أيها الأحباب استعينوا بالله واصبروا
01-06-2007
بقلم: أ. د. محمد مرسي
مقدمه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه... وبعد فإن نهضة الأمم وتقدم الشعوب والدول إنما تقوم على أكتاف أبنائها المخلصين أصحاب العزائم والذين يبذلون كل غالٍ ويضحون بأنفسهم وأموالهم في سبيل رفعة أوطانهم، وإعلاء شأن بلادهم حسبةً لله تعالى وإرضاءً له، ولا يبالون بما ينالهم من ضير وعنت وقرح رغبةً منهم فيما عند الله ثم حبًا للوطن الغالي وللأهل الكرام.
ولأن مصر أحب بلاد الله إلى أنفسنا مع بقاء الحب والود والتواصل لباقي بلاد العرب والمسلمين فإننا ماضون في طريقنا..
ندعو إلى الله قدر طاقتنا عذرًا إلى الله ضاع الجهد أو نفع وبحول الله وقوته لن يضيع بل سينفع ويبقى، ونحن بذلك نلبي نداء ربنا ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)﴾ (آل عمران)، ونردد قول الله عز وجل ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193)﴾ (آل عمران).
رساله الي اصحاب الدعوه
أيها الأحباب..
أنتم أصحاب الدعوة والحاملون للوائها، وقد شاءت إرادة الله الطيبة أن يتزامن ما يجري الآن في الانتخابات مع ما يقع على الإخوان من ظلم بالمحاكمات العسكرية، وها نحن نرى ونسمع ويرى كل الشعب ويسمع معنا المحاولات اليائسة الظالمة الفجة من قِبَل النظام لمنع مرشحينا من الحركة والوصول إلى الناس، ولكن هيهات هيهات فالله ولي الذين آمنوا والظالمون لا مولى لهم إلا أنفسهم التي تأمرهم بالسوء وشياطين الإنس الذين يزينون لهم الباطل ويعينونهم على الظلم والطغيان ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42)﴾ (إبراهيم).
ويقف الرجال في شمم وشموخ وعزة وإباء مستعصمين بالله الواحد القهار يقفون أحرارًا خلف قضبان باتت تلعن من أغلقها عليهم، وإني والله لأرى الخير والنور والبركة تتنزل على إخواني هؤلاء وعلى ذويهم من الزوجات الصالحات والأبناء الأخيار، وهم بفضل الله صابرون محتسبون راضون مطمئنون، ولكنهم على الظالم ليل نهار يدعون "اللهم انتقم ممن ظلمنا وزلزل يا رب عرشه وأزل ملكه وفرِّق عليه أمره واجعل اللهم كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره" ونحن نردد معهم ذلك.
أيها الأحباب خارج الأسوار.. يا من تحملون اللواء وتعلنون للدنيا أن للحق رجالاً وتسيرون في طريق واضح المعالم وبيِّن الخطوات..
رساله الي الأحباب داخل الأسوار
أيها الأحباب داخل الأسوار.. يا من تحرسون بحمد الله اللواء وتقدمون نماذج التضحية والفداء في ذات الطريق على هدي محمد- صلى الله عليه وسلم- وصحبه وكم ضحوا وكم بذلوا... اعلموا جميعًا أن النصر مع الصبر وبلوغ الأهداف والغايات بالعمل والتضحية والفداء والاستعانة في كل ذلك بالله، واعلموا أن من يعتدون عليكم ومن يظلمونكم هم الأضعف ناصرًا وأقل عددًا، ما صبرتم على الإيذاء وعلى الظلم، وقابلتم إساءتهم بالإحسان وتحملتم في سبيل دعوتكم وأقدمتم وأديتم، وبالوسطية والاعتدال استمسكتهم، وفي كل خطواتكم بالله استعنتم.
لقد جرب الظالمون على مدار الزمن كل أنواع الكيد والمكر والعدوان والبغي فكم سجنوا وكم قتلوا وكم زوروا وكم مع الأعداء تعاونوا فما لانت للرجال قناة، وما ضعفوا وما استكانوا، وهذا هو حالنا الآن نؤدي ما علينا ما استطعنا ونصبر ونصابر ونترقب الخير، والنصر من الله لأوطاننا وديننا، وما ذلك على الله بعزيز ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)﴾ (آل عمران).
رساله الي السائرين برسالة الحق
تحيات من القلب للأحباب الصابرين الثابتين ولأسرهم وأبنائهم وذويهم، وتحيات من القلب إلى الأحباب السائرين الماضيين برسالة الحق في انتخابات الشورى وهم بحول الله وقوته منتصرين ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).
المصدر
- مقال: أيها الأحباب استعينوا بالله واصبروا موقع اخوان اون لاين