الإخوان المسلمون في الأردن يرفضون تصريحات السفير الأمريكي لدى عمان
- المراقب العام: تصريحات هيل تسعى لإشعال الفتنة في المجتمع الأردني
- الأردن ليس مستباحًا للسفراء الأجانب الذين لهم عمل دبلوماسي محدد
- الحملة يقودها اليمين المتطرف و الإخوان من أنضج الحركات السياسية العربية
عمان- حبيب أبو محفوظ
أعرب فضيلة المراقب العام ل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن سالم الفلاحات اليوم الأحد 25/2/ 2007 م، عن استيائه البالغ لتصريحات السفير الأمريكي في عمان ديفيد هيل، وقال ردًّا على تصريحات هيل التي نشرتها صحيفة "الديار" الأردنية اليوم الأحد: "إن صح هذا الخبر المنشور في صحيفة الديار فهو خبر غريب ومؤلم جدًّا، ويشير إلى انتهاك حدود وصلاحيات العمل الدبلوماسي المتعارف عليه دبلوماسيًّا".
وزاد الفلاحات في تصريحٍ خاص لـ( إخوان أون لاين) بالقول: "إن يقوم سفير دولة أجنبية أيًّا كان هذا السفير، وأيًّا كانت هذه الدولة، خاصةً عندما تكون مثل أمريكا الوالغة في الدم الفلسطيني العراقي، بدعوة مجموعة من العشائر الأردنية المحترمة المقدرة، ويكون الحديث هو تحريض هؤلاء الوجهاء على الحركة الإسلامية وتحذيرهم من التعامل مع الإسلاميين، فهذا يعتبر تدخلاً في الحياة السياسية الأردنية"، ووجه الفلاحات خطابه للسفير الأمريكي هيل بالقول: "أما علم هذا السفير أن أبناء الحركة الإسلامية أكثرهم من العشائر الأردنية؟، بل وكل الأردن عبارة عن عشائر سواء من كان منهم أصول شرق أردنية أو من أصول فلسطينية".
وتساءل: "كيف تباح الساحة الأردنية للدبلوماسيين أن يقوموا بهذا الدور، ويقوم السفير الأمريكي في الأردن بدعوة الناس إلى السفارة نفسها ليحرضهم ويوجه شريحة من المجتمع الاردني ضد شريحة أخرى؟!!.
وأكد المراقب العام أن: "هذا لا يسهم في بناء المجتمع الاردني وتماسكه، وإنما يسعى في دماره، و الاردن ليس مستباحًا للسفراء يفعلون بمواطنيه كيفما شاءوا، فللسفراء عمل دبلوماسي محدد وواضح".
وفيما يتعلق بحديث السفير الأمريكي عن عدم رغبة الإسلاميين في الأردن من مواجهة التشيع في المنطقة، بل وتمتعهم بعلاقات مع الشيعة و إيران ، قال المراقب العام لإخوان الأردن : "أما الحجة التي أشارت إليها الصحيفة- بناءً على كلام السفير- حول الاتجاه الإيراني والشيعي، فهو غير صحيح فقد وجَّهنا مذكرةً خاصةً للسفير الإيراني، وذهب وفد لمقابلة السفير الإيراني بشأن التدخل في العراق ، وضرورة قيام إيران بدور واضح لإيقاف هذه المذبحة واستهداف أهل السنة هناك، لا سيما أنها دولة مجاورة وقادرة، ولها امتداد سياسي وفكري داخل العراق، ويشكو كثير من العراقيين من تدخل اليد الإيرانية، ووصلت رسالة واضحة وصريحة في هذا الاتجاه؛ وللحركة الإسلامية موقف واضح بهذا الشأن والحركة لا تقبل أن تقسم الأمة إلى معسكرات يصطف بعضها مع الرغبة الأمريكية الصهيونية ضد الفئة الأخرى.
وشدد بالقول: "لا يمكن أن نقبل أن نكون وسيلة تستخدم في الوقت الذي تشاء أمريكا والكيان الصهيوني ، للإساءة إلى الأقطار العربية والإسلامية، سنكون جزءًا من المشروع العربي الإسلامي ولن نقبل أن نكون جزءًا من المشروع الأمريكي.
وردًّا على سؤال فيما إذا كانت تصريحات ديفيد هيل تعبر عن وجهة النظر الأمريكية من الحركة الإسلامية، أم أنها تصريحات شخصية، قال الفلاحات:" لا شك أن هذه وجهة النظر الأمريكية اليمينية المتطرفة، وهي محاربة الحركة الإسلامية، والتحريض عليها، فمرة يحرض الحكام، ومرة يحرض الحزبيون ومرة وجهاء العشائر في حملة متكاملة على الحركة الإسلامية، وقال: "لا شك أن هذه العقلية- إن صح هذا الكلام المنشور اليوم-، تعتبر مؤشر خطير جدًّا في محاولة لتفكيك المجتمع الاردني والإساءة إليه، كما يستهدف استقراره، ويؤثر على القرار السياسي الأردني، وهو بالتأكيد فتنة وأي فتنة".
وتساءل: "لا أدري هل هو سفير دولة أم وزير تنمية سياسية، أم هو في ملتقى شعبي يحاور ويناقش؟!!.
ووجَّه الفلاحات حديثه للرسميين بالقول: "أنا أعتقد أنَّ على المسئولين الرسميين التحقق من هذه التصريحات، وإن حصل فهذا تدخل في السيادة الأردنية وهو تخريب للمجتمع الأردني".
وردًّا على سؤال لـ( إخوان أون لاين) حول ما إذا كانت هذه التصريحات، تأتي ضمن سلسلة مواقف أمريكية تستهدف الحركة الإسلامية حتى في خارج الأردن ، لا سيما بعد تحذير لفضيلة المرشد العام في مصر من التدخل الأمريكي في الشأن المصري، قال الفلاحات: "كما قلت، أعتقد أنَّ الحملة الموجهة ضد الإخوان هي بتوجيه اليمين المتطرف؛ لأنه يعلم أنَّ الحركةَ الإسلامية من أنضج الحركات السياسية العربية الملتزمة والمنتمية إلى أمتها وشعوبها، وبالتالي هو يسعى للقضاء على الحركة الإسلامية من خلال توجيه الضربات المتلاحقة، وتشجيع بعض الحكام العرب على الإساءة لها، بصورةٍ مختلفة والتغاضي عن ذبح الديمقراطية، وهدم الديمقراطية، ولم نجد أي صوتٍ يعترض على ما تتعرض له الحركة الإسلامية في مصر مع أنه اعتداء على حقوق الإنسان وحريته".
وأخيرًا وجَّه الفلاحات رسالةً إلى وجهاءِ العشائر قال فيها: "إن صح الكلام المذكورة في الصحيفة عن تصريحات السفير الأمريكي، فهي إساءة إلى وجهاء العشائر أولاً، وأنا أعتقد أن وجهاء العشائر لا يتلقون من السفير الأمريكي شيئًا، وأعلم أنَّ عندهم من العزة والكرامة والثقة بالنفس ما يجعلهم أكبر من أن يتلقوا من أي سفيرٍ من أي دولة كانت، والحقيقة أن وجهاء وشيوخ العشائر الأردنية نلتقي معهم في مواقع كثيرة وقضايا كثيرة فحضارتهم وثقافتهم وتوجهاتهم هي الحضارة الإسلامية العربية التي نحن ندعو إليها،
وبالعكس العلاقة بيننا وبين وجهاء العشائر نلمسها في أكثر من موقع، وهي علاقة إيجابية؛ لأننا نخدم المشروع الأردني والهم الأردني، وهو فيه مصلحة العشائر الأردنية، وأعتقد أن الخبر- إن صحَّ- يُسيء إلى هؤلاء الوجهاء ربما أكثر من الحركة الإسلامية، وأنا أعتقد أن وجهاء العشائر بالتأكيد حتى لن يسكتوا حتى في مثل هذا اللقاء، وفيما لو وجه هذا السفير إليهم فسيكون ردهم أقسى من ردنا نحن".
كانت صحيفة الديار الأردنية قد نشرت صباح اليوم الأحد خبرًا مفاده، أن السفير الأمريكي في عمان، ديفيد هيل، طالب وجهاء العشائر الذين التقاهم في مبنى السفارة الأمريكية، بإحباط محاولات الإسلاميين للتحالف مع العشائر، لخوض الانتخابات البلدية والنيابية المقبلتين، بالإضافة لمحاولته إقناع وجهاء العشائر بالخطر الذي يمثله الإسلاميون خصوصًا في هذه المرحلة التي تشهد موجة تشيع في المنطقة، وبحسب السفير فإنَّ الإسلاميين في الأردن لا يرغبون في مواجهة التشيع كونهم يرتبطون بمصالح تاريخية مع إيران .
المصدر
- مقال:الإخوان المسلمون في الأردن يرفضون تصريحات السفير الأمريكي لدى عمانإخوان أون لاين