التظاهر ضد مصر وليس ضد الاخوان - عبدالجواد محمد شبانة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
التظاهر ضد مصر وليس ضد الإخوان - عبدالجواد محمد شبانة


عبدالجواد محمد شبانة

إن الغرض الرئيسى الذى يسعى إليه الأفراد الذين دعوا إلى مظاهرات 24 /8/2012 ليس هو الاعتراض على استيلاء الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة ، كما زعموا ، بل غرضه هو الضغط على الرئيس حتى لايعتمد على أفراد متميزين من حزب الحرية والعدالة فى ادارة شئون الدولة ، ليتحقق لهم هدفين مهمين ، من وجهة نظرهم ، الهدف الاول هو ان يفشل الرئيس وبالتالى يكون التيار الاسلامى قد فشل امام الداخل والخارج فى تحقيق نهضة مصر ، والهدف الثانى أن يبق رجال النظام السابق فى الحكم ومفاصل الدولة لتمهيد الأجواء لعودة النظام السابق الى الحكم مرة أخرى وفى أقرب انتخابات برلمانية .

اقول مطمئنا ، أن الدعوة الى مظاهرات 24 /8/2012 ردة من الداعين لها عن الديمقراطية ، وتنكب منهم لطريقها ، لأن من ثمار الديمقراطية أن يتولى ادارة شئون البلاد الحزب الذى يفوز بثقة أغلبية الشعب ، ولما كان الشعب المصر ى فى الانتخابات البرلمانية التى تمت بعد الثورة لم يثق الا فى التيار الاسلامى وفى القلب منه حزب الحرية والعدالة الذى أسسته جماعة الإخوان المسلمين ، ولما كان الشعب كذلك فى الانتخابات الرئاسية لم يمنح ثقته الا لمرشح حزب الحرية والعدالة الذى أسسته جماعة الإخوان المسلمين ، فإنه من الطبيعى أن يتولى أفراد من ذلك الحزب تنفيذ برنامج النهضة الذى وضعه الحزب لمرشحه الفائز فى الانتخابات ، ومن العبث والجنون والظلم والحقد وافتقاد ميزان الحق وتنكب طريق الصدق أن تقوم مظاهرات تدعو الى عدم احقية افراد الحزب الفائز فى الانتخابات فى دارة شئون الدولة .

هل يقبل الاخ محمد ابوحامد او الدكتور رفعت السعيد ومن دعى معهم الى التظاهر ، هل يقبل أحد منهم أن يفوز حزبه بثقة أغلبية الشعب فى اى انتخابات ويحرم من الاستعانة بكوادر حزبه فى تحقيق برنامجه الانتخابى ؟ وهل من المعقول ان يستعين اى رئيس او حزب برجال من غير رجاله – قد لايشاركونه الرؤية - فى تنفيذ برنامجه وتحقيق اهدافه ؟ فى اى دولة حدث ذلك ياايها السادة ؟

ان التظاهر يوم 24/8/2012 لهو انقلاب على الديمقراطية ومبادئها ويشى بأن الداعين الى التظاهر ينادون بالديمقراطية عندما يكون النداء بها محققا لمآربهم ويكفرون بها عندما يكون التمسك بمبادئها مضادا لتلك المآرب ، فهل يؤمن المتظاهرون فعلا بالديمقراطية ؟

كنت اتخيل فى ضوء ماتشهده مصر من اصلاحات وتطبيق فعلى لمبادىء الديمقراطية ان يلفظ المصر يون الحزبية البغيضة من اجل تحقيق اهداف الثورة مع الرئيس .

من من الإخوان الآن استولى على مفاصل الدولة ؟ كم محافظ من الإخوان ؟ كم رئيس حى من الإخوان ؟ كم رئيس وحدة محلية من الإخوان ؟ كم سفير من الإخوان ؟ كم غفير من الإخوان ؟ كم رئيس مجلس ادارة شركة من الإخوان ؟ كم مدير امن من الإخوان ؟ كم وزير من الإخوان ؟ كم فرد من الإخوان فى الفريق الرئاسى بتشكيلاته الثلاث ؟ اليس الداعون الى مظاهرات 24 يغالطون انفسهم والمجتمع ؟

عيب على من يدعى حب مصر ان يتظاهر ضد مصلحة مصر ، مصلحة مصر الان تحتاج الى التوحد ونبذ الحزبية الضيقة البغيضة التى تفرق ابناء الوطن عندما تحتاج المصلحة العامة اتحادهم .

المصدر