دعم يهودي علني لـ«مشيرة خطاب».. وأذرع السيسي الإعلامية تروّج «اتهامات معلبة» لقطر
عمر فارس
مقدمة
يواصل نظام السيسي إطلاق أذرعه الإعلامية لخلق عداء غير مبرر تجاه دولة قطر وحكومتها، بإلقاء التهم جزافًا؛ وهذا ما بدى واضحًا في الانتخابات التي تجرى لاختيار منصب مدير عام منظمة اليونسكو، التي قدّمت فيها مرشحته «مشيرة خطاب»، أحد أركان نظام المخلوع مبارك؛ وعمد إعلاميو النظام إلى تشويه صورة قطر ومرشحها «حمد الكوارى».
بدأت أمس الاثنين الجولة الأولى لانتخابات منصب المدير العام الجديد لليونسكو بمنافسة بين مرشحين من سبع دول، منهم ثلاثة من دول عربية، بعد انسحاب مرشح العراق صالح الحسناوي لصالح مصر، على أن تستمر رئاسة المرشح الفائز حتى عام 2021.
حصل في اليوم الأول المرشح القطري حمد الكواري على المركز الأول بـ19 صوتًا، وحصلت المرشحة الفرنسية أودري أوزلاي على 13 صوتًا، والمرشحة المصرية مشيرة خطاب على المركز الثالث بـ11 صوتًا.
وأسفرت الجولة الثانية اليوم الثلاثاء عن حصول السفيرة مشيرة خطاب على 12 صوتًا مقابل 20 صوتًا للمرشح القطري.
ومن المقرر أن تستمر الانتخابات غدًا في جولة ثالثة، وقد تستمر حتى الرابعة؛ لحين حصول مرشح على أغلبية مطلقة (30 صوتًا)؛ وإلا فستكون الجولة الخامسة والأخيرة بمشاركة المرشَحَين الذين تصدّرا الجولة الرابعة. وإذا تساوت الأصوات يُفصل بينهما بقرعة.
ومع ظهور بوادر فوز المرشح القطري في الجولة الأولى، انتهجت وسائل الإعلام الموالية لنظام السيسي سياسة التشوية والتخوين لدولة قطر؛ واتّهمت مرشحها بالتواطؤ مع الكيان الصهيوني لصالح الحصول على مزيد من الأصوات مقابل ألا تُتداول قضايا القدس والمسجد الأقصى.
كما ادّعى إعلام النظام المصري أنّ الأصوات التي حصل عليها مرشح قطر من دول إفريقية مقابل وعود بإغداق أموال قطرية عليهم.
مساندة يهودية ودعم علني
لكن، غض هؤلاء الإعلاميون الطرف على حصول المرشحة المصرية على الدعم الإسرائيلي، بل وتباهت به في تغريدة لها باللغة الإنجليزية عبر حسابها الرسمي على «تويتر» الأحد الماضي، وقالت إنها ممتنة لدعم ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية في القاهرة، ترشحها للمنصب. زاعمة أنّ «ماجدة» تحافظ على التراث الثقافي اليهودي في مصر، وفق قولها.
وقالت «ماجدة هارون» إنها تدعم السفيرة مشيرة خطاب؛ لأنها «أظهرت التزامًا رائعًا وحقيقيًا تجاه قضيتنا لحماية التراث اليهودى في مصر»، ووصف بيانها مشيرة بأنها «نموذج لامرأة شجاعة تمتلك نزعة النجاح في معالجة القضايا الصعبة».
وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أمس الاثنين إنّ الجاليات اليهودية في مصر أعلنت دعمها لترشيح مشيرة خطاب في الوقت الذي ترفض فيه الجمعيات الحقوقية في مصر ترشيحها؛ بسبب صمتها المتواطئ أحيانًا مع سياسات النظام القمعية ووقوفها ضد القيم التي تدعو إليها الأمم المتحدة.
دعوة للانسحاب
وروّجت معظم المواقع المؤيدة للنظام أنباء عن فوز مشيرة؛ لكنها فوجئت بتقدم مرشح قطر، فشحنت أذرع السيسي أسلحتها، وعلى رأسها المذيع المقرب من الأجهزة الأمنية أحمد موسى، الذي طلب في برنامجه «على مسؤوليتي» على قناة «صدى البلد» من مصر الانسحاب من المنظمة التي كال لها الاتهامات المعلبة والجاهزة حال فوز المرشح القطري.
مزاعم بدعم إسرائيلي
وفي البرنامج نفسه، هاتف أحمد موسى الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق المعروف بولائه لنظام السيسي، الذي اتهم «إسرائيل» بمساندة مرشح قطر .وقال إنّ «هذا الأمر حدث من قبل مع الدكتور فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق»، معتبرًا فوز مرشح قطر «فضيحة».
صفقة ووعود
كما ادعت الصحفية فابيولا بدوي، التي هاتفتها لميس الحديدي في برنامج «هنا العاصمة» الذي تقدمة عبر قناة «cbc»، أنّ هناك صفقة تجمع قطر و«إسرائيل» لفوز مرشح الدوحة بمنصب مدير اليونسكو.
وزعمت أنّ «قطر تسعى إلى الحصول على أصوات دول إفريقية صديقة لإسرائيل مقابل وعود بإغداق الأموال عليها».
ادعاء بوجود اتفاقات مشبوهة
ولم تتوان صحيفة «اليوم السابع»، المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة المقرب من أجهزة الدولة، في الكف عن التحريض وإلقاء التهم جزافا على مرشح قطر؛ فزعمت أنه قدم ضمانات لـ«إسرائيل» بألا تتداول قضايا القدس والمسجد الأقصى في المنظمة حال فوزه في الانتخابات.
ونقلت عن مصار لم تسمها أنّ «حمد الكوارى» طالب الأعضاء الأصدقاء لـ«إسرائيل» في المنظمة بالتصويت له في الجلسة مقابل ألا يدرج أيّ مشروع تصويت خاصًا بفلسطين أو المقدسات الإسلامية في القدس.
المصدر
- تقرير:دعم يهودي علني لـ«مشيرة خطاب».. وأذرع السيسي الإعلامية تروّج «اتهامات معلبة» لقطرموقع:شبكة رصد الإخبارية