بيان انتخابي بمناسبة التاسع من يناير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


انتخبوا محمود عباس

بقلم / رشيد ثابت

محمود عباس في أحضان المحتل

إنه رئيسٌ منصرفٌ إلى علو الهمة وترككلِّ ناقصٍ من الأمور حقير؛ ولكم لتتأكدوا من ذلك بأن تنظروا في قوله: "إننا ندين(هذه العملية) بكل أنواع الادانة ونشجبها، ونعتبرها من العمليات الحقيرة" (ملاحظة: كل شهود العيان في "تل أبيب" كانوا قد أكدوا أن العملية حقيرةٌ فعلاً!)

وهولا يساوم على الثوابت أبدًا - كما يتهمه بعض المرتبطين "بإيران" - وليس مستعدًّاللتفريط ولا بشسع نعل كليب من حقوقنا الوطنية وأرضنا المحتلة؛ أو كما قال: "يعتقدالبعض أننا متحجرون، ولكن لا بد من التوضيح أن هذه الثوابت منحتنا إياها الشرعيةالدولية فهي حقوق عرضت علينا من خلال الشرعية الدولية وقبلنا بها وتمسكنا بها"

والدليل الواضح على هذه "القربطة" بالثوابت يأتي من هذا التعبير الدقيقوالمحسوب عن التمسك بآخر حفنة تراب من آخر شبر في أرض فلسطين: "إن مساحة الضفةالغربية وقطاع غزة(6205)كم2 وهذه المساحة جميعها نريد ان نقيم عليها الدولةالفلسطينية المستقلة" (ملاحظة: ليس متمسكًا بالثوابت وحسب بل هو "شبِّيح" فيالجغرافيا؛ وعلى عكس "أصحاب الأجندات الخارجية" الذين يعتقدون أن في فلسطين 27 ألفكيلومترًا مربعًا من الأرض)

إن نفسه تواقة للإتقان وهو يكره العبث ويبغضه؛فكثيرًا ما طالب بأن "يعمل الجميع بكل جهد وخاصة الحرس الرئاسي وكل قوى الأمنالوطني من أجل إشاعة الأمن والأمان في الوطن وإزالة الفلتان الأمني ووقف الصواريخالعبثية"

وكرر ذلك بقوله " إن إطلاق الصواريخ والقذائف يشكل ممارسات عبثية" - لاحظ التعريف المحسن في العبارة الأخيرة والذي يسد ثغرة الإيحاء المضلل والخادعبكون إطلاق قذائف "الهاون" مثلاً فعلاً غيرَ عبثي - وقوله عن الصواريخ - الفلسطينية فقط - أنها "عبثية ولا تخدم أي طرف"؛ وقوله أنها "عبثية وبلا فائدة" (ملاحظة: جربواالبحث في محرك "غوغل" عن "محمود عباس" و "صواريخ عبثية" وعُدُّوا معي النتائجالموافقة من أخبار التصريحات والنقاشات الذي أَثَارَتْهَا وأثْرَتْهَا!)

وهويضرب مثلاً وقدوة حتى للعدو؛ الأمر الذي دعا "أفيخاي أدرعي" - الذي صار بفضلالجزيرة غنيًّا عن التعريف - إلى تبني نفس مصطلح "الصواريخ العبثية"

لكنهورغم وفائه للكلم البليغ والعبقري - مصطلح "صواريخ عبثية" - فهو ذو خيالٍ واسعٍوقادرٌ على هجاء الخصوم من خلال (سباكة) تعابير خطيرة من نحو قوله: " ما يجري فيغزة من اطلاق صواريخ أو (مواسير) يجب ان يتوقف لأن لا مصلحة وطنية منها"

وهومثل حاتم الطائي يحمي الذمار ويفرج عن المكروب ويفك العاني أو يحرص على فكه ومنعوقوعه في الأسر استباقًا وبشكل ضمني؛ وفي ذلك قوله: "شاليط كلف الشعب الفلسطينيأكثر من ألف شهيد"

وهو أوفى من السَّمَوْأَل وكلمته "ما بتنزلش الأرض" إذيصرح "بضرورة الالتزام باتفاقية معبر رفح الموقعة عام 2005 "؛ ولكنه في الوقت نفسهمتواضع للغاية من حيث يتحدى:" سنصفق لحماس إن حصلت على اتفاقية افضل من اتفاقيةالعام 2005 "

إنه أحسن حظ فلسطين وأفضل قَسَمِهَا من الزعماء والساسة (إسألوا "كوندي" واطلبوا من الجزيرة أن تعيد ما قاله "آفي ديختر" في الدعاية للرئيسالشرعي - كما لاحظ "ديختر"! - على شاشتها عشية بدأ حرب "تحرير" غزة من حماس). إنهإنسان حميمي وحساس (أسألوا "أولمرت" عن آلام ظهره من كثرة العناق و"الدبق" علىصدغيه من كثرة التقبيل). أنه "جنتل مان" (أسألوا "دالية إيتسيك" عَمَّن "سَيَّغَها" بالذهب الحر). إنه الرقم الصعب الذي لا "عملية سلام" بدونه (أو بدون مثيلٍ له). تخيلوا لو أنه لم يكن موجودًا: كيف كان بوسع العالم مناقشة طريقة إنهاء معركة غزة في مجلس الأمن؟ كانوا سيضطرون لدعوة الطرف الفلسطيني! أما بوجود عباس فقد استغنواعن حضور الطرف الفلسطيني! (حسنًا دعكم من الإنخداع بالشكليات؛ فما رأيتموه في جلسة مجلس الأمن كان علمًا يشبه علم فلسطين لكنه لم يكن علمها فعلاً؛ وما كان مكتوبًابالانجليزية على لوحة على الطاولة كان يشبه اسم فلسطين لكنه لم يكن اسمها فعلاً؛والوفد كان يشبه وفد فلسطين شكلاً لكنه لم يكن وفد فلسطين فعلاً! كل هذه المعطياتكانت فلسطينية ظاهرًا لكنها لم تكن كذلك في الحقيقة؛ ولو أصر رئيس المجلس "المندوبالفرنسي" على غير ذلك!).

انتخبوا محمود عباس فهو ضمانة عدم رهن فلسطين للحلفالقطري السوري الإيراني الأردوغاني (كاتب المقال يحتفظ بحق الملكية الفكرية لمصطلح "الأردوغاني"). انتخبوا محمود عباس فهو أمل فلسطين في استمرار المفاوضات؛ وغنيٌّ عنالبيان كم أن المفاوضات ضرورية "فالحياة مفاوضات" - كما يقول أحد المقربين منالرئيس (أحد أقرباء هذا المُقَرَّب كان قد أخبر الكاتب اللبناني الدكتور "أسعد أبوخليل" أن المقرب يتطلع لأن يكون يومًا ما رئيسًا لفلسطين المستقلة! والكاتب المذكوريعتقد أن بوسعه أن يحلم بتولي رئاسة مزرعة بطاطا لكن ليس أكثر من ذلك. وأنا شخصيًّالا أعرف لماذا يحتقر أبو خليل البطاطا كل هذا القدر؟)

على أية حال: أطلناعليكم في الاستظراف ولذلك لنختم "بكلمتين جد". اليوم هو يوم التاسع من يناير 2009 ؛وأنا لا أرى أن شرعية محمود عباس تنتهي الساعة لأنها بنظري المتواضع منتهية من زمان (من يوم رضيَ أن يقبل أن تعفيه الولايات المتحدة - مع بعض مؤسساته وتلفزيونهومخابراته - من العقوبات التي فرضتها على حكومة فلسطين الشرعية بعد الانتخاباتالحرة). ولا شرعية بالأمس واليوم وغدًا إلا لليد التي تضرب الصواريخ. الكلمة فياليوم والأمس وغدًا للصواريخ التي تضرب بئر السبع أو عسقلان أو "بيت جرجة" أو مافوق ذلك أو ما دونه! وصاروخ القسام يعلو وكل ما عداه إلى أسفل سافلين!

وكل دورة رئاسية وأنتم بخير

المصدر : نافذة مصر