سؤال حائر عن بلاد أمجاد يا عرب أمجاد
بقلم: محمد عبد القدوس
سؤال محيرني ولا اعرف له إجابة عن الأمة العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر بتعبير إذاعة صوت العرب أيام زمان!!
وحضرتك إذا نظرت الى الوضع السياسي فستجد أنها تنقسم إلى قسمين لا ثالث لهم إلا استثناء.. فهي إما أسر حاكمة وملكيات مطلقة أو بلاد يحكمها زعيم ملهم له سلطات هائلة ودوما يفوز في أي انتخابات باكتساح ولا اقل من 90% ويا بلاش ومن يعارضه يبقى خاين وعميل أو إخوان او من أصحاب الأجندات وقابض فلوس من برة ولا يوجد في الفكر العربي إنسان وطني معارض للحكم القائم ببلاده!! فهو فكر شمولي بامتياز!! ولبنان لها طبيعة خاصة جدا، وتونس هي الاستثناء الوحيد، أما العراق وليبيا وسوريا واليمن فالأوضاع فيها بمثابة كابوس ثقيل، وكان يحكم كل منها زعيم ملهم أودى ببلاده الى التهلكة ولم يتعلم العرب من هذه المآسي وأنظمة بالروح والدم نفديك يا ريس!! وسؤالي لماذا لا يوجد في البلاد العربية دولة مؤسسات أقوى من أي رئيس، وفيها ديمقراطية حقيقية وتداول للسلطة وأحزاب النهاردة في الحكم وبكرة في المعارضة زي ما بنشوف في البلاد الحرة!!
اوعى حضرتك تكون إجابتك: الأنظمة الديمقراطية موجودة في أوروبا وأمريكا، وظروفها وأوضاعها مختلفة عنا تماما!! وهذا غير صحيح يا سيدي فالأنظمة المحترمة التي تقوم على دولة المؤسسات وليس على حكم الزعيم الملهم ولا الملكيات المطلقة وهي موجودة في أمريكا الجنوبية بل وحتى في قلب إفريقيا، وتراها استثناء في العالم الإسلامي مثل اندونيسيا أكبر دولة إسلامية، فلماذا هي غائبة ببلاد أمجاد يا عرب أمجاد ؟
ويدخل في دنيا العجائب انك تجد في هذه الدول أناس مثقفين تلقوا أرقى تعليم ويشغلون وظائف مرموقة ومع ذلك تجد الواحد منهم يقبل على نفسه تقبيل يد جلالة الملك أو يعلن تأييده بلا خجل للزعيم المستبد الذي يحكم بلاده رافعا شعار بالروح بالدم نفديك يا ريس!! هل تعرف السبب في هذه "الوكسة" وتلك العقلية الشمولية؟؟.
المصدر
- مقال: سؤال حائر عن بلاد أمجاد يا عرب أمجاد موقع الشرقية أون لاين