الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (الحلقة الثانية)»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١١: سطر ١١:
'''بقلم: عبده مصطفى دسوقي'''
'''بقلم: عبده مصطفى دسوقي'''


[[ملف:حسن_البنا_يتحدث_لأحد_الصحفيين_الاجانب.jpg|left|تصغير]]
[[ملف:Ikhwan-logo1.jpg|يسار|200بك]]
تحدثنا في الحلقتين السابقتين عن علاقة [[الإخوان]] بالأزهر الشريف ومكانته في قلوب [[الإخوان]]، واهتمامهم بشئونه والعمل على تطويره ودفعه إلى احتلال مكانته التي افتقدها مع مرور الزمن، وتأييده في كل خطة يراد بها خدمة الإسلام والمسلمين، وعلمنا كيف عمل الإمام [[البنا]] على دفع الأزهر ورجاله إلى العمل للإسلام، وكيف كان الأزهر في فكر وكتابات الإمام [[البنا]].
تحدثنا في الحلقتين السابقتين عن علاقة [[الإخوان]] بالأزهر الشريف ومكانته في قلوب [[الإخوان]]، واهتمامهم بشئونه والعمل على تطويره ودفعه إلى احتلال مكانته التي افتقدها مع مرور الزمن، وتأييده في كل خطة يراد بها خدمة الإسلام والمسلمين، وعلمنا كيف عمل الإمام [[البنا]] على دفع الأزهر ورجاله إلى العمل للإسلام، وكيف كان الأزهر في فكر وكتابات الإمام [[البنا]].


سطر ٤٤: سطر ٤٤:
== [[الإخوان]] والأزهر في وجه الفساد ==
== [[الإخوان]] والأزهر في وجه الفساد ==


[[ملف:Ikhwan-logo1.jpg|right]]
على الرغم من أن الأزهر الشريف كان يعد رمزَ المسلمين وقبلة الطلبة من كل حدب وصوب، فقد طالب [[الإخوان]] بأن تكون المناصب في الأزهر بالانتخاب، سواء منصب الشيخ الأكبر أو منصب عمداء الكليات بالأزهر، فكتبوا يقولون: "لو يوفق الله ولاة الأمور في مصر فيجعلون الأزهر الشريف حقًّا مشاعًا لجميع الأمم الإسلامية، لَضمنوا بذلك هذه الوحدة التي طالما أعيت كل جهاد، وأضاعت كل مجهود.
على الرغم من أن الأزهر الشريف كان يعد رمزَ المسلمين وقبلة الطلبة من كل حدب وصوب، فقد طالب [[الإخوان]] بأن تكون المناصب في الأزهر بالانتخاب، سواء منصب الشيخ الأكبر أو منصب عمداء الكليات بالأزهر، فكتبوا يقولون: "لو يوفق الله ولاة الأمور في مصر فيجعلون الأزهر الشريف حقًّا مشاعًا لجميع الأمم الإسلامية، لَضمنوا بذلك هذه الوحدة التي طالما أعيت كل جهاد، وأضاعت كل مجهود.


سطر ٩٩: سطر ٩٨:
ولقد قدَّم [[الإخوان]] رؤية لإصلاح الأزهر... هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله.
ولقد قدَّم [[الإخوان]] رؤية لإصلاح الأزهر... هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله.


-------
== هوامش ==


== المراجع ==


1- البصائر للبحوث والدراسات: مجموعة من تراث الإمام [[البنا]]، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م.
1- البصائر للبحوث والدراسات: مجموعة من تراث الإمام [[البنا]]، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م.


2- [[جمعة أمين]] عبد العزيز: أوراق من تاريخ [[الإخوان المسلمين]]، الكتابان الثالث والسادس، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2003م، 2006م.
2- [[جمعة أمين]] عبد العزيز: أوراق من تاريخ [[الإخوان المسلمين]]، الكتابان الثالث والسادس، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2003م، 2006م.




سطر ١١٤: سطر ١٠٩:
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]]
[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]]
[[تصنيف:المقالة الجيدة]]

مراجعة ٠٤:٢٤، ٧ يونيو ٢٠١٠

موضوعات ذات صلة

  1. الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (1)
  2. الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (2)
  3. الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (4)
  4. الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (الحلقة الأخيرة)

بقلم: عبده مصطفى دسوقي

Ikhwan-logo1.jpg

تحدثنا في الحلقتين السابقتين عن علاقة الإخوان بالأزهر الشريف ومكانته في قلوب الإخوان، واهتمامهم بشئونه والعمل على تطويره ودفعه إلى احتلال مكانته التي افتقدها مع مرور الزمن، وتأييده في كل خطة يراد بها خدمة الإسلام والمسلمين، وعلمنا كيف عمل الإمام البنا على دفع الأزهر ورجاله إلى العمل للإسلام، وكيف كان الأزهر في فكر وكتابات الإمام البنا.


وفي هذه الحلقة نكمل هذه العلاقة، وكيف عمل الإخوان المسلمون على إصلاح المجتمع كما أوضحنا في المقالات السابقة دور الإخوان في إصلاح المجتمع ومحاربة الفساد، غير أنهم كانوا يضعون الأزهر الشريف في مقدمة الأمر بحكم مكانته في خدمة الإسلام؛ فقد عمل الإخوان على التعاون مع مؤسسة الأزهر في محاربة الفساد، ونرى ذلك في خطاب الإمام البنا الذي أرسله إلى وكيل الجامع الأزهر يحثُّه فيه على محاربة الخلاعة التي انتشرت في الصحف السيارة والتي أصبحت تتاجر بأعراض النساء عبر صفحات جرائدها؛ فقد جاء في إحدى هذه الرسائل قوله: "حضرة صاحب الفضيلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..


أبعث إلى فضيلتكم من الخطاب الذي وجهته إلى وزير الداخلية بخصوص ما تنشره بعض المجلات المصرية من الصور والمناظر الفاجرة بلا تحرج أو حياء، غير ناظرة إلى اعتبار خلق أو وطنية، فيكون لذلك في الأمة والمجتمع نفسه من الآثار لها مغبة وعاقبة.


ولا شك أن فضيلتكم يحملون هدى الله، والناس والتاريخ تبعة عن هذا الخطر الوبيل.


لذا نمدكم باسمها أن تتصلوا بالمسئولين رجل السلطة التنفيذية ليضعوا لهذا الفساد حدًّا، وأنتم بحمد الله من أحرص الناس على دين الله وأحرصهم على الأمانة وحمل التبعة، فاعملوا، والله لكم ولن يتركم أعمالكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


وقد حرص الإخوان على تبجيل واحترام وتقدير شيخ الأزهر وإنزاله مكانته الطبيعية ما دام يعمل وينافح عن الإسلام؛ مما كان له آثاره المحمود في علاقة شيخ الأزهر بالإخوان، حتى إن الشيخ المراغي كتب في (مجلة المنار) الجزء الخامس والثلاثين عام 1939م يقول: "إن الأستاذ البنا رجل مسلم غيور على دينه، يفهم الوسط الذي يعيش فيه، ويعرف مواضع الداء في جسم الأمة الإسلامية ويفقه أسرار الإسلام، وقد اتصل بالناس اتصالاً وثيقًا على اختلاف طبقاتهم، وشغل نفسه بالإصلاح الديني والاجتماعي على الطريقة التي يرضاها سلف هذه الأمة".


وقد نشرت جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية تحيةَ الإخوان للكلمة التي أجاب بها شيخ الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغي وفد الطلبة المغتربين الذين جاءوا لتهنئته بتولية المنصب بقوله: "وإني لأرى في بداية الأمر أن أقول لكم إنكم لستم في مصر غرباء، إنما أنتم في مصر، ومصر بلد الإسلام، والإسلام وطننا جميعًا".


وقد علَّقت الجريدة على تلك الكلمة بقولها: "هذه كلمة عظيمة يعلن بها رجل عظيم، وإن كانت هذه الكلمة جزءًا من منهاج الأستاذ الأكبر- وهي كذلك بحق- فإننا نبشِّر أنفسنا بخيرٍ كثيرٍ، فعلى الأزهر أن يستعد لأداء أمانته، وعلى مصر زعيمة الإسلام أن تتجهز لحمل راية الزعامة من جديد".


كما نشرت إعلانًا عن حفلة تكريم لشيخ الأزهر وقالت: "إنه تقرر نهائيًّا أن تقام الحفلة التكريمية الكبيرة التي اعتزم لفيف من العلماء والطلاب إقامتها لفضيلة الأستاذ الأكبر في الساعة الخامسة من مساء يوم الأربعاء 3 يوليو في أرض المعرض الزراعي الصناعي العام، وقد أعدت اللجنة التي أُلِّفت لهذا الغرض مكبرات للصوت ليتسنَّى لجميع الحاضرين سماع ما يُلقَى، كما أنه في النية إذاعة الخطب والقصائد بالراديو لتُسمَع في جميع أنحاء البلاد، وسينوب عن الطلاب في إلقاء كلمتهم حضرة الشيخ أحمد حسن الباقوري رئيس الاتحاد الأزهري".


وعندما رحل الشيخ المراغي نعته الإخوان على صفحات جرائدهم تحت عنوان "فقيد الأزهر والإسلام في ركب الموت".


الإخوان والأزهر في وجه الفساد

على الرغم من أن الأزهر الشريف كان يعد رمزَ المسلمين وقبلة الطلبة من كل حدب وصوب، فقد طالب الإخوان بأن تكون المناصب في الأزهر بالانتخاب، سواء منصب الشيخ الأكبر أو منصب عمداء الكليات بالأزهر، فكتبوا يقولون: "لو يوفق الله ولاة الأمور في مصر فيجعلون الأزهر الشريف حقًّا مشاعًا لجميع الأمم الإسلامية، لَضمنوا بذلك هذه الوحدة التي طالما أعيت كل جهاد، وأضاعت كل مجهود.


منصب الشيخ الأكبر: ولو أن منصب شيخ الأزهر حين يخلو يتفضل حضرة صاحب الجلالة الجالس على عرش مصر فيزكي عشرةً من كبار العلماء بصرف النظر عن جنسياتهم، يرشحهم لانتخاب الشيخ الأكبر منهم، ويجيز للعلماء المتخرجين في الأزهر على اختلاف أممهم حق التصويت في الانتخاب، وحينئذ تصدر الأوامر للسفارات المصرية في جميع أنحاء العالم لأخذ آراء علماء الأزهر رسميًّا في شيخهم، لكان ذلك أبلغ في توحيد الصفوف وجمع الكلمة وتعاطف القلوب.


ولا يغيب عن البال أن كثيرًا من هؤلاء العلماء قد يشغل منصبًا خطيرًا في دولته التي يقيم فيها.


مناصب العمداء:

ولو استنوا مثل هذه السنة في مناصب عمداء الكليات حين تخلو؛ يرشحون لها كذلك عددًا معينًا من العلماء اللائقين بصرف النظر عن جنسياتهم، ويكون حق التصويت للمتخصصين في كل كلية في اختيار عميدهم لأحدثوا بذلك حركة دائبة ودائرة متصلة بين جميع الأمم الإسلامية محورها الأزهر الشريف".


ولقد أرسل الإمام البنا برسالة إلى شيخ الزهر للإصلاح قال فيها: "حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر.. نحمد إليكم الله لا إله إلا هو ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وحماة شرعه إلى يوم الدين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..


فقد كان من أسعد الأنباء اعتزام فضيلتكم بالاشتراك مع وزارة الأوقاف تأليف لجنة علمية إسلامية تبحث مواضيع البدع والخلافات ليقف الناس على رأي صحيح ناضج يتفق مع روح الدين ونصوصه يتبعه الناس ويرتفع به الخلاف وتمتنع به الخصومة.


ولقد أحببنا أن نكتب إلى فضيلتكم لنشير إلى هذه الهمة الموفقة ولنهنئ بهذا العزم المبرر ولندليَ ببعض ملاحظاتنا حول هذه الفكرة:

أولاً: حبذا لو فكَّر فضيلة الأستاذ الأكبر في أن تتضمن هذه اللجنة الموقرة أكبر ما يمكن من العناصر المختلفة ليكون في اتفاقها القضاء التام على المبتدعات والخلافات، فيكون هناك مندوب عن الصوفية بمعرفة دارهم الرسمية، ومندوب عن السبكية بمعرفة جمعيتهم وشيخهم، ومندوبون عن الجماعات الإسلامية التي ترى المشيخة أهليتها لذلك، ونحن نعلم ما يعترض تنفيذ هذا المقترح من عقبات يرجع معظمها إلى المزاج التكويني الخاص برجال هذه الفرق، ولكننا مع هذا نعتقد أن روح الإخلاص والألم من الفُرْقة والشعور بضرورة الوحدة وحكمة أعضاء اللجنة وهمة فضيلة الأستاذ سيكون لذلك كله الأثر في توحيد القلوب وتوجيهها نحو الغاية إن شاء الله.


ثانيًا: نرجو أن تُعنَى اللجنة أول ما تُعنَى بتوضيح القواعد الأصولية وتقريرها تقريرًا متفقًا عليه فيما بين أعضائها؛ إذ إن هذه الأصول ستقوم مقام الحكم في مقام الخلاف، فترد الحائر وتهدي الضال وتقرب مسافة الخلاف وتقصر طريق البحث، ومثال ذلك العناية بتعريف البدعة وتحديدها وبيان أنواعها، وحكم البدعة الإضافية والتركية والفوارق بين هذه النواحي، وناحية المصالح المرسلة واجتهاد الإمام وإلى أي حد يؤخذ به وهكذا... إلخ".


وكذلك أرسل الإمام البنا برسالة بشأن ما تكتبه مجلة الأزهر في ترجمة القرآن الكريم، ولم يكن الإصلاح مقصورًا على الأستاذ البنا، بل شاركه جموع الإخوان؛ فقد كتب بعضهم مقترحًا بأنه من حق طلاب التعليم الثانوي بالأزهر أن يلتحقوا بمدرسة الحربية؛ لما يتمتعون به من عقيدة قوية وإيمان صادق، ولا تكون هذه المدرسة مقتصرة فقط على طلاب التعليم الثانوي في المدارس المصرية، كما قرَّروا هذا الاقتراح أيضًا بالتحاق طلبة الأزهر الشريف بمدارس البوليس، كما طالبوا أيضًا أكثر من مرة بتدريس اللغات في كليات الأزهر، حتى يواكب الأزهر وطلابه رسالتهم العالمية.


وشجع الإخوان مشيخة الأزهر على إرسال بعثات إسلامية إلى بلدان العالم لنشر الإسلام، ولتعليم الأقليات المسلمة أمور دينهم، ونذكر على سبيل المثال دعوتهم إلى إيفاد بعثة إسلامية على جناح السرعة إلى اليابان، وأخرى إلى الهند، وثالثة إلى المسلمين في بلغاريا.


غير أن الإخوان كانوا يعيبون على رجال الأزهر بعض تصرفاتهم التي كانت تسيء إلى الإسلام، ومن هذه المواقف موقف الشيخ المراغي من تصرف وزارة محمد محمود بمناسبة حفل زواج الملك وما حدث فيه من انتهاكات ومآخذ تعرض للقيل والقال، فأنكر الإخوان على الشيخ صمته وسكوته، خاصةً أن له مواقف أخرى ذات لون حزبي مختلف، ولذلك تساءل الإخوان: "هل أحكام الإسلام تتغير بتغير الوزارات؟!".


كما اهتم الإخوان بتأبين علماء وشيوخ ودعاة الأزهر بصورة تليق بمكانتهم ومنزلتهم، مثل نعي الشيخ عبد المجيد اللبان.


لا شك أن الأزهر قد خلَّف آثارًا في مصر وفي الشرق إن أنكرها الناس فلن ينكرها التاريخ، وإن أهملها المتعنتون من الكتاب فلن يهملها السفرة الأبرار من ملائكة الله؛ فقد أتى على مصر حين من الدهر كانت فيه حيرى سادرة تخبط في ليل ثقيل الظلال، فكان الأزهر هو الضوء الذي تعشو إليه، والحبل الذي تعتصم به، فلا أقل من أن تجزيَه الأمة فضلاً بفضل وإحسانًا بإحسان، فيتعاهد الملهمون من قادة الفكر على مدِّه بما يحتاج إليه من وسائل الإصلاح وضروب الإنتاج وأساليب الدعاية، ويهيئ ولاة الأمر لأبنائه نزلاً مرموقة حتى تتراءى فيهم كرامة الإسلام وعزة المؤمنين.


إن الأمة تنفق الكثير في محاربة الشر وحياطة الأخلاق وتنشئة الأمة النشأة الصحيحة، ثم لا تظفر في النهاية إلا بلمع من النصر، فلو أصلحت رجل الدين لكفاها ذلك كله، ولاستطاع أن يرد على العالم ظل الإسلام ليجد فيه برد الراحة وجمال الهدوء ونعمة الاستقرار.


اعتبر الإخوان أن الأزهر ملاذهم حين تقف في وجوههم الصعاب، ومما يبرهن على مدى مكانة الأزهر ودوره عند الإخوان أنهم كانوا عند الشدائد يلوذون بالجامع الأزهر؛ ففي عام 1941م بعدما منع حسين سري باشا الإخوان من عقد مؤتمرهم السادس في سراي آل لطف الله وعقده في دارهم، توجَّه الإخوان المحتشدون في اليوم التالي لأداء صلاة الجمعة في الجامع الأزهر الشريف تتقدمهم جوالتهم بأعلامها، وبعد أداء الصلاة تعاقب خطباء الإخوان على المنبر المبارك يشيدون بدعوة الإخوان؛ مما يدل على أن الإخوان والأزهر شيء واحد.


كما أنه في بداية عام 1945م بعد أن اشترى الإخوان دارهم الجديدة بميدان الحلمية وجهَّزوها وأعلنوا عن موعد افتتاحها في ميدان الحلمية، وكانت جموع الإخوان قد توافدت من كافة أنحاء القطر المصري إلى الدار للاحتفال بالافتتاح، إلا أن أحمد ماهر رئيس الوزراء آنذاك رفض أن يعقد الاحتفال؛ مما وضع قيادة الإخوان في وضع بالغ الحرج، فأصدر فضيلة المرشد العام أمره للإخوان بالتوجُّه إلى الجامع الأزهر، وكان يوم جمعة، وبعد أداء الصلاة صعد الشيخ عبد المعز عبد الستار المنبر وخطب في الجَمْع، ثم صعد الإمام البنا ووقف يخطب في الإخوان قائلاً: "أيها الإخوان.. لم نَلْتَقِ في هذا المسجد على شكل مظاهرة، وإنما ليس في القاهرة بعد قرار مصادرة الاحتفال بافتتاح دارنا مكانًا يتسع لهذا اللقاء في شكله وفي مضمونه سوى الجامع الأزهر"، ثم انتهى الحفل وعادوا إلى الدار.


ولقد قدَّم الإخوان رؤية لإصلاح الأزهر... هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله.


المراجع

1- البصائر للبحوث والدراسات: مجموعة من تراث الإمام البنا، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م.

2- جمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، الكتابان الثالث والسادس، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2003م، 2006م.