كيف تصدى الإخوان للبهائية والقاديانية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٥٧، ٤ يوليو ٢٠١٨ بواسطة Man89 (نقاش | مساهمات) (حمى "كيف تصدى الإخوان للبهائية والقاديانية" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كيف تصدى الإخوان للبهائية والقاديانية


مقدمة

البهائية فرقة مرتدة ضالة كافرة، من انتسب إليها خرج من الإسلام، وليس له نصيب فيه، ولا يجوز الصلاة عليه، ولا يورث ولا يرث ولا يدفن في مقابر المسلمين. والبهائية نشأت في إيران سنة 1260هـ، 1844م، فقد دعمها الاستعمار البريطاني، وكانت من ورائها اليهودية ولا زالت.

أسس هذه الفرقة رجل يسمى: علي محمد رضا الشيرازي، وأعلن عن نفسه أنه "الباب"، ولما مات قام بالأمر من بعده الميرزا حسين علي الملقب بالبهاء، وسمى أتباعه بالبهائيين نسبة له، وله كتاب اسمه الأقدس ووصل به هذا الكاذب الدعي إلى دعوى الربوبية حتى أصبح لا يخاطب الآخرين إلا بأسلوب الرب الأعلى فيقول: (يا ملأ الإنشاء اسمعوا نداء مالك الأسماء إنه يناديكم من شطر سجنه الأعظم أنه لا إله إلا هو المقتدر المتكبر... إلخ) وتوفي البهاء سنة 1892م.

عمدوا إلى تعطيل الحدود وإباحة الزنا، والمطالبة بأن تتزوج المرأة تسعة رجال كما ذكرت ذلك "قرة العين" والتي وقفت خطيبة في إحدى المؤتمرات لتقول: "ولا تحجبوا حلائلكم من أحبابكم إذ لا ردع الآن ولا حد ولا منع ولا تكليف ولا صد، فخذوا حظكم من هذه الحياة فلا شيء بعد الممات". (1)

ومن تعاليمهم تحريم الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء، لاسيما اليهود.، كما أنهم يدعون إلى السلام مع اليهود وتقبل الأمر الواقع على أرض فلسطين، والدعوة إلى المساواة بين المرأة والرجل، ومكافحة نظام الأسرة، والهجوم على تعدد الزوجات، وقوامة الرجل على المرأة. كما ادعى النبوة، ونادى بنسخ الشريعة الإسلامية، وأن الاشتغال بالصوم والصلاة والزكاة، وسائر ما أتى به محمد كله عمل لغو وفعل باطل ولا يعمل بها بعد الآن إلا كل غافل وجاهل. (2)

البهائية في مصر

بعدما أسسها حسين علي النوري المعروف باسم بهاء الله في إيران في القرن التاسع عشر، انتقلت إلى مصر عام 1864 مع مجموعة من تجار السجاد الإيرانيين. وأسس كلا من حسين وباقر كاشاني أول مركز للبهائية هناك. لا توجد تقديرات رسمية حول عدد البهائيين في مصر، حيث تعتبر البهائية في مصر ديانة غير معترف بها رسميًا.وقد صدر في عام 1925 فتوى من المحكمة الشرعية في ببا اعتبرت فيه الجماعة البهائية "ملحدة" وأمرت بتفريق 3 بهائيين عن أزواجهم.

لكن على الصعيد القانوني فان البهائية كانوا قادرين على تأسيس مراكز ومحافل لهم حتى صدور قرار جمهوري سنة 1960 يحمل رقم 263 يقضي بإغلاق كافة المحافل والمراكز البهائية ، عقب دعوى جنائية اتهم فيها بعض الأفراد بنشر الدعوى البهائية في مصر، مر البهائيون بعد هذا الإعلان بسنوات عجاف وعانا أتباع هذه الديانة من الاعتقال.

واجهوا أيضا معوقات كبيرة في أوراق الأحوال المدنية وكان حصول البهائيين عام 2009 على شهادات ميلاد تحمل علامة "-" مكان خانة الديانة بمثابة إنجازا لأبناء الديانة. اصدر الأزهر عدة فتاوي لتوضيح موقفه من البهائية وانتهت إلى تكفير كل من يعتنق فكرها المعتقدات البهائية والبابية والقديانية وأكدت تحريم اعتناق أفكارها. (3)

والبهائية يتبعها فى مصر حوالي 25000 بهائي ولا يوجد أي مصدر رسمي لتلك الأعداد كما أنها غير معترف بها كديانة من أي جهة دينية يهودية أو مسيحية أو إسلامية وكذلك لا تعترف بها الدولة، لكن قبل ثورة 1952 كان الملك فاروق يبعث مبعوث لكي يحضر الاحتفالات البهائية فى محفل البهائيين المصريين "حظيرة القدس" فى حي العباسية فى القاهرة، غير أن من يعتنقون البهائية يعيشون متخفيين و لا يعلنون انتماءاتهم لأحد. (4)

القاديانية

والقاديانية هي حركة نشأت سنة 1900م بتخطيط من الاستعمار في القارة الهندية بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم، وعن فريضة الجهاد بشكل خاص، حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة "الأديان" التي تصدر باللغة الإنجليزية مرة كل شهر منذ 1902م، وصاحب هذا المذهب هو ميرزا غلام أحمد، ألف كتابًا سماه "براهين الأحمدية" وخرج الجزء الأول منه 1880م، وفي هذا الجزء ادعى المؤلف أنه "المهدي". (5)

يقول أبو الحسن الندوي في دراسة بعنوان "القاديانية ثورة على النبوة المحمدية والإسلام":

بقيت الجماعة القاديانية في عهد مؤسسها وبعده معتزلة عن جميع الحركات الوطنية، وحركة التحرير والجلاء في الهند، صامتة، بل شامتة لما دهم العالم الإسلامي، من رزايا ونكبات على يد المستعمرين الأوروبيين، وعلى رأسهم الإنجليز، مقتصرة على إثارة المناقشات الدينية، والمباحثات حول موت السيد المسيح وحياته ونزوله، ونبوة ميرزا غلام أحمد، مما لا اتصال له بالحياة العامة، والمسائل الإسلامية والحركات التي كانت مظهرًا للغيرة الإسلامية والشعور السياسي في هذه البلاد..

ويقول أيضًا:

إن القاديانية تنشر في العالم الإسلامي الفوضى الفكرية، وعدم الثقة بمصادر الإسلام الصميمة ومراجعة سلفه، وتقطع صلة هذه الأمة عن ماضيها وعن خير أيامها وأفضل رجالها، وتفتح باب الأدعياء والمتطفلين على مصراعيه، وتسيء الظن بقوة الإسلام وحيويته وإنتاجه، وتيئس المسلمين من مستقبلهم. (6)

عمل القاديانيون لمذهبهم في مصر عدة سنوات متتالية، وقد نشطت دعايتهم في الأيام الأخيرة نشاطًا ملموسًا، واستغلوا مظاهر الانحلال الخلقي والعقدي في الأمة، فأخذوا يزينون لمن يتصلون بهم من أبنائهم دعايتهم الخاطئة.

الإخوان وحائط الصد المنيع

لم تجد القاديانية والبابية والبهائية أرض خصبة في بداية وصولها مصر، للطبيعة الدينية التي كان يؤمن بها معظم الشعب المصري، غير أنها وجدت طريقها إلى ضعاف النفوس والباحثين عن الشهوات والملذات من ورائها، ومع ذلك لم يهملها الإخوان لكنهم اعتبروها دعوة تدعو الناس للكفر برب الكون ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فسعوا جاهدين لفضحها وفضح كل من انتسب لها.

وقد قاوم الإخوان أفكارهم الهدامة، فتناولت جريدة الإخوان المسلمين هذه الفرق على أنها من الدعوات الضالة والمذاهب المنحرفة عن الإسلام، حتى أنها احتلت المرتبة الثانية بالجريدة من نسبة المجموع الكلي لقضية المذاهب المعاصرة.

وما كانت تصل معرفتهم لأحد قد التحق بهذه الفرقة إلا وقد سعوا إلى إرجاعه لرشده، وتبصيره بحقيقة دينه، وما بملأ هذه الفرقة من ضلالات وانحرافات، حتى استطاع الإخوان إنقاذ العديد ممن التحق بهذه الفرقة الضالة، والتي تنتشر الآن في بعض البلاد على أنها دين سماوي، رغم انحرافها ولا كونها تمت للديانات السماوية لا من قريب ولا من بعيد.

فنشرت جريدة الإخوان نص البيان الذي صدر عن مجموعة من الشباب المصري، كانوا قد التحقوا بالقاديانية، أعلنوا براءتهم منها جاء فيه:

"نحن طائفة من شباب المسلمين نشأنا مخلصين لدين الله الحق، حريصين على انتشار دعوته، واعتزاز رايته، وفي وقت كنا فيه، خالية أذهاننا من حقيقة النحلة القاديانية، اتصل بنا بعض دعاتها وذكروا لنا أنها إنما أسست لخدمة الإسلام، وإنها الطائفة الوحيدة التي تدعو إلى الإسلام بنظام، فبايعناهم على الدخول في زمرتهم، وخدمة الإسلام معهم، وكنا مخلصين يوم أقدمنا على ذلك، ولم نكن واقفين على دخائلها، ولا على سيرة مؤسسها غلام أحمد القادياني
لأن القوم يكتمون كثيرًا من أحواله، والآن وقد اطلعنا على ما كانوا يكتمونه من أحوال الرجل ومؤلفاته، فلما اطلعنا على هذا وغيره من دخائل هذه النحلة، رأينا أن ما هم عليه غير الذي بايعناهم عليه، فبادرنا إلى إعلان إخواننا المسلمين في مشارق الأرض بأننا نبرأ إلى الله ورسوله من هذه النحلة، ومن كل خادع بها ومخدوع، نشهد الله على هذا، والله خير الشاهدين.

رئيس الجامعة الأحمدية بالقطر المصري:

  1. أحمد أحمدي (كاتب محكمة استئناف مصر العليا الأهلية) عبد الحميد السيد (بمصلحة التجارة والصناعة) سكرتير الدعوة والتبشير للجماعة الأحمدية بمصر.
  2. علي فاضل كاتب محكمة الاستئناف الأهلية.
  3. حسن أحمد عبد السلام (طالب ثانوي)
  4. أحمد عبد السلام (مهندس ميكانيكي)
  5. عبد السلام أحمد (رئيس مطبعة جريدة المطرقة)
  6. سيد عبد السلام (بجريدة المطرقة).

ثم وجه نداء إلى كل أحمدي يبلغه هذا البيان:

"إن الرجوع إلى الحق من أفضل الفضائل، والحق قريب من طالبه، وهو في متناول يد كل من يبحث بإخلاص وروية، وإن أملي في كل ذي قلب طاهر ونفس بعيدة عن الهوى من إخواني الذين خُدعوا بالانتساب إلى هذه النحلة أن يتقربوا إلى الله بسرعة البراءة منها حتى تستريح ضمائرهم، ومن كان مع الله وفقه الله إلى ما فيه رضاه. أحمد أحمدي (7)

أما بالنسبة إلى البابية والبهائية فقد كشف الإخوان زيفها وأظهروا حقيقتها وحذروا المسلمين من خطرها، والأسباب التي مهدت لطاغية البابية، فيزعم مرة أنه خاتم النبيين، وأخرى أنه المهدي المنتظر، وثالثة الآن في أن الله تقدس وتعالى حل فيه كما يزعم النصارى أن الله حل في ابن مريم.

وبينوا أن الباب زعيم البهائيين أحد أذناب الطائفة الباطنية، وأن البهائيين لا يؤمنون بالبعث والنشور والثواب والعقاب، فحاربوا هذه العقيدة الباطلة، وفندوا مزاعمها وخاصة عقيدتهم في المهدي المنتظر واستدلوا على زيفها مما جاء في الأديان السماوية الأخرى عن المهدي المنتظر وأوصافه في التوراة والإنجيل والديانات الأخرى كالبوذية وغيرها

ثم ذكروا الأحاديث النبوية التي جاءت في شأن المهدي المنتظر ونقلوا كلام الأئمة الأعلام من ثقات الجرح والتعديل في هذه الأحاديث، ووضحوا صحتها وصلاحيتها للاستدلال وقارنوا بين المهدي الذي وردت به السنة وجاءت بذكره الأخبار، وبين هذا الدجال الأفاك طاغية البابيين والبهائيين فأثبتوا بذلك أنه ليس بينه وأتباعه وبين ذلك المهدي المنتظر صلة ولا سبب ولا معرفة ولا نسب وإنما هم أفاكون كذابون. (8)

أثر التربية العملية

استمرت جهود الإخوان في التصدي لهذه المعتقدات الضالة، خاصة وأن عددهم في مصر قد ازداد وأصبح يجاهرون بمعتقداتهم الباطلة في ظل صمت الدولة الرسمي. فقد جاء في موقع إخوان أون لاين أن البعض حاول تنظيم مؤتمر (مصريون ضد التمييز) في نقابة الصحفيين، لكن تصدى بعض أعضاء مجلس النقابة لفكرة إقامة هذا المؤتمر في مقر النقابة، على أساس أن جمعية (مصريون في وطن واحد) القائمة على تنظيم المؤتمر جمعية مشبوهة

فضلاً عن أن فكرة حضور شخصيات بهائية مرفوضة باعتبار أن البهائية تمثل ارتدادًا عن الإسلام، وثارت على إثر ذلك ضجة كبيرة في النقابة؛ مما دفع أصحاب المؤتمر إلى عقده في مقر حزب التجمع، وهناك ذهب نقيب الصحفيين ليقدم لأصحاب المؤتمر اعتذاره. وهذا التصرف أغضب كثيرًا من الكتاب باعتبار أنه يتصادم مع حرية الرأي، ويمثل بلطجةً سياسيةً وعملية ابتزاز ولي الذراع والتلويح بالإساءة إلى الإسلام.

وبعيدًا عن الدخول في مدى صحة موقف أي من الفريقين؛ لأن لكل منهما منطقه وحجته، والخلفية الفكرية التي تحركه، وبغض النظر عن المقررات التي انتهى إليها المؤتمر فيما بعد، والتي تدعو إلى ضرب ثوابت الأمة، وتفكيك أساسها، وتفريغها من هويتها وشخصيتها، بحيث تصبح مسخًا شائهًا لا لون له ولا طعم، ويكفي في ذلك أن يركز المؤتمر على المطالبة بتعديل المادة الثانية من الدستور بإلغاء ما يشير إلى أن (دين الدولة الرسمي هو الإسلام) وأن الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع، وغير ذلك من التوصيات التي سمعناها تتردد في السنوات الأخيرة. (9)

ومن هذه الأثار أيضا ما ذكره موقع إيلاف تحت عنوان "دور مشبوه للإخوان في تحريم البهائية وأزمة القضاء في مصر" جاء فيه:

في الوقت الذي كان فيه المصريون والعالم العربي والمجتمع الدولي يترقبون النتيجة التي ستفضي إليها الأزمة المستحكمة بين نظام الرئيس حسني مبارك وإحدى مؤسساته المهمة وهي المؤسسة القضائية، فاجأتنا المحكمة الإدارية العليا التابعة لمجلس الدولة في الخامس عشر من مايو الجاري بحكم صدر بإجماع أراء قضاتها وقضى بوقف تنفيذ حكم القضاء الإداري الصادر في الرابع من أبريل الماضي والذي أقر بحق مواطنين بهائيين مصريين في اعتراف الدولة الرسمي بديانتهما وإثباتها في أوراقهما الرسمية.
أشارت المحكمة الإدارية في حكمها إلى ضرورة الامتناع عن إثبات البهائية في خانة الديانة بالأوراق الرسمية بما فيها بطاقات التعريف الشخصية وجوازات السفر وغيرها. ونقلت صحيفة الأهرام القاهرية في السادس عشر من مايو عن المحكمة قولها "إن تنفيذ الحكم المطعون فيه يعمل علي الإخلال بالنظام العام للدولة لأن البيانات المراد تدوينها بإثبات البهائية في خانة الديانة بالأوراق الرسمية محاولة لإثبات أن البهائية ديانة‏، علما بأن الأديان المعترف بها فقط هي الديانات الثلاث‏؛‏ الإسلام‏ والمسيحية‏‏ واليهودية‏،‏ أما البهائية فليست من الأديان المعترف بها‏".‏

جاء حكم المحكمة الإدارية العليا بشأن البهائيين ليس فقط متماشياً مع الشريعة الإسلامية، ولكن أيضاً ملبياً لمطالب الجماعات المتطرفة بحظر البهائية من مصر. لقد اعترضت جماعة الإخوان المسلمين على حكم محكمة القضاء الإداري الذي أقر بحقوق البهائية المدنية في المجتمع المصري، ومارس ممثلوها بالبرلمان ضغوطاً كبيرة على الحكومة، وقاموا بتحريضها للاعتراض والطعن في حكم المحكمة.

ونقل موقع الإخوان على الإنترنت عن نواب الجماعة مداخلاتهم خلال نقاش البرلمان لقضية البهائيين فقال الدكتور أكرم الشاعر

"إن البهائيةَ ليست فرقةً من فرقِ الإسلام وهم كفرة، وهذا رأي عددٍ من كبارِ مشايخ الإسلام مثل الشيخ القرضاوي والشيخ الشعراوي، علاوة على الأزهر الشريف، وإذا كان هذا هو الأمر فكيف يسمح لهم ويعترف بهم، علاوة على أنَّ الشريعةَ الإسلاميةَ هي المصدر الرئيسي للتشريع وهي تُجرِّم هذا الفكر المنحرف."

بينما أشار السيد عسكر إلى أنه قرر التقدم بمشروع قانون لتجريم البهائية وتكفير معتنقيها. وأوضح مصطفى عوض الله أنَّ مشكلةَ البهائية أنهم يحركون بأصابع صهيونية، طالباً من وزارةِ الداخلية أن لا تخضع للابتزاز الرخيص من الفئة الضالة المسماة بالبهائية. تزامن قرار المحكمة الإدارية العليا مع الدعم المباشر وغير المسبوق الذي قدمته جماعة الإخوان المسلمين للقضاة المصريين في أزمتهم مع نظام الرئيس حسني مبارك. جاء وقوف الإخوان مع القضاة ليوضح بجلاء التصاعد المتعاظم للدور الذي تلعبه الجماعة في العمل العام. (10)

هذا الأثر التربوي الذي برز جليا حتى حينما أخطأ أحد الإخوان في تصريح، دفعهم ليطالبوه ويطالبوا الجماعة بموقفها من هذه الفئة الضالة. فقد كتب جمال عبد الرحيم مقالا بعنوان الإخوان البهائيون جاء فيه: رغم عدم انتمائي لجماعة الإخوان المسلمين إلا إنني تعاطفت معهم كثيراً طوال السنوات الماضية.

ورغم علاقتي الطيبة بجماعة الإخوان المسلمين وتقديري الكامل لها كتيار إسلامي منظم له دور واضح في الشارع المصري والعربي إلا أن الموضوعية والمصداقية تجعلني أختلف معهم وبشدة في العديد من المواقف منها تصريح غريب وخطير أدلي به الدكتور سعد الكتاتني أحد قادة الجماعة البارزين ورئيس الكتلة البرلمانية السابق لأحد المواقع الالكترونية في اليومين الماضيين.. الدكتور الكتاتني أكد أن حزب العدالة والتنمية الذي تستعد الجماعة لتأسيسه في الفترة المقبلة مفتوح لجميع فئات الشعب مادام مستوفي لشروط الحزب حتى لو كان بهائياً أو علمانياً!!!

بالطبع تصريح غريب وخطير أصابني بدهشة شديدة.. الدكتور الكتاتني لا يمانع من انضمام البهائيين لحزب العدالة والتنمية.. لا يمانع من انضمام طائفة مرتدة عن الإسلام وترتبط بعلاقات وثيقة بالصهيونية العالمية وتدعمها إسرائيل إلي حزب الإخوان المسلمين!!

ألا يعلم الدكتور الكتاتني أن البهائية فئة ضالة منحرفة لا تهدف إلا للنيل من الإسلام لتحقيق مصالح أعداء الوطن والدين خاصة الصهيونية العالمية.. ألا يعلم الدكتور الكتاتني أن جميع علماء وأئمة المسلمين أجمعوا علي أن البهائية ليست من الأديان السماوية ومن يدين بها من المسلمين يعتبر مرتداً لأن البهائيين ينكرون أن سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - هو خاتم النبيين بل تجا وزوا ذلك وادعوا الألوهية لبعض زعمائهم. (11)

وكتب أحمد صبحي منصور بعدما سرد قصته مع العمل بمركز ابن خلدون وكتابة تقرير عن البهائية، فقال: تذكرت هذه الحادثة بعد حوالي عشر سنوات عندما وردت الأنباء بتحالف الحكومة المصرية والمعارضة الإخوان ضد البهائيين الذين حصلوا من قضاء مصر النزيه على أحقيتهم بوضع اسم دينهم البهائي في أوراقهم الرسمية. ثم أخذ يلمز في الحكومة والإخوان رمز التطرف والإرهاب الذين يقفون بالمرصاد للبهائيين والقرآنيين وغيرهم. (12)

لقد حاول الإخوان منذ انطلاقة شعاع دعوتهم وسط المجتمع أن ينشر التربية الغراء التي جاء به الشرع الحنيف والتصدي لكل باطل ومعتقدات ضالة يحاول أتباعها أن يلبسوها ثوب العفة لتنطلي على الناس، مستعينين بالمال وبكل ذي سلطان غربي ومستبد لجعل هذه الفرقة الضالة دينا رسميا كالإسلام أو النصرانية أو اليهودية.

المراجع

  1. كل الوطن: قُرّة العين "الطاهرة" نادت بتعطيل الحدود والتكليف وإباحة الزنا
  2. الطائفة البهائية في دولة الكويت .احذروا من البهائيين والبهائيات الضالين، الجمعة، 2 نوفمبر 2012م،
  3. شوقي أفندي رباني: القرن البديع مئة عام من تاريخ الديانة البهائية، دار النشر البهائية في البرازيل، 2016م، صـ432.
  4. البهائية فى مصر
  5. انظر: محمد البهي – الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار الغربي – مكتبة وهبة – القاهرة – ط9 – 1981م – صـ39، وأيضًا الموسوعة الميسرة للأديان صـ389.
  6. محمد البهي – مرجع سابق صـ41.
  7. جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الأولى – العدد 19 – الخميس 5 شعبان 1352هـ / 23 نوفمبر 1933م.
  8. جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الثانية – الأعداد 17، 18، 22، 23، 33 لسنة 1353هـ.
  9. موقع إخوان أون لاين: هذه هي البهائية، 4/ 5/ 2008م
  10. جوزيف بشارة: إيلاف، الإخوان يستهدفون حرية العقيدة في مصر، الثلائاء 23 مايو 2006
  11. جمال عبد الرحيم: الإخوان البهائيون، شبكة فلسطين للحوار، 6/ 4/ 2011م
  12. أحمد صبحي منصور: الإخوان المسلمون والحزب الوطني ضد البهائيين المصريين، الحوار المتمدن، 7/ 5/ 2006م