حوار خاص مع محمد طه "أبو أيمن" أحد مؤسسي حركة حماس
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
حوار خاص مع محمد طه "أبو أيمن" أحد مؤسسي حركة حماس
أجرى المكتب الإعلامي لكتائب الشهيد عز الدين القسام حوار خاص مع محمد طه "أبو أيمن" الذي يعتبر من أقدم قيادات الحركة الإسلامية في قطاع غزة، وأحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي عاصرت الشيخ الشهيد المفكر القائد د. إبراهيم المقادمة.
وتحدث الشيخ طه عن أبرز ذكرياته التي عاصرها مع الدكتور المفكر في الذكرى الخامسة لاستشهاده.. وفي ما يلي نص الحوار:
- أستاذ أبو أيمن ممكن أن تصف لنا حياة الدكتور داخل السجن لا سيما انك رافقته في السجن ؟
- في الحقيقة أن الدكتور إبراهيم رحمه الله رحمة واسعة ونسأل الله أن يجمعنا به في الجنة كان من الأمثلة الطيبة النادرة كان فذاً في جميع النواحي لا نبالغ إذا قلنا أنه كان أمة في رجل سواء في السجن أو في خارج السجن كان مثلاً طيباً ... كان فذاً في جميع الميادين نشيطاً حريصاً على مصلحة إخوانه ومصلحة شعبه لا يكل ولا يمل كان حريصاً كل الحرص على أن يفيد إخوانه في كل المجالات ويصر على أن يتقدمهم في كل عمل في كل خدمة لا يفشل لا يتأخر عن عمل الخير
- كيف كان يقضي الدكتور إبراهيم وقته داخل السجن ؟
- كان يقضي وقته إما قارئاً أو معلماً كثيراً ما كان يخص إخوانه في كثير من وقته يوضح لهم كثير من الأمور سواء في القرآن أو الحديث أو السياسة ما كان يبخل رحمه الله رحمة واسعة على احد يسأل سؤالا او يستفسر منه عن شيء وكان يمارس في هذا كذلك ويعطي المثل الطيب في كل من حوله .
- ما الذي تذكره من مواقف مع الدكتور إبراهيم ؟
- هناك مواقف بعضها عايشتها وبعضها سمعتها ممن كان معه .. أما أبرز ما سمعته لما جاءه خبر وفاةابنه الأكبر "أحمد" رحمه الله , جاءه الخبر قبل موعد محاضرة له بدقائق فصبر وصابر واحتسب وتعالى عن الجراح وكتم الخبر عمن حوله وقام بإعطاء المحاضرة على خير وجه وما شعر أحد بأن في الأمر شيئا ولما عرف من حوله الحقيقة بعد ذلك كبر الرجل في نظرهم وأيقنوا أنه فعلا أمة في رجل وليس رجلا في أمة وكان في ذلك أطيب الأثر في نفوسهم.
- إذ إنه صبر وصابر واحتسب وآثر مصلحة إخوانه ولم ير من الحكمة أن يعطلها أما ما عاشرته فقد جاءنا إلى النقب بعد ما كان في السجون المركزية وكان في قسم آخر غير القسم الذي كنت فيه فبعث إلي رسالة يسألني فيها عن موضوع يتعلق في أحد أقرب أقرباءه.
- فقدرت أنه سيسوءه أن أبين سلبية هذا القريب فكتبت إليه راجياً أن يعفيني من الحديث في هذا الموضوع حتى لا نختلف وإذا به يرد على رحمه الله رحمة واسعة رداً يستحق أن يسجل بمداد من ذهب ويقول والله لن نختلف وما سألتك إلا لأني واثق من أنك ستعطيني الصورة الحقيقية الكاملة ولن أسأل غيرك , أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن خالفتك فبالله عليك أن تحدثني بلا حرج لأنني واثق أنك ستقول الحقيقة ، نعم هكذا يكون الرجال وهكذا تكون المواقف نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعوضنا خيراً .
- هو رحمه الله كان يعيب على بعض الأخوة المبالغة ، مع أن من أبرز سمات ديننا وسمات أمتنا الاعتدال والتوسط لا تفريط ولا إفراط ، يعني قراءة المأثورات مثلاً التي لا تحتاج لأكثر من دقائق معدودة .. كان بعض الأخوة الكبار يرون فيها مشكلة وعبء ثقيلاً ويهمسون طالبين أن لا نشق على الشباب بأن ندعوهم يومياً إلى قراءة المأثورات ويدعون إلى أن نريحهم !!! نريحهم من عبادة خفيفة إلى أبعد الحدود !!
- فقلت مرة لأحد هؤلاء أصحاب هذا المنهج أنت تراني أحملهم فأساً كبيراً وتعبوا من العمل ! ,أتريد منا أن نريحهم من عبادة ربنا ! وهي عبادة خفيفة لا تكلفنا شيئاً !!! في مثل هذه المواقف كانت الدكتور رحمه الله يقول أنا يغيظني الأخوة المصابين بمرض الشفقة فهو رحمه الله كان يأخذ بالعزيمة ويأخذ بالاعتدال في كل الأمور كما يعلمنا ديننا وكما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم .
- ويذكر أبو أيمن :" قال المقادمة لي ذات مرة ونحن في الأسر: إنني يغيظني الأخوة المصابون بمرض الشفقة الذين يهدمون شخصية شبابنا بحجة الحرص عليهم، فكلما حاولنا أن نحاسب المخطئ اعترضوا قائلين، لاتشددوا، لاتقسوا، لا تعقدوهم، فيقع هؤلاء في أسوأ مما حذرونا منه لأنهم يرون النتيجة الحتمية لهذا التراخي أن يصبح الشباب مهزوما غير مبال، فيندمون بعد فوات الأوان.
- ماذا كان يعني المقادمة في أوساط الشعب الفلسطيني .. ماذا كان يمثل للشعب ؟
- لا نبالغ إن قلنا أنه كان قائداً معلماً مرشداً قدوة ولا يضير أن القليلين هم الذين كانوا يعرفون قدره ومكانته والكثيرون في تلك الفترة التي كان فيها وعي شعبنا لا يذكر الكثيرون كانوا يظلمونه إما عن جهل وإما عن حقد لأن النفوس المريضة تقلب الأمور وبدلاً من أن يحترموا ويقدروا صاحب المواقف المشرفة بدلاً من ذلك يحقدون عليه ولسان حالهم يقول لماذا لا يمدحني الناس كما يمدحونه لماذا لا يحترمونني كما يحترمونه ويحقد ويحشد ويحاول أن يشوه الصورة ولكن قلة قليلة هم الذين كانوا يعرفون للرجل قدره ومكانته ولا يضيره ذلك ما دام واثقاً أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع عنده شيء فلا يضير سواء قدره الناس أم لم يقدروه .
- أبرز ملامح وسمات شخصية الدكتور ؟
- ووصف الشيخ طه، الشهيد المقادمة بأنه "شخصية فذة تكامل عندها الفهم فجمعت بين الدنيا والآخرة"، وقال:" إنه رجل المواقف..قوي شجاع زينته التواضع، بعيد كل البعد عن الغرور، يحترم إخوانه ويوليهم ثقته ويرفق بهم، ويحتمل الصدمات ولا ينحني رأسه ولا تهزه المصائب
- وقال:" كان محباً لإخوانه متواضعاً إلى أبعد الحدود كان يؤثر إخوانه على نفسه ويحرص عليهم ويدافع عليهم ويلتمس لهم الأعذار ما كانت هناك حواجز بينه وبين إخوانه كان يعامل إخوانه القريبين من قلبه بصراحة تامة ولا يتحرج أن يكلف إخوانه للمصلحة العامة ولم تكن السن لتمنعه أن يصارح من كان بينه وبينه سنوات كبيرة فقد كنت أكبر منه بـ15 عاماً فجاءني رحمه الله يوم الجمعة قبل موعد الصلاة بما يزيد قليلاً عن الساعة
- فقال لي هو يقول كنت في غزة وإذا بأحد الخطباء يثور ويعترض ويحتج أنهم لم يبلغوه عن خطبة الجمعة إلا يوم الخميس وقال قلت لهم لا تتعبوا أنفسكم لا تلحوا علي ما دام يوم كامل لا يكفيك لأن يستعد لخطبة الجمعة فأنا سأبعث إليكم خطيباً من البريج وقال لي أنا واثق أن هذا لا يشكل مشكلة عندك ووعدتهم أن تكون أنت الخطيب فماذا تقول قلت له أستعين بالله سبحانه وتعالى وأذهب ليست هناك مشكلة وذهبت فعلاً وانتهى الأمر والحمد لله .
المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام المكتب الإعلامي