سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 13 )..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 13 )..
بداية معرفتها بالشهيد الأديب سيد قطب صاحب الظلال وشقيقتيه: أمينة وحميدة
قصة دخولها السجن الحربي عام 1965 وتعرضها للتعذيب مع آلاف الإخوان
بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر


إن الزوجة الداعية تحتاج إلى زوج واعٍ كما كان رجل الأعمال الحاج محمد سالم, يتفهم حقيقة دورها, وأصالة رسالتها, ونبل غايتها, فيساعدها ويشجعها ويشد من أزرها, بل يتحمل من أجل قيامها بواجباتها.. وهذا الزوج الواعي الناجح مهما كانت أعباؤه, يمكنه أن يمد يد العون لزوجته, وأن يقف إلى جانبها, سواء بتوفير الوسائل التي تساعدها على حمل عبء الدعوة, أو بالتغاضي عن بعض حقوقه طوعاً ودون من أو تذكير, مادام الأمر يتعلق بإصلاح أمة وخدمة وطن, وغرس دين في نفوس الناس..

وعلى الرغم من أنني توليت العمل معها سكرتيراً صحفيا وإعلامياً في أواخر عام 1982 , أي بعد وفاة زوجها رجل الأعمال بأكثر من ست عشرة سنة, إلا أنني وجدته الغائب الحاضر في حياة المجاهدة زينب الغزالي .. كانت تتحدث عنه دائماً باهتمام وحب وشوق وتقدير وإعجاب, كانت تتذكر دائماً مواقفه وكلماته وتعبيراته وتتحدث عن رقيه السلوكي وخلقه العالي ورفقه بالضعيف وذي الحاجة وجهاده من أجل دينه ووطنه, وصبره واحتماله الكثير من أذى العسكر.. وكانت هذه الذكرى الطيبة سلوتها في شيخوختها, ومخزن ذكرياتها التي ملأت عليها حياتها, رحمها الله رحمة واسعة.

وفي عام 1962 تعرفت الداعية الكبيرة على شقيقتي " الشهيد " سيد قطب: حميدة وأمينة, وكانت هذه الصلة هي بداية علاقتها بالشهيد رحمه الله, بعد أن أذن لها المرشد العام حسن الهضيبي بأخذ رأي الأستاذ سيد فيما يفكرون فيه من مناهج وبرامج تربوية وإيمانية كي يدرسها أفراد الإخوان , وكانت هذه البرامج تعتمد تفسير ابن كثير في مجال التفسير, والمحلي لابن حزم في الفقه, والأم للإمام الشافعي في أصول الفقه, وكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب في العقيدة, وفي ظلال القرآن ل سيد قطب في التفسير الحركي والشامل, فأوصاهم سيد قطب بدراسة مقدمة سورة الأنعام في تفسيره المعروف " في ظلال القرآن ".

ومرت الأيام والشهور حتى أفرج عن سيد قطب عام 1964 بعد حوالي عشر سنوات قضاها في السجن, ولم يكد يقضي بضعة أشهر خارج السجن حتى أعيد اعتقاله في شهر أغسطس عام 1965 بتهمة العمل على قلب نظام الحكم ( وهي التهمة نفسها المشرعة في وجه الإخوان المسلمين دائما إلى يومنا هذا ), وسرعان ما بدأت حملة اعتقالات عارمة في صفوف أعضاء الإخوان المسلمين قيل إنها بلغت نحو مائة ألف ( قالها شمس بدران لزينب الغزالي, وأنهم ملأوا بهم السجن الحربي وسجن القلعة وسجون أبو زعبل و الفيوم و الإسكندرية وطنطا وغيرها! ).

الحاجه زينب.jpg

وفي فجر الجمعة 20 / 8 / 1965 اقتحم رجال البوليس الحربي منزل الداعية المجاهدة زينب الغزالي , وأتلفوا ما فيه من أثاث وأجهزة وكتب وأوراق, حتى إنهم لم يتركوا شيئاً سليماً في مكانه, وقبضوا على ابن أخيها محمد محمد الغزالي الجبيلي الطالب في كلية المعلمين, الذي يقيم مع عمته, وطلبوا منها عدم مغادرة المنزل حتى تأتيها أوامر أخرى, وسرعان ما عادوا وفتشوا المنزل مرة أخرى, واستولوا على ما يزيد على نصف كتب المكتبة, وهي مكتبة ضخمة فيها كل أنواع الكتب من إسلامية وعلمية وتاريخية وأدبية.. الخ, وفيها كتب مطبوعة منذ أكثر من مائة عام, وقد حاولت الداعية إثناءهم عن تصرفاتهم الهوجاء دون جدوى, بالإضافة إلى قيامهم بالاستيلاء على محتويات الخزانة الحديدية التي كانت تخص زوجها رجل الأعمال, دون أن يسجلوا شيئاً من تلك الممتلكات الخاصة التي استولوا عليها, سواء الأموال والمجوهرات أو غيرها!

وصلت زينب الغزالي إلى السجن الحربي ( لأن القضية تم قيدها جنايات عسكرية بدعوى أن المخابرات العسكرية هي التي اكتشفتها, وقامت النيابة العسكرية بالتحقيق مع المتهمين من شباب ورجال وقيادات الإخوان وكانوا بالمئات ), وشاهدت الداعية الصابرة المئات من رجال وشباب الإخوان المسلمين , ممن تعرف بعضهم, ورحى التعذيب تدور أمامها قاسية مؤلمة في كل مكان, تطحن النفوس البشرية طحنا, وتحطم العظام الآدمية تحطيما, وتدوس الكرامة الإنسانية, وتزهق أرواح الأبرياء النقية, تحت سياط القهر والظلم والطغيان, مما سطرته الداعية الكبيرة في كتابها الشهير " أيام من حياتي ", وقبلها سجلته القدرة الإلهية في سجلاتها التي لا تنسى ولا تمحى, حتى يقام ميزان العدالة الرباني, فيأخذ المظلوم حقه كاملا, ويدفع الظالم ثمن جرائمه وطغيانه.. وليشهد التاريخ على هذه المرحلة التي ارتكبت فيها المآسي والفظائع بحق أبرياء لم يرتكبوا جرماً, ولم يقترفوا ذنباً, وإن كان, فهناك قانون يحاكمون إليه, وهناك قضاة يقررون البراءة أو العقاب, لكن هذه المرحلة المظلمة في تاريخ مصر بقيت شاهداً على غياب الحرية وإهدار العدالة وشيوع المظالم, وامتلاء السجون والمعتقلات بالشرفاء والأبرياء والدعاة إلى الله عز وجل

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو