هذا اسلامنا ..فلماذا المتحاملون ؟!!
بقلم : خميس النقيب
الاسلام دين عظيم يهذب الاخلاق ويقوم السلوك ويرفع الهمم ويعلي القيم ويسمو بأتباعه الي المرتبة ألاعلي وفي المكانة الاعلي حتي لا يكون احدهم في المرتبة التالية ،أو المكانة الدونية ، لماذا ؟!! للاخلاق الحسنة والقيم العالية والاداب الرفيعة التي يربي عليها بنيه ..!! كيف لا وهم ينتمون إلي امة عريضة ، امة عظيمة ، امة الأفضلية “وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ...”(الإسراء70) ، وأمة الخيرية “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ...”(آل عمران110) ، وامة الوسطية" “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهيدا"( البقرة:143) وأمة الفوقية”وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا”ً(النساء141 ) لذلك انتم ابها المسلمون الأعلون فلا تحزنوا ، وانتم الأعلون فلا تهنوا ، انتم الأعلون إذا حققتم شرط الإيمان .!!
منذ القدم والعاملون لدين الله ، يعملون فكرهم ،ويبذلون رأيهم ، ويحسنون جهدهم ، يرضون ربهم ، يستمدون منه المعية ، ويرجون منه الهداية " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "(العنكبوت69 ) .
إنهم يسيرونعلى البسيطة لكن ارتبطت قلوبهمبخالقها فارتقت حتى بلغت عنان السماء ، ويسجدون لله علي الأرض ولكن ارتقت نفوسهم وارتفعت جباههم حتى لامست السحب في الفضاء ، فصاروا لا يهابون أحداً منالبشر، ولا يركنون إلي قوة من قوي الأرض ، ولا يقفون عند مغنم من مغانم الدنيا ،طريقهم واضح ، و هدفهم واضح، وغايتهم إ رضاء الله لا احد سواه ....!!
إنهم عاشوا يرسون العدل في الارض ، ويبثون النور في الحياة ، وينشرون الخير في ربوع الدنيا.!! يعيدون روح الاخوة ...!! اخوة العقيدة. واخوة الوطن واخوة الانسانية ..!!
انهم يسعدون بتقديم الخير للناس ، كل الناس مؤمنهم وكافرهم قويهم وضعيفهم ابيضهم واسودهم. لانهم فهموا الاية."كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ..."(آل عمران110 ) . وفقهوا الحديث : خير الناس انفعهم للناس صحيح
فلكل متحامل علي الاسلام ، لكل مخرب في اي نظام ، لكل متصدرفي اي اعلام..!! لكل قاضى مرتشى.ولكل شاهد مزور..ولكل محامى مداهن يدافع عن قضيه وهو يعلم ان صاحبها مذنب هذه اليكم جميعا هذه القصة التي حدثت بعد الهجره بسنتين او ثلاثه ونزل فيها قران يوجه الانظار ، ويصحح المسار، ويكشف البوار ، يظهر المتورط ويفضح الخائن ويتعبد به الي يوم الدين ..!! .كان القران ينزل فينتصر لغير المسلم من المسلم ..!!
القران يبرئ ساحة معارضيه : مكث النبى فى مكه مضطهد لمده ثلاثة عشر سنه يبحث عن مكان يؤيه الى ان وصل المدينة المنورة دار الايما ن وحصن الفرسان ، وميدان القراّن..لكن من كان يسكن المدينه...؟ كانوا اما من الاوس او من الخزرج وهم اعداء وكانت بينهم حروب مستمره ، اراد النبى ان يصلح بينهم حتى تهدأ الامور فى المدينه ، فيها كفار لم يسلموا بعد.. و فيها يهود ...وفيها منافقين ، والصحابه كانوا فقراء جدا حتي انهم ربطوا على بطونهم احجار من شده الجوع فلو امتلك احدهم درعا يكون في عداد الاغنياء ..!!
قتاده بن النعمان..وهو من الاوس اعطاه الرسول درعا من غنائم احدى الغزوات وكان فرحان به جدا وبعد يومين سرق الدرع و المتهم فيه واحد من الخزرج اسمه طعمه بن ابيرق وراه قتاده وهو يسرق الدرع فذهب للرسول وابلغه فاغتم الرسول وحزن ..لما علم ان السارق مسلم و من الخزرج..!!
وخاف " طعمة " أن يحتفظ بالدرع في بيته فيعرف الناس أنه سرق الدرع... وكان " طعمة " فيما يبدو مشهوراً بأنه لص، فذهب إلى يهودي وأودع عنده الدرع، وكان الدرع في جراب دقيق. وحينما خرج به " طعمة " وحمله صار الدقيق ينتثر من خرق في الجراب وتَكوَنّ من الدقيق أثراً في الأرض إلى بيت اليهودي وكان اسمه " زيد بن السمين وعندما تتبعوا أثر الدقيق وجدوه إلى بيت طعمة، ولكنه حلف ما أخذها وما له بها علم فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودي فأخذوها وقالوا: " لقد سرق ابن السمين وهنا قال ابن السمين: " أنا لم أسرق الدرع ولكن أودعه عندي " طعمة بن أبيرق وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه ان يصعد المنبر ويبرئ طعمه وفعلا يبرئ الرسول طعمه ويعتب على قتاده اتهامه لطعمه.. نتهى الموقف وتهدأ المدينه وينام المسلمون بعد ان عرفوا ان المتهم يهودى وليس المسلم ولكن اذا نامت المدينة هل تنام السماء ، اذا نام المخلوق هل ينام الخالق .. سبحانه ".. لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء .."ُ (البقرة:255) لذلك قبل الفجر ينزل جبريل بعداله السماء ويقول يا رسول الله اليهودى برئ وطعمه هو السارق.."ِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيم "( النساء :105 ) في اي شريعة تجد ذلك ..!! في اي دين تجده يدافع عن معارضيه ، ويبرئ المتطاولين عليه ..!! هذا اسلامنا فلماذا المتحاملون ..!!
ينزل جبريل بالايات من105 الي 107 من سورة النساء الى الرسول قبل الفجر ويخبره بما حدث من طعمه وان اليهودى برئ ثم تعلن البراءه فى صلاه الفجر ..حيث يصعد الرسول على المنبر ويعلن علي الملأ ان زيد برئ والسارق هو طعمه...وان العدل فوق الجميع ..!! يحدث ذلك بعد صلاة الفجر .. بهذه السرعة لان تاخير العدل ظلم والسكوت عن الحق ظلم واتهام البرئ ظلم ..!!يا قضاه المسلمين القضايا عندكم ممكن تمكث اكثر من خمس سنوات ولم يبت فيها ....لا تؤخروا قضاياكم...!!
إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً "( النساء 105)
و الجميل في الأمر أن هذه القصة جاءت في سورة النساء بعد سورتي البقرة وآل عمران، و سورة البقرة تتكلم عن مسؤولية المسلمين عن الأرض وسورة آل عمران تتحدث عن نموذج لعائلة كانت مسؤولة عن الأرض – مريم وزكريا ويحيي، وسورة النساء تتحدث عن الضوابط التي من شأنها الحفاظ على أن نكون مسؤولين عن هذه الأرض وتظهر كذلك حقوق واحوال الارامل الذين فقدوا ازواجهن في غزوة احد وكن يقاربن السبعين ارملة ..!! ولهذا فسورة النساء تتحدث عن كل أنواع العدل، مع الأيتام ومع المستضعفين، وسميت بسورة النساء؛ لأننا إن اذا استطعنا ان نعدل مع زوجاتنا نستطع أن نعدل مع الاّخرين على الأرض..!!
نعم نزل القرآن بتكذيب المسلم وبراءة اليهودي "إنا أنزلنا إليكالكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما"( النساء ) الآيات وتقول للنبي صلي الله عليه وسلم "ولا تجادل عن الذينيختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيمايستخفون من الناسولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملونمحيطاها أنتم هؤلاءجادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهموكيلا" ( النساء : )
اذن متى كان الإسلام هو الخطر على الأمة أو على وحدة الشعوب وعلى كيانها فيا ليتنا ننظر حوالينا جيداً لنرى أعداء الأمة في الكيان الصهيوني، وفي أساطيل الدول الكبرى وفي سموم الإعلام المحلي و العالمي( اقرا مقال الحقد المدفون والاذي الملعون ) والحملات الظالمة على الإسلام لنرى أن الخطر على الأمة لا يمكن أن يأتي من الإسلام عقيدة ونظاماً وحكماً، وإنما من التغريب، والتبعية والديون، والاستبداد والانحلال الأخلاقي وتلاعب أكثر السياسيين المحترفين وفسادهم وفجورهم.
اسرع وافضل حكم عرفته البشرية : الاسلام لم يظلم ، ولم يجور ولم يتعدي ولم يغتصب حق من حقوق احد بل كان المسلم هو النصير والمعين لغير المسلم الذي كان بلا نصير .في عهد الخليفة الصالح "عمر بن عبد العزيز"، أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة، فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم، فكانت هذه القصة التي تعتبر من الأساطير..وعند حضور أطراف الدعوى لدى القاضي، كانت هذه الصورة للمحكمة: صاح الغلام: يا قتيبة ( بلا لقب ) فجاء قتيبة، وجلس هو وكبير الكهنة السمرقندي أمام القاضي جميعا ثم قال القاضي: ما دعواك يا سمرقندي ؟قال السمرقندي: اجتاحنا قتيبة بجيشه، ولم يدعُـنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا....التفت القاضي إلى قتيبة وقال: وما تقول في هذا يا قتيبة ؟ قال قتيبة: الحرب خدعة، وهذا بلد عظيم، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام، ولم يقبلوا بالجزية.. قال القاضي: يا قتيبة، هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟ قال قتيبة: لا، إنما باغتناهم كما ذكرت لك.. قال القاضي: أراك قد أقررت، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة؛ يا قتيبة ما نـَصَرَ الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل. ثم قال القاضي: قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء، وأن تترك الدكاكين والدور، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه، فلا شهود ولا أدلة، ولم تدم المحاكمة إلا دقائقَ معدودة ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم. وبعد ساعات قليلة، سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو، وأصوات ترتفع، وغبار يعم الجنبات، ورايات تلوح خلال الغبار، فسألوا، فقيل لهم: إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به...وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم، إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله. فيا الله ما أعظمها من محاكمة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق،أرأيتم جيشاً يفتح مدينة، ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟ هذا اسلامنا فلماذا المتحاملون ؟!!
شهادات من غير المسلمين : وهذه شهادات من كبار العقلاء والمفكرين من غير المسلمين ..لعل البعض يراجع موقفه .!!
يقول الكاتب الإنجليزي المعروف "أرثر جلين ليونارد": إن أمر الأوربيين عجيب فإنهم ما برحوا يقفون مواقف الخصم المناصر المعادي للمسلمين ولست أدري سبباً يدفعهم إلى الإجحاف بحقوق المسلمين أو إنكار فضائلهم على العالم كله " ثم يقول: "ألم يحن الوقت أن نعترف نحن الذين بلغنا أعلى قمم الحضارة كما نزعم بأنه لو لم يكن التهذيب الإسلامي ومدنية المسلمين وعلومهم وثقافتهم وعظمتهم وحسن نظام جامعاتهم لولا هذا كله للبثت أوربا تتخبط في ظلام بهيم، هل نسينا أن التسامح الإسلامي يختلف كل الاختلاف عن التعصب الذميم الذي اتصفت به أوروبا من قبل ولا تزال تتصف به؟ وليت أمر الخصومة والعداء اقتصر على الأوربيين بل تعدى إلى غيرهم.
ويقول الكونت "دي كاستري": "لقد درست تاريخ النصارى في بلاد الإسلام فخرجت منه بحقيقة مشرقة: هي أن معاملة المسلمين للنصارى تدل على لطف في المعاشرة وترفع عن الغلظة وعلى حسن مسايرة ورقة مجاملة، وهذا إحساس لم يؤثر عن غير المسلمين" ثم يقول: "لقد تسامح المسلمون مع الأسبان وحاسنوهم حتى صاروا في ظلهم أهنا عيشا مما كانوا عليه في أي وقت مضى.
هدف المسلم العامل لدين الله : إن أهداف العاملين للإسلام التي هي أهداف الإسلام وغاياته، تشمل شئون الحياة كلها ويدخل تحتها كل دقيق وجليل من أمر الفرد والأمة، والإسلام لا يفرق بين الدين والدولة ولا يفصل بين الدنيا والآخرة، وإنما هو دين ودولة وعبادة وقيادة.
وقد أمر الله جل شأنه أن يؤخذ هذا الدين جملة، وجعله كلا لا يتجزأ فلا يجوز أن نؤمن ببعض ونترك البعض الآخر " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون"( البقرة: 85 )
الإسلام يفرض على المسلم أن يعمل لخير الأمة بكل طوائفها وأن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر.. قال تعالى: "وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون"( آل عمران: 104) و الإسلام يأمر المسلم ان يقول الحق ولوكان مرا وان يأمر بالمعروف ولو كان سرا نوان يعدل مع العدو عدله مع الصديق ، ومع الغريب عدله مع القريب " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "(المائدة:8) وان يجعل وظيفتة تحقيق المساواة وإعطاء كل ذي حق حقه قال تعالى "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُور"( الحج:41)
لا اكراه في الدين : هل هناك اكراه في الاسلام ..؟ هل هناك اجحاف او ظلم ..؟ كلا ثم كلا ..!!: ولو شاء ربك ـ يا محمد، لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ـ هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك أنه كان حريصا على أن يؤمن جميع الناس، فأخبره الله: أنه لا يؤمن إلا من قد سبق له من الله السعادة، ولا يضل إلا من سبق له الشقاوة، وما كان لنفس ـ وما ينبغي لنفس، وقيل: ما كانت نفس، أن تؤمن إلا بإذن الله .. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى قال سبحانه " أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ "(يونس: 90) ..فلماذا يتحاملون ..!!
مواقف مضيئة : * تنازع علي بن أبي طالب وهو أمير المؤمنين مع يهودي على درع لعلي رضي الله عنه، فاحتكما إلى القاضي شريح بن الحارث الكندي، الذي قال: يا أمير المؤمنين هل من بينة؟ قال: نعم الحسن والحسين ابني يشهدان أن الدرع درعي، قال شريح: يا أمير المؤمنين شهادة الابن لا تجوز، فقال علي: سبحان الله رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته. سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه!! أشهد أن هذا الدين على الحق، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وأن الدرع درعك يا أمير المؤمنين، سقط منك ليلاً. فاهداه امير المؤمنين الدرع . هذا اسلامنا فلماذا المتحاملون ؟!!
- قال عمر بن الخطاب امير المؤمنين للقبطي الذي ضرب من ابن عمرو بن العاص والي مصر وهما يتسابقان بعد ان سبقه القبطي .. اضرب بن الاكرمين انما ضربك بصلعة ابيه ( اي بسلطانه ) ثم نظر الي عمرو رضي الله عنهما وقال قولته المشهورة : متي استعبدم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ... انه الاسلام العظيم والدين القويم الذي ارتضاه الله للبشرية " ِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ "(آل عمران:19)
- حدث محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى أهل خيبر عبد الله بن رواحة خارصاً بين المسلمين ويهود، فيخرص عليهم؛ فإذا قالوا: تعديت علينا، قال: إن شئتم فلكم؛ وإن شئتم فلنا؛ فتقول يهود: بهذا قامت السموات والأرض.. وفي رواية انه رضي الله عنه كان يوزع ثمار المدينة بين المسلمين واليهيود فجمع اليهود له من حلي نسائهم ليميل نحوهم في القسمة فقال لهم : ان هذا الذي تريدون اعطاءه لي انما هو رشوة لا نقبله في ديننا و والله انكم لابغض الخلق الي نفسي وما ذلك بحاملي علي ان احيف ( اجور ) عليكم .. فقالوا بهذا قامت السموات والارض ..!! انه الاسلام فلماذا المتحاملون ؟!!
- وورد ان عمر بن الخطاب مر برجل يمد يده بالسؤال يريد ان يطعم بعد جوع .. فسأله : من انت ؟! قال : رجل يهودي كبرت سني ورق عظمي وشاب شعر ولم اجد قوت يومي فرق له الفاروق واخذه الي بيته وقال لزوجته ام كلثوم احضري لنا طعاما فان معي ضيف فلما اكل اليهودي اخذه عمر بن الخطاب الي بيت مال المسلمين وامر بان يضرب له سهما ( معاشا ) من بيت مال المسلمين قائلا انظروا هذا وامثاله فلا خير فينا ان تركناهم عالة يسالون الناسفي الطرقات ..!! هذا هو الاسلام فلما ذا المتحاملون ؟ ..!! * امين الامة ابو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه دخل يوما في حرب الاعداء وكان قائد المسلمين ، وكان بينهم كثير من غير المسلمين ( اهل كتاب ) لم يدخلوا معهم في الحرب انما جمعوا له مالا ( الجزية ) يكفيهم عن الدخول فرفض القائد العادل ان ياخذ منهم مالا قائلا ان انتصرنا علي الاعداء واستطعنا حمايتكم اخذنا اموالكم وان لم نستطع فاموالكم معكم ..!! بهذه الاخلاق دخل المسلون الحرب فانتصروا وحموا اهل الكتاب باذن الله فعاد هؤلاء لايدفعون الجزية وانما يدخلون في دين الله افواجا مختارين لا مكرهين مذعنين معلنين لا الاه الا الله محمد رسول الله ..!! انه الاسلام فلماذا كثر المتحاملون وقل المنصفون ؟! فيامن خنتم احذروا من بغض الله لكم وبطشه بكم ..!! إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً"(النساء:107)... يا من ظلمتم الناس وأخذتم حقوقهم، يا من غششتم في البضائع، يا من أدخلتم آخرين السجن ظلما وتجبرا ، يا من زورتم وافتخرتم بذلك..راجعوا امركم وحاسبوا انفسكم ... لماذا يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله الا تعلموا ان الظلم ظلمات يوم القيامة، يقول تعالى يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا..
هذا هو الاسلام الذي يتحاملون عليه وعلي ابناءه ينتصر للمظلوم ولو كان منافقا ، ويعين المنكوب ولو كان مشركا ، ويداوي المكلوم ولوكان عاصيا .ويطعم الجائع لوكان كافرا " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ "(البقرة:126)..
نصيحة : ايها المتحامل علي الاسلام والالتزام والانتظام وملابس الاحرام ...!! شيء من الانصاف وبصيص من الاعتراف وبعيدا عن الاجحاف قدر موقفك وراجع منطقك وكن على ثقة بأنك مكشوف أمام الله تعالى.. سرك وعلانيتك حركانك وسكناتك ، نبراتك وكلماتك ، نظراتك وهمساتك ..!! فلتردد دائما .. الله شاهدي، الله ناظري، الله مطلع علىَّ
ان ذلك سيقوم بإيقاظ ضميرك اذا توقف.. وامداد قلبك اذا تجمد ، واصلاح عقلك اذا تعطل !!
ولا تنيس ان قارون الملعون لم ينفعه ماله "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ "(القصص"81) ، وهامان الخسران لم تنفعه وزارته " وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ"(القصص:6) ، وفرعون المطرود من رحمة الله لم ينفعه ملكه ولا سلطانه " كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ "(الأنفال:54) ..وكذلك الفراعنة الجدد فقدوا كل شيء في لحظات رأينا ذلك بام اعيننا .. فلماذا اذن التمايل والتخاذل و التحامل..!!
ايها المتحامل علي الاسلام والالتزام والانتظام وملابس الاحرام ..!! لا تكن افاكا فتصبح صديقا للشيطان عدوا للرحمن مدمرا لبني الانسان "هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ* تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ"( الشعراء : 221-222 )..!! ولكن كن من هؤلاء " إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"( الشعراء : 227) اللهم سَدِّدْ خُطانا إليك، وشرِّفنا بالعمل لدِينك، ووفِّقنا للجهادِ في سبيلك، وغيِّر حالَنا لمرضاتك، وامنحْنا التقوى، واهدِنا السَّبيل، وارزقنا الإلهامَ والرشاد، اللهمَّ ارزُقْنا الإخلاصَ في القوْل والعمل، ولا تَجعلِ الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ عِلْمنا، وصلِّ اللهمَّ على سيدنا محمَّد وعلى أهله وصحْبه وسلِّم، والحمدُ لله ربِّ العالمين.
المصدر
- مقال:هذا اسلامنا ..فلماذا المتحاملون ؟!!موقع:الشبكة الدعوية