عداء شديد يكنه كثيرا من العلمانيين والشيوعيين للإسلام، وإن كان هذا الأمر طبيعي فمنذ ظهور الإسلام ظهر له أعداء يقفون له بالمرصاد ويعملون على حجبه عن الناس ونشر الفساد المتغلغل في فكرهم وأطماعهم ونزواتهم.
وبطبيعة الحال فما دام هؤلاء يكرهون الإسلام فسيكرهون العاملين للإسلام، وهو ما نراه في كل زمان ومكان.
وما أن ظهرت جماعة الإخوان في ظل الاحتلال الغربي للوطن الإسلام إلا وقد نصب لها العداء لما ظهر من أهدافها، ولذا سلط أذنابه وأتباعه في الوطن العربي لمحاربتها واتهامها في وطنيتها، فنجد مثلا من يكتب ويقول: لا حقيقة لغيرة الإخوان والأعوان على الأوطان. ربما يغارون منها لا عليها.
بل نجد من كتب رسائل علمية يتهم فيها وطنية الإخوان، مثل مصطفى حسن أحمد حسين الأقفهصي والذي كتب تحت عنوانمفهوم الوطن في نظر جماعة الإخوان المسلمين كلية الآداب جامعة المنصورة عام 2022م، و کيف نظرت جماعة الإخوان للوطن نظرة کارهة له. وکيف استهانت بکل ما تحمله کلمة الوطن من معنى، فنتج لديهم معان مغايرة لما اتفقت عليها جميع الشرائع والملل، حتى على مستوى الفکر اللاديني، وخلقوا أوطانًا موازية، وانتماءات موازية؛ مما فصَلَتْهم شعوريًّا عن المجتمع، وفَصَمَتْهم عن الانتماء لأوطانهم.
محمود شاب من شباب الإخوان المسلمين في الأردن ، ومن المجاهدين الذين بذلوا أنفسهم رخيصة لله تعالى ، وهم في ريعان شبابهم ، في سبيل تحرير هذه الأوطان من اليهود المغتصبين ، انعكاسا للتربية التي ترباها في محاضن التربية الإخوانية ، وقد كنى نفسه بأبي جندل ، على اسم الصحابي الجليل . ولد المجاهد محمود برقاوي عام 1951م ، في قرية كفر الماء في لواء دير أبي سعيد ( لواء الكورة ) التابع لمحافظة اربد بالأردن ، كان مع حبه للجهاد ، وقوة عزيمته وٌإقدامه ، مرحا في تعامله ، مطيعا ، لين الجانب لإخوانه ، حيث تربى في حلقات الإخوان ، ونشأ على مبادئها .
التحق بصفوف المجاهدين بداية عام 1969 ، وعمره لم يتجاوز 18 عاما ، عندما انتدب الإخوان شبابهم للتطوع في معسكرات التدريب في شمال الأردن ، وقد تم ترشيحه لدورة متخصصة في التدريب على أسلحة مضادة للطائرات ، التي أقيمت في معسكر في سوريا ، نظرا لشجاعته ، وذكائه ، وقدرته القيادية ، ولذلك تم ترشيحه للمشاركة في دورة صواريخ في معسكرات حركة فتح.
قال صاحبي وهو يحاورني: أنا أؤمن بأن الإسراء والمعراج كانا بالروح والبدن.. ولو أن الناس فهموا أن ذلك كان بالروح فقط لما أنكر قوم على الرسول قوله، ولما كانت هذه الآيات التي تفيد الانتقال من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ذلك أن المسلم وغير المسلم، البَر والفاجر، كلٌّ منهم يرى الرؤيا المفاجئة، وأنه انتقل من المغرب إلى المشرق فلا يعترض أحد عليه، فلو كان الإسراء بالروح فقط لم يكن في الأمر معجزة، مع أن الإسراء لم يكن إلا معجزةً تحدَّى بها الرسول عليه السلام الناس، فهو بالروح والبدن ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ﴾ (الإسراء: من الآية 60).
يرتبط شهر رجب في وجدان كثير من المسلمين بذكرى الإسراء والمعراج، بكل جلالها ومعانيها، وقد وقعت هذه المعجزة الباهرة لنبينا- صلى الله عليه وسلم- في السابع والعشرين من شهر رجب تبعًا لأشهر الروايات، وهو اليوم نفسه الذي قُدّر أن يتحرر فيه بيت المقدس، ويعود إلى أحضان المسلمين على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، سنة 583هـ، بعد أن ظلَّ أسيرًا في أيدي الصليبيين الغزاة زيادةً على تسعين سنة.
وكان فتح المسلمين له فتح رحمة ونبل، أبهر أعداءهم، وارتفع الأذان للصلاة من جديد فوق مآذن المسجد الأقصى بعد عقود من الغربة والامتهان