السلفيون والخيارت الخاطئة .. السلفيون والانقلاب (3/3)
المقدمة
لقد كان الانقلاب على اول رئيس مدنى منتخب (محمد مرسي) هو المحطة الأخيرة لسلسلة طويلة من محطات الثورة التي (تعرّت) خلالها الكثير من التيارات والجماعات . احد تلك التيارات كان التيار السلفى في مصر ، وتحديدا الدعوة السلفية بالإسكندرية وحزب النور الممثل لها ، فلقد وجد السلفيون أنفسهم أمام مأزق أخلاقي وسياسي مع الانقلاب على الرئيس محمد مرسي ، وما تلى ذلك من مجازر ومحاكمات .
وسواء دخل السلفيون مخاضة العمل السياسى عقب ثورة يناير ، مدفوعين من اطراف خارجية ام برغبة داخلية ، فلقد كانت تلك المخاضة اختبارا لكثير من دعوات نقاء وسلامة واستقامة الفكر والمنهج والسلوك السلفى الذى طالما زايدوا به على غيرهم من الجماعات الإسلامية الأخرى وخاصة جماعة الإخوان المسلمين ..
ليصبح اكبر سؤال يواجه السلفيين الان:
- هل اضافت السياسة الى الدعوة ام خصمت منها ؟
- وهل كانت المفاهيم العقائدية التي تحصنوا طويلا خلفها ، كافية لسلامة المسلك اثناء الثورة وبعدها ؟
- وما هو الدور الحقيقى للتيار السلفى في الثورة وبعدها ؟
في ذلك البحث نكمل الحديث حول الخيارات الخاطئة للسلفيين ، مع التركيز على الدعوة السلفية وحزبها ، حزب النور السلفى . وذلك في مرحلة الانقلاب على الرئيس المدنى الوحيد المنتخب محمد مرسي .
التشغيب على الإخوان واضعاف شوكتهم
لقد كان الاندفاع السلفى لخوض غمار العمل السياسى بعد الثورة قبل اكتمال تكوين رؤية لذلك العمل وابعاده وتحدياته ، ورّط التيار السلفى والمشروع الاسلامى فيما لا يحمد عقباه .
تمثلت ثوابت الممارسة السياسية للسلفيين وتحديدا حزب النور في ثابتين اثنين :
- التشغيب على الإخوان واضعاف شوكتهم !
- الاصطفاف مع العلمانيين ضد الرئيس !
ليصبح بعد ذلك تأييد حزب النور للانقلاب مجرد تحصيل حاصل ، بعد ان ساهم في حرق الأرض – مع العلمانيين – تحت اقدام الرئيس وحكومته لصالح عسكر طامع في السلطة .
التشكيك في (إسلامية) الإخوان !
كتب الشيخ ياسر برهامى في مجلة الفتح عدد 70 بتاريخ 22/3/2013 مقالا بعنوان (أين الإسلام يا أصحاب المشروع الإسلامي؟) (1)
حيث انتقد فيه بقوة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي ، لقد كان ذلك المقال دليل واضح على توجه الدعوة السلفية وحزبها تجاه الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين .
وقد اخذ ذلك التوجه عدة اشكال كلها تصب في النيل من التوجه الاسلامى للرئيس مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين :
(1) رفض قرض البنك الدولي؟
فعندما أعلنت حكومة هشام قنديل في أغسطس 2012 ، أنها ستطلب قرضا بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي ، لمساعدتها في دعم المالية العامة للدولة ، جرّاء الضغوط الشديدة التي تعرض لها الاقتصاد في الـ19 شهرا التي تلت ثورة 25 يناير
ورغم ان صندوق النقد الدولي ليس بنكا بالمعنى المتعارف عليه ، لأنه بنك مملوك للدول والحكومات ، وليس بنكا يمنح قروضا للأفراد ، وأن الدولة عندما تقترض فإنما تقترض من حصتها وإسهاماتها في رأس مال الصندوق . كما أوضح الخبراء حينها (مصطفى عبد السلام) . الا ان السلفيين اعترضوا عليه من باب حرمته !
حيث أعلن نادر بكار - المتحدث باسم الحزب - رفضه التام للقرض من خلال حسابه الشخصي على "تويتر" كما رفضه عضو اللجنة العليا لحزب النور يونس مخيون (رئيس الحزب الآن) ، رفض الحزب للقرض إلى أنه مخالف للشريعة الإسلامية ، مؤكدا أنه "لن ينجح نظام قائم على الربا" اما الشيخ محمد حسان فقد رفض ذلك القرض في حينه بدعوى انه من الربا المحرم .
لكن عندما أعلنت حكومة الانقلاب في 2016 ستقترض 21 مليار دولار مرة واحدة، منها 12 مليار دولار من صندوق النقد ، والباقي من مؤسسات وبنوك أخرى ، لم نسمع كلمة لواحد من هؤلاء !! (2)
(2) الضباط الملتحين
في اول يونيو 2013 انضم العشرات من أعضاء حزب النور والدعوة السلفية إلى مظاهرة الضباط الملتحين أمام قصر الاتحادية ، للتضامن معهم وتأكيد حقّهم فى عودتهم للخدمة ، فقد وصلت ٤ سيارات ميكروباص محمّلة بالعشرات من أعضاء حزب النور والدعوة السلفية أيضًا، من بعض المحافظات، للتضامن مع الضباط الملتحين (3)
ورغم ان هذه القضية تفجرت وقت حكم المجلس العسكرى ، ولم يأخذ وقتها حزب النور موقفا منها ! الا انها صارت هي قضية الساعة لدى حزب النور خلال الشهور الأخيرة من عهد الرئيس مرسي ! لكن بعد الانقلاب تبخر ذلك الموقف تماما في أول اختبار بعد انقلاب 30 يونيو !
ففي شهر فبراير 2014 ، تم فصل عشرة من الضباط الملتحين بوزارة الداخلية ، ولم نسمع أحدا من قيادات الحزب يستنكر ما حدث ، بل على العكس تماماً ، فقد علق (على نجم) القيادي بحزب النور (أن الناس تحتاج إلى الأكل والشرب والمدارس والأمان، وبعدها يمكن التفكير في المشاكل الأخرى) .. على عكس ما كان اثناء حكم الرئيس مرسي ، اذ كان في قمة أولويات الحزب !
فهل كان سكوت الحزب عنه أيام المجلس العسكرى ، ثم اهتمامه المبالغ فيه أيام مرسي ، ثم سكوته مرة أخرى بعد الانقلاب .. هل كان كل ذلك فقط مكيدة في مرسي وفى الإخوان !
(3) الجمعية التأسيسية للدستور
فقد أخذ حزب النور يؤكد أنه (يدافع وحده عن الشريعة الإسلامية داخل اللجنة التأسيسية . وأن الإخوان كانوا يريدون التنازل عن مواد الشريعة في مفاوضات اللجنة التأسيسية) بحسب متحدث حزب النور الرسمي نادر بكار، وقد نافح حزب النور كثيرا عن المادة 219 المفسرة للفظ "مبادئ الشريعة الإسلامية التي تعتبر "المصدر الرئيسي للتشريع" بحسب المادة الثانية" (4)
كان السلفيون وتحديدا حزب النور ، هم السبب الرئيسى في أزمة الجمعية التأسيسية للدستور فيما يتعلق بالمادة 219 المفسرة للشريعة والتي لم يكن لها أي لزوم أصلا ، والتي تم نزعها من التعديلات اللاحقة بعد الانقلاب دون أن يطرف للسلفيين جفن !
(4) الموقف من الشيعة
فقد اعترض حزب النور بشدة على وصول فوج من السياحة الإيرانية في أبريل من عام 2013 قبل انقلاب الثالث من يوليو خوفاً من فتنة التشيع ونشر المذهب الشيعي ! حتى وصل الحد إلى التهديد بمحاصرة المطارات التي تستقبل هؤلاء الكفرة ! وإجبارهم على العودة إلى بلادهم على متن الطائرات التي تقلهم إلى مصر، وحذر الحزب آنذاك من أن إيران تسعى لاستغلال هذا التقارب لنشر المذهب الشيعي.
وإذا بالموقف يتحول من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بعد 30 يونيو ، وتعود السياحة الإيرانية إلى مصر فلا تسمع صوتاً على الإطلاق لهؤلاء الذين حملوا راية الدفاع عن الدين والشريعة ، واعتبروا أنفسهم أصحاب الحق الحصري في التحدث باسم الدين ، كما كان الحال أيام الرئيس محمد مرسي ، ومنذ بداية أبريل، نظمت جماعة "الدعوة السلفية" مؤتمرات متعددة في مختلف أنحاء مصر، لتبيين "خطر الشيعة" واستنكار انفتاح محمد مرسي على دولة إيران (5)
وكان الشيخ محمد حسان واحد من الذين هاجموا بضراوة الريس مرسي بشأن العلاقة مع إيران ، مع ان امر إعادة العلاقة معها كان طبيعيا ، فقد قال في مقابلة تليفزيونية مشهورة : (لن ينصرك الله اذا فتحت الباب للشيعة في مصر وبئست المصلحة مع إيران) (6)
ولم يذكر الحزب للرئيس مرسي انه في 30 أغسطس 2012 ، ذهب الى إيران وترضى على الصحابة والخلفاء واحدًا واحدًا في معقل الشيعة ، ولم يفعلها رئيس مسلم من قبل !
دعم القوى العلمانية في مواجهة الرئيس !
ظلت العلاقة بين حزب النور والعلمانيين طوال الفترة الانتقالية وحتى النصف الأول من عام حكم الرئيس مرسي ، علاقة (استفزاز) تجاه العلمانيين ، مما وفر مادة ثرية لاعلام الثورة المضادة للتخويف من الإسلاميين ومشروعهم الوطنى ، وبما اربك إدارة الرئيس مرسي في تعامله مع معضلات الفترة الانتقالية . لكن بداية من النصف الثانى من حكم الرئيس مرسي تغير الوضع من الاستفزاز الى التحالف !!
ففي 30 يناير 2013 حدث توافق بين الغريمين اللدودين ! حزب النور من جهة و(جبهة الإنقاذ) التي جمعت تحت لوائها الأحزاب المدنية والعلمانية من جهة أخرى ، وكان هذا التحالف في مواجهة الرئيس محمد مرسي وحكومته !
حدث هذا التوافق بعد قبول جبهة الإنقاذ بمبادرة حزب النور والمتمثلة في :
- عزل حكومة هشام قنديل
- عزل النائب العام
- تعديل الدستور
- عدم (اخونة) الدولة
تم ذلك في وقت كانت (جبهة الإنقاذ) هي الغطاء السياسى لعمليات العنف التي كانت ترتكب ضد مقار حزب الحرية والعدالة ومقرات جماعة الإخوان المسلمين ، وقد سقط في تلك الاعمال قتلى ومصابين ! وبدل ان يقف حزب النور الموقف الصحيح من ادانة تلك الاعمال ومن يبرر لها تحت اى ظرف ، تحالف مع من يبرر تلك الأفعال !
مما جعل الكثيريين يعتبرون ذلك التحالف ليس فقط خيانة للمشروع الاسلامى في مرحلة فاصلة ، انما كذلك خيانة للثورة التي منحت الحرية للشعب في ان يكون هو صاحب القرار في تلك البلد .
موقف الحزب من الانقلاب
انتقل حزب النور (الدعوة السلفية) من النقيض الى النقيض فى الممارسة السياسية ، وذلك عبر سلسلة طويلة وسريعة من التنازلات . ليصبح بذلك حزب النور هو الحزب الاكثر براجماتية فى العمل السياسى بالرغم من اصوله السلفية المتشددة ! كل ذلك بدعوى الدفاع عن مصالح الدعوة (دعوة التزكية والتربية والتوحيد) تارة ! وتارة أخرى بدعوى الحفاظ على مصالح الدولة !
فحزب النور هو الوحيد من دون كل فصائل العمل الاسلامى الذى شارك فى مشهد الانقلاب ! طمعا فى حصة يسمح بها الانقلابيون لمن شاركوهم .. وامام صدمة انصاره وخصومه على السواء من ذلك السلوك ، اخذ الحزب يبرر موقفه هذا بمزيد من المغالطات التى خصمت من رصيده ، حتى لدى انصاره ..
تبرير جريمة المشاركة فى الانقلاب
برر الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية دعمه لبيان 3 يوليو 2013 بقوله (إحنا نصحناهم وهمه اللي ضيعوا نفسيهم .. عايزني أروح معاهم عشان تضيع دعوتي) ! وهو يشير في ذلك الى مبادرة الحزب التي عرضها على الرئيس مرسى للخروج من الازمة ، وعدم التزام الرئيس مرسي بها !
يقول يونس مخيون رئيس حزب النور - وهو الذي كان يلقي الدروس الدينية على مدى 40 عاما - في مقابلة مع رويترز بعد عام من انقلاب 2013 (ان استئثار مرسي بالسلطة ومحاولته فرض رؤية الإخوان على المجتمع وسوء إدارة الاقتصاد أضرت بصورة الإسلاميين عامة في مصر .. حدثت أخطاء فادحة من الإخوان المسلمين عندما تمكنوا من الحكم... مما أثر علينا جميعا سلبا) ! (7)
بل اكثر من ذلك – كما في حديث نادر بكار لليوم السابع 9/4/2014 – حيث عمل الحزب خارجيًّا على نفي حقيقة أن ما حدث انقلاب عسكري ، فنصح الحزب خلال لقائه بوفد الاتحاد الأفريقي الذي علّق عضوية مصر به بعد الانقلاب ، بأنه ينبغي التعامل مع مصر عقب 30 يونيو تمامًا كما حدث بعد ثورة 25 يناير
وأن ما حدث في 30 يونيو كان غضبًا تجاه مواقف سياسية خاطئة اتخذتها جماعة الإخوان ! وأن المؤسسة العسكرية هي آخر المؤسسات المتماسكة في الدولة المصرية ، وأن الجيش يحمي البلد من الأخطار، وأن القيادات العسكرية تتفهم ضرورة ابتعادها عن العملية السياسية !! (8)
كما شارك كذلك الشيخ أبو اسحق الحوينى في جلد ظهر الإخوان والرئيس مرسي ! برغم انه ليس من (الدعوة السلفية) او من حزب النور ! فقال : (كأن الله أراد أن يقول للمتشوقين والذين يحلمون بإقامة الإسلام، أدنهالكم سنة.. ما نفعتوش، نسلبها منكم، لتتربوا وترجعوا، وتعرفوا أن التمكين لا يكون إلا بالعبودية .. فلو صرتم عبادا لله ، مكنكم حتى بلا أسباب) ! (9)
الموقف من مذابح الانقلاب وجرائمه
لم يرى حزب النور (مذبحة) رابعة كافية للانسحاب من (خارطة الطريق) ! نعم اصدر حزب النور والدعوة السلفية بيانا استنكروا فيه ما حدث ، وطالبوا فيه بان تستقيل حكومة الببلاوى (10)
وبرغم إقرار الببلاوي (رئيس وزراء الانقلاب) بقتل حوالي 1000 قتيل في عمليات فض الاعتصامات المؤيدة للرئيس مرسي ، وكذلك افادات منظمة العفو الدولية بأن الشرطة المصرية قتلت ما لا يقل عن 121 متظاهرًا في محيط ميدان رمسيس يوم 16 أغسطس بعد تظاهرات ضخمة رافضة لبيان 3 يوليو ومتضامنة مع ضحايا فضي رابعة والنهضة ..
وبرغم كل ذلك استمر الحزب في دعم الانقلاب العسكري ، مما بدا أن بيانه كان مجرد إثبات موقف صوري وليس حقيقى . فقد كان الموقف المتوقع من حزب (اسلامى سلفى) وهو الانسحاب من تأييد الانقلاب او حتى الانسحاب من خارطة الطريق ، لكن اياً من ذلك لم تحدث !
انقلاب (صادم) في مواقف حزب النور
في سعى الانقلابيين لشرعنة وجودهم ، سعوا الى اجراء تعديلات دستورية في اعقاب بيان الانقلاب في 3 يوليو 2013 . فتم تشكيل لجنة الخمسين ، والتي شارك فيها حزب النور بممثل واحد فقط ! ليأتى الدستور (دستور الانقلاب) الجديد بمواقف مغايرة تماما لموقف حزب النور السابقة (على دستور 2012) .
فقد تم إلغاء المادة المفسرة للشريعة الإسلامية ! والتي تمسك بها كثيرا حزب النور في دستور 2012 ! كما تم الغاء مواد أخرى متعلقة بـ (الشريعة الإسلامية) بما فيها المادة 4 في دستور 2012 التي كانت تتحدث عن "أخذ رأي الأزهر في الأمور المتعلقة بالشريعة الإسلامية" ! كما ألغيت المادة التي كانت تحظر "إهانة الأنبياء والرسل" !
وهى تلك المواد التي عرفت بـ (مواد الهوية في الدستور) ، الا ان موقف حزب النور جاء مفاجئا وصادما ! فقد صرح يونس مخيون رئيس الحزب من أن (مواد الهوية والشريعة) في الدستور الجديد أفضل من دستور 2012 ! وانها في مجملها تتضمن الحد الكافي لكل غيور على الشريعة والهوية !
وواصل حزب النور بعد ذلك حملاته الدعائية لحث المصريين لدعم الدستور! متخليا عن مواد دافع عنها بقوة في دستور 2012 ! وبعد ذلك واصل حزب النور الالتزام بــ (استراتيجية ثابتة) تبناها حزب النور طواعية في دعم الانقلاب وتثبيت اركانه ! وذلك حين دعم الحزب رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسى في ولايتين متتاليتين !
كشف حساب (الدعوة السلفية)
لقد تعرض السلفيون وخاصة (الدعوة السلفية) وحزب النور الى اختبارات أخلاقية وقيمية قاسية بعد الثورة ، واستمرت تلك الاختبارت الى ما بعد الانقلاب ..
فلقد اختار حزب النور (الدعوة السلفية) التضحية بالسمعة التي صنعت له رأس مال دعوى و اجتماعى كبير من اجل مكاسب سياسية قريبة ! وذلك بعد ان نجح المجلس العسكري في احتواء حزب النور وجره بعيداً عن معسكر الثورة ، التي لم يكن يوما جزءً منها ، وكان هذا الاحتواء هو الاختيار الآمن بالنسبة لحزب النور بغض النظر عن أهداف الثورة ، في برجماتية لم تكن متوقعة من حزب (سلفي) !
كما لم يستطع السلفيون (حزب النور) تقديم نموذج للاداء السياسى سواء في السلطة او في المعارضة يعزز من تواجده السياسى في الخارطة السياسية ، على عكس جماعة الإخوان المسلمين ، التي عززت صورتها كحزب سياسى قدم بنجاح نماذج لوزراء وسياسيين لم يعهدهم الشعب المصرى من قبل
وعندما نجح السلفيون (حزب النور) في تحويل رأسمالهم الإجتماعي والدعوي إلى رأسمال سياسي في فترة زمنية قصيرة وذلك عندما حققوا نجاحات إنتخابية ملفتة للنظر في اول انتخابات بعد الثورة (مجلس الشعب) ، الا ان ذلك الإنجاز كان بداية الانحدار لاداء وشعبية حزب النور في مصر ، وصولا لتأييد الحزب للانقلاب في 2013 !
كم ان التوسع في مفهوم الضرورة لإباحة ماكانوا يرونه مخالفاً للإسلام من قبل مثل دخول الإنتخابات تشكيل الأحزاب وترشيح النساء على قوائمهم الانتخابية ، اضطرهم الى (تراجعات) عما تبنوه طويلا ، وليس (مراجعات) بناء دراسات وابحاث علمية وفقهية رصينة .. مما احدث شرخا كبيرا بين مؤيديهم .
كل ذلك جعل من حزب النور – الكتلة الأكبر داخل التيار السلفى – مثالا نادرا للبرجماتية (النفعية) ، فكان بذلك اقرب الى السلطة منه الى الشعب ، والى الثورة المضادة منه الى الثورة ، ومن الحزب السياسي بمعناه الضيق منه الى المشروع الاسلامى التغييرى .
مما جعل الحزب وقادته في مرمى استهزاء الخصوم من مختلف التيارات والتوجهات بما فيها الإسلامية ! بل ومن نظام الانقلاب نفسه الذي لم يعد يُعر لهذا الحزب اهتماما بعد أن تحول إلى مسخ لايقبل به احد .. وبالجملة كانت نتيجة مشاركة السلفيين وخاصة (الدعوة السلفية) في العمل السياسى بعد الثورة :
- اجهاضا للثورة
- خصما على التيار السلفى
- عبئا على المشروع الاسلامى
المصادر
- الحركات السلفية المصرية وثورة يناير 2011 البوصلة – معتز زاهر – 7/3/2020
- هؤلاء رفضوا اقتراض مرسي.. وهذا موقفهم من قروض السيسي عربى 21 – 28/7/2016
- الشروق – 1/6/2013
- حزب النور والثورة المصرية من «ثاني أكبر» حزب في مصر إلى رحلة البحث عن البقاء ساسة بوست – 9/1/2016
- الحركات السلفية المصرية وثورة يناير 2011 البوصلة – معتز زاهر – 7/3/2020
- الشيخ محمد حسان للرئيس مرسي لن ينصرك الله اذا فتحت الباب للشيعة في مصر وبئست المصلحة مع ايران
- حزب النور السلفي يدعم السيسي ويسعى ليحل محل الاخوان في مصر رويترز – 10/6/2014
- الحركات السلفية المصرية وثورة يناير 2011 البوصلة – معتز زاهر – 7/3/2020
- الحويني : الله سلب الحكم من الإخوان مصراوى – 21/7/2013
- حزب النور والثورة المصرية من «ثاني أكبر» حزب في مصر إلى رحلة البحث عن البقاء ساسة بوست – 9/1/2016