بيان بخصوص اغتيال العدو الصهيوني للسياسيين من حركة حماس
لقد بلغ السيل الزبى، وجاوز العدوان كل حد، وفاض الكيل، ففي كل يوم ومنذ عشرة أشهر يغتال الصهاينة المجرمون عددًا من أفراد الشعب الفلسطيني بزعم أنهم يمارسون العنف ضدهم، ورغم أن مقاومة الاحتلال حق مشروع ومقرر في كل الشرائع القانونية وواجب شرعي ووطني في عنق كل من يرزح تحت الاحتلال، إلا أن جرائم الاغتيال لم تقف عند حدود المقاومين المقاتلين بل تعدتهم إلى الأطفال الرضع والنساء الضعاف والشيوخ العجزة، هذا بالإضافة إلى تدمير المنازل وتجريف الحقول وحصار المناطق ومنع وصول مقومات الحياة.
والأمس حدث تحول نوعي خطير ومعلن على سبيل التبجح والغرور، وهو اغتيال عدد من السياسيين والإعلاميين المدنيين من حركة حماس، وهو أمر ينذر بمخاطر جسيمة، ويفضح نية السوء التي يضمرها هذا العدو الغادر لكل ما هو عربي وإسلامي، والغريب أن يمر هذا الأمر في ظل صمت عربي وإسلامي مطبق دون اتخاذ أي موقف أو قرار.
والذي نريد أن نقوله لكل الحكام العرب : إلى متى تنتظرون ؟ ومتى تتحركون ؟ ألم تقتنعوا بعد بأن العدو الصهيوني لا يريد سلامًا ولا يبغي لنا خيرًا ؟ ألم تستيقنوا أنه لا يريد لنا إلا الاستسلام والخنوع والذل ؟ ثم الهيمنة على المنطقة، وتحقيق أطماعه التوسعية وتدمير مقدساتنا؟
ألا يكفي ما حدث لعقد مؤتمر قمة ينفذ القرارات السابق اتخاذها، ويعتمد الفعل والعمل بديلاً للشجب والاستنكار ؟ ألا يستحق الأمر تحديد موقف ضاغط على الولايات المتحدة الأمريكية بما لها لدينا من مصالح؟
إن الشعوب المقهورة تتطلع إلى استعادة حريتها حتى تعبر عن مشاعرها ومواقفها من الأعداء، وهي على استعداد لتقديم كل التضحيات المطلوبة من أجل استعادة الحق والمقدسات مهما كلفها من ثمن.
إن حرية الشعوب هي حريتكم أيها الحكام وكرامتها هي كرامتكم فانحازوا لها، واستمدوا مواقفكم وقوتكم من مددها وقوتها، وتذكروا أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم ولكنها قضية العرب والمسلمين كافةً، وأن الله سائلكم عنها، فاطرحوا الخلافات وانفضوا الضعف والخوف واستعينوا بالله، وخذوا بأسباب القوة.
أيها الشعب الفلسطيني الصامد المرابط، أخوتنا الشهداء الأحياء، إن طريق النصر هو طريق الشهادة، وإن دماء الشهداء هي التي تروي شجرة الحرية والاستقلال والكرامة والعزة، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون بإيمانكم وصبركم وتضحياتكم. ولتثقوا أن الشعوب العربية والإسلامية كلها معكم، تتمنى أن تحظى بشرف الشهادة وجنات النعيم، وحتى يتحقق نصر الله لكم وطريق الجهاد هو طريق النصر أو الشهادة.
﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ " " إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْْ﴾.
القاهرة في: 12 من جمادى الأولى 1422هـ
المصدر
- بيان:بيان بخصوص اغتيال العدو الصهيوني للسياسيين من حركة حماسإخوان أون لاين