عبد الرحمن شكري

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبدالرحمن شكري نقيب الفلاحيين


الحاج عبد الرحمن شكري رحمه الله

إخوان ويكي

مقدمة

رُوِي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَن فَرَّجَ عن مسلم كربة فَرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومَن سَرَّ مسلماً ستره الله يوم القيامة".

من هذا التوجه النبوي انطلق الحاج عبدالرحمن شكري يصول يمينا وشمالا في خدمة الناس وقضاء حوائجهم حتى قضى نحبه وهو يناهز ومادفعا عن حقوق الوطن والمواطنين رغم ما لقيه من عنت واضطهاد ومطاردة ومصادرة للأموال والممتلكات دون وجه حق.

البداية

عبدالرحمن محمد شكري ولد بمركز الواسطي بمحافظة بني سويف بمصر في 7 يوليو 1948م، والتحق بالتعليم حتى أكمله بالتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة.

عمل في بداية حياته موظفا في شركة كهرباء بني سويف حتى أصبح رئيس نقابة العاملين بالكهرباء، ثم عمل بمركز البحوث الزراعية، ببنى سويف، بعد تخرجه، وانضم في بداية حياته السياسية إلى "التنظيم الطليعى"، وبعدها تركه وانضم إلى الإخوان، وكان واحداً من الأعضاء النشطين في مجال الزراعة، واستطاع إقناع العديد من الفلاحين من مركز الواسطى بالانضمام إلى تنظيم الإخوان.

مارس العمل النقابي لمدة 30 عاما، حتى أنه كان أحد الاحتياطين المرشحين لمجلس الشعب في انتخابات عاما 1987م ضمن التحالف الإسلامي، وتم ترشيحه ضمن التحالف الإسلامي في انتخابات مجلس الشورى عام 1989م.

نشط عبدالرحمن شكري في خدمة الفلاحين والعمل الزراعي ودعى إلى إنشاء نقابة للفلاحيين والتي نشأت بالفعل بعد ثورة 25 يناير ويكون شكري أول نقيب لها، بل ويختار في ملف الزراعة داخل حزب الحرية والعدالة والذي رشحه على رأس القائمة في انتخابات مجلس الشعب عام 2011م لينجح ويصبح وكيل لجنة الزراعة والري بالبرلمان قبل أن يحل، كما تم انتخابه عضواً في اللجنة التأسيسية لإعداد دستور 2012، بصفته نقيباً للفلاحين.

وكان لشكري مواقف مشرفة خلال شغله عضوية مجلس الشعب في عام 2012، إذ تصدى لمحاولات ابتزاز الفلاحين، واحتكار التجار، جراء ممارسات الحكومة بشأن عدم استلام القمح، مستخدماً أدواته النيابية في رقابة أداء الحكومة، لا سيما ضد وزيري الزراعة والتموين، على خلفية عدم استلام "الشون" مخزون القمح من الفلاحين. كما كان عضو رابطة برلمانيون من أجل القدس، ومنتدى برلمانيون من أجل الحرية.

وقبل الانقلاب العسكري بشهر طالب عبد الرحمن شكرى، نقيب فلاحى مصر وعضو مجلس الشعب السابق، بتقنين وضع اليد على الأراضى الزراعية وسن قوانين تجرم ذلك لتضرر الفلاحين منها، وضرورة عودة الدورة الزراعية التى فقدت منذ سنوات وأدت إلى إهمال العديد من الأراضى الزراعية

مما انعكس بالسلب على إنتاجها وجودة المنتج المزروع بها، بل ووصل الأمر إلى بوارها، وأيضا إعادة صياغة المنظومة الزراعية فى مصر واسترجاع دور المهندس والمرشد الزراعى لأهمية دورة هذه الأيام لإنقاذ مصر من تدهور الحالة الزراعية ولجوء الفلاح إلى بيع الأراضى وهجر الزراعة.

قبلها هاجم نقيب الفلاحين، عبدالرحمن شكرى، وعد الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، بتحديد سعر قنطار القطن بـ١٠٠٠ جنيه، مؤكداً أنه سعر ظالم، وأنه يجب ألا يقل سعر القنطار عن ١٣٠٠ جنيه. كما طالب الزراعة ومجلس الوزراء بإنشاء صندوق موازنة أسعار للحفاظ على محصول القطن، وفرض رسوم إغراق، ومنع التهريب ومراقبة الاعتمادات المالية لمستوردى الأقطان.

مطارد في الأرض

بعد انقلاب 3 يوليو خرج عبدالرحمن شكري مطاردا بعد سيل الاتهامات والقضايا التي وجهها له قضاء الانقلاب دون سند، وكان واحدا من ضمن القائمة التي ضمتها مصر في حصارها لقطر.

فقد وضع شكري في العديد من القضايا لعل أبرزها محاكمته أمام محكمة جنايات بني سويف المنعقدة بمعهد الأمناء بطرة فى "أحداث بني سويف" هو والمرشد العام و92 آخرين، بتهمة حرق مركز شرطة ببا ومقر الشهر العقاري ومدرسة الراهبات عقب فض اعتصامي رابعة العدوية.

كما حكم على عبدالرحمن شكري غيابيا في قضية عسكرية في محكمة غرب القاهرة، مع 120 إخوانيا في فبراير 2017م بـ25 عاما، وهو أحد قيادات اعتصام رابعة، وكان واحدًا من أبرز الخطباء على منصتها.

سد النهضة ومياه النيل والقمح المصري والقطن طويل التيلة وقصب السكر والأسمدة الزراعية وظلم العسكر "للفلاح وانتقام السيسي من المصريين" هي المفردات التي دأب عبدالرحمن شكري على الدفاع عنها في مواجهة الاستبداد ومقاومة الظالمين، ورفض أن يساوم الرجل فكان من أوائل الوجوه التي عرفها رافضو الانقلاب في رحلتهم مع إعلام الخارج على مدى نحو 7 سنوات.

وفاته

ظل الفلاح الفصيح عبدالرحمن شكري، نقيب الفلاحين والنائب ببرلمان الثورة، صداحا بالحق، حتى تعرض لغيبوبة عقب مشاركته في أحد برامج قناة الجزيرة وهو يدافع عن مياه النيل وأصيب بنزيف في المخ وتم حجزه في إحدى مستشفيات العاصمة القطرية الدوحة إلى أن لقي ربه، يوم الخميس، 24 ديسمبر 2020م/ 9 جمادى الأولى 1442هـ عن عمر ناهز 77 عاما، حيث دفن في الأراضي القطرية وشيعه آلالاف المحبين.

قالوا عنه

علق الدكتور محمد الصغير وكيل وزارة الأوقاف بحكومة د.هشام قنديل على وفاة نقيب الفلاحين قائلا:

"انتقل إلى رحمة الله الحاج عبدالرحمن شكر البرلماني المصري ونقيب الفلاحين بعد كلمته على شاشة الجزيرة مباشر في نصرة الفلاحين والحفاظ على مياه النيل، وكان فارس هذا الميدان ونحسبها من حسن الختام، تغمده الله بواسع رحمته ورفع درجته وخالص العزاء لأسرته وأحبته".

ومن أبرز ما سجلته له مواقفه كشفه للمؤامرة على مصر الزراعية أن

"الحكومة تتواطأ مع رجال الأعمال لرفع أسعار الأسمدة" وفي لقاء آخر يؤكد "شكري" أن "الفلاح المصري تعرض للظلم بشكل كبير في تحديد سعر القمح.. الحكومة رفضت مليون وربع طن قمح من الفلاحين، بحجة أن القمح أخضر" وأضاف أن "أخطاء عبد الفتاح السيسي يدفعها الفلاح المصري"، وأشار إلى أن "الحكومة قتلت وغسلت ودفنت الفلاح المصري ومرضتش في الآخر تصلي عليه برده.. لك الله أيها المصري".

ومن أقواله:

"مصر كانت تزرع 2 مليون فدان قطن، وكانت تقوم بتصدير الزيوت وجميع منتجات القطن، حتى القطن الخام، وكان يعمل بهذا المجال أكثر من 35% من العمالة في السوق المصرية، ولكن بقيادة مبارك وعبدالفتاح السيسي تم تدمير كل هذا الخير".

وعن سد النهضة قال:

"تشغيل سد النهضة سيؤدي إلى نقص حصة مصر من مياه النيل، مضيفا أن الزراعة تستهلك 40 مليار متر مكعب من مياه النيل لري 8.5 مليون فدان من الأرض الزراعية وكل فدان يحتاج إلى 5 آلاف متر مكعب في العام ونقص حصة مصر يتسبب في بوار الأرض الزراعية".

وأكد

"على ضرورة تمسك مصر أولا بحقوقها التاريخية في مياه النيل قبل البحث عن أي بدائل لنقص المياه".

وعن أزمة كورونا الأخيرة، قال "شكري":

"الفلاحين خلال أزمة كورونا تعرضوا لأزمات كبيرة بسبب عدم وجود تأمين صحي لهم في ظل نقص المستشفيات وغياب الاستعدادات ونقص المستلزمات وتحول الوحدات الصحية في الريف إلى تطعيم الأطفال والترويج لبرامج تنظيم الأسرة وتحديد النسل".

ونقل عنه الدكتور عبدالتواب بركات هذه الرسالة قبل رحيله بساعات عبر حسابه على "فيسبوك" يقول الحاج عبدالرحمن:

"الذين أجبرتهم مآسي وجرائم الانقلاب على مغادرة أوطانهم.. ووداع بيوتهم وأحبتهم وجيرانهم.. صباح الخير لمن أعدوا حقائب الرحيل ووضعوا بداخلها ضحكات أمهاتهم وأحضان آبائهم وابتسامات أطفالهم ودموع زوجاتهم.. صباح الخير للمسافرين إلى أقدارهم.. لمن يحملون أمالا عريضة في قلوبهم..
لمن يأخذون معهم زوادة كبيرة من الاشتياق.. ليتناولوا منها ما يسد جوعهم النفسي والعاطفي.. للمبعدين عن ذكرياتهم وطفولتهم وأصدقائهم.. للذين لا يعرفون ماذا يخبيء لهم المستقبل.. لمن ضحوا بأماكنهم ومقاعدهم وأسرتهم ووساداتهم.. ليكونوا جسر عبور لسعادة من أحبوا.. لمن تركوا قلوبهم في تربة الوطن.. لمن اختنقوا بعبرة الفراق.. لمن قضوا أعواما من الابتعاد والاحتراق..
لمن باتت وحدتهم ملاذا يلجؤون إليها في لحظة حنين.. لمن يشتمون في رائحة الماضي خبز الوطن.. مع أن الوطن لم يوفر لهم سبلا أفضل للحرية أو للرزق.. لمن يعزون أنفسهم باتصال هاتفي أو رسالة إلكترونية أو بصورة ورد كرتوني.. لمن افتقدوا طقوس حياتهم التي كبروا عليها وألفوها.. لمن يمشون في شوارع الغربة ونبض قلوبهم يشهق من صوت عائلاتهم..
للمتعبين هناك.. للمتألمين.. لمن لا يستطيعون العودة.. وليس بمقدورهم احتمال المزيد.. لمن توفيت والدته أو والده أو عزيز عليه ولم تسعفه الظروف لوداعه.. لمن أنجبت زوجته طفلا منعته الغربة من استقبال صراخه ورؤية ملامحه.. للذين باتوا يقترضون من جيوب الأمل الكثير من الصبر.. لمن يحلمون بالرجوع.. ويتمنون الاستقرار.. للمسجونين خلف قضبان الرحيل.. سلام عليكم في أوطانكم وخارج أوطانكم.. "فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".

ودان شكري إقدام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على توقيع اتفاق "إعلان المبادئ" مع إثيوبيا عام 2015، من دون العودة إلى الشعب المصري ممثلاً بالجهات التشريعية أو الرقابية، مؤكداً أن الاتفاق يصب في صالح أديس أبابا، ويمهد للقضاء على الزراعة في مصر تدريجياً، من خلال تقليص حصتها في مياه النيل، ومن ثم القضاء على الثروة الحيوانية والسمكية.

واعتبر شكري أن توقيع السيسي على الاتفاق هو بمثابة "خيانة لمصر"، لأن اكتمال بناء سد النهضة الإثيوبي من شأنه حسم نحو 45% من حصة مصر السنوية في مياه النيل، متهماً الرئيس الحالي بمحاولة إرضاء إسرائيل التي ترتبط بعلاقة جيدة مع إثيوبيا، خصوصاً مع محاولات دولة الاحتلال المستمرة للحصول على مياه النيل.

وقال قطب العربي :

رحم الله نقيب الفلاحين المصريين ونائبهم في برلمان الثورة الحاج عبد الرحمن شكري وأسكنه فسيح جناته،، ظل حتى آخر نفس صادحا بالحق مواجهاً للظلم رافضاً للاستبداد مقاوماً للانقلاب مهاجراً من وطنه ليواصل المعركة من مكان آخر يمتلك فيه بعض الأدوات ..مات تاركا خلفه مسيرة عطاء يفخر بها أبناؤه.

كما نعته جماعة الإخوان المسلمين بقولها: تنعى جماعة " الإخوان المسلمون " الحاج عبدالرحمن شكري عضو برلمان الثورة ونقيب الفلاحين الذي توفي اليوم في المهجر بعيدا عن أهله وأحبابه وبلاده التي أحبها كثيرا واضطر للهجرة منها مع الآلاف من أبناء مصر عقب الانقلاب العسكري الغادر.

كما نعاه الدكتور يوسف القرضاوي بقوله: رحم الله الأخ الكريم الحاج عبد الرحمن شكري.. فقد مات غريبًا مهاجرًا.. اللهم اغفر له وارحمه، وارفع درجاته في عليين، وأدخله في عبادك الصالحين، واخلفه في عقبه بخير.

ألبوم الصور

عبدالرحمن-شكري.1.jpg
عبدالرحمن-شكري.2.jpg
عبدالرحمن-شكري.3.jpg
عبدالرحمن-شكري.4.jpg
عبدالرحمن-شكري.5.jpg
عبدالرحمن-شكري.6.jpg
عبدالرحمن-شكري.7.jpg
عبدالرحمن-شكري.8.jpg
عبدالرحمن-شكري.9.jpg
عبدالرحمن-شكري.10.jpg
عبدالرحمن-شكري.11.jpg
عبدالرحمن-شكري.12.jpg
عبدالرحمن-شكري.13.jpg
عبدالرحمن-شكري.14.jpg
عبدالرحمن-شكري.15.jpg