مستشار الرئيس مرسي يكتب: نادمون ولكن!
بقلم: أحمد عبد العزيز
كلهم نادمون أولئك الذين غادروا ميدان التحرير في 11 فبراير 2011؛ لأن الذي سقط يومئذ هو رأس النظام وليس النظام، لكن الله عفا عنهم، ومنَّ عليهم، وعلى مصر برئيس منتخب، كان عازما ـ بصدق وإخلاص على اجتثاث النظام الفاسد من جذوره، وتأسيس نظام صالح من رأسه إلى قاعدته، وجعْل مصر نموذجا يُحتذى في المنطقة كلها.
إلا أن هؤلاء النادمين خرجوا في 30 يوينو 2013؛ لإسقاط هذا الرئيس، وإسقاط مصر كلها في حِجْر النظام الذي ثاروا عليه في يناير 2011؛ لأن هذا الرئيس يريد (أخونة الدولة) !! و(التكويش) على السلطة التي (استحقها دستوريا) !! وسيبيع الأهرام لقطر، وسيتنازل عن سيناء للصهاينة مقابل ملايين الدولارات التي استلمها خيرت الشاطر عدا ونقدا من أوباما !! وزاد الطين بلة، فتفرعن، وأصدر إعلانا دستوريا لحماية المؤسسات المنتخبة من خيانة قضاة فاسدين متآمرين.
وجزاءً وفاقا عن هذه الحماقة، عاد النظام البائد في صورة حالكة السواد، شديدة الوحشية، لم يتخيلها هؤلاء النادمون في أسوأ كوابيسهم، فدخلوا في نوبة ندم جديدة.
يمكنني احترام هذا الندم إذا كان ندما على ما اقترفوه في حق البلاد والعباد والرئيس المنتخب، لكن الواضح، أنه ندم عن سوء تقديرهم للموقف وما ترتب عليه من أذى لحق بشخوصهم على يد هذا الخائن المنقلب الذي جعلوا منه أيزنهاور، والمُخَلّص، وأيدوه على مدى سنوات، رغم الدماء التي سفكها، ومقدرات البلاد التي بددها عن سابق عزم وتصميم، على النحو المرسوم له.
هذا الندم لم يكن للضحايا (الحقيقيين) منه نصيب.. فلم أسمع من أحدهم أنه ندم على ما ألحقه بالرئيس المنتخب من أذى مادي ومعنوي.. أو أنه نادم على احتقاره لإرادة الشعب، وتبديد حلمه في حياة كريمة .. أو نادم لأنه شجع على مجزرة رابعة وأخواتها.
لكن لا، فلا يزال هؤلاء النادمون يكابرون، وينتحلون لأنفسهم الأعذار، وأولها (سوء إدارة مرسي للبلاد) التي دفعتهم دفعا للخروج في 30 يونيو !!
وسؤالي لهؤلاء النادمين.
كم 30 يونيو مر عليكم ؟! وكم سنة أسوأ مليون مرة من (سنة مرسي) مرت عليكم ؟.. حتى عندما كنتم تدعون خلالها لفعاليات كنتم تشترطون عدم مشاركة الإخوان فيها.
فهل فعلتم في هذه السنوات (عُشْر أو ربع عُشْر) ما فعلتم في 30 يونيو 2103، أو خلال (سنة مرسي السودا) ؟! الإجابة بالقطع هي (لا) ..
ومن ثم، فالسؤال الاستطرادي المنطقي هو : لماذا ؟!
أيها السادة النادمون ..
الندم لا يكون حقيقيا ولا مقبولا إلا إذا كان صادقا، والصدق لابد له من برهان ..فهاتوا برهانكم.
المصدر
- مقال: مستشار الرئيس مرسي يكتب: نادمون ولكن! موقع الشرقية أون لاين