عدنان الدليمي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عدنان الدليمي والعمل الدعوي بالعراق


المولد والنشأة

عدنان-الديلمي.1.jpg

ولد عدنان محمد سلمان الدليمي في حي المشراق بمدينة البصرة عام 1932م بعدما انتفل والده لها لأسرة عاشت في محافظة الأنبار غرب العراق والتي تنتمي إلى عشيرة "البوعيثة"، وفي توثيق نسبه يقول الدليمي: "يتصل نسبنا (أعني الدليم) بقبيلة الزبيد اليمنية التي ينتسب إليها كثير من العشائر العربية العراقية، وتنتمي عشيرة البوعيثة إلى عشيرة أكبر وهي عشيرة البوذياب التي تسكن مقابل مدينة الرمادي".

بعد وفاة والده بستة أشهر – كان يعمل في الشرطة - عام 1936م عاد مع أسرته إلى الرمادي بالأنبار.

الدراسة والتكوين

درس في الكتاتيب قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية عام 1938م وعا أياما عصيبة في بداية حياته حيث اضطر للعمل لكفالة أمه وإخوته، ناهيك عن الغارات الحربية التي كانت تقع على الرمادي بين الحين والأخر، ومع ذلك كان متفوقا في دراسته.

بعد حصوله على الاعدادية التحق بدار المعلمين الابتدائية عام 1949م ليتخرج منها معلما عام 1952م. تعرّف الدليمي وهو طالب على الكثير من التيارات والأفكار، لكنه اختار مبكرا الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين في العراق والتي انضم إليها عام 1950م.

حياته وأعماله

  • حصل على شهادة الماجستير عام 1965 م، من كلية الآداب في جامعة القاهرة، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية في عام 1969.
  • انتمى إلى الحركة الإسلامية منذ كان عمرهُ ثمانية عشر عاماً، وكان اهتمامه منصباً للدعوة والإرشاد وسافر من أجلها إلى جميع محافظات العراق، ولخارج العراق أيضاً.
  • عمل في التدريس في كلية الشريعة في مكة المكرمة، في فترة الستينيات ولمدة ثلاث سنوات.

التجربة السياسية

تعرض عدنان الدليمي لمطاردة النظام السابق في العراق خلال التسعينيات، فاختار مغادرة البلاد عام 1994 متجها إلى الأردن، حيث عمل في جامعة الزرقاء الأهلية عميدا لكليتي الآداب والشريعة، وكان أستاذا للدراسات العليا فيها.

برز اسمه بعد عودته إلى العراق قادما من العاصمة الأردنية عمّان، حيث شارك في العملية السياسية بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003. وعيّن الدليمي بعدها مستشارا لرئيس الجمهورية العراقية جلال الطالباني لفترة وجيزة، لكنه غادر منصبه ليشكل كيانا سياسيا أطلق عليه "مؤتمر أهل العراق"، تمهيدا للمشاركة في انتخابات عام 2005.

شارك بـ"المؤتمر" مع الحزب الإسلامي العراقي بزعامة طارق الهاشمي وزعيم جبهة الحوار خلف العليان، في تشكيل جبهة التوافق العراقية (أكبر تكتل للسنة عام 2005)، وحصلت هذه الجبهة على 44 مقعدا في البرلمان العراقي.

وعن الغاية من تأسيس هذه الجبهة، يرى الدليمي :

أنها "تهدف لتشكيل تكتل قوي يجمع العراقيين من أجل الوقوف في وجه الشعوبيين، وفي وجه الذين يريدون أن يقسّموا العراق ويبددوا الثروات. الجبهة تقف في وجه الذين يحكمون العراق وعوائلهم ونساؤهم بالخارج".

برر الدليمي موقفه من المشاركة في العملية السياسية بينما يخضع العراق للاحتلال الأميركي بالقول إن

"التاريخ يحدثنا عن الدول التي احتلت أنها كانت فيها جماعات تعمل بالمجال السياسي وتفاوض وتؤلف الأحزاب والتكتلات وتناشد الأمم، وإلى جانب هؤلاء كان هناك أناس يحملون السلاح ليقاوموا المحتل، ليس هناك تعارض بين الجانبين"، وكرر دعوته لسيادة العراق وتحرره كما أعلن رفضه تقسيم بلاده.
انتقد سياسية حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، ودَعَم تحركات السنة المعارضة لهذه السياسية، فقد قال في حوار صحفي إن "أهل السنة في العراق غاضبون من رئيس الوزراء نوري المالكي ومن جميع الأحزاب الشيعية لأنهم تمادوا في ظلم السنة، وعمدوا إلى تحويل العراق إلى دولة شيعية يكون العرب السنة خارجها".

عارض الدليمي التدخل الإيراني في بلاده، وقال:

" إن العراق أصبح في قبضة يد الشيعة الموالين لإيران والذين يدينون لها بالولاء المذهبي والسياسي، وإيران في الواقع هي التي تدير الحكم في العراق عن طريق عملائها الذين يحكمونه".

واستمر الدليمي رئيسا لكتلة "جبهة التوافق" في البرلمان العراقي لدورتين، حتى أصدر المالكي مذكرة قبض بحقه، اتهمه فيها بـ"الإرهاب"، واعتقل اثنين من أبنائه، وأغلق مقر حركته السياسية في بغداد. ونظرا للمضايقات التي واجهها - ومنها تعرضه لعدة محاولات اغتيال - لم يمكث الدليمي في بلاده طويلا، فقد ترك العراق عام 2007 واستقر في الأردن بعد صدور مذكرة اعتقال من القضاء العراقي بحقه بتهمة دعم الإرهاب، كما صدرت بحقه أحكام قضائية.

محنته

  • تعرض لعدة محاولات اغتيال بسبب مواقفه الصريحة ضد حملة التصفيات الطائفية، وألقي القبض على أحد أبنائه بتهمة معاونة الإرهاب، وأطلق سراحه لبراءته أمام محكمة عراقية، وتعرّض لضغوط كثيرة من عدة جهات لأجل مغادرة العراق.
  • تعرضت دار سكنه الواقعة في حي العدل إلى سقوط عدة قذائف هاون عليها من قبل المليشيات الطائفية لمدة أربعة أشهر، ولم يغادر بيته رغم معظم المحاولات لتحويلهِ من دارهِ وبالإضافة إلى المحاولات التي قامت بها الحكومة لتغيير موقع سكنه إلى المنطقة الخضراء
  • اعتقل ولداه وستون شخصاً من الحماية الخاصة بهِ منذ عام 2007م، ثم أفرج عن أحد ولديه لعدم ثبوت التهم الموجهة ضده.
  • قتل زوج ابنته (النائبة في البرلمان العراقي الدكتورة أسماء الدليمي) بتفجير انتحاري من قبل تنظيم القاعدة ولقد استهدف التفجير قائد الصحوة في منطقة الأعظمية في 7 كانون الثاني 2008م.
  • أُفرج عن عناصر حمايته وموظفي مكتبه بأمر من المحكمة بعد ثبوت براءتهم، وحصل الإفراج عنهم بعد مكوثهم في سجون الحكومة العراقية من عام 2007 لغاية عام 2015.
  • وبقي نجله مكي في سجون بغداد ولم يصدر في حقه حكم الإفراج بالرغم من ثبوت براءته من كل التهم والدعاوي الكيدية التي وجهت ضده.

المؤلفات

صدر للدكتور عدنان الدليمي -المعروف بلقب "رحالة الجامعات العربية"، كونه عمل في جامعات بدول عربية مختلفة - عدة مؤلفات، من بينها كتاب: "ثلاث رسائل لغوية".

نقل أبرز محطات حياته في كتاب "آخر المطاف سيرة وذكريات"، ولخص أسباب تأليفه بالقول إن "التاريخ يجري ويسهم في صياغته وتسجيل أحداثه البشر، وكل إنسان مهما كبر أو صغر له إسهام في تسجيل صفحات التاريخ، وقد تكتب تلك الصفحات أو تهمل، ولكن هناك سجل رباني يحفظ كل تحركات البشر ولا يزكي الأنفس إلا الله، وهو المجازي"

وفاته

قبل نحو عامين من وفاته، أجبر المرض الدليمي على الابتعاد عن عالم السياسة، واستقر في أربيل. توفي بعد صباح فجر الأربعاء 7 من شعبان 1438 الموافق 3 من مايو - أيار 2017 في مدينة أربيل بعد معاناة مع المرض عن عمر بلغ 85 عاما. وشيِّع من داره في حيِّ المهندسين بأربيل وأقيم مجلس العزاء في جامع جليل الخياط.

رثاؤه

رثاه رجال الدعوة الإسلامية في العراق :

" بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره تنعي الحركة الإسلامية في العراق العالم الإسلامي عامة وأهل السنة خاصة بفقيدها الدكتور عدنان الدليمي الذي وافته المنية في أربيل بعد عقود من العمل والبذل والعطاء في أرض العراق من شماله إلى جنوبه، فلم تلِنْ له قناة ولم تنزل له راية وهو يذود عن حياض أهل السنة في العراق وخارجه... سائلين المولى له القبول والرحمة، ولأحبابه وطلابه وللأمة الإسلامية تمثّل سيرته اقتفاء أثره والثبات على مواقفه".

تعزية هيئة عـلـمـاء فلسطين فـي الـخـارج

  • تعزية بوفاة المربي الدكتور عدنان الدليمي

بسم الله الرحمن الرحيم

" مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " الأحزاب/23

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:

فإنَّ هيئة علماء فلسطين في الخارج تتوجه إلى الأمة الإسلامية وإلى الشعب العراقي الشقيق بوفاة قامةٍ شامخة وهامةٍ عالية من هامات الأمة الإسلامية، وهو:

  • فضيلة الدكتور المربي عدنان الدليمي

الذي وافاه الأجل يوم الأربعاء 07 شعبان 1438هـ الموافق 03/05/2017م في العراق الشقيق، وإننا إذ نعزي أهل الفقيد وطلابه والشعب العراقي والأمة الإسلامية فإننا نضرع إلى الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يتقبله في عباده المؤمنين الصالحين وأن يرزقه صحبة نبيه صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، ويلهمهم الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون

المصادر

  1. عدنان الديلمي: آخر المطاف - سيرة وذكريات، طـ1، دار المأمون للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 2012.
  2. عدنان الديلمي: صفحات من تاريخ الإخوان المسلمين في العراق: تجربتي، طـ1، دار المأمون للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 2013.
  3. من عدنان الدليمي؟: 5 مارس 2017