إسراء لطفي
إخوان ويكي
مقدمة
في مدينة الجيزة ولدت إسراء لطفي عام 1995م والتحقت بالجامعة وقت أن وقع الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي يوم 3 يوليو 2013م حيث شهد بيت إسراء حركة غير عادية لكون والدتها خاصة وأهلها عموما مؤيدين للرئيس المنتخب فخرجت الأم لا تأبه بالرصاص لكنها خرجت لطالب باحترام اختيارها لرئيسها ولذا كان دائما ما تتواجد في اعتصام النهضة الذي أقيم أمام جامعة القاهرة.
لم تكن إسراء الفتاة المشغولة بأمور السياسة ولا ما يجري فيها، فكانت دائما ترفض دعوة والدتها الذهاب لاعتصام النهضة لكن ما إن ذهبت حتى استشعرت روح جديدة تسري في جسدها فأخبرت والدتها أنها سوف تحافظ على الحضور يوميا إلى الاعتصام.
سبب الاعتصام حرج شديد لسلطة الانقلاب ومن ثم كان يحاول جاهدا صرف الناس عن الاعتصام في ميدان رابعة العدوية أو النهضة حتى أنه كان يشن يوميا هجوما سواء برجال الشرطة أو البلطجية لضرب الناس بكل أنواع الاسلحة سواء رصاص حي أو خرطوش أو أسلحة بيضاء حيث استشهد كثيرين في الميادين.
لم تكن إسراء تدرك أنها لم تكمل الاعتصام حيث حضرت مع أمها يوم 23 يوليو 2013م للميدان وبعدما صلى الناس التراويح تفاجأوا بالرصاص ينهال عليهم من فوق أبنية جامعة القاهرة وكلية الهندسة فحاولت إسراء الهرب إلى خيمتها لكنها ما إن دخلت الخيمة حتى اخترقت رصاصة رأسها قادمة من فوق كلية الأدب من قبل المهاجمين البلطجية الذين اختبئوا في الظلام وعمرها وقتذاك 18 عاما.
وكان من مواقف أمها أنها بعد أن دفنت فلذة كبدها لبست الثياب الأبيض وعادت مسرعة إلى ميدان النهضة لتعطي نموذج في الصبر والاحتساب.
وفوق منصة الميدان وقفت لتوصي الجميع بقولها: لا تحزنوا على أبنائكم الشهداء، استمروا بالميدان حتى ينتصر الله لعباده، كما طالبت المعتصمين بالثبات فبرغم من ضياع قره عينها فهي ما زالت ثابته حتى ننال الحرية والديمقراطية.
أن الشهيدة إسراء كانت تقوم بإرسال رسائل إلى أصدقائها تدعوهم فيها للاعتصام، وان آخر كلمات سمعتها منها قبل أن تلاقي ربها، اللهم انتقم من الظلمة، حسبنا الله ونعم الوكيل وتابعت بصوتٍ متقطع من البكاء أنا احتسبت بنتي عند الله، أنا مش حزينة عليها انا حزينة على فراقها فقط.
وأكدت أنها لم تلبس على ابنتها زي أسود، وبعد دفنها لم تغادر الميدان فهي لا تخاف بطشه أو تخاف على باقي أبنائها فإن ماتوا فالجنة مثوى.
زفت ابنتها الى القبر ثم عادت الى ميدان الاحرار ميدان الصمود
وفي اليوم التالي وفي مشهدٍ أبكى جميع المعتصمين بميدان النهضة, سارعت أم الشهيدة إسراء لطفي فور التحامها بصفوف المعتصمين عصر اليوم بميدان النهضة, بالدخول إلى الخيمة التي استشهدت فيها إسراء لتتذكر مشهد استشهادها أثناء السحور.
وقالت: "إن إسراء قالت لي قبل لحظة استشهادها, أنا كل يوم هنزل وأشارك معاكم, وهصلي التراويح هنا في النهضة".
وتابعت: "كان نفسي أجيبلها هدية نجاحها قبل ما تموت, بس ربنا هو اللي هيجبلي حقي, ربنا أقوى من السيسي والجيش والشرطة".
وتقول سماح لطفي وهي ابنة عم الشهيدة إسراء لطفي أنها كانت شاهدة عيان علي المجازر التي حدثت في ميدان النهضة وكانت آخرها ما حدث الاثنين والتي استشهد على أثرها ابنة عمها إسراء، قائلة كل هذه الأحداث تزيدني إصرارا علي التواجد مع المعتصمين فرغم أنني لا أنتمي لأي تيار إلا أنني أؤمن بالشرعية لأنني أدرك حجم المؤامرة التي تحاك ضد مصر.
البوم صور