الأسماك الملوثة.. الخطر القادم على صحة المصريين
كتبت- رضوى سلاوي
13-06-2010
فجَّرت شهادة الدكتور فتحي النواوي "أستاذ الطب البيطري بجامعة القاهرة" في مجلس الشعب أمس؛ مفاجأةً، كون الأطباء البيطريين غير مدربين على اكتشاف الطفيليات التي لا تراها العين المجردة، وأنهم فقط يستطيعون اكتشاف الأمراض التي تُرى بالعين المجردة؛ الأمر الذي يثير الشكوك في سلامة اللحوم بأنواعها البيضاء والحمراء، ويضع صحة المواطن المصري البسيط على المحك.
وبالتزامن مع تلك التصريحات؛ فإن تفاقم أزمة الأسماك المسمومة وانتشارها بسرعة كبيرة؛ يرجع إلى تلوث المياه، نتيجة تلوث مياه الصرف الصناعي والزراعي والصحي غير المعالجة التي تصب في مياه البحر؛ ما يتأتى إلى اختزان السميات في أجسام الأسماك، وأخطرها سمكة القراض "أرنب البحر"، والتي بها مادة "ترودوتوكسين" شديدة السمية داخل حوصلة مليئة بالسم داخل أجسام الأسماك.
ورغم التحذيرات الطبية، تجاهلت هيئة الثروة السمكية اقتراحًا للتخلص من الأسماك السامة في البحر الأبيض المتوسط، والسماح للصيادين باصطيادها وبيعها لوزارة الزراعة بأسعار التكلفة.
ويقول النائب الدكتور فريد إسماعيل "عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين": إن سبب انتشار الأسماك السامة في البحر الأبيض المتوسط، يرجع إلى سوء تخطيط من الحكومة وفشل سياساتها في معالجة ومكافحة هذه الأسماك التي انتشرت في مياه "الأبيض"، مؤكدًا أن كلاًّ من وزارة الزراعة والصحة والري والبيئة هم المعنيون بإدارة هذه الأزمة، وأنها منظومة فشلت في التعاطي معها.
ويشير إلى أنه تقدَّم بطلبات إحاطة حول هذه الأزمة؛ ولكن الحكومة لم تستجب لذلك، مؤكدًا أن الأمر لم يقتصر فقط على تقديم مقترحات حول كيفية مكافحة الأسماك، بل إلى زيادة ناتج الثروة السمكية عمومًا، خاصة أن ناتج الثروة السمكية لا يكفي لسد الاحتياجات المحلية، ومن هنا بدأ لجوء بعض التجار إلى بيع تلك الأسماك؛ لمقابلة النقص في إنتاج الثروة السمكية بأسعار مخفضة في ظل أزمة ارتفاع الأسعار التي يواجهها الشعب المصري.
وأضاف أنه لا توجد نية من الحكومة في تنمية الثروة السمكية؛ خاصة بعد أزمتي اللحوم والطيور، وكان من الأولى أن تقوم الحكومة باتخاذ إجراءات فعلية لتنمية المزارع بطريقة صحية وإيجابية وحماية التلوث وتدعيم وتشجيع الصيادين للاهتمام بهذه المزارع.
ويؤكد الدكتور عبد الفتاح السيد "رئيس قسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة الإسكندرية" أن على الحكومة دورًا في تقنين عمليات صيد وبيع تلك الأسماك؛ لصعوبة التعامل مع هذا النوع من الأسماك للمستهلك العادي، واستخدام أسلوب الردع في العقاب؛ خاصة مع بعض التجار الذين يقومون بتوزيعها، مستغلين جهل المستهلكين العاديين الذين يتم استغلالهم وبيعها لهم نتيجة انخفاض قيمتها.
وتدعو الدكتورة مي الدسوقي "أستاذ بقسم أمراض الأسماك بجامعة القاهرة" جهاز حماية البيئة، ووزارة الزراعة، وهيئة الثروة السمكية؛ إلى مواجهة الأسماك الملوثة عن طريق توزيع نشرات تحذيرية، وتوضح كيفية التعامل معها، بالإضافة إلى استخدام أساليب التوعية المسموعة والمرئية خاصة في موسم تكاثر تلك الأسماك؛ حتى لا يدخل المواطنون في دائرة الشائعات التي من شأنها أن تزيد من حالة البلبلة.
المصدر
- الأسماك الملوثة.. الخطر القادم على صحة المصريينإخوان أون لاين
