تعيين أبو جرة سلطاني وزيرًا بحكومة الجزائر
كتب- رضا السويدي
في خطوة سياسية تحفظ توازنات الشارع الجزائري عيَّن الرئيس الجزائري بوتفليقة الشيخ أبو جرة سلطاني (رئيس حركة مجتمع السلم ) في منصب وزير دولة دون حقيبة في التعديل الوزاري الجزئي الذي أجراه الرئيس مؤخرًا؛مما يعد خطوةً هامةً في طريق الإسلاميين في الجزائر؛ حيث تشارك حركة مجتمع السلم الإخوان المسلمون في الائتلاف الرئاسي الذي يضم التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده أبو يحيي،وجبهة التحرير الوطني التي يقودها عبد العزيز بلخادم.
وقد شغل أبو جرة سلطاني وظائف عدة،بدءًا من عمله إمامًا وخطيبًا في الفترة من 1971 م حتى 1976 م،ثم مرشدًا وداعيةً بين سنوات 1977 - 1994 م،ورئيس تحرير مجلة (التضامن) 1990 - 1994 م، ثم أستاذًا جامعيًّا منذ 1980 إلى 1996 م،ورئيسًا لمجلس الشورى الوطني لـ(حمس) بين 92- 1993 م.
وقد شغل سلطاني رئاسة عدة وزارات؛ حيث عُيِّن كاتب دولة مكلفًا بالصيد البحري خلال الفترة من 1996 حتى 1998 م،ثم نائبًا بالبرلمان عن ولاية (محافظة) تبسة،ثم وزيرًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة 1998 م حتى 2000 م، ثم وزيرًا للعمل والحماية الاجتماعية 2000 - 2001 م، ثم نائبًا بالبرلمان لعهدة ثانية في انتخابات مايو 2002 م عن ولاية (محافظة) تبسة،وقد أثبت سلطاني كفاءةً عاليةً وانضباطًا شديدًا في تسيير الوزارات الثلاث السابقة،شهد له بذلك الخصوم قبل الأصدقاء.
ويرى مراقبون أن تعيين سلطاني يدخل ضمن سياسة الرئيس بوتفليقة لتجسيد سياسة العفو التي سيقرها مشروع قانون العفو الشامل عن الإسلاميين المسلَّحين الذي يعتزم إقراره خلال الأشهر القادمة، وينتظر أن يسمح بمقتضاه للمسلَّحين الذين ما زالوا في الجبال بتسليم أسلحتهم والعودة إلى أحضان المجتمع.
وكان بعض المحللين قد رأى أن تعيين سلطاني وزيرًا بلا حقيبة يعد انتقاصًا لحركة (حمس) الشريك في الحكم،إلا أن تصريحات سلطاني قد عبَّرت عن مدى وطنية التيار الإسلامي الجزائري؛حيث أكد في وقت سابق في تصريحات لقناة (الجزيرة) الفضائية أن الحقائب الثقيلة ليست المقياس على أداء الحركة التي تراهن على استقرار المجتمع ولا يهمها إن كانت حقائب الوزارة خفيفةً أم ثقيلةً؛لأن الحركة تشارك في الائتلاف الرئاسي الحاكم،ولها لمساتها الواضحة في الحياة الجزائرية.
يذكر أن (حمس) نجحت في الحفاظ على قيم واستقرار المجتمع الجزائري؛حيث أقنعت بوتفليقة بالانحياز إلى الشريعة الإسلامية في تعديلات قوانين الأسرة،كما ساهمت (حمس) في التفاهمات الأخيرة في سياسة العفو الشامل.
المصدر
- مقال:تعيين أبو جرة سلطاني وزيرًا بحكومة الجزائرإخوان أون لاين