العربية الدولية لإعمار غزة" تفتح باب المساهمة في أسطول "الحرية 2"
أعلنت "الهيئة العربية الدولية لإعمار غزة"، التي تتخذ من لندن مقراً لها، فتح باب المساهمة في تسيير أسطول "الحرية 2"، وذلك في إطار التحركات الحثيثة من أجل كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، لا سيما عقب قيام الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على سفن أسطول "الحرية"، "بعد أن ارتكبت مجزرة ضده أوقعت العشرات من الشهداء والجرحى".
وقالت الهيئة العربية، في بيان صحفي: "إن المجزرة الإسرائيلية البشعة التي ارتكبت بحق المتضامنين على متن سفن أسطول "الحرية"، فجر يوم الاثنين (31/5)، زادت من حماسة الأحرار حول العالم لتقديم المزيد من الدعم وإخراج العديد من أساطيل السفن باتجاه قطاع غزة، حتى كسر الحصار وإعادة إعماره بشكل أفضل مما كان عليه قبل العدوان الإسرائيلي، الذي دمّر القطاع بصورة شبه كاملة".
وأضافت تقول: "إن الهيئة العربية الدولية لإعمار غزة" بدأت فعلياً بتلقي المئات من الطلبات من قبل مختلف القطاعات من أجل تقديم العون والمساعدة وطلب المشاركة في الأسطول البحري القادم الذي سيُبحر إلى قطاع غزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، مشيرة إلى أن الأسطول المقبل سيركّز بصورة أكبر على حمل المواد الأساسية لإعادة إعمار قطاع غزة"، مذكرة بالرأي العام الدولي الرسمي المطالب بكسر الحصار عن قطاع غزة.
وأكدت الهيئة أن الأساطيل البحرية المُبحرة باتجاه قطاع غزة "ستستمر إلى حين رفع الحصار الخانق المفروض على نحو مليون وثمانمائة ألف إنسان فلسطيني للسنة الرابعة على التوالي"، قائلة: "إن المواقف الدولية الرسمية التي نادت بضرورة فتح المعابر ورفع الحصار عن غزة، لا بد أن تتبع بتحركات عملية وضغوط من أجل إنهاء هذا الحصار، الذي شكّل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي بأسره".
وعبّرت الهيئة العربية عن تقديرها للدور التركي الهام في كسر الحصار عن قطاع غزة، مثمنة في الوقت ذاته خطاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي أكد فيه أنه سيواصل العمل في دعم الشعب الفلسطيني، لا سيما فيما يتعلق بإمداد قطاع غزة بالاحتياجات الإنسانية.
الحملة الأوروبية" تُعلن تأمين تمويل أول ثلاث سفن من أسطول "الحرية 2"
أعلنت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، أنه توفّر لديها تمويل أول ثلاث سفن من الأسطول الجديد الذي سيتوجّه إلى قطاع غزة، والذي سيطلق عليه اسم "الحرية 2"، نسبة إلى اسم الأسطول الأول "الذي تعرّض لقرصنة إسرائيلية ومجزرة مروعة ضد المتضامنين على متنه".
وقال الدكتور عرفات ماضي، رئيس الحملة، إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف أسطول "الحرية" في تصريح مكتوب وصل "قدس برس" نسخة منه: "إن اتصالات واسعة تجرى حالياً من أجل إطلاق أسطول جديد إلى قطاع غزة، تشارك فيه سفن كثيرة، وسيكون على متنه مساعدات ومتضامنون أكثر مما كان على أسطول الحرية الذي كان يحمل عشرة آلاف طن من المساعدات ومئات المتضامنين من أكثر من أربعين دولة حول العالم".
وأضاف ماضي: "إنه في أعقاب المجزرة البشعة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق المتضامنين على متن أسطول الحرية، في عمق المياه الإقليمية الدولية؛ ازدادت الدعوات العربية والإسلامية والأوروبية والغربية بصورة عامة، لتشكيل أسطول أضخم من الذين تم اعتراضه، في تحدٍ واضح من قبل أحرار العالم، الذين انتفضوا في كل أنحاء الدنيا تنديداً بالمجزرة المروعة، وضد الغطرسة الإسرائيلية".
وأشار رئيس "الحملة الأوروبية"، التي تتخذ من بروكسيل مقراً لها، إلى أن أسطول "الحرية 2" من المتوقع أن ينطلق في غضون الأسابيع القادمة، مؤكدا أنه سيكون أكبر حجماً وكماً ونوعاً، وسيشكّل بإرادة أحرار العالم كسراً حقيقياً للحصار الإسرائيلي الجائر".
يشار بهذا الصدد إلى أن أسطول "الحرية" الذي قامت القوات الحربية الإسرائيلية بالاستيلاء على سفنه الست، كان يتكوّن من ست سفن هي: سفينة شحن بتمويل كويتي ترفع علم تركيا والكويت، وسفينة شحن بتمويل جزائري، وسفينة الشحن الأوروبية بتمويل من السويد واليونان، وسفينة شحن ايرلندية تابعة لحركة "غزة الحرة"، وسفينتان لنقل الركاب، تسمى إحداها "القارب 8000" نسبة لعدد الأسرى في سجون الاحتلال، وهي تابعة لـ "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، بجانب سفينة الركاب التركية الأكبر.
وكانت تُقل تلك السفن 750 متضامناً من أكثر من 40 دولة، من ضمنهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، من بينهم عشرة نواب جزائريين. كما كانت سفن الأسطول تحمل أكثر من 10 آلاف طن مساعدات طبية ومواد بناء وأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009، كما يحمل معه 500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين حركياً، لا سيما وأن الحرب الأخيرة خلفت نحو 600 معاق بغزة.