سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة التاسعة )..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة التاسعة )..
أسست مجلة نسائية رائدة في أوائل الخمسينيات ولم تتحملها " الثورة " فأغلقتها
حادث إطلاق النار على عبد الناصر في المنشية أدى إلى أزمة كبيرة مع الإخوان


بدر محمد بدر2.jpg


بقلم/ بدر محمد بدر


ظهرت الأعداد الأولى من مجلة " السيدات المسلمات " في أوائل عام 1951 وعلى صدر غلافها صورة ثابتة لسيدة محجبة, كانت المجلة تصدر شهرياً وتتنوع مقالاتها وموضوعاتها وأبوابها بشكل كبير, فمثلا كانت تحوي أبواباً دينية منها: تفسير القرآن الكريم والحديث الشريف وفقه العبادات والسيرة النبوية, وأخرى سياسية مثل: الافتتاحية التي كانت تتعرض لما يجري في مصر من أحداث وقضايا, وأخبار متنوعة ومقالات في السياسة, وثالثة اجتماعية مثل: قصص من واقع الحياة أو مشكلات وحلول, ولك يا سيدي ولك يا سيدتي, ورابعة تتناول شئون المطبخ وأعمال البيت من ترتيب وتنظيف وعناية, وأعمال المرأة من حياكة وتطريز وغيرها من الأبواب الشيقة والطريفة.

ومع تطور الأوضاع على الساحة المصرية والعربية, وتبجح الإنجليز الذين كانوا يحتلون الوطن في تلك الفترة, ويفرضون سطوتهم على البلاد, ويتدخلون بشكل مستفز في كل صغيرة وكبيرة, بدأت لغة المجلة تتغير وتزداد سخونة, وتقترب من الأمور السياسية أكثر وأكثر, ومن هنا بدأت المشكلات والمتاعب تحاصرها, ومنها الرقابة على المطبوعات التي كانت تحذف بعض الموضوعات أو المقالات أو الأخبار, وتصدر المجلة وفيها مساحات بيضاء بسبب تدخل مقص الرقيب, وربما تصدر المقالة أو الموضوع عبارة عن العنوان وفي الأسفل اسم الكاتب!, وكان يحدث ذلك غالبا مع كتابات الداعية زينب الغزالي, ورغم ذلك استمرت في كتابة مقالاتها الساخنة والنارية, وأذكر منها مقالاً تحت عنوان " اطردوا سفير الكلاب " والسفير هنا هو السفير البريطاني بالقاهرة, الذي كان يتصرف خارج حدود اللياقة والدبلوماسية, ومقال آخر يتناول شأناً محلياً إسلاميا تحت عنوان " استقل يا شيخ الأزهر! " احتجاجاً على قيام شيخ الأزهر بالذهاب إلى وزير المالية, للحديث معه عن الميزانية السنوية المطلوبة للأزهر, لأن المفروض أن وزير المالية هو الذي يجب أن يذهب إلى صاحب الفضيلة شيخ الأزهر وليس العكس, احتراماً للمنصب الكبير الذي يشغله.


الحاجه زينب.jpg

وعندما ازدادت الأحداث سخونة قررت زينب الغزالي إصدار مجلة " السيدات المسلمات " أسبوعيا, لكنها تعثرت مادياً بسبب سوء التوزيع وحالة الضغط السياسي والرقابة الدائمة, وسرعان ما أصدرت جريدة أسبوعية أقل في التكلفة تحت عنوان " الوعي الجديد ", رأس تحريرها الصحفي المصري المعروف محمد رشاد الشبرابخومي ـ رحمه الله ـ, وعادت " السيدات المسلمات " للصدور بصورة شهرية كما كانت, وبدأت قيادة " الثورة " تضيق بالمجلة وبانتقاداتها المستمرة لنظام الرئيس جمال عبد الناصر, وتمت مصادرة بعض أعدادها, حتى أصدر النظام قراراً " ثورياُ " بتعطيل المجلة في عام 1957 وسحب ترخيص صدورها!

كانت مجلة " السيدات المسلمات " رائدة في مجال الصحافة النسائية الإسلامية, ورغم أنها صدرت لمدة ست سنوات فقط إلا أنها كانت واضحة التأثير في الحياة السياسية, إلى الدرجة التي أمر فيها المستشار حسن الهضيبي بوقف سلسلة المقالات التي تهاجم فيها زينب الغزالي قيادات " حركة الجيش ".

كانت صاحبة المجلة تحرر جانباً كبيراً من صفحاتها وأبوابها, وكانت توقع باسمها حينا وبالحروف الأولى أحياناً, وبدون توقيع أيضاً, حتى إنها كانت تحرر باب " المطبخ " رغم خبرتها البسيطة في هذا المجال! وعندما ألقت المباحث العسكرية القبض عليها في قضية 1965 , صادرت أعداداً كبيرة من نسخ " السيدات المسلمات ", وتكاد لا تملك مكتبتها الآن نسخة واحدة كاملة من هذه المجلة الرائدة والمهمة, وقد تناولتها بالبحث والدراسة أكثر من رسالة ماجستير ودكتوراه في الجامعات المصرية وغير المصرية.

لقد مرت العلاقة بين الإخوان المسلمين و " حركة الجيش ", بأكثر من مرحلة, كانت تهدأ أحياناً وتشتعل مجدداً حتى حدث الصدام العنيف عام 1954 , عندما أطلقت رصاصات على الرئيس جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية, أثناء إلقائه خطاباً جماهيرياً في شهر أكتوبر / تشرين الأول, وسرعان ما اتهم الإخوان بتدبير الحادث, وتم القبض على أعداد كبيرة منهم, وعلى رأسهم المرشد العام حسن الهضيبي وأعضاء مكتب الإرشاد .

وتعامل نظام عبد الناصر مع قيادات وأعضاء الإخوان المعتقلين بكل عنف وقسوة وتعذيب, وصدرت ضد ستة منهم أحكام بالإعدام, بالإضافة إلى المرشد العام الذي تعرض لأزمة قلبية أثناء المحاكمات نظرا لكبر سنه, تصور عبد الناصر أنه لن ينجو منها, فأصدر قراراً بتخفيف الحكم للأشغال الشاقة المؤبدة, لكن الله أمد في عمر الأستاذ حسن الهضيبي حتى شهد وفاة عبد الناصر, وتوفي بعده بأكثر من ثلاث سنوات ( نوفمبر 1973 )!

وتم تنفيذ الحكم بالإعدام في الستة وهم: المستشار عبد القادر عودة , والشيخ المجاهد محمد فرغلي , والمحامي الكبير إبراهيم الطيب , والقيادات: يوسف طلعت و هنداوي دوير و محمود عبد اللطيف .. كما صدرت أحكام أخرى بالأشغال الشاقة المؤبدة والمؤقتة والسجن على العشرات, واعتقال الباقين وكانوا بالآلاف!

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو