الفساد والمفسدين
بقلم م/ يوسف فطيم
المتتبع لآيات القرآن الكريم التى تحدثت عن الفساد والمفسدين نجد ان اكثر هذه الايات جائت فى بنى اسرائيل والاستبداد السياسى المتمثل فى فرعون وطريقة حكمه والاستبداد الاقتصادى المتمثل فى قارون وسيطرة راس المال ويغلف كل ذلك البعد والعداوة لمنهج الله الذى يقر العدل والحرية والمساوات كأساس للتعايش بين البشر فى الارض فى كل زمان ومن يحارب المصلحين . فكلمة الفساد تكررت خمس مرات ويفسد مرتين والمفسدين ثلاثة عشر مرة ،فالفساد له رجاله وله موسساته التى تحرص عليه وتحمله جيل بعد جيل وعلى اختلاف الاجيال الا ان آليات الفساد واحدة وطرقه وقوانينه واحدة من الفساد فى المجتمعات البدائية الى الفساد فى المجتمعات الحضارية ومن الفساد الذى صاحب الانسان منذ فجر التاريخ البشرى الى الفساد المنتشر فى القرن الواحد والعشرين
ودائما الفساد يحاول جاهدا ان يحمل الناس على الافساد بزخرف القول وقلب الحقائق والنفاق باظهار غير ما يبطن وبالتلبيث على الناس وحماية الفساد وحمل الناس عليه بالقوة والقهر كما ان ظهور الفساد وعلوه وانتشاره مرتبط بفعل الناس وكسبهم ومن اعمالهم سلط عليهم فاذا كا الوسط نظيف سادهم من يقودهم الى الخير والصلاح واذا كا الوسط غير ذلك سادهم من يقودهم الى الفساد والى الشر ويصبح سنة التغيير فى المجتمعات الفاسدة ان يغير الانسان ويتغير الناس فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
والحكام الفسدة يحاولون ان يصبغوا كل من حولهم بالفساد حتى لا يجدوا من يطالبهم بالاصلاح وازالة الفساد واتخاذ بطانة معينة على الفساد وأهل الفساد لا يحتملون ان يرو اهل الصلاح فى طريقهم حتى لا يذكروهم بفسادهم او محاولة الاصلاح ولذا تجد هذه العداوة بين اهل الفساد واهل الصلاح ولذا كانت من الادوات الخطيرة فى نشر الفساد ورعايته السلطة والمال فلا تجد سلطة مستبدة الا واستشرى فيها الفساد ولذا قيل ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وهذا هو فرعون الذى قلب كل الحقائق وخاف ان يظهر موسى الفساد فى الارض كما ان راس المال الغير منضبط يدفع الى الفساد كما قيل لقارون ولا تبغى الفساد فى الارض فما بالك بمن يزاوج بين السلطة والمال سيكون اشد فسادا وفتكا واحرص على الفساد واستمراره وتوريثه .
ولذلك كانت طبقات المفسدين فاليهود مفسدون وفرعون ونظام حكمه واى حاكم يسير على نهجه من المفسدين وقارون ونظامه الاقتصادى ومن يسير على نهجه من المفسدين والمعرضين عن منهج الله من المفسدين والمحاربين للمصلحين من المفسدين والساكت على الفساد من المفسدين ولن يستوى المفسد والمصلح ابدا ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) (صّ:28) فأختر لنفسك .
المصدر : نافذة مصر