شباب الأمة: نموت على ما مات عليه الشيخ "ياسين"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شباب الأمة: نموت على ما مات عليه الشيخ "ياسين"
شباب الامة نموت علي ما مات علية الشيخ ياسين.jpg

لقي الشيخ "أحمد ياسين" ربه شهيدًا تاركًا وراءه دروسًا عدة، ومعاني ستظل الأجيال تتدارسها، ويتربى عليها أصحاب الدعوات من دروس في: الحرص على العبادة الجهاد.. والعمل لدين الله.. والبذل.. والعطاء.. والثبات على الأمر.. والتضحية.. وهكذا فإن الحِكم كثيرة.. لذا اقتربنا من بعض الشباب وسألناه: "ما الدرس الذي تعلمته من استشهاد الشيخ ياسين"؛ فكان هذا التحقيق.

• صلاة الفجر

• المواجهة تبدأ من بيتي

• روح الجهاد

• نصرة القضية الفلسطينية

• الدعوة.. الدعوة

صلاة الفجر

في البداية: يوضح "محمد شبل العسكري"- تربية شبين الكوم- أن الشيخ "ياسين" لما توفي كان استشهاده يقظة للأمة الإسلامية.. لقد قتلوا شخصًا؛ لكنهم أحيوا أمة بقتل هذا الشخص، حينما سمعت النبأ وعلمت أنه استشهد بعد صلاة الفجر تعجبت وقلت: سبحان الله.. هذا الرجل القعيد المريض ذهب لصلاة الفجر ونحن الأصحاء لا نحافظ علي صلاة الفجر، ولا على بقية الصلوات في جماعة.. وأعتقد أن أهم درس أعطاه لنا هو الحفاظ على صلاة الفجر في جماعة.

ومتسقًا مع الرؤية السابقة نفسها، يبعث "محسن عبدالحميد"- ليسانس حقوق القاهرة- برسالة لكل شباب الأمة الإسلامية في مصر وكل مكان؛ إذ يقول: تعلمنا درسًا كبيرًا جدًا من الشيخ "أحمد ياسين"، فقد علمنا الصبر.. إذ كان يُربي الشباب ويحمسهم للجهاد برغم إنه رجل مسن وقعيد.. ولابد أن نقف نحن- الشباب- وقفةً واحدةً ضد العدو الصهيوني؛ لأنه ليس عدو الشعب الفلسطيني وحده بل عدو الأمة الإسلامية كلها.

لقد أكرمه الله بميتة طيبة عقب عودته من صلاة الفجر؛ الأمر الذي يتطلب منا نحن الشباب أن نتمسك بديننا، ونموت على ما مات عليه الشيخ "أحمد ياسين".

المواجهة تبدأ من بيتي

على الصعيد ذاته، يقول "أحمد عليوة"- القاهرة- من الدروس المهمة التي يستفيدها المرء.. كلما تمسك الإنسان بإسلامه يعلو ويعظم شأنه، وإذا كان عند المسلم إيمان قوي يصبح قوة خارقة أمام أعداء الإسلام.

مقتل الشيخ ياسين.jpg

وقد استفدت من استشهاد الشيخ "ياسين" إنه لابد أن يكون لي حل عملي في كل القضايا وفي مختلف المجالات.. سواء دراسة.. عمل.. دعوة لدين الله.. لابد من العمل؛ لأنه لم يعد هناك وقتًا للتكاسل أو الكلام.. الحرب مع الأعداء شرسة ومتلاحقة.. والمواجهة ليست قاصرة فقط على الجبهة العسكرية، إنما المواجهة في كل المجالات.. ويجب أن نتجهز في المجالات كافة فالمواجهة تبدأ من بيتي وكليتي ومن مجال عملي وتخصصي.

وعلى صعيد موازٍ: يقول "محمد صلاح"- طالب بجامعة الأزهر-: نتعلم من استشهاد شيخنا "أحمد ياسين" دروسًا كثيرة لعل أولها.. أن من عاش على شيء مات عليه، فنحسب أن الله سبحانه وتعالى قد أراد للشيخ "ياسين" هذه الميتة؛ لأنه قد عاش حياة الشهداء، وكان من الممكن أن يموت ميتة عادية، وكنا سنتألم وندعو له ثم نحتسبه عند الله وينتهي الأمر عند ذلك، لكن يأبى الله لمن يربي الاستشهاديين ومن أسس هذه حركة (حماس) أن يموت ميتة عادية، إنما مات الشيخ بعملية اغتيال مدبرة له هو شخصيًا؛ لأنه عاش طالبًا مثل هذه الميتة.

ومتفقًا مع هذه الرؤية؛ يقول "علاء سلمي"- طب الأزهر-: ظن الصهاينة أعداء الله أنه بقتل هذا الرجل سوف تنتهي القضية الفلسطينية أو روح المقاومة في الشعب الفلسطينى، وقد كانوا واهمين لأن الأمة كلها تعلمت من هذا المجاهد معنى الإرادة والعزيمة.. فقد كانت لديه عزيمة كالصخر أعجزت أصحاب القوة والجبروت، إذ استطاع أن يكوِّن هذه الحركة المباركة، وأن يبثَّ في حركته الأمل والعزيمة وهو قاعد على كرسيه؛ لتدافع عن الأرض والمقدسات وتحفظ كرامة الأمة وعزتها؛ فضربت حركته أروع الأمثلة في الجهاد.. نسأل الله تعالى أن يتقبل منه جهاده وأن يوفق إخوانه وخلفاءه في السير على دربه.

روح الجهاد

يَذكر "محمود أبو زياد"- ليسانس دار علوم- أن الشباب يتعلمون من استشهاد البطل "أحمد ياسين" دروسًا كثيرة جدًا أولها أن موت رجل قد يحيي أمة بأكملها.. مثلما حدث في وفاة الإمام "حسن البنا" عندما كتب الله سبحانه وتعالى له الشهادة.. فقد أحياه الله في قلوب الناس كلها.. وحين اختار الله سبحانه وتعالى الشيخ "ياسين" بهذه الطريقة أحيا في نفوس الأمة روح الجهاد.

روح الجهاد.jpg

وفي السياق نفسه؛ يقول "محمد عيسى"- محافظة الدقهلية- نتعلم من استشهاد الشيخ ألا نلتمس الأعذار لأنفسنا، وأن نأخذ بالجد والعزيمة، فهذا الرجل كان قعيدًا، وأعذره الله سبحانه وتعالى، ولكنه أبى أن يستسلم أو أن يأخذ بهذه الرخص والأعذار، وأخذ بالعزيمة، وعلمنا دروسًا عديدة في الصبر والمجاهدة وفي كفاحه ضد هؤلاء الصهاينة الخونة الذين انتهكوا الأعراض وقتلوا الأنبياء ودنسوا المقدسات.. نتعلم ألا نأخذ بالأعذار، وأن نلتمس العزيمة ونجتهد كل الاجتهاد.

ويضيف "أحمد صابر"- كلية تربية-: لقد شاء الله لنا أن نشهد استشهاد الشيخ "ياسين" ونحن في هذه المرحلة.. مرحلة نرى فيها هذه النماذج التي نفتخر بها وبديننا.. ونرى كيف يحيي الله الأمة بموت رجل، نتمنى أن يلحقنا الله به على خير.

ويَذكر "خالد عبدالعزيز"- هندسة المنوفية- أن من الدروس المستفادة من استشهاد شيخنا.. أن الرجل لم يكن يمثل رمزًا للانتفاضة وحدها إنما هو رمز للمسلمين في العالم كله.. وبموته تحيا الأمة كلها؛ لأن أعداء الأمة لا يخططون لاستهداف الشعب الفلسطيني وحده إنما المستهدف الحركة الإسلامية في فلسطين وفي العالم الإسلامي كله.. و بمقتل الشيخ "ياسين" تتكشف أبعاد الحقد الصهيوني الذي طالما حذر منه (الإخوان المسلمون) مرارًا وتكرارًا.. فلم يكن المقصود اغتيال الشيخ "ياسين" لشخصه إنما أراد الصهاينة قتل فكرة المقاومة.

نصرة القضية الفلسطينية

يوضح "خالد فتحي"- محافظة الغربية- أن مناسبة استشهاد الشيخ "أحمد ياسين" تعلمنا منها أن رجلاً كبيرًا في هذه السن وهذا المرض ومطارد من أعدائه.. إلا أن كل هذا لم يثنيه عن الخروج لصلاة الفجر.. أتعجب من كثير من الشباب الآمنين الذين يتكاسلون عن الخروج لصلاة الفجر بالمسجد، ولعل هذه الميتة مكرمة له.. نسأل الله تعالى أن يتقبله شهيدًا.

الدرس الثاني- يقول- استوعبته من كاريكاتير رأيته على أحد مواقع الإنترنت كان علم الكيان الصهيوني على الأرض وكرسي الشيخ "ياسين" يدوس على العلم.. والشيخ غير موجود عليه.. وكتب الرسام عبارة: "وترجل الفارس".. رجل بهذه السن وهذه الظروف الصحية إلا أن ذلك لم يقعده عن الجهاد في سبيل الله تعالى.. يبذل من وقته وجهده.. وفي النهاية يكلل ذلك بأن يبذل حياته.. يجب على القاعدين عن نصرة الإسلام ونصرة القضية الفلسطينية أن يتعلموا من هذا الدرس.

الدعوة .. الدعوة

موت احمد ياسين.jpg

يقول "محمد رزق عمار"- كفر الشيخ -: استشهاد الشيخ "ياسين" يعلمنا جميعًا درسًا مهمًا جدًا.. هو أن الإسلام كدعوة.. يعيش ويحيا عندما يموت من أجله أصحاب الدعوات.

وهذا الأمر يذكرني بموت الغلام في قصة أصحاب الأخدود، حين كان موته سبب انتشار الإسلام في البلد كلها.. أو حين انتشرت دعوة الإخوان بين أجيال متعاقبة حين استشهد الإمام "حسن البنا"، ولعل استشهاد الشيخ "أحمد ياسين" يكون دفعة للشباب أن يتعرفوا على دينهم ويتمسكوا به.

وأود أن أوجه كلمة لإخواني الشباب.. يجب أن نتعلم من الشيخ "ياسين" ذلك الرجل المسن القعيد، لكن لننظر كيف كان يجاهد ويبذل لدينه ودعوته.. يقول عنه أحد الذين رافقوه إنه كان لم ينم إلا ساعة واحدة ليلة استشهاده.. وطوال الليل كان يصلي لله سبحانه وتعالى.. وقد حذروه من الخروج لصلاة الفجر في صبيحة ذلك اليوم لكنه أبى إلا أن يصلي في المسجد.

ونتعلم نحن الشباب أن الإسلام يعز الأفراد الذين يعملون له، ويعلي من شأنهم.. فيجب علينا أن نكون عمليين.. نواجه الصهاينة بشتى الوسائل والصور بالدعاء لإخواننا في فلسطين وبدعمهم والتبرع لهم و بمقاطعة منتجات أعداء الأمة.

هكذا، انتهى الاستطلاع.. لكن الدروس المستفادة من استشهاد شيخ المجاهدين لم تنته.. فإذا كان لديك - أيها القارئ- درس استفدته من حياة الشهيد أو استشهاده؛ فلا تبخل به على إخوانك وأرسله إليهم ليعم النفع، ويكون لك الأجر بمشيئة الله تعالى.