أحمد قدري الحارتي
قد لا يعرفه الكثيرون لكنه حفر اسمه وسط رجالا قاومت الاستعمار وأذنابه في كل مكان، وسعى بكل جهد لنشر الفكرة الإسلامية داخل الجامعة قبل أن يصبح أحد رجالات المقاومة.
أحمد قدري الحارتي المولود في مدينة القاهرة عام 1927م والذي حرص والده على حسن تربيته وإلحاقه بالتعليم فتخرج في كلية الهندسة قسم الطيرانن المدني، وبعد تخرجه عمل في الأرصاد الجوية.
كان لرجولته وقوته وذكاءه السبب في ضمه إلى النظام الخاص بجماعة الإخوان المسلمين والتي سرعان ما أصبح أحد قادته المعروفين بين رجال النظام الخاص.
في حادث كوبري عباس في شهر فبراير سنة 1946، كان كثيرون من طلبة الإخوان مشتركين في المظاهرات التي تحركت ضد الحكومة ومن بينهم أحمد الحارتي، وقد أصيب في رأسه ومكث عدة أيام في المستشفى، كما أصيب آخرون.
وقبض عليه ضمن مجموعة النظام الخاص التي قبض عليها فيما عرف بقضية السيارة الجيب، وفي 25 سبتمبر 1949 وضع النائب العام محمد عزمي بك تقرير الاتهام في هذه القضية، فقدم 32 متهما بتهمة الاتفاق الجنائي على قلب نظام الحكم كان الحارتي منهم.
وحكمت المحكمة بالسجن ثلاث سنوات على كلا من مصطفى مشهور - محمود السيد خليل الصباغ - أحمد محمد حسنين - أحمد قدري الحاتي - السيد فايز عبد المطلب.
وفي 13 أبريل 1951 نشرت الصحف حيثيات الحكم في قضية السيارة الجيب علي الصورة الآتية: «المحكمة تعلن» وهي مطمئنة «أن تعذيبًا وقع علي المتهمين». «كان التحقيق فوضى، تارة تتولاة النيابة وأخري يتولاه عبد الهادي باشا». «المحكمة تشيد بمبادئ الإخوان المسلمين، ولكن المتهمين انحرفوا عنها بدوافع وطنية كأبناء بلد محتل مغلوب علي أمره» «وتحت تأثير كارثة فلسطين».
مات الحارتي دون أن يعرف مصيره أحد خاصة بعد أحداث المنشية وصدام الإخوان مع جمال عبدالناصر عام 1954م