جماعة الإخوان في سوريا تنسحب من جبهة المعارضة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جماعة الإخوان في سوريا تنسحب من جبهة المعارضة
على صدر الدين البيانونى.jpg

كتب- أحمد التلاوي:

قرر الإخوان المسلمون في سوريا الانسحاب من جبهة الخلاص الوطني المعارضة، "بعد أنْ انفرط عقد الجبهة عمليًّا، وأصبحَتْ عاجزةً عن النهوضِ بمتطلبات المشروع الوطني، والوفاء بمستلزماته"، ونتيجة للتباينات التي ظهرت في وجهات النظر داخل الجبهة في شأن التعامل مع القضية الفلسطينية.

وكان الإخوان المسلمون في سوريا قد أعلنوا تعليق أنشطتهم في معارضة النظام الحاكم، واضعين أنفسهم تحت تصرف المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الأخير الذي شنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة في ديسمبر ويناير الماضيين، وأدى إلى استشهاد 1400 فلسطيني، وإصابة 5200 آخرين.

وقال الإخوان المسلمون في سوريا في بيانٍ صدر اليوم ووصل (إخوان أون لاين) نسخةً منه، إنَّ الجماعة عبر تاريخها تلتزم في سياساتها وتحالفاتها بالثوابت التي تخدم مشروع الإصلاح والتحرر على المستويين الوطني والقومي، وعلى المستوى الإسلامي.

وقال البيان: "منذ سنواتِ النشأة الأولى، كان لجماعتنا تحالفاتُها الوطنية الملتزمة بالمحدداتِ والثوابت التي تخدمُ مشروعَ التحرير والإصلاح، على المستوى الوطني والقومي والإسلامي، لاسيما دورها المميز في الدفاع عن فلسطين، ومقاومة المشروع الصهيوني بأبعاده المتعددة، أو في دعم مشروع الوحدة العربية والدفاع عنه، أو في التصدي لمشاريع الأحلاف المعادية لأمتنا في ظروف الحرب الباردة".

وأضاف البيان أنَّ انضمام الإخوان المسلمين في سوريا في تأسيسِ جبهة الخلاص الوطني بتاريخ 17 مارس 2006م، جاء وفق هذه الرؤية "بالرغم من تجاوزاتِ بعضِ أطراف الجبهة، ومواقفه العدائية المعلنة تجاه الحركة الإسلامية، وتجاه مشروع المقاومة".

وأشار البيان إلى أنَّ جماعة الإخوان المسلمين فيسوريا بعد العدوان الصهيوني على غزة، رأت تدعيم مشروع المقاومة، فأعلنت في السابع من يناير الماضي "وضع جميعِ إمكاناتها في خدمة مشروعِ المقاومة، وتعليق أنشطتِها المعارضة، توفيرًا لجهودِها للمعركة الأساسية ومواجهة العدوان".

وقال البيان إنَّه إزالة للالتباس الذي أثارته بعض الأطراف داخل الجبهة حول تعارض تعليق الإخوان هناك لأنشطتهم المعارضة مع ميثاق جبهة الخلاص الوطني، تقدم إخوان سوريا إلى اجتماعِ الأمانة العامة للجبهة الذي عقد في السادس من فبراير الماضي، بمذكرةٍ توضيحيةٍ، شرحوا فيها موقف الجماعة.

إلا أنَّ هذا الاجتماع كشف عن تبايناتٍ في وجهات النظر، حول القضية الفلسطينية، والموقفِ من المقاومة، ومن العدوان الصهيوني الأخيرِ على غزة، وكذلك حولَ موقف إخوان سوريا بتعليق أنشطتهم المعارضة.

وقال البيان إنَّ الجماعة في سوريا قررت في ضوء هذه المتغيرات، إعادة النظرِ في الموقف من جبهة الخلاص الوطني، وتقويم هذه التطورات، وانعكاساتها على الموقف العام، في إطاره الوطني والعربي والإسلامي، ومراجعةِ موقفها من الجبهة، في إطارِ الثوابتِ الوطنية والموقف السياسي المعتمد لإخوان سوريا.

وأضاف إنَّ الإخوان المسلمين قرروا بناءً على هذه المعطيات "وبأغلبيةٍ كبيرةٍ، الانسحاب من جبهة الخلاص الوطني، بعد أنْ انفرطَ عقد الجبهة عمليًّا، وأصبحَت- بوضعها الحالي- عاجزة عن النهوضِ بمتطلّبات المشروع الوطني، والوفاء بمستلزماته".

ووصفت الجماعة القرار بـ"الصعب"، إلا أنَّها أكدت على أنَّ ذلك القرار جاء "حرصًا منا على الجبهةِ واستمرارها، ورغبةً في إفساحِ المجالِ أمامَ جميعِ الفرقاء، لمراجعةِ مواقفهم، وحسابِ النتائج التي ستترتّبُ عليها".

المصدر