حال العيد في فلسطين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حال العيد في فلسطين


بقلم : خالد معالي

عيد الفطر السعيد في فلسطين يأتي لهذا العام مع تواصل الاحتلال وتجاهل العالم لمعاناة الشعب الفلسطيني المقهور والمكلوم. ما يميز هذا العيد عن سابقه هو تفاقم المعانة للشعب الفلسطيني خاصة مع الحصار المحكم لقطاع غزة من إغلاق المعابر ومنع الاستيراد والتصدير وتحويل القطاع إلى سجن كبير يحوي مليون ونصف فلسطيني، وتزايد أعداد الشهداء والأسرى والجرحى والمعاقين، وتصاعد نسب الفقر والبطالة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مستويات قياسية وعالية بشكل كبير.....

مما يدمي القلب ويدمع العين في هذا العيد بدل الفرحة والبهجة هو تواصل "زعل" الأخوة على بعضهم البعض من حركتي فتح وحماس، هذا الزعل الذي أدى إلى تجاوز وتخطي حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت كتتويجا لاتفاق مكة المكرمة، وهذا الزعل أيضا بدل أن يتوقف وأن يثير فينا وقف حالة الانقسام ما بين غزة والضفة عبر الحوار والعودة لحكومة الوحدة الوطنية كون مؤتمر الخريف القادم يحتاج لموقف فلسطيني موحد وليس إلى عدد من المواقف المتضاربة والمتعارضة، فحركة فتح تضع جميع بيضاتها في سلة مؤتمر الخريف، وحماس تعارضه ولا تضع ولا بيضة واحدة فيه ولا تعول عليه إلا في زيادة حالة الانقسام كما جاء على لسان قادتها.

العيد... بدل أن نقف لحظات فيه مع أنفسنا ونسأل أنفسنا ماذا نريد..؟! وإلى أين نريد أن نصل في ظل حالة التراجع والترهل والضعف الفلسطيني الحاصلة..؟! بدل ذلك نسمع تصريحات من المسئولين الفلسطينيين تحبط وتربك وتخفض من سقف التوقعات للمواطن الفلسطيني الغلبان الذي بدأت معنوياته تنهار شيئا فشيئا في ظل حالة الانقسام حتى وصلت إلى حافة الانهيار مع زحمة الأحداث المتسارعة.

حالة التنافس والصراع ما بين القطبين الكبيرين في الساحة الفلسطينية بقيت على حالها في العيد والتي لا يوجد لها حل في المدى القريب في ظل التوتير الإعلامي والمناكفات الفلسطينية الفلسطينية التي تكبر وتضخم الحدث الصغير" تعمل من الحبة كبة". للخروج من هذا الوضع السيئ لا بد من جلوس الأخوة مع بعضهم ووقف التراشق الإعلامي الغير مقبول على الإطلاق، فبدل أن ينصب الإعلام الفلسطيني ويتوحد في فضح وتعرية ممارسات الاحتلال، انبرى كل طرف إعلامي في الردح للطرف الآخر.

أصبحت المعلومة في عصر التقنية والعولمة تصل بسرعة البرق -أن لم يكن أسرع- من فرد إلى آخر ومن دولة إلى أخرى مما يعني أن العالم أصبح يعرف حقيقة ما يجري في أي بقعة من بقاع العالم، وأصبحت المعرفة في متناول الأيدي وليست حكرا على أحد مما يعني أنه بات من الصعب حجب الحقائق عن الفرد العادي، وبالتالي يجب وقف تزوير الحقائق وفبركة الأخبار من قبل أي طرف فلسطيني مهما كان.

عيد الفطر لهذا العام حزين كونه أتى وما يقارب 12 ألف أسير وأسيرة فلسطينية خلف القضبان يعانون القهر والعذاب ساعة بساعة، وكون آلاف من الشهداء هم تحت الثرى يتم تذكرهم وسط الدموع والذكريات الحزينة، وهو حزين وغاضب على عدم تصالح الأخوين في ظل الهجوم الواسع والمجرم من قبل الاحتلال على كليهما دون تفرقة بينهما في كون أحدهما من لون سياسي يختلف عن الآخر.

حركة فتح التي قدمت قافلة طويلة من الشهداء والأسرى على مذبح الحرية وما زالت، وحركة حماس التي طورت الأداء الفلسطيني المقاوم بدءا من الحجارة وحرب السكاكين مرورا بالاستشهاديين وصواريخ القسام التي تمرغ أنف الاحتلال بالتراب صباح مساء، وحركات المقاومة الأخرى كلها ... آن ألأوان لها جميعا لتضع وتترك خلافاتها جانبا وتبدأ مشوار التوحد الحقيقي ووضع برنامج موحد للنضال الفلسطيني يراعي الحد الأدنى من ألآمال والطموحات الفلسطينيين، إن لم يفعلوا ذلك فان الاحتلال الغاشم يتربص بهم واحدا واحدا ويتحين الفرص للانقضاض والافتراس ...ويصح فينا وقتها "أكلت يوم أكل الثور الأبيض" وساعتها لن يجدي البكاء ولا الندم نفعا.

المصدر