رمضان شهر العمل.. ليس الكلام
بقلم: م. خالد البلتاجي
ما أحوجنا إلى تدريبِ النفس في شهرنا الكريم على العمل في صمت.. أربع كلماتٍ سطرهن مرشدنا الخامس مصطفى مشهور رحمه الله.. هُنَّ جوهر العمل لمَن أراد العمل:
"أصلح نفسك وادع غيرك"
فليشمر كلٌّ منا عن ساعديه ليستثمر ما استطاع من ساعاتِ الشهر، دامعًا في محراب العبادة، أو داعيًا للدويرات التي حوله من أقاربه وجيرانه ورواد مسجده وزملاء عمله، فضلاً عن أهل بيته، أو ملبيًّا لإخوانه فيما كُلِّف به دون تراخٍ.
إن الأمر لا يعوزه شرح مسهب، والوقت لا يحتمل الخطط الفضفاضة، فالفرصة أثمن بكثير، والموطن موطن عمل لا موطن كلام.
لينشغل كلٌّ منا بعمل نفسه أكثر من انشغاله بعمل إخوانه، فإن كان ولا بد من انشغاله بهم من واقع المسئولية ولما يراه من تقصيرٍ يُحزنه.. فليعلم أن أفضل ما يدفعهم للعمل هو أن يبدأ بنفسه فيتقدَّم صفوف العاملين وليس المتكلمين، وكما قالوا "عمل رجل في ألف رجلٍ خير من قول ألف رجل لرجل".
وما أروع تعبير إمامنا الشهيد "أنتم الكتيبة الخرساء التي تُجيد العمل ولا تُحسن الكلام". فيا أيها الإخوان الكرام هلموا إلى قول الله تعالى: ﴿وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)﴾ (التوبة).
المصدر
- مقال: رمضان شهر العمل.. ليس الكلام موقع اخوان اون لاين