الإخوان المسلمون يطالبون الحكومة الأردنية بالكف عن العبث بالعمل الخيري
طالب فضيلة الأستاذ سالم الفلاحات المراقب العام ل جماعة الإخوان المسلمين الحكومةَ الأردنيةَ بالكفِّ عن العبث بجمعية المركز الإسلامي الخيرية، ودعاها لأن ترفع يدها عن المشروعات الناجحة في المجتمع الأردني، وأن تلتفت إلى عناصر التدمير والفساد في هذا المجتمع، وأن يكون لديها الجرأة في محاربتها ومواجهتها ووضعها في مكانها الصحيح.
ووجَّه الفلاحات حديثَه للحكومة بالقول: "يكفي عبثًا.. نعم يكفي عبثًا أن الحكومة التي تَعتبر أن شخصًا مثل أبو بشير الزميلي- الذي يشهد له كلُّ الأردنيين بالخير، بل يشهد له كلُّ مَن عرَفَه خارج الأردن، بنظافة اليد وبالعمل الخيري النافع، متسائلاً: كيف أن مثل هذه الشخصية الخيرية الاجتماعية النظيفة البانية تكفُّ يدَها عن إدارة جمعية المركز الإسلامي الخيرية!!
وقارن الفلاحات بين ما تقوم به وزارة التنمية الاجتماعية وجمعية المركز الإسلامي، فقال: "بمقارنة بسيطة بين ما تقوم به وزارة التنمية الاجتماعية بكل موظفيها ومؤسساتها وموازناتها بكفالة ثلاثة آلاف يتيم، في حين تكفل جمعية المركز الإسلامي الخيرية التطوعية ما يزيد عن عشرة آلاف يتيم.
وأكد المراقب العام لـ( إخوان أون لاين) أن هناك "ما يزيد عن ثلاثة آلاف وخمسمائة أسرة فقيرة تكفلُها جمعية المركز الإسلامي وتصل إلى المحتاجين من جنوب الأردن إلى شماله، ومن العقبة إلى عقربا، ومن وادي عربة إلى الأزرق شرقًا، تبحث عن هؤلاء المحتاجين وتَصِل إليهم بنفس طيبة، ويرجع إخواننا في آخر الليل من خلال زيارتهم للمحتاجين دون أن يتلقَّوا أجْرًا أو كلمة شكر من أحد مطلقًا، وأجرهم من الله تبارك وتعالى.
وأضاف: "كفى كل هذا التحقيق سنة كاملة، ولجنة مؤقتة 8 شهور، برئاسة الدكتور بسام العموش ، ظنت أنها بوضعه اختارت مَن سَيَصِلُ إلى ما تريد وسيصل إلى التفصيلات التي لم تستطِع الحكومة الوصول إليها، فما ملك هذا الرجل إلا أن شهد شهادة الحق بأن هذه الجمعية تقوم بعمل لم يكن يتصوره لعظمته، ولم يكن يدرك أن الجمعية تقوم بكل هذا العمل الخيري الوطني العظيم".
وشهد بأنه لم يجد من المخالفات والأخطاء ما يستحق الذكر، سيما أن عمر الجمعية 43 سنة، فنقول للحكومة: "راقبتم.. دققتم.. عينتم لجانًا.. اختطفتم إدارة هذه المؤسسة من المتطوعين.. كفاكم، وعليكم أن تشهدوا شهادة الحق وشهادة الخير بسلامة الجمعية ونظافة القائمين عليها، وأن تكون لديكم الجرأة على قول الحق، وترفعوا أيديكم عنها.
وردًّا على سؤال حول وجود خِطَطٍ وضعتها الجماعة في سبيل استرداد الجمعية بعد وضْع الحكومة يدها عليها، قال الفلاحات: "أعتقد أن أنَّات الأيتام والفقراء والأرامل ستُطارد كلَّ من يسعى لتدمير هذه المؤسسة، فلو رفع المحسنون والمتطوِّعون أيديَهم عن جمعية المركز الإسلامي لأصبحت الجمعية عبارةً عن بنايات وأكوام من الحجارة، ولن يقبل أحد أن ينفق عليها حتى ولو لمجرد بقائها، وستتحمَّل الحكومة تبعاتِ ذلك كله وما يترتب عليه على جميع الصعد".
وأكد أن إيغال الحكومة واستمرارها في تشكيل لجان وتعيين أشخاص من خارج المنتخبين بشكل صحيح من الهيئات العامة سيدمّر هذه المؤسسة ودمارها سيعود وبالاً على المحتاجين وليس على الحركة الإسلامية التي تبذل من مالها ومن جهد أفرادها ومن وقتهم في سبيل خدمة المحتاجين، ولو رفعنا أيدينا عن هذه المؤسسة وعن تزكيتها لما وُجد محسنٌ يمكن أن يقدم لها المال وكان المتضرر الفقير المعدم.
وأضاف الفلاحات يقول: رغم أننا لسنا هواةَ دخول صراعٍ مع الحكومة.. إلا أننا ندعو الحكومة أن تتقي الله في هذه المؤسسات الخيرية وفي مؤسسات المجتمع الأردني الأخرى، وأن تكفَّ يدَها عن العَبَث فيها، وألا تصغي لصوت بعض المتنفِّذين الذين لا يريدون للبلد خيرًا ولا استقرارًا ولا للفقير راحةً وعيشًا كريمًا، وقال: "سنستخدم كل الوسائل المشروعة حفاظًا على رسالتنا الوطنية والإنسانية تجاه الفقراء والمحتاجين.
وردًّا على سؤال حول وجود تحفُّظاتٍ للحركة الإسلامية على رئيس الهيئة الإدارية المؤقَّتة الجديد الدكتور سلمان البدور، قال الفلاحات: "القضية ليست قضية شخص، ونحن لم نعرف أن الدكتور البدور- مع الاحترام والتقدير- مارَسَ العملَ الخيريَّ، أو أن له يدًا طولى في مساعدة الآخرين، أو أن له مشاريع خيرية.. نعرف عنه أنه كان عميدًا لشئون الطلبة في الجامعة الأردنية ورئيسًا لجامعة آل البيت، أما ميدان العمل الخيري فلم يلجْه،
لا ندري ما أسباب إعفاء الدكتور بسام العموش المشهود له بالعمل الإداري وباستقلال الشخصية وحتى بعلاقته مع الحركة الإسلامية السلبية لظروف سابقة وقدرته على أن يعبر عن وجهة نظره الحقيقية دون مجاملة لأحد بالإضافة لخبراته الإدارية والقيادية السابقة حتى لو اختلفنا مع الرجل فيجب أن ننصفه في قدراته وإمكاناته، ولْتلتفت الحكومة إلى مؤسسات الفساد المنتشرة في طول البلاد وعرضها، التي أشار رئيس الوزراء إلى عجْز الحكومة عن مواجهتها، فإن عجزت عن ملاحقة المفسدين بسبب قوتهم وإمكاناتهم.. فهل تستعيض عن ذلك بمحاربة المُصلِحِين والناجِحِين وقطع الأيدي التي تمتدُّ للمحتاجين بالمساعدة؟!
إلى ذلك أصدرت اللجنة الممثَّلَة والمنتَخَبة من الهيئة العامة لجمعية المركز الإسلامي الخيرية اليوم السبت 21/4/ 2007 م تصريحًا بهذا الخصوص، هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
تصريح صحفي صادر عن:
اللجنة الممثلة والمنتخَبة من الهيئة العامة لجمعية المركز الإسلامي الخيرية- عمان
تفاجأت اللجنة المنتخَبة من الهيئة العامة لجمعية المركز الإسلامي الخيرية عمان بإقالة رئيس لجنة الإدارة المؤقتة معالي الدكتور بسام العموش وتعيين- بديلاً عنه- الدكتور سلمان البدور ، ونحن نرى في هذا الإجراء تصميمًا وإمعانًا من الحكومة بإحداث إجراءاتٍ جوهريةٍ في الجمعية بمصادرتها وإلغاء دورها الخيري والإغاثي الوطني.. ألم تكْفِ عشرة أشهر من وضع اليد وإجراء عمليات التدقيق والتنقيب في سجلاَّت وملفات الجمعية ومؤسساتها وشهادة رئيس اللجنة المؤقتة السابق الدكتور بسام العموش بسلامة نهْج إدارات الجمعية السابقة، وعدم وجود أي فساد حقيقي فيها؟! ألم يكفِ هذا الوقتُ لإعادة الجمعية إلى وضعها الطبيعي وحتى بعد تحويل الملفَّات وفحصها لدى النائب العام الذي اطَّلَع على حقائق تؤكد سلامة سلوك وملفَّات عددٍ من أعضائها حوِّلت إليه.
إن الحكومةَ بهذا الإجراءِ واستمرارَها بوضْعِ اليدِ على الجمعية هو إجراءٌ غيرُ قانونيٍّ وغيرُ دستوريٍّ، وفيه إضرارٌ بالعمل الخيري والوطني.. إننا نخاطب الضمائر الحية في وطننا الحبيب باستنكارِ واستهجانِ هذه الإجراءات؛ انتصارًا للوطن ولشعبنا الأردني، ونطالب الحكومة- ممثَّلةً بدولة رئيس الوزراء- بإزالة الحيف وإعادة الأمور إلى نصابها وحمايةِ هذه المؤسسة الخيرية، وإجراء انتخابات لإدارتها والحفاظ عليها وعلى مؤسساتها الوطنية.
إننا كممثِّلين للهيئة العامة وباسم القطاع الكبير من المنتفِعِين من هذه الجمعية، من فقراء في هذا الوطن وأيتام وأرامل، وكافة المواطنين.. لَنُطَالِبُ أولي الشأن بردِّ الأمور إلى نصابها ورفْع يد الحكومة عن هذه الجمعية.
(ألا هل بلغنا؟! اللهم فاشهد)
أعضاء اللجنة:
أ. عبد المجيد الذنيبات معالي د. إسحق الفرحان
سعادة أ. حمزة منصور معالي د. عبد اللطيف عربيات
سعادة م. عزام الهنيدي أ. حكمت الرواشدة
عمان في 4 ربيع ثاني 1428هـ الموافق 21/4/ 2007 م.
المصدر
- مقال:الإخوان المسلمون يطالبون الحكومة الأردنية بالكف عن العبث بالعمل الخيريإخوان أون لاين