هنداوي دوير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٦:٥٨، ٣ مارس ٢٠١٣ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (←‏المراجع)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مقالة-مراجعة.gif


هنداوي دوير و حادث المنشية

إعداد: موقع إخوان ويكي


هنداوي في سطور

الأستاذ هنداوي دوير أمام محكمة الشعب عام 1954م

هنداوي دوير.... من خيرة أبناء الإخوان المسلمين ، مخلص للدعوة ولإخوانه، كان رجلا ذكيا و متحمسا ، وكان محاميا مثقفا واعيا، بل و شاعرا مجيدا .

كانت له مساهمات و كتابات جيدة في صحافة الإخوان ، يحلل فيها الموقف الدولي ، و السياسة العالمية تحليلا واعيا ، يكشف عن وعي، وإدراك و سعة اطلاع ، وحسن متابعة للأحداث الداخلية و الخارجية .

ولد في المحلة الكبرى – محافظة الغربية ، ونشأ وتربى بها وكان يعمل في مصنعها، حتى حصل على ليسانس الحقوق ثم انتقل بعد ذلك للإقامة في منطقة إمبابة بالقاهرة والتي كانت هي محل سكنه فيما تبقى له من عمر .

هنداوي و الإخوان

التحق هنداوي بالإخوان فأحبهم و أحبوه كثيرا ، عين عضوا من أعضاء التنظيم الخاص للإخوان المسلمين .

ليصبح بعد ذلك مسئول التنظيم الخاص في منطقة إمبابة وظل هكذا حتى قبض عليه بعد حادثة المنشية .

مسرحية المنشية الخديعة الكبرى

في مساء يوم 26 /أكتوبر/عام 1954م ،وفي ميدان المنشية بمحافظة الإسكندرية ،كان يقف جمال عبد الناصر هناك على المنصة يلقي خطابه الجماهيري الذي يتحدث فيه عن إنجازاته المدعاة و جهوده الوطنية المزعومة ،وليحتفل بنتائجها التي تمثلت في اتفاقية الجلاء (تلك المعاهدة الآثمة التي وقعها مع بريطانيا يوم 19من أكتوبر 1954م)... وفجأة دوى صوت الرصاص ليخترق صمت الحشود الهائلة المجتمعة في المكان، فقطع عبد الناصر خطابه في مشهد تمثيلي يجيده ثم استأنفه برغم تواصل إطلاق النار ثماني مرات قائلا:

"أيها الشعب ... أيها الرجال الأحرار... جمال عبد الناصر من دمكم، ودمي لكم، سأعيش من أجلكم، وسأموت في خدمتكم، سأعيش لأناضل من أجل حريتكم وكرامتكم.

أيها الرجال الأحرار... أيها الرجال... حتى لو قتلوني فقد وضعت فيكم العزة، فدعوهم ليقتلوني الآن، فقد غرست في هذه الأمة الحرية والعزة والكرامة، في سبيل مصر وفي سبيل حرية مصر سأحيا، وفي خدمة مصر سأموت"، ثم أردف صارخا:

"أنا الذي صنعت فيكم العزة ، أنا الذي صنعت فيكم الكرامة" .

وجدير بالذكر أن عبد الناصر لم تصبه رصاصة واحدة من الثمانية .وغادر المكان بعد أن أنهى كلامه .

بعد ذلك وفي صباح اليوم التالي، ظهرت الصحف تحمل في صدر صفحاتها الأولى نبأ القبض على الجاني بدون نشر صورته.. فقالت جريدة الأهرام:

"لم يكد الجاني الأثيم يطلق رصاصاته الغادرة، حتى كان الجمهور قد هجم عليه، وعلى ثلاثة أشخاص يقفون على مقربة منه، ودخان الرصاص يتصاعد من حولهم، وكاد يفتك بهم، لولا أن بادر رجال البوليس والمخابرات بالقبض عليهم، وضبط السلاح في يد الجاني.

(هكذا نشرت جميع الصحف، كما أنه لم ينشر شيء بعد ذلك عن الثلاثة الآخرين الذين قيل أنهم ضبطوا مع الجاني) وقد اقتيد الأربعة إلى نقطة بوليس شريف.. ويدعى الجاني محمود عبد اللطيف، ويعمل سباكا في شارع السلام بإمبابة".

وتناقلت الصحف نبأ القبض على الجاني محمود عبد اللطيف وهو من إخوان امبابة، ليخرج بعدها جمال عبد الناصر متهما الإخوان بتدبير الحادثة لاغتياله.

ويتم القبض على أكثر من 24 ألف أخ من الإخوان المسلمين في ليلة واحدة.

ثم خرج جمال سالم وزير الإرشاد القومي ليعلن أن الجاني محمود عبد اللطيف اعترف أن هنداوي دوير رئيس التنظيم الخاص للإخوان فرع إمبابة سلمه السلاح لاغتيال عبدالناصر، ويتبع ذلك تنفيذ مخطط لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة وقتل 160 ضابطا أو خطفهم .

وبعد يومين من هذا التصريح أعلن تشكيل محكمة أطلق عليها اسم " محكمة الشعب " للنظر فى الأفعال التى تعتبر خيانة للوطن ، وشكلت برياسة قائد الجناح جمال سالم وعضوية القائمقام أنور السادات والبكباشى حسين الشافعي وشكل مكتب ادعاء برياسة البكباشى زكريا محي الدين كما أعلن تشكيل ثلاث دوائر جديدة لمحكمة الشعب إلى جانب الدائرة الرئيسية التى يرأسها جمال سالم.

وقد عذب الإخوان بأبشع و أشنع وسائل التعذيب حتى أن كثيرا منهم قضى نحبه خلال التعذيب وقيل عنهم أنهم هربوا من السجن الحربي، بل كان يسمح للجمهور الذى يحضر المحاكمات أن يشارك المحكمة فى ممارسة السخرية والاستهزاء بالمتهمين .

ظلت أحاديث الناس تتناول ما كان يعتزمه الإخوان المسلمون من خراب للبلاد.. كان الناس تستقي معلوماتها مما تنشره الصحف.. وكان بعض المفكرين يراودهم الشك في حقيقة الحادث ولا يريدون أن يصدقوا أن الحادث من تدبير الإخوان.

حقيقة الخديعة

إن حادثة المنشية كانت مؤامرة دنيئة من عبد الناصر و أذنابه لأنه اعتبر فرصة العمر الوحيدة التي تهدف إلى أمرين :

أولهما :

الإطاحة بالرئيس محمد نجيب الذي كان ينافسه الشعبية الجماهيرية ..وقد نجح هذا الهدف حين أريد لاسم محمد نجيب أن يرد ـ فى خلال مناقشة المحكمة لأقوال هنداوى دوير و قيل إن هناك اتفاقا تم بين محمد نجيب والإخوان على أن يقوم محمد نجيب بمسايرة الإخوان بعد اغتيال الرئيس عبد الناصر واعضاء مجلس قيادة الثورة .

ليكون ذلك مبررا لصدور قرار مجلس قيادة الثورة بتنحية محمد نجيب من رئاسة الجمهورية وإبعاده من مجلس قيادة الثورة لينفرد عبد الناصر بحكم البلاد دون منافس أو معارض واحد .

و ثانيهما :

القضاء على الإخوان المسلمين والذين كانت لهم في ذلك الوقت مكانة كبيرة لدى الشعب ، وذلك من خلال حبكة هزلية –انكشف أمرها فيما بعد- تمت كالآتي :

علم المسئولون في المباحث العامة أن هنداوي دوير ذكر في معرض كلامه مع الإخوان ذات مرة لزوم قتل جمال ، فالتقطوا الخيط ،وقاموا بخطف محمود عبد اللطيف ومعه مسدسه واقتادوه إلى المنشية بالإسكندرية وأجلسوه في الصفوف الأمامية وأحاطوا به ثلاثة من الحراس... وفي لحظة الصفر..أطلق أحدهم .. ولابد أنه من أمهر الرماة ثماني رصاصات لم تصب واحدة منها أحدا من الذين فوق المنصة رغم كثرة عددهم باستثناء إصابة سطحية للمحامي أحمد بدر بينما أصابت الرصاصات اللمبات الكهربائية .

بعدها حدث هرج شديد ، وبدأ الحراس الثلاثة بضرب الأخ محمود عبد اللطيف ليلفتوا إليه أنظار جماهير الشعب ونجحوا في ذلك .

وخرجت الصحف في اليوم التالي لتعلن عن نبأ القبض على محمود و بحوزته مسدسه .

ثم بدأت المهزلة التي أسموها جدلا بالمحاكمة بعد أيام من الحادثة ،ليعترف محمود و هنداوي و غيرهما بمسؤولية الإخوان عن محاولة الإغتيال ، وقد بدت آثار التعذيب عليهم واضحة جدا للعيان ،التي قال عنها أذناب الطاغية أنها من جراء اعتداء الشعب على الجناة .

بعد ذلك توالت المحاكمات بسرعة،ثم تم إعلان الأحكام والتصديق عليها بنفس السرعة

وكانت الإعدام شنقا لستة هم :

عبد القادر عودة ، القاضي و المحامى و العالم صاحب أعظم كتاب معاصر عن التشريع الجنائي الإسلامي.

و الشيخ محمد فرغلي العالم و الواعظ والقائد في حملة فلسطين .

ويوسف طلعت مسئول التنظيم الخاص للإخوان المسلمين و القائد الثاني في حرب فلسطين ، وإبراهيم الطيب مسؤول فرع التنظيم الخاص في القاهرة .

وهنداوى دوير مسئول فرع التنظيم الخاص في إمبابة .

ومحمود عبد اللطيف أحد أعضاء التنظيم الخاص في إمبابة و الذي أسهم في حرب فلسطين .

وحكم على آخرين بالأشغال الشاقة المؤبدة ،كان منهم الأستاذ محمد مهدي عاكف ، وغيرهم .

ومما يؤكد كونها مؤامرة خبيثة من عبد الناصر وأن قيادة الإخوان لا تتحمل مسؤولية هذا الأمر عند كل دارس أو مراقب عنده ذرة من عقل أو إنصاف اتفاق كلمة المحللين المتابعين للحدث مع شهادة الرجال من الطرفين وبيان ذلك في الأتي:

فقد علق الأستاذ صالح أبو رقيق وهو أكثر من اهتم بهذه القضية قائلا رأيه :

1ـ استبعاد أن يخفق مثل محمود عبد اللطيف في إصابة هدفه، وهو أمهر رام عرفه إخوانه في حرب فلسطين. والمسافة قريبة، وقد أطلق ـ كما قالوا ـ ثماني رصاصات. ولم تصب عبد الناصر ولا أحدا ممن كان في المنصة.

2ـ وقع الحادث في مساء 26 أكتوبر، ونشرت صورة الجاني بعد خمسة أيام وهنا سؤال: لماذا لم تنشر صورة الجاني في الحال؟.

3ـ وقد عثر في المكان الذي كان يقف فيه الجاني على أربعة أظرف فارغة من عيار 36 ملليمتر، وهي تختلف عن طلقات المسدس الذي ضبط مع المتهم، إذ إن المسدس الذي عثر عليه مع المتهم من نوع المشط الذي لا يلفظ الأظرف الفارغة"!!

وكان هذا ما نشرته جريدة الأهرام في عددها الصادر يوم 27 أكتوبر1954. وأثار ذلك التساؤل عن سر اختلاف الأظرف الفارغة عن طلقات المسدس المضبوط في يد الجاني.. وبدأت همسات: هل هناك شخص آخر؟! حسن العشماوي فى مذكراته بروز اليوسف قال :

مع الصباح علمنا أن الذى أطلق النار هو محمود عبد اللطيف وأنه اعترف بأن محرضه هو هنداوى دوير المحامى بإمبابة ـ وأنا أعرف محمود عبد اللطيف منذ معركة قناة السويس عام 1951 وأعلم أنه انضم إلى الجهازالسرى أيضا وأعرف مهارته فى إصابة الهدف بالمسدس على نحو غير طبيعى .. فكيف يخطئ . . أيضا المسافة بين مطلق النار وموقف عبد الناصر والميل الشديد فى الاتجاه ووقوف المجنى عليه وراء حاجز ثم عدم إصابة الهدف من شخص يعرف مقدرته الفائقة .

كما حكى الأستاذ حسن التهامي رجل المخابرات القوى في عهد عبد الناصر أسراراً كثيرة - بعد وفاة عبد الناصر بعشرين عاماً - منها:

- شراء عبد الناصر لقميص واق من الرصاص قبل الحادثة بقليل جداً.

- استأجر عبد الناصر خبيراً أمريكياً متخصصاً في شئون الدعاية والإعلام "لتلميع" عبد الناصر إعلامياً، ووضع هذا الخبير خطة مفصلة من أهم بنودها: "افتعال" حادث اغتيال يظهر فيه عبد الناصر رابط الجأش، جريئاً، لا يخاف.. وانطلقت الرصاصات بعدها بقليل.. ولم يتحرك عبد الناصر من مكانه!! ولم تصبه رصاصة واحدة من هذه الرصاصات الست، .. وظل عبد الناصر يقول بصوت عالٍ: أنا الذي صنعت فيكم العزة.. أنا الذي صنعت فيكم الكرامة.. ولم يتحرك، ولم يرقد، ولم يتفاد الرصاص، وأكمل الخطبة، ولم يهتز.. فهل كانت هذه الرصاصات "فشنك" أم ماذا؟!!.. علامات استفهام كثيرة .. ولكن هذا الحادث كان كافياً لتصفية جماعة الإخوان المسلمين في مصر، فتم القبض على حوالي ثلاثين ألفاً، في كل سجون ومعتقلات مصر، وكان من أولها وأهمها السجن الحربي.

وهذا الكلام يعد من أصدق الشهادات في هذا الحادث إذ إن شهادة محمد حسن التهامي – رجل المخابرات، وعضو مجلس الثورة المعروف – والتي كتبها في مجلة روزاليوسف" المصرية بتاريخ 1/5/1978م بأن حادث المنشية مسرحية أخرجها أحد رجال المخابرات الأمريكية.

ومن أبرز التحليلات أيضا كلام علي عشماوي الذي يقول في مذكراته عن الادعاء بأن هذا كان تنفيذاً لخطة الجماعة فى المواجهة:وهذا الرأى غير سليم، فلو كانت خطة الجماعة، لكان إخوان الإسكندرية هم الأقدر.

ومن أهم التحليلات قول المؤرخ د. أحمد شلبي أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية (دار العلوم) في الجزء التاسع من (موسوعة التاريخ الإسلامي): عن الحادث؟

رأيي الذي أدين به والذي كونته من دراسات وتفكير خلال ربع قرن منذ وقع الحادث حتى كتابة هذه السطور، أن هذا الحادث ملفق .

ومماذكره المؤرخ من أدلة في معرض استعراضه للأحداث :

الدقة الشاملة في إعداد السرادق وتنظيم الذين يحتلون مقاعده، وقد سبق أن اقتبسنا كلمات إبراهيم الطحاوي الذي يقرر أن هيئاتٍ ثلاثًا كانت مكلفة باحتلال مقاعد السرادق؛ هي هيئة التحرير، وعمال مديرية التحرير، والحرس الوطني. وهذا يوضح أنه لم يكن هناك مقعد يمكن أن يتسلل إليه مغامر ليعتدي على جمال عبد الناصر؛ فما كان الوصول إلى المقاعد أمرا ميسورا، ولم يترك للجماهير إلا المقاعد الخلفية النائية.

تضارب الأقوال حول المسدس الذي كان منه الطلقات :

يجدر هنا الإشارة إلى نقطة مكملة لهذه التحليلات وهي تضارب الأقوال حول المسدس فقالوا في البداية إنه ضبط مع محمود عبد اللطيف ، ثم لما ظهر عدم تطابق الرصاص مع مسدسه قالوا إن هناك عامل بناء اسمه خديوي آدم عثر على المسدس الذي استخدمه الجاني و أصر على أن يسلمه بنفسه لعبد الناصر ،وأن كلا من عبد اللطيف و دوير تعرفا على المسدس ، وهكذا اختفت تمامًا سيرة المسدس الأول الذي ضبط مع الجاني لحظة القبض عليه ..

وقد أنكر إبراهيم الطيب أحد المتهمين من الإخوان أن المسدس الذي عثر عليه آدم يتعلق بالجهاز السري للإخوان ، وقد أغفل جمال سالم رئيس محكمة الشعب هذا الإنكار كما أغفل أيضا الاستماع إلى أقوال الثلاثة الذين قالوا أنهم قبضوا علي الجاني ، وكذا أقوال عامل البناء خديوي آدم رغم أهمية شهادتهم - ولعل ذلك يرجع إلي خوف المسئول عن تدبير الحادث أن يخطئوا في أقوالهم فيكشفوا أن الحادث كان مدبرًا .

محمد نجيب الذي كان رئيسا للجمهورية كان يقسم بشرفه العسكري بأن حادث المنشية مفتعل .

أما الإخوان أنفسهم فقد كانت آراؤهم و شهادتهم تنفي بشدة المزاعم الحكومية وهي شهادات لا تكشف فقط حقيقة مؤامرة المنشية ، بل تكشف أيضا و تؤكد أن الأخ هنداوي دوير لم يكن متورطا و عميلا كما افتري عليه ، بل كان مخلصا جدا للجماعة ، صادقا مع إخوانه .

يقول الأستاذ أحمد حسانين أحد مسؤولي التنظيم الخاص:

ألستم تتهموني بأنني المسئول عن التنظيم في الأقاليم؟. قالوا: نعم. فمن باب أولى أنني لا بد أن أكون أول واحدٍ على علمٍ بهذا الموضوع وأُعطي أمر به، لكن يوم الحادث أنا فوجئتُ به مثل الجميع مثل يوسف طلعت، وهو المسئول عن التنظيم، وإبراهيم الطيب، وهو المسئول عن القاهرة".

الأستاذ يوسف طلعت مسؤول التنظيم الخاص للجماعة قال فور سماعه الحادثة :

عملها عبد الناصر ، وسوف تثبت الأيام أن الإخوان المسلمين لم يكونوا في يوم من الأيام من المتآمرين في الظلام

.ويقول أيضا : إن الحادث ملفق.. لأن المسافة بين مُطْلِق النار وموقف عبد الناصر 300 متر، وللميل الشديد في الاتجاه، إذ كان عبد الناصر يقف على منصة عالية، ثم لوقوف عبد الناصر وراء حاجز من البشر، وذهاب المتهم وحده دون شريك يسنده، واستعمال مسدس، وهو أداة ضعيفة في مثل هذه الحال، وعدم إصابة الهدف من شخص معروف جيدا بالمهارة الفائقة، ومعروف كذلك بأنه لا يطلق النار بغير تأكد من الإصابة… كل ذلك يوحي أن الحادث غير معقول.

يقول الأخ الداعية المجاهد علي نويتو في رده على من اتهم هنداوي بالعمالة :

لما قبضوا عليه قبضوا أيضا معه على زوجته الحامل ، ومارسوا ضدهما أبشع أنواع التعذيب و أحطها –خصوصا مع زوجته- حتى يعترف بما يريدون.

الأحكام و ليلة الإعدام

في الرابع من ديسمبر عام 1954م ، صدر حكم الإعدام شنقا على الإخوان الستة بعد (26) يوما محاكمة فقط ، و صدق على الحكم بعد (15) دقيقة فقط ، وبنفس السرعة تم تنفيذ حكم الإعدام .

يقول الأستاذ جمعة أمين عن الليلة الأخيرة لهؤلاء الأبطال على لسان أحد شهود العيان:

لقد قضيت ليلة هي من أقسى الليالي التي قضيتها في السجن الحربي ، وفي غير السجن الحربي ، لقد بت الليلة الأخيرة مع ستة من أعز وأحب الناس إلى قلبي بت مع الشهداء الستة... هؤلاء الرجال الستة أصدرت محكمة الشعب حكمها بإعدامهم شنقاً ... وجئ بهم إلى السجن الحربي ليلة إعدامهم وأفردت لكل واحد منهم غرفة خاصة ، وكانت غرفتي في مواجهتهم ، وقد أضيئت غرفهم طوال الليل ، وكان الحراس يراقبونهم من ثقب صغير في باب الزنزانة ، وقد نزعوا من غرفهم كل شئ مخافة أن يقدموا على الانتحار !.

وفي صبيحة يوم الإعدام على العلم الأسود علي سجن الاستئناف بباب الخلق بالقاهرة يوم 6 ديسمبر 1954.وسيق الإخوان الستة المحكوم عليهم بالإعدام يسيرون بأقدام عارية ،ويرتدون طاقية وسروالا حمراوين وكوميزول أسود, ليبدأ تنفيذ الأحكام في الساعة السادسة فكان أول من شنقوه محمود عبد اللطيف, ثم هنداوى دوير, ثم سائر الإخوان, وانتهى التنفيذ الساعة التاسعة بعبد القادر عودة.

وقد ذهب المحكوم عليهم إلي المشنقة بشجاعة منقطعة النظير ،وهم يحمدون الله علي حصولهم علي شرف الشهادة و يبتهلون إلى الله أن يقبل الله استشهادهم .

وقال الشيخ محمد فرغلي : " أنا علي استعداد للموت فمرحبا بلقاء الله " .

وقال الشهيد عبد القادر عودة فى الدقائق الأخيرة من حياته : الحمد لله الذى أماتنى شهيدا وإنه لقادر على أن يجعل دمى لعنة تحيق برجال الثورة ..

و لقد عم العالم العربي والإسلامي آنذاك موجة من السخط الشديد والاستنكار الغاضب ، حتى إن حكومات سوريا والعراق وباكستان كانت قد تدخلت لدى جمال عبد الناصر, لوقف هذا التنفيذ فلم يستجب كما أعلن الحداد في بلاد الشام وغيرها على هؤلاء الشهداء

تراث هنداوي دوير

أمامًا أمامًا جُـنود الفِـدا

أَعدوا الشبابَ ليومِ النِدا

أعِيدُوا إلى الشرق سلطانه

ودُكُّوا معاقِلَ جُند العِـدا

فنحنُ جـنودٌ لنا غـاية

إلى الله قُمنا لنشر الهدى

وإنَّا على الحق نمشي به

جـنودًا لمرشدنا المفتدى

تبيت على النَّصل أرواحُنا

بها ظـمأٌ لورود الردى

فيا دين رب السـما إننا

عقدنا الخناصرَ أنْ نرفعك

سنمشي إلى الكفر في أرضه

ندكُّ الضلالَ لكي نمنعـك

ونبـذل أرواحـنا فـديةً

لننعـم بالخلد أن ننفعـك

وبدرٌ تُحـدث أنا لـنا

جنودًا من الله ترعى الحمى

فلله بـدرٌ ولله قـوم

فهيا لنُلهَم وحـي السـما

صروف المنايا بأسـيافنا

نُذيق العـدوَ لظى بأسـنا

فنحن نرى المجد يرنو لنا

خلال السيوف وطعن القنا

نُرتل أنشـودةَ النصـرِ في

طريقِ الرشادِ إلى مجـدنا

إلى النصر حول اللواءِ اجمعوا

قلوب الشـباب ليوم النِـدا

كما كتب في صحيفة المباحث القضائية- عدد 26- بتاريخ 28 نوفمبر 1950م عددا من المقالات تحت عنوان الموقف الدولي والمسألة المصرية جاء فيها:

"على أثر خطاب العرش الذي ألقاه رئيس وزراء مصر نيابةً عن جلالة الملك في البرلمان المصري غداةَ افتتاحه، والذي أعلن فيه أن معاهدة سنة 1936م واتفاقيتي السودان سنة 1899م لم يعد كل ذلك أساسًا صالحًا للعلاقات المصرية الإنجليزية، وقرر رئيس وزراء مصر بطريقة يُشَم منها التهديد، اعتزام الحكومة المصرية إلغاء هذه الاتفاقات التي تكبل وادي النيل بالأغلال.

على أثر هذا الإعلان احتلت القضية المصرية مكانًا بارزًا في أنهار الصحافة العالمية، كلٌّ يفسر هذا التصريح بحسب هواه ومصالحه.

فقالت جريدة برافدا الشيوعية شبه الرسمية: "إن المصريين يريدون التخلص من الاستعمار الرأسمالي وإن كانت تعوزهم المقدرة على الكفاح الجدي والإيجابي"، وقالت جريدة الكازار الإسبانية: "إن الشعب المصري يؤيد حكومته في هذه المسألة القومية"، وأعلنت الصحف الأمريكية أن المطالب المصرية الخاصة بسحب القوات البريطانية من قناة السويس وإنهاء الحكم الثنائي في السودان تستند إلى منطق الجماهير أكثر من استنادها إلى النظرة الواقعية للأمور، وأن القوات البريطانية في منطقة قناة السويس هي الحامية العربية الوحيدة في الشرق الأوسط.

وكثرت تعليقات الرسميين على هذه الفقرات من خطاب العرش المصري، وكان أبرزها ما جاء على لسان مستر بيفين الذي قرر "أن الحكومة العمالية لن تترك منطقة قناة السويس دون دفاع، وهي لن تتخلى عن حق تقرير السودانيين لمصيرهم"، وإذن فلا جلاءَ ولا وَحدة.

وأستطيع أن أقرر أن عرض القضية المصرية على المحافل الدولية ضار بمصلحة مصر، وإننا لن نجني من عرضها على الجمعية العامة أو مجلس الأمن شيئًا إلا ضياع الوقت والمال، خصوصًا إذا قامت الحكومة المصرية بإلغاء المعاهدة والاتفاقيتين السودانيتين فعلاً، وذلك لأن القانون الدولي الذي سنحتكم إليه- وهو دستور هذه الهيئات الدولية- يقرر أن كل معاهدة عقدت باتفاق طرفين لا يجوز إلغاؤها أو تعديلها إلا باتفاق الطرفين بصرف النظر عن الظروف التي وقعت تحتها المعاهدة، وبغض النظر عن الضغط السياسي والعسكري اللذين أثَّرا على أحد طرفي المعاهدة؛ إذْ لا يلتفت القانون الدولي لهذه الظروف ولا يعترف بها، وتكون مصر بإلغائها المعاهدة من جانب واحد قد ارتكبت مخالفةً دوليةً، وأخلت بالتزاماتها من ناحية الشكل؛ الأمر الذي تتحمل مصر على أثره المسئولية الدولية من عدم إمكان نظر القضية بما فيه صالح مصر.

وبغض النظر عن وجود التنافس الشيوعي والرأسمالي في هيئة الأمم، وأن المعسكر الأنجلو أمريكي الذي استطاع أن ينتزع قرارات من مجلس الأمن ومن هيئة الأمم تؤيد الغزو الأمريكي لكوريا وتباركه، يستطيع كذلك- وبمنتهى السهولة واليسر- أن يأخذ قرارًا بأن مصر قد جانبت الصواب في إلغاء المعاهدة من جانب واحد، وإن على الطرفين أن يدخلا في مفاوضات لإنهاء النزاع ونعود نستجدي ونرجع إلى الحلقة المفرغة.

هذا إذا حدث الإلغاء من جانب الحكومة المصرية وحدها فعلاً، ولكن إذا استعدينا هيئة الأمم على الاحتلال الإنجليزي لمصر دون إلغاء المعاهدة فستكون النتيجة هي نفسها التي عرفناها من عرض القضية على مجلس الأمن على أيدي الحكومة السعدية السابقة، بل قد تكون النتيجة أكثر خذلانًا للقضية؛ لأن النحاس باشا الذي وصف معاهدة سنة 1936م بأنها معاهدة الشرف والاستقلال، والذي أنكر وجود الضغط السياسي والعسكري غداة توقيع المعاهدة لا يستطيع الآن هو نفسه أن يقول إنها عقدت تحت الضغط العسكري أثناء احتلال القاهرة والإسكندرية، ولا يستطيع أن يقف أمام المحافل الدولية كمسألة شخصية؛ لتورطه في مديح المعاهدة والثناء عليها وعلى الإنجليز.

ولما تمردت حكومة الوفد الأخيرة على إنجلترا على غير عادتها أمام ضغط الرأي العام المصري وارتفاع مستوى الوعي القومي، الذي لم تعد تخفى عليه القيود الملفوفة في ثوب فضفاض من الحرير، ولما كان القانون الدولي من ناحية الشكل في صالح إنجلترا، وحدث هذه المرة أن صفي النزاع التقليدي بين الوفد والقصر الملكي، لما كان ذلك كذلك وجهت إإنجلترا- استنادًا إلى مركزها الدولي- صفعات قوية متوالية إلى حكومة الوفد، خاصةً وإلى الشعب المصري عامة، فتشددت في المفاوضات السياسية بين النحاس باشا والسفير الإنجليزي في مصر في الصيف الماضي حتى توقفت، وتشددت إنجلترا في محادثات الأرصدة الإسترلينية حتى انقطعت إلى أجل قريب ستلوح بها أإنجلترا، وهي تعلم مقدار الأزمات المالية التي تجتاح مصر، وحتى عقود الشركات التي تعاقدت فيها مصر مع الشركات الإنجليزية على استيراد الأسلحة للجيش المصري، تلك العقود التي يحميها القانون التجاري الدولي لا القانون الدبلوماسي فسختها إنجلترا بحجة حرب كوريا.

ويقول المراقبون السياسيون إن مركز الوزارة المصرية أصبح على كف عفريت، وأستطيع أن أقول إنه إذا لم تنجح المفاوضات بين بيفين وصلاح الدين التي ستُستأنف قريبًا في لندن فستستقيل الوزارة الوفدية أو تقال.. والذي يحيرني الآن هو كيف تستقيل الوزارة الوفدية أو تقال والعلاقة بين الوفد والقصر الملكي على أحسن ما يرام، وعلم ذلك عند الله "وفي داوننج ستريت رقم 10".

ولقد يممت الحكومة المصرية شطر أمريكا تستعديها على إنجلترا وتستجديها العون على يد صلاح الدين بك- وزير الخارجية المصرية- لإمكان استفادة مصر من برنامج الرئيس ترومان في النقطة الرابعة لمساعدة الشعوب المتأخرة، وإمكان مد مصر بالأسلحة والذخيرة على غرار تركيا واليونان وإيران محافظة على المصالح الأمريكية، وكانت الصفعة المزعجة التي جاءت على لسان مستر أتشيسون الذي قال لصلاح الدين بك بالحرف الواحد: "تستطيع مصر أن تأخذ الأسلحة من بريطانيا، وإن وجود بريطانيا في الشرق الأوسط أحفظ للمصالح الأمريكية من أمريكا نفسها".

وذلك التصريح يُذكِّرنا بالمعاهدة الإنجليزية الفرنسية في سنة 1904م، والتي قضت بإطلاق يد فرنسا في سوريا ولبنان، وانفراد إنجلترا بالسيطرة على مصر على أثر الصراع السياسي الطويل بين الدولتين على تقسيم الأسلاب في الشرق الأوسط؛ وإذن فالمسألة ليست مسألة حق وباطل، ولكنها مسألة توزيع مناطق النفوذ ورعاية المصالح المشتركة بين إنجلترا وأمريكا، والوقوف صفًا واحدًا لمواجهة الخطر الشيوعي الزاحف.

ولئن كانت إنجلترا قد جلَّت قواتها العسكرية عن القاهرة والإسكندرية إلى فايد فامتنع بذلك الضغط العسكري شكلاً على العاصمة، فإذا افترضنا جدلاً أن الحكومة الوفدية تشجعت واستجمعت كل أسباب القوة المعنوية والمادية، وقامت بإلغاء المعاهدة من جانب واحد وقاطعت الإنجليز في فايد، ومنعت عنهم الماء والتموين والعمال المصريين واعتبرتهم معتدين.. فإن إنجلترا لن تفقد أعصابها وتزحف قواتها إلى العاصمة المصرية لتحتلها من جديد، وكيف تفقد إنجلترا أعصابها وفي يدها إسرائيل التي قال عنها مستر بيفن "إن إسرائيل قد أنشئت لتبقى وتعيش".

والأمر أسهل من السهولة نفسها، توعز إنجلترا إلى إسرائيل بتطهير فلسطين كلها وطرد الجيوش العربية منها، والجيش المصري- والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه- في حالة لا تسر الوطنيين، نقص من الأسلحة وفساد شامل من الرشوة التي سيطرت على أذهان الرؤساء فيه.

والقضية الكبرى أمام القضاء شاهد مؤسف على هذه الحقيقة، عند ذلك سنستغيث ببريطانيا لمدنا بالسلاح، وإذا دخلت إسرائيل الحدود المصرية سنسلم لبريطانيا العظمى بكل غال ونفيس، ونرتمي تحت أقدامها راكعين، مع ما لا يخفى من المطامع اليهودية في التوسع وفساد العلاقات العربية وتمزق الجامعة العربية، والبرلمان اليهودي مكتوب على بابه بأنوار النيون العبارة التالية "من الفرات إلى النيل هذا وطنكم يا بني إسرائيل".

والعيب والنقمة واللوم كله سيضعه التاريخ على سعد زغلول ومدرسته الذين صافحوا الإنجليز ومكنوا لهم من رقابنا وسلموا مصر للإنجليز عاثوا فيها فسادًا منذ ستين عامًا مضت، والويل لمن بقي منهم من الذين قالوا "نحن كرماء لضيوفنا" عندما يصحو الشعب ويفيق من ورطة التهريج الحزبية المسيطرة على أذهان الكثيرين من أبناء هذه الأمة المغلوبة على أمرها.

واعتقادي أن الحكومة المصرية ليست جادةً في مخاصمة الإنجليز، ولو كانت جادةً بحق لقطعت عن القوات الإنجليزية في فايد التموين (الخبز والخضر والسمن والبيض واللحم)، والحجة الحيوية فعلاً لمحاربة الغلاء الفاحش الذي يرزح تحت أعبائه عامة الشعب المصري باستثناء قلة من الباشوات المصريين والرأسماليين، وهؤلاء لا يشعرون بغلاء وإن صار ثمن البيضة الواحدة جنيهًا مصريًا.

وإن هذه القوات هي سبب الغلاء الحقيقي في مصر، هذه القوات تأكل العيش الأبيض منذ سنة 1939م ونحن نأكل العيش الأسود، وتأكل اللحم وقد عزَّ شراؤه على كثير من عامة الشعب والقوة الشرائية للإنجليز في فايد أكبر من القوة الشرائية عند عامة الشعب المصري، والمزاحمة الفعلية تأتي تبعًا لهذه القدرة.

والسوق حرة ولا قيد، والتاجر الذي يعرض بضاعته يطلب أعلى ثمن، ومن يدفعه يتسلمها ولا حرج ولو كان من الإنجليز أعداء هذه الأمة".

الشهداء الستة بمحنة عام 1954م في عيون الشعراء

الشاعر: محمد عدنان قيطاز في مجلة الشهاب السورية- عدد 11- عام 1955م

نحن للحـق وللإيمان جـند مسـلمون

نحن لا نخشى أذى الظلم ولا ريب المنون

عزة الإسلام في الأنفس تأبى أن تهون

وترى أن المعـالي للميامـين تكـون

فابتسم يا موت للأبطال وابكي يا سجون

هلل الفـتح المبين يا جنود المسلمين

رغم أنف الكافرين رددوا الله أكـبر

نحن إن نسجن وإن نعدم فجنات النعيم

هي مأوانا وأهل البغي في نار السموم

فاملأوا الأرض لهيبًا يا طواغيت الجحيم

واستعينوا بالمنايا مرتع الظـلم وخـيم

حسـبنا أنا على شـرع النبي المستقيم

هلل الفـتح المبين يا جنود المسلمين

رغم أنف الكافرين رددوا الله أكـبر

سـتة نحن مهرنا المجـد لا نبكي الحـياة

وارتضينا الموت في ظل الأماني الناضرات

فارتقي يا دولـة الظـلم وعيشي سـنوات

إن أمـر الله آتيك مـع الهـون بيات

وارقبي إن دمـانا لعـنة فوق الطغـاة

هلل الفـتح المبين يا جنود المسلمين

رغم أنف الكافرين رددوا الله أكـبر

المراجع

ألبوم صور

ألبوم صور الإستاذ هنداوي دوير

 

هنداوي-دوير-وقت-التنفيذ.jpg

هنداوي-دوير-أثناء-سماع-الحكم.jpg

هنداوي-دوير-04.jpg

هنداوي-دوير-05.jpg

هنداوي-دوير-06.jpg

هنداوي-دوير.jpg

هنداوي-دوير-01.jpg

هنداوي-دوير-02.jpg

هنداوي-دوير-03.jpg


للمزيد

وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات وأبخاث متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

متعلقات أخري

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

برامج متعلقة