المراقب العام لإخوان الأردن يكشف أسباب أزمة الحكومة مع الحركة الإسلامية
- الحشود الهزيلة للنظام ضدنا تؤكد أن الشعب في صفنا
- لن نتوسل لأحد ونحتكم إلى القانون وسلطة القضاء
- الإصلاح السياسي في الأردن يتراجع إلى الوراء
أكد سالم الفلاحات - المراقب العام ل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن - أن الجماعة لن تنجرَّ وراء الاستفزاز والتحريضِ الذي تمارسه الحكومة إزاء الحركة، وقال: إن الأزمة الحالية افتعلتها الحكومة، وإن الحركة الإسلامية لم تقطعْ سبل الحوار يومًا، لكنها لن تتوسلَ إلى الحكومة لإنهاء الأزمة.
وعبَّر المراقب العام عن أسفِه العميق لما وصفه بالتجييش الحكومي ضدَّ الحركة الإسلامية الذي من شأنه أن يمس النسيج الاجتماعي للبلد، وفيما يلي نص المقابلة:
* تعرَّضتم لهجمة وُصفت بـ"الشرسة" وُجِّهت لكم فيها الإساءات والاتهامات وتمَّ اللجوء فيها للتحشيد في الشارع.. لكن لُوحظ من طرفِكم هدوءٌ في التعاطي معها دون انفعال، لماذا لم تردُّوا على الهجمة بأساليبها؟!
- معاناتنا مع الحكومات المتعاقبة كثيرة وطويلة، وبعض هذه المعاناة موضوعيةٌ لسبب موقع الأردن الحساس وقربه من بؤرِ صراعٍ كبيرة، بالتالي التعامل مع الحكومات أخذ أشكالاً متعددةً منها هذا الشكل وهو التعاطي بهدوء مع الأحداث الكبيرة، وهو أمرٌ طبيعي، فالقوي الواثق من نفسه وحجمه لا يُستفز ولا ينجر للإثارة، فضلاً عن عدم تأثره بهذه الأشكال من الزوابع، كذلك منهجنا في التعاطي مع هذه الأمور واضحٌ؛ فنحن أبناء منهج لا يؤمن بالانفعال ولا بردود الفعل ولدينا من الرسوخ في التعامل مع هذه المسائل، ما يغنينا عن الانجرار وراءها، واتباع أسلوب أصحابها، وما يجري بنظرنا سراب لا يلبث أن يزول، فلن ننجر لمربع الانفعال؛ لأن هذا الوطن وطننا، وهذا البلد بلدنا، ولو أساء أحد إليه بإساءته لنا فنحن (أم الولد الحقيقية)، وبالتالي سنتعامل بعقلانية وروح مسئولية، ولن نعطيَ المجالَ لمَن يعيش على الاستفزاز والارتجال أن يجرَّنا لذلك، دون أن يتعارضَ هذا مع القوة في الطرح واتخاذ ما يلزم من مواقفَ بحسبِ الحاجةِ والضرورة التي تقدر في حينها.
* هل تعتقدون أن الشارع تعاطف معكم في الأزمة الراهنة عندما رفض الخروج العفوي في مظاهرات الحكومة، وهل ترون في العددِ الهزيلِ لمسيراتِها، والتي أُجبر عليها الموظفون لم يتجاوزْ حاجز الألف شخص رفضًا من الشارع لما يجري معكم؟!
- حتى لو صدقت أرقام بعض الصحف من أن العدد الذي خرج يُقدر بـ(4) آلاف فهذا أيضًا يعتبر رقمًا ضئيلاً من (6) ملايين مواطن ممن طلب منهم المشاركة من أقصى الشمال للجنوب محمولين بالسيارات الرسمية رغم الإغراءات والتهديدات التي استعملت لإجبار معظمهم على الخروج، وهذا مؤشر إيجابي إلى أن الشعب الأردني واعٍ ومسيسٌ، وهو يعلم الحقيقة أنه لا يتظاهر ضد زيارة ليس لها إلا الطابع الإنساني يقوم به أي مواطن أردني، ونحن في عرفنا حتى أبناء العشائر المتقاتلة وبينها دم، في حال حصول بيت عزاء يقوم بعضهم بزيارة بعض، فالعزاء شُرِعَ للأحياء، ولم يُشرعْ للأموات الذين يتوفاهم الله، وبالتالي لم تستطعْ هذه الحملة المتعجلة والمتسرعة أن تحشدَ غير هذا الرقم الهزيل ومعظهم موظفون نعرف بعضهم بالاسم، بل إنَّ بعضهم تحدَّث إلينا أنه مغلوبٌ على أمره، والعديد منهم أكد أنه طلب منه الحضور وأن بعضهم رغم التهديد رفض ذلك.
المصدر
- مقال:المراقب العام لإخوان الأردن يكشف أسباب أزمة الحكومة مع الحركة الإسلاميةإخوان أون لاين