سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 16 )

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 16 )
كانت تحظى بتقدير كبير داخل أسرتها, نظراً لمكانتها في مصر والعالم الإسلامي
كان أحد أشقائها شيوعيا وكان الثاني وفديا والثالث إخوانيا والرابع ناصريا !


بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر


وكان الشقيق الثالث ل زينب الغزالي هو الشيخ " محمد الحسيني " يجمع بين حبه الكبير للجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة, التي أسسها الشيخ محمود خطاب السبكي في عشرينيات القرن الماضي, ويرأسها حاليا العالم الأزهري الجليل الشيخ محمد المختار المهدي , وبين عشقه لدعوة الإخوان المسلمين, فكان يرتدى " زى " الجمعية الشرعية الذي هو " الجلباب والعمامة والعدبة ", وبين الالتزام بمنهج الإخوان في الدعوة الشاملة, وكان الشيخ محمد قريباً جداً من الإمام الشهيد حسن البنا, حتى إنه أوكل إليه مهمة الإشراف على شئون بيته وأسرته.

وكانت الداعية الكبيرة الحاجة زينب هي الرابعة في ترتيب أبناء أسرة الغزالي الجبيلي ومعروف أنها قيادية في جماعة الإخوان المسلمين , ورئيسة لجمعية " السيدات المسلمات " منذ عام 1937 وحتى قيام مجلس قيادة الثورة بحلها في عام 1964 , ولها باع طويل في العمل الإسلامي الدعوي والاجتماعي والجهادي ضد الاستبداد والفساد, ومنهجها معروف في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

أما الشقيق الخامس فهو السيد " محمد نصر الدين " الشهير ب " سيف الدين ", وكان وفدياً متعصباً حتى النخاع, وعند عودة حزب الوفد الجديد للعمل السياسي في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ( 1983 ), تولى أمانة الشباب في الحزب, وخاض الانتخابات البرلمانية عام 1984 ممثلا للحزب عن دائرة الخليفة ب القاهرة, حتى أصبح عضواً بارزاً في مجلس الشعب المصري, وكان شديداً وعنيداً في الدفاع عن الحزب حتى آخر حياته.

والشقيقة السادسة هي السيدة " حكمت " وكانت " ناصرية " الفكر يسارية التوجه, تدافع عن الرئيس جمال عبد الناصر وتؤمن بشعاراته ومبادئه ومنهجه السياسي, وبرغم حزنها على سجن وتعذيب شقيقتها زينب في عهده, إلا أنها كانت مخلصة للفكر ولسياسة عبد الناصر, حتى آخر حياتها, وعندما توفي " القائد " في 28 من سبتمبر عام 1970 أقامت سرادق عزاء في بيتها لاستقبال المكلومين في وفاته !.

والشقيق السابع هو الأستاذ " عبد المنعم " الصحفي والكاتب العمالي في جريدة الأهرام, وقد كان في بداية حياته متصوفاً, يحب الفقراء ويعطف عليهم ويقدم لهم كل ما يمكنه, من ملبس ومأكل ومال ودعم, وعندما لم يجد في " الصوفية " ضالته, انضم إلى أحد التنظيمات الشيوعية, وحمل الفكر الذي تصور أنه يدافع عن الفقراء, خاصة الطبقة العمالية الكادحة, واهتم بالدفاع عن النقابات العمالية والعمل النقابي بشكل عام, وفى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي استقر في بيت شقيقته زينب, بعد عودته من العراق الذي كان فيه لاجئا سياسيا بعد رفضه لاتفاقية كامب ديفيد ـ حيث أنه لم يتزوج ولم يكن له بيت مستقل ـ وبمخالطته لشقيقته بدأ الإيمان يستيقظ في قلبه مجدداً, وانتظم في أداء الصلوات الخمس وبقية العبادات وأحسن الله خاتمته, حيث مات في شهر رمضان المبارك, وصلى عليه خلق كثير.


الحاجه زينب.jpg

أما الشقيقة الثامنة والأخيرة فهي السيدة " هانم " الشهيرة ب " حياة " وكانت أقرب إلى شقيقتها " زينب ", وعاشت معها بعد وفاة زوجها في الخمسينيات من القرن الماضي, فأحبتها وأكرمتها وخدمتها هي وضيوفها, وكانت " حياة " تشرف على أعمال البيت ومطالبه من ترتيب وتنظيف ومأكل وملبس ورعاية الضيوف وغيره, مما ساعد الداعية الكبيرة على أداء دورها, والتفرغ تماماً للعمل للإسلام والجهاد في سبيله, ورزقها الله بابنة وحيدة هي السيدة " عائشة ", التي رعت خالتها زينب ووالدتها حياة في شيخوختهما.

وكان للأسرة ثلاثة أشقاء من الأب هم: عبد الحكيم وأختان اثنتان, وقبل أن تلقى زينب الغزالي ربها, توفى كل أشقائها وشقيقاتها, وجميعهم كانوا معمرين, فقد توفي بعضهم بعد أن جاوز التسعين من العمر, وعاشت والدتهم قرابة 93 عاماً, وتوفيت في شهر أغسطس عام 1982 .

وبرغم هذا التنوع السياسي والاختلاف الفكري والتنافر الثقافي بين الأشقاء والشقيقات, إلا أنني أشهد بأن الاحترام والتقدير البالغين, كانا أساس التعامل بين الجميع, وكانت الداعية المجاهدة تحظى بتقدير كبير واحترام بالغ ومكانة خاصة داخل الأسرة, نظراً لمكانتها المعروفة, ليس في مصر فقط بل وفي العالمين العربي والإسلامي, ولما تحمله كذلك من فكر وتاريخ ونضال يحظى بالاحترام من الجميع.

كانت أسرة الحاجة زينب الغزالي ـ برغم اختلاف الفكر والتيارات السياسية ـ تعيش بأخلاق عالية وتماسك كبير واحترام بالغ, وهذه صورة واقعية أقدمها للذين يتهمون الإسلاميين بالتشدد تجاه الرأي الآخر, عسى أن يدركوا الحقيقة.

ولم تكد الداعية الكبيرة ترتب أوضاع بيتها حتى تعرضت لفتنة صعبة.. في هذه الظروف التي لم تكن قد استقرت بعد, جاءها من يعرض عليها صفقة بمليون جنيه!..

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو