لماذا نلبس الساعات ؟!
بقلم :الشيخ محمود القلعاوي
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
لماذا نلبس الساعات وقيمة الوقت لدي الكثير غير موجودة .. لا تجد دقة فى مواعيد .. بل ويلك من سخرية لاذعة لا نهاية لها لو طلبت الانصراف لإنشغالك ببعض الارتباط .. تسمع كلمة " لحظة وأعود " تنتظر اللحظة تلو لحظات ولحظات قد تصل لساعات ولا عودة .. من هنا كان فشل محاولات الكثير منّا فى وضع برنامج يومى للاستفادة من أوقاتهم أمام هذه المنظومة المبنية على عدم الشعور بقيمة الوقت دقائق كانت أو ساعات ..
ويحكى الكاتب المبدع أ. أنيس منصور: " حدث أن اتفقنا ثلاثة على أن نلتقي .. واخترنا الساعة الواحدة .. أحدنا يمر على صديق في مكتبه.. ثم يأتي إلىّ حيث نجلس في نصف ساعة على الأقل .. وفى الساعة الواحدة لم يحضر أحد.. وظللنا جالسين حتى الثانية.. ثم نهضنا.. والتقينا في اليوم التالي.. ودار الحديث كالعادة وانصرفنا .. والذي أدهشني أن أحداً منا لم يسأل الصديق لماذا لم يحضر في موعده ولا هو اعتذر..!
ومعنى ذلك أننا اتفقنا على موعد.. ونحن غير جادين في الاتفاق.. وغير مقتنعين بحرصنا على الموعد.. ومن الغريب أننا كل يوم نتفق.. وكل يوم لا أحد يجيء في موعده.. ويبدو أن ضرورة الاتفاق على شيء ما مجرد عادة ، وعدم احترام هذا الاتفاق عادة أيضاً ، وعدم مناقشة احترام الاتفاق عادة ثالثة .. "
ولكن لو انتقلنا لصفوف النابهين النابغين لوجدنا الأمر يختلف كما يقول أ . ياسر الأحمد : " أما الوقت عند الناجحين غالٍ ؛ لذلك فإنهم يقضون أوقاتهم في تأدية الأعمال التي لا يرغب الخائبون في عملها؛ والشخص العادي يجد من الأسهل أن يتكيف مع متاعب الإخفاق بدلاً من تقديم التضحيات التي تؤدي إلى النجاح "
الأمر يا سادة يحتاج لهمة لنستفيد من هذه الأوقات المهدرة لنفوز بدنيانا وآخرتنا .. وانظر إلى همة الإمام المجد بن تيمية يطلب من خادمه أن يقرأ عليه كتاباً وهو في داخل الخلاء ( دورة المياه ) حرصاً على وقته ! ، وآخر يقرأ وهو يمشي حتى إنَّه قد ارتطم بجدار فمات أو سقط في حفرة وهو لا يشعر ! ، والإمام ابن القيم يؤلِّف كتابين وهو في السفر من أروع ما كتب " بدائع الفوائد " و " زاد المعاد " ..
المصدر
- مقال:لماذا نلبس الساعات ؟!موقع:الشبكة الدعوية