ما دامتم جماعة الإخوان المسلمين متمسكة بمبادئها وأهدافها التي من أجلها نشأت وارتكزت عليها فسيظل لها أعداء يعملون على وقف مسيرتها ومحاولة احتوائها أو تمييع هذه الأهداف والمبادئ حتى تذوب أو تركع لأغراض هذا العدو سواء الغربي أو الداخلي المتعاون مع الغرب والصهيونية العالمية.
فجماعة الإخوان المسلمون جماعة من المسلمين، تدعو وتطالب بتحكيم شرع الله، والعيش في ظلال الإسلام، كما نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكما دعا إليه السلف الصالح، وعملوا به وله، عقيدة راسخة تملأ القلوب، وفهمًا صحيحًا يملأ العقول والأذهان، وشريعة تضبط الجوارح والسلوك والسياسات. وهو الأمر الذي يزعج أعداء الإسلام والمسلمين خاصة الصهيونية والصليبية العالمية الساعية لمحاولة تركيع الأمة الإسلامية ونهب خيراتها باسم الحرية والتصنيع.
ولذا فما أن نشأت جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م إلا وانبرت كثيرا من الأقلام التابعة للمحتل الغربي تهاجم فكرها وتدعوا إلى حلها وحبس كل من ينتسب لها.
ما زال الشعر العربي الذي نبع من صحارى العرب هو الشعر الأكثر أصالة والأشد حيوية والأقدر على الإمتاع، رغم ما أحاطه دعاة الجديد من دعاوى زائفة واتهامات معظمها باطلة، وما زلنا نسمع، ونقرأ لدعاة الجديد ما يسمونه شعراً، وهو في غالبيته هراء وغثاء، حشوه المعميات والأساطير، وهذه يلجأ إليها دائماً دعاة الكهانة والسحر يخدعون بها الرعاع والتافهين الذين يلجؤون إليهم بدلاً من اللجوء إلى العزيمة والجد والكفاح، فإذا ما سئلوا عن هذه الهرطقات التي يلفظونها كان جوابهم بأن هذا لا يفهمه غيرهم، ولا يدرك كنهه سواهم !
وقد أظلنا زمان قرأنا ما يكتبه أدعياء الشعر الحديث في الصحف السيارة، ثم سمعناه من الإذاعات المسموعة والمرئية، وليت لأمر انتهى عند هذا وذاك بل أخذنا نرى هذا الشعر المزعوم في كراسات تضم وريقات صغرت، وتناهت في الصغر، حتى كدت لا تدري كيف تمسك بها! ثم وصلت بهم الجرأة، وقد مُدّ لهم في الحبل، أن يدعوا أن ما طبعوه ديواناً! سقى الله أياماً كان ديوان الشعر فيها ديواناً، وعطر الله زماناً كان الشعر فيه يحتاج إلى قارئ حباه الله تذوقاً وحساً وشعوراً.
قال صاحبي وهو يحاورني: أنا أؤمن بأن الإسراء والمعراج كانا بالروح والبدن.. ولو أن الناس فهموا أن ذلك كان بالروح فقط لما أنكر قوم على الرسول قوله، ولما كانت هذه الآيات التي تفيد الانتقال من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ذلك أن المسلم وغير المسلم، البَر والفاجر، كلٌّ منهم يرى الرؤيا المفاجئة، وأنه انتقل من المغرب إلى المشرق فلا يعترض أحد عليه، فلو كان الإسراء بالروح فقط لم يكن في الأمر معجزة، مع أن الإسراء لم يكن إلا معجزةً تحدَّى بها الرسول عليه السلام الناس، فهو بالروح والبدن ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ﴾ (الإسراء: من الآية 60).
يرتبط شهر رجب في وجدان كثير من المسلمين بذكرى الإسراء والمعراج، بكل جلالها ومعانيها، وقد وقعت هذه المعجزة الباهرة لنبينا- صلى الله عليه وسلم- في السابع والعشرين من شهر رجب تبعًا لأشهر الروايات، وهو اليوم نفسه الذي قُدّر أن يتحرر فيه بيت المقدس، ويعود إلى أحضان المسلمين على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، سنة 583هـ، بعد أن ظلَّ أسيرًا في أيدي الصليبيين الغزاة زيادةً على تسعين سنة.
وكان فتح المسلمين له فتح رحمة ونبل، أبهر أعداءهم، وارتفع الأذان للصلاة من جديد فوق مآذن المسجد الأقصى بعد عقود من الغربة والامتهان