الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين .. مسيرة نضال متواصلة وسيرة قادة
بقلم : نصر فؤاد أبو فول
درست وتعلمت وسمعت عن الحركات والتنظيمات الفلسطينية واتسعت في البحث والتحليل فوقفت عند دراستي عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الفصيل اليساري ثالث أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية وهو فصيل ماركسي نتج عن الانسلاخ الفكري بين الماركسيين والقوميين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سنة 1969 وحيث يتزعمها الرفيق نايف حواتمة منذ تأسيسها.
فقد قدمت الجبهة الديمقراطية نفسها عند التأسيس كجبهة يسارية متحدة ودعت في وقت مبكر لإقامة تحالف ديمقراطي ثوري على هذا الأساس، استقطبت سريعاً قطاعات يسارية وديمقراطية ذات اتجاهات مختلفة لا تنتسب إلى تنظيم بعينه، كما جذبت فئات موزعة على صفوف الحركة الوطنية والديمقراطية وحركات الشباب بشكل عام.
الحديث عن الجبهة الديمقراطية لا ينتهي ولا يختصر بمقال لان مثلها تعيش حلم العودة إلى فلسطين كل يوم وتحلم أن يكتمل حلمها بالخلاص من نير الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بالقدس عاصمة لها لتستحق التحدث عن الجبهة وكوادرها الرفاق فمنذ انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين شنت الجبهة العديد من العمليات العسكرية الناجحة، على العدوّ، في الأرض المحتلة لذا لن تختلف فصائلنا لو أبصرت النوايا ...
لن تختلف على وسيلة نضال واحدة ، فكل عمل مضاد لسياسة المحتل هو نضال ومقاومة.
كذلك، كانت الجبهة ترى أن العمل الجماعي، هو أفضل من العمل الفردي؛ لأن أولهما يشرك كافة الجماهير؛ بينما الآخر يقتصر على البطولة الذاتية، وينمّي النزعة الفردية، بدلاً من تنمية الكفاح الجماعي في العمل فقد كانت الفصيل الأول في إنزال عمليات إلى الأراضي المحتلة وكان هذا واضح في صفقت التبادل الأخيرة فقد كان العدد الأكبر للجبهة.
قدمت الكثير من الشهداء وعلى رأسهم خالد نزال الذي كان مسئول الجناح العسكري للجبهة وقد اغتيل في أثينا على يد الموساد والشهيد الرفيق أيمن البهداري القيادي في كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة ولا ننسى الرفيق الغالي الشهيد إبراهيم أبو علبة قائد الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية في شمال قطاع غزة والشهيد الرفيق هاني العقاد القيادي في كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وهنا أتذكر الرفيق زاهي العارضة الملقب بـ صقر الجبل ابرز المؤسسين لكتائب المقاومة الوطنية في الضفة الغربية.
وقد كانت الرائدة في السجون الإسرائيلية فقد قدمت الشهيد عمر القاسم مانديلا فلسطين بعد 21عاما في السجن شهيد والكثير منهم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الرفيق إبراهيم أبو حجلة والرفاق القادة سفيان بركات ومصطفى بدارنة، وجمال أبو صالح، وعصمت منصور ومصطفى المسلماني ووجدي جودة ومنذر صنوبر والرفيقان الأسيرين جابر وعبد المنعم الحسنات.
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين انخرطت بكل منظماتها الجماهيرية، وبكل طاقاتها في الانتفاضة، وفي ميدان العمل المسلح فأعادت بناء تشكيلاتها العسكرية في الضفة والقطاع، وقد شكلت جناحا عسكريا لها هو “كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية” وقد خاضت الجبهة الديمقراطية التجربة الجديدة آخذة بعين الاعتبار الظروف السياسية والمعادلات الإقليمية والدولية المستجدة التجربة العسكرية الجديدة لكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية استندت إلى الرؤية السياسية للجبهة الديمقراطية للأوضاع المستجدة في الحالة الفلسطينية.
فقد رأت الجبهة أن الانتفاضة جاءت رداً على وصول مسيرة أوسلو إلى طريقها المسدود وأن عليها العمل لإنجاح هذه الانتفاضة التي مدتها بكافة السبل والمقومات وأن الانتفاضة هي نتاج تحصيل حاصل للوضع المتردي مع اعتداءات الاحتلال الذي أخد بتوسيع وبناء مشاريع الاستيطان وضم أراضى المواطنين ضمن جدار الضم العنصري الذي عزل القرى الفلسطينية عن بعضها البعض وأصبح المواطنون يدخلون من بلدة لبلدة بتصريح من قوات الاحتلال.
في هذا المقال أتوجه بكل الشكر الجزيل لقيادة الجبهة الديمقراطية لمواقفها الثابتة والتي لا تتغير فقد جلست معهم واطلعت على بعض أمورهم الحياتية فإنهم رجال أشداء ورجال أقوياء في عزيمتهم ومواقفهم الصلبة والتي لاينكرها أي فصيل فهنا خرجوا الأجيال والقادة ومازالوا يخرجون الأجيال.
فهنا أتقدم بكل تحية الرفاق والنضال للرفيق نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة والرفاق القادة السياسيين فيها فهد سليمان، كمال عبد الرازق (سميح القاسم) تيسير خالد، قيس عبد الكريم،رمزي رباح، صالح زيدان، معتصم حمادة، رئيس تحرير جريدة الحرية عصام أبو دقة، صالح ناصر، طلال أبو ظريفة نهاد أبو غوش، هشام أبو غوش، الوزيرة ماجدة المصري عبد الحميد أبو جياب وأيضا أعضاء اللجنة المركزية أمثال الرفيق محمود خلف والرفيق زياد جرغون وإلى الدكتور أحمد حماد المتحدث باسم الجبهة وجميع الرفاق السياسيين والعسكريين.
وحتماً قادة الجبهة ، سيبقون رموز وقيادات كبيرة تغلب المصالح العامة على المصالح الخاصة،وتلعب الدور الجامع لا المفرق وأن تنهى لو بالقليل من الانقسام الحاصل فلذلك نتمنى من الله أن يجعل أبناء فلسطين وحدة واحدة وإنهاء الانقسام الذي أضر كثيرا بقضيتنا الفلسطينية وأن نجعل من أنفسنا نارا ولهبا وثورة ويدا بيد لتحرير فلسطين وألا نخذل من ضحوا بأرواحهم وحريتهم من أجل أن نعيش أحرارا على رأسهم زعيمنا وحبيبنا وأبانا الزعيم ياسر عرفات قائد الثورة الفلسطينية .
فنأمل أن تبقى الجبهة الديمقراطية على عهدها بإبقاء الشعار مرفوعا والذي حملته منذ تأسيسها على قاعدة المقاربة المرحلية للمسألة الوطنية الفلسطينية كحركة تحرر وطني شديدة الخصوصية والموقع المفصلي الذي تحتله في إطار هذه المقاربة مسألة الوحدة الوطنية، والعلاقة الوثيقة بين الخط السياسي والحلول التنظيمية للتقدم نحو الأهداف السياسية المحددة على قاعدة تؤمن تعبئة القوى وتحشديها وتمتين الوحدة الوطنية والائتلاف المنبثق عنها.
المصدر
- مقال:الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين .. مسيرة نضال متواصلة وسيرة قادةالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات