر من تحقيق :
- ابعاد المثقف عن تناول الموضوعات السياسية
- عزل المثقف عن مشاكل الناس الحقيقية والملحة
- اغراق المثقف في بحر من القضايا الجدلية التي تهم فقط النخبة
فادى ذلك الى نشوء مايعرف بـ "المثقف الهاوي"، كما يسمّيه إدوارد سعيد في كتابه "المثقفون والسلطة" وهذا النوع يسهل توظيفه وتوجيهه .. جاء الإنتاج الثقافي لفترة حكم عبد الناصر مخاطبا طبقة المهمشين اجتماعيا من الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة ، ومعبرا عن طبقة السلطة العسكرية الجديدة والتي حلت محل طبقة البشاوات والاغنياء
الاعلام .. صوت النظام
وكان من أدوات السيطرة على وعى الشعوب ، استخدام الإذاعة في الأيام الأولى للانقلاب في تعبئة الرأي العام ، فقام عبد الناصر بإنشاء الإذاعات الموجهة ، منها إذاعة صوت العرب عام 1953 التي كانت صوتا للنظام في المنطقة العربية
ثم توالى إنشاء الإذاعات المحلية ومنها إذاعة الإسكندرية وإذاعة البرنامج الثاني وإذاعة الشعب وإذاعة فلسطين عام 1960، وجرى إنشاء كل من إذاعتي القرآن الكريم والشرق الأوسط في عام 1964، وإذاعة البرنامج الموسيقى عام 1968، وكلها إذاعات تعبوية لصالح النظام وسياساته ..
كما برزت ما يعرف بالأغنية الوطنية من خلال اغانى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ الذَين حظيا من عبد الناصر بتقدير عال ، فلم يتركا مناسبة وطنية دون أغنية جديدة تمجد عبد الناصر شخصيا وإنجازاته مثل : "حبيب الملايين" "يا جمال يا مثال الوطنية" "ناصر كلنا بنحبك" ...
كما برز كل من محمد عبد الوهاب وصارت الاغنية الوطنية هي وسيلة عبد الناصر الاساسية فى تعبئة الشعب المصرى خلف قراراته وسياساته .. وفى خلال تلك الفترة تم إنشاء التلفزيون المصري لأول مرة في العام 1960 ، كما أنشئت صحف ومجلات جديدة تتحدث باسم الانقلاب منها جريدة الجمهورية والمساء وحواء ، وذلك قبل تأميم جميع الصحف وتحويل ملكيتها إلى الاتحاد الاشتراكي !
تأميم السينما
في عام 1954 تنبه نظام عبد الناصر مبكرًا إلى أهمية السينما ، فأصدرت في 1954 تشريعًا يقرر دعم صناعة السينما ، وذلك قبل أن تنشئ "مؤسسة دعم السينما" ، وتم تخصيص بند في الميزانية لأول مرة يخص السينما، حيث اعتمد مبلغ 241300 جنيه لدعم السينما .
ثم صدر قرار عام 1957 بإنشاء مؤسسة دعم السينما لتقديم الدعم للإنتاج السينمائي ، كما تم إنشاء معهد السينما عام 1959، وفى الستينيات تم تأميم صناعة السينما وإنشاء المؤسسة المصرية العامة للسينما عام 1962 .
فأممت شركة مصر للتمثيل والسينما ، وكذلك بعض شركات التوزيع الكبيرة ، مثل "الشروق" و"دولار فيلم" ، وبعض الاستوديوهات الكبرى، مثل "مصر" و"نحاس" و"الأهرام" و"جلال" ، وكان من نتيجة دخول الدولة مجال السينما ، إنشاء المؤسسة المصرية العامة للسينما عام 1962 .
تم إنتاج مئات الأفلام ، منها "رد قلبي" "ويسقط الاستعمار" و"المماليك" "وشروق وغروب". وبرز خلال هذه الفترة أيضا سلسلة أفلام الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين في الجيش المصري ، وكان لها تأثير كبير في تلك الفترة ، لتعظيم دور الجيش في حياة المصريين ، ومنها بالطبع الأفلام التي تدعم الثورة وتتصدى للاستعمار مثل فيلم بورسعيد عن صمود مدينة بورسعيد في العدوان الثلاثي للفنان فريد شوقي، وإنتاج فيلم جميلة بو حريد لدعم الثورة الجزائرية في تحررها من الاستعمار الفرنسي .
كما ساهم نظام عبد الناصر في تمويل عدد من الأفلام التي تدعم الاتجاه القومي للنظام ، مثل "الناصر صلاح الدين" الذي شارك في تمويله ، حيث قدم صلاح الدين الأيوبي في إطار عروبي يتماهى مع الموقف العروبي القومي للدولة المصرية .
كما شهدت تلك الحقبة اهتمامًا كبيرًا بالأعمال الروائية التي قدمت على شاشة السينما ، وكان للروائي الراحل نجيب محفوظ نصيب كبير منها ، لتقدم السينما : "بين القصرين" 1962 ، "قصر الشوق" 1967 ، "السمان والخريف" في العام نفسه ، وغيرها من الأعمال التي بقيت علامة في تاريخ السينما حتى الآن .
كما نشطت المخابرات المصرية في تجنيد الفنانات في عمليات قذرة لصالحها ، واحيانا لمتعة كبار ضباطها على نحو ما ظهر من شهادة اعتماد خورشيد في حق صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات المصرية ، مما دفع بالعديدين مثل يوسف شاهين وفريد شوقي وعاطف سالم إلى مغادرة مصر . فقصدوا بيروت ، ولكنهم قدموا هناك أفلاما ضعيفة نسبياً مقارنة بأفلامهم السابقة .. وهكذا خسرت صناعة السينما ملايين الجنيهات المصرية بسبب التأميم وسلوك الضباط حديثوا العهد بالسياسة والحكم ...
صورة الإسلاميين في الدراما
كان الإخوان المسلمون هم الخصم اللدود للنظام العسكرى الحاكم في مصر ، فزخرت أفلام تلك الفترة بالإشارات التي تظهر عجز رجل الدين وتفاهته وسطحيته
أهمية الدراما في صنع الصورة الذهنية
الحديث عن الدراما هو حديث عن لغة تصنع الرأي العام
وكما يقول د. سلمان العودة عن الدراما:
- "لغة ضخمة في التعبير والتغيير وصناعة الرأي العام، تعتمد على مجموع الحواس، وليس على مجرد السماع، وتخاطب الإنسان كله، وتستهدف المتعة والإثارة والتعليم في وقت واحد".
الأعمال الدرامية من أفلام ومسلسلات ومسرحيات، ليست فقط أداة للترفيه والإمتاع والتسلية والتثقيف، إنما هي أداة لتوجيه الرأي العام، الذي يعرف على أنه "الرأي السائد بين أغلبية الشعب الواعية في فترة معينة بالنسبة لقضية أو أكثر يحتدم فيها الجدل والنقاش، وتمس مصالح هذه الأغلبية أو قيمها الإنسانية الأساسية مسا مباشرا".
حرب الدراما العربية.. من لها؟ احسان الفقيه – عربى 21 – 20/12/2015
صورة الإسلاميين في دراما عبد الناصر
لم تشر الدراما في فترة عبد الناصر الى الإخوان المسلمين صراحة ، حيث اكتفت بالإشارة دون العبارة ، ففي فيلم "جعلوني مجرماً" الذي أنتج في 1954، يجسد شيخ المسجد صورة الواعظ العاجز عن تقديم أي علاج ! بينما في فيلم "الزوجة الثانية" الذي أنتج في 1967 يظهر الشيخ في صورة الداعم للسلطة الاستبدادية ، عندما يوظف آيات القرآن في سبيل شرعنة ظلم المستبد وجبروته.
وربما لم يشذ عن تلك الصورة إلا فيلم "الشيخ حسن" الذي تم إنتاجه في 1954، وجسد فيه الممثل حسين صدقي شخصية شيخ أزهري صاحب شخصية قوية وحضور مؤثر على من يحيطون به، وظهر في أحد المشاهد بشكل إيجابي، وهو يقوم بتعنيف عدد من مدخني الحشيش، ويكسر أدوات التدخين ويصر على موقفه الملتزم رغم اعتراض أبيه وأصحابه.
واللافت أن هذا الفيلم منع لأنه يقدم رؤية إيجابية للشيخ، ويبيّن قدرة الإسلاميين على التغيير في المجتمع. ولكن لم يتم الإعلان عن المنع بشكل رسمي، إلا أن هذا الفيلم لم يتكرر عرضه على الشاشات منذ فترة طويلة.
- كيف تغيرت الصورة النمطية للإسلاميين في الدراما المصرية؟ محمد يسرى – رصيف 22 – 2/7/2017
وهكذا استطاع نظام عبد الناصر العسكرى ان يجير قطاعا كبيرا من المثقفين والفنانيين لصالح صناعة رأي عام يناصره ينحاز اليه وصار قطاعا كبيرا من الشعب المصرى تأسره الاغنية الوطينة اكثر مما تستفزه الحقيقة المجردة ، وصارت السطحية في تناول الأمور وتفسيرها والتعامل معها هي السمة البارزة لدى قطاعات واسعة من الشعب المصرى
وتحولت الثقافة من غذاء للعقل وصناعة للوعى الى اعلام ودعاية للنظام وتبرير لاخفاقاته المتكررة وهزائمه المتلاحقة !! سعى عبد الناصر من خلال اعلامه ومثقفيه ان يقدم الرواية الوحيدة دائما ، التي تتغنى بعبد الناصر وانجازاته ، مما خدع ملايين من البسطاء الذين لا يملكون إعلاما اخر يوضح لهم رواية أخرى ..