الفكر الإسلامي ودعاوى التطرف

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الفكر الإسلامي ودعاوى التطرف

تهم العديد من الناس- اليوم- الإسلام بأنه ذو فكر متطرف، وان أتباعه من المتشددين والمتعصبين الذين لايجدي معهم الحوار ولا النقاش، بل ويعتبر البعض أن هذا احد أهم المشاكل التي يعاني منها المجتمع الإسلامي والعربي، وان البنية الأيدلوجية للمثقف الإسلامي تمنعه من التأثر والتحاور مع الفكر الأخر، وأن الفكر الإسلامي يجعل من نفسه المعيار الحقيقي للحكم على كل الأفكار والأعمال والعلاقات والأوضاع، وهو الحق واحد لا يتعدد، فهو من لدن حكيم خبير لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه معيار صحته ذاتي لا يتوقف على ما يحقق من نفع، وهذه المركزية والواحدية كانا مانعا من ظهور تصورات متعارضة للحق.


ولهذا الأمر صلة مباشرة بسيادة الأفكار الصراعية والعجز عن قبول الآخر، والحقيقة أن الإسلام ورجالاته من المفكرين يفرقون بين أساسيات الإسلام مما لا وجه للاجتهاد وإعمال الفكر فيه كالنصوص القطعية والأفكار المنطلقة من ثوابت الفكر الإسلامي وخطوطه الكبرى، وبين ما يمكن إعمال العقل والمصلحة فيه من أمور الناس المتجددة، وذلك لاستيعاب متغيرات الحياة والاستجابة المعرفية والعملية لتحديات الواقع والعصر الراهن وواقع الحياة المعاصرة، وهو الأمر الذي مكن المسلمون على اختلاف تواريخ حياتهم من التعاون مع الثقافات الأخرى التي استطاعت ولأسباب عديدة أن تأخذ أبعادا كونية وكوكبية بحيث وصلت إلى أصقاع العالم المختلفة.


وقد أثرت الحضارة الإسلامية المستمدة من الفكر الإسلامي الصافي في العالم ككل، وكان لها اثر بارز في كل مناحي الحياة والعلوم والآداب العالمية، بل ات بنية الحضارة العالمية تستمد من الإسلام الكثير من أبجدياتها، وذلك في الوقت الذي يعج فيه الفكر الغربي بالعنصرية وعدم الاعتراف بفضل الآخر بل والتنكر له ومحاولة القضاء عليه، ووصل الأمر ببعض الكتابات الغربية أن تنتقص من مكانة الأمم الأخرى وعطاءاتها أن تعتبر رفا واحدا من مكتبة فرنسية أهم من عطاء شعوب كاملة في الجنوب، ومع وصول قطار الغرب إلى النصف الثاني من القرن العشرين، تساءل احد العلماء الغربيين الحاصلين على جائزة نوبل العالمية قائلا:" بأي مبرر يحق للشعوب التي لا تشارك في إنتاج العلم أن تبقى على قيد الحياة"، لا بل كان من اثر الفكر العنصري الغربي في الأمس القريب أن اعتبر حربه الغربية حربا عالمية، وفرض مصطلح الحرب العالمية الأولى والثانية على كتابة التاريخ باعتبار أن الغرب هو العالم وحربه حرب العالم، وما زالت هذه الفكرة تسيطر حتى اليوم على الغرب بل في أروقة الأمم المتحدة عندما تدعي أوروبا وأمريكا أن الرأي العام العالمي يريد كذا وكذا، والعالم كله يعرف أن الرأي العام هنا لا يخرج عن رأي أمريكا وحلفائها الغربيين، نجد هذا من الموقف من أسلحة إيران وبرنامجها النووي ومن الحكم على أجنحة المقاومة الشرعية واعتبارها منظمات إرهابية وكذلك إعطاء انفثها الحق في الحكم وتنفيذ الحكم على الآخرين دون مراعاة لعدالة أو حق.