الاسلام دين العزة - وحدة الحكام والمحكومين
إن الإمام الشهيد حسن البنا لم يكتف بالكلام فى صفوف الشعب ولكنه توجه بدعوته مخاطبا كل مسؤول فى العالم الاسلامى . وذكرهم بأنهم رعاة شعوبهم وأنكل راع مسؤول عن رعيته إن لم يكن اليوم فغدا وحثهم على تحرير شعوبهم من كل القيود الداخلية والخارجية وأن يعيدوا بناء الأمة الاسلامية من جديد لتنافس غيرها فى ميادين الحضارة والقوة والازدهار .
وقد حث العالم الاسلامى كله عن طريق رسالة ( نحو النور ) فى الاسلام والأمل والعزة القومية والقوة والجندية والصحة العامة والعلم والخلق والاقتصاد ونظم الاسلام العامة وحماية الاقليات وصيانة حقوق الأجانب وأن ما يسمى برجال الدين ليسوا هم الدين نفسه وكل ذلك تجده فى رسالة ( نحو النور ) ولا يحتاج إلا لتبويب ووضعه فى مواد مفصلة وهذا يقوم به الأخصائيون لا الدعاة . ثم يزيد الأمر تفصيلا وتوضيحا فى رسالة .
( مشكلاتنا فى ضوء النظام الاسلامى ) وقد يعترض البعض وما أكثرهم بأن العصر غير العصر ودول العالم القوية لا تقيم أمورها على أساس من الدين وهذا صحيح عند من لا يعرف الاسلام ولم يدرس تعاليمه وأيأسته الأحوال التى وصل إليها وطننا مصر وما وصلت اليه الأحوال فى بلاد الاسلام والعروبة من بلاء ليس يعدله بلاء وما انحدر اليه التفكير بين زعماء العالم وساسة الشعوب من اختفاء المثل الانسانية النبيلة والتصرف فى كل شىء علىأساس من المادية المحضة والنفعية الخاصة والمصالح الوطنية المحدودة ولو احترق العالم كله فى أتون هذه الأفكار الضيقة المظلمة وما من شك أن الزعماء العالميين وحكام الدولتين القويتين لو ظلوا على هذا التفكير الضيق والرغبة فى أن تسود أمتهم أمم العالم عن طريق القهر والقوة فالحرب الثالثة قادمة لا محالة ولن تتورع دولة من تلك الدول عن استعمال أفتك الأسلحة وأشدها تدميرا لخصومها ولو عم الفناء غير المتحاربين . ولست أدرى هل فى الحرب الثالثة خير أم شر .
إنها قد تقضى ثلاثة أرباع العالم فتخف الضائقة الغذائية والسكانية وقد تبتعد أخطارها عن أواسط آسيا وأفريقيا فتبدآن فى الظهور مرة أخرى كى يعيد التاريخ نفسه وقد يعود العالم الى ما بدأ به اقتصاديا يتبادل السلع بدلا من النقود وقد تأتى هذه الحروب على العالم كله ويبرق لهيبها على الارض كما ينتشر فى أجواء الفضاء علم ذلك عند ربى فالناس لا يدرون ما ذا هم كاسبون غدا .
وحدة الحكام والمحكومين
لإن الاخوان المسلمين لم ينتقدوا ويسكتوا ولكنهم قدموا الحلول . لقد فاوضنا فلم تكن إلا المراوغات والارجاء ومطالبتنا بضبط النفس والأعصاب وإرسال المبعوثين الساسيين فترة بعد فترة لدراسة الموقف فى هذه المنطقة إن هؤلاء المبعوثين يفيدون الينا تباعا منذ عشرات السنين فهل بعد ذلك لا تزال القضية غامضة لا يعرف لها مصدر ولا مبرر ولقد عرضنا قضايانا على المؤتمرات الدولية فلم نلق منهم إلا الإغفال والاهمال والامهال الى متى ؟ لست أدرى ولا المنجم يدرى فلم يبق إلا حل واحد لا ثانى له وهو الرجوع الى الله والاعتماد على أنفسنا ما دام الله سبحانه وتعالى أثرى منطقة الشرق الأوسط بكل مقومات الحياة وما يلزمها من أرض صالحة للزراعة تكفينا وتزيد وكنوز مليئة بالمعادن من الملح والطين الطفلى الى الذهب أبيضه وأصفره وأسوده .
والبدء فى هذا كله لا يأتى إلا عن طريق الحكام والمسئولين لأن شعوب العالم الإسلامى على استعداد لربط الأحجار على البطون مستجيبة لحكامها إذا ما بدأوا السير فى الطريق السليم . فلو واجهنا العالم كله صفا واحدا شعوبا وحكومات لاستبان اليائسون أى عز ومجد سنحققه ونحظى به .
إن الأسلحة لا تقضى على الشعوب ما يقضى عليها الوهن والخور وفقدان الثقة فى النفس والرضا بالواقع الذليل إكتفاء بلقمة العيش المغموسة فى الضعة والذل والهوان ويالها من حياة أصبحنا لا نقول غير " وكنا وكنا وكنا " لا يا قوم ؟ ليس الفتى من يقول كان أبى وجدى ولكن الفتى من يقول هأنذا . ويوم يقدر الحاكم مسؤوليته أمام الله ثم أما م ضميره والناس ويوم أن يوحد صفوف الأمة ويوم أن يثق الشعب فى حكامه ويوم أن يكون ذلك رائد الجميع هناك يشرق فجر يوم جديد طالما تشوف اليه المصلحون من احترام إرادة الشعب وكيف تريد من غير محترم أن يحترم ؟ ولا تنس أن التمثيل النيابى الصحيح السليم نظام لا اعتراض للاسلام عليه .