عبد الصبور شاهين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ عبد الصبور شاهين

إعداد موقع إخوان ويكي

حياته في سطور

الأستاذ عبد الصبور شاهين من مواليد 1928 ، وهو مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، وهو أيضا خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا، عمل أستاذاً بقسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن فترة من الزمن

وهو رجل تراثي كان مخزنًا للحكمة العريقة التي غذّته من أعرق معاهد العلم الإسلامية ممثلة في الأزهر الشريف ، ثم ما نمَّا هذه التغذية بما امتد إليها وآزرها بما حصَّله من أعرق معاهد العلم بالعربية في العالم العربي المعاصر؛

متمثلاً في كلية دار العلوم التي تخرَّج فيها سنة 1956م في دفعة برز من أبنائها فيما بعد العلامة اللغوي الراحل رمضان عبد التواب رحمه الله 2001م ، والعلامة الأصولي الراحل عبد العظيم الديب رحمه الله 2010م، ثم واصل تلمذته على يد أكبر رواد الدرس اللغوي في العصر الحديث، وهو العلامة الرائد إبراهيم أنيس، ثم كان الرافد الثالث ممثلاً في الثقافة الفرنسية التي حصَّلها وأبدع فيما نقله عنها من غير وفادة إلى هذه البلاد، بل باجتهاد شخصي يُظهر مدى العزيمة التي لا تعرف الضعف.

ويُضاف إلى هذه الروافد الكبرى التي غذَّت تكوينه فاستحصد وقوي واشتد عودًا، رافد آخر مهم جدًّا تمثّل في صحبته لأعلام المفكرين الذين عاصرهم في فترة ممتدة من عمر القرن الميلادي المنصرم ولا سيما صحبته لمالك بن نبي رحمه الله سنة 1973م المفكر الجزائري الإصلاحي العملاق ومحمود محمد شاكر علامة العصر في غير ما ميدان بلا منازع رحمه الله 1996م ، والدكتور محمود قاسم ومحمد فؤاد وعبد الباقي رحمهما الله تعالى، وهي أسماء كبرى تدلك على عظم ما يمكن أن يكون قد تسرَّب إلى نفس عبد الصبور شاهين وعقله من هذه الصحبة التي أثمرت في غير ما مجال من مجالات الارتقاء بالراحل الكريم.

وقد كان لهذه الصحبة أثر بالغ في نماء عقله وقد ظهر هذا في الشكر الذي صدَّر به ترجمته للكاتب الماتع الذي ألفه مالك بن نبي رحمه الله تعالى بالفرنسية، وترجمة الراحل الكريم قائلاً:

" كان من فضل الله أن تولى أستاذنا الكبير (محمود محمد شاكر) تقديم كتاب (الظاهرة القرآنية) إلى القراء، هذا التقديم الثمين الذي يعد بحق أروع ما كُتب في مسألة اتصال بيان العرب في الجاهلية بقضية (إعجاز القرآن)؛
وإني لأتقدم بالشكر إلى الأستاذ الدكتور (محمود قاسم) رئيس قسم الدراسات الفلسفية بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة على توجيهاته التي أفدت منها الكثير وإلى الأستاذ المحدث (محمد فؤاد عبد الباقي) على تفضله بتحقيق ما عسر عليَّ تحقيقه من أحاديث الكتاب "، ففي هذا الشكر العابر تجلية لآثار رافد مهم جدا غذي وجدان الراحل الكريم وعقله.

وقد كان عبد الصبور شاهين بحكم المهنة والتخصص الذي خدمه طيلة ما يقرب من ستة عقود كاملة، خادمًا لفرع له سطوته وحضوره المركزي في العصر الحديث ألا وهو فرع الدراسات اللغوية أو العلوم اللغوية أو التي شاع واستقر تسميتها باسم اللسانيات، وعبد الصبور شاهين فيما سنورده من علامات أخرجها في هذا الميدان المهم ابن بار لروافد تكوينه جميعًا؛

ولعل أشهر ما تركه في هذا المجال العلمي يكمن فيما يلي:

  1. القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث 1966م.
  2. أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي: أبو عمرو بن العلاء 1987م.
  3. عربية القرآن 1997م.
  4. في علم اللغة العام 1990م.
  5. في التطور اللغوي 1991م.
  6. العربية لغة العلوم والتقنية 1982م.
  7. دراسات لغوية 1976م.
  8. المنهج الصوتي للبنية العربية: رؤية جديدة للصرف العربي 1977م.

وهذه العلامات دالة في المقام الأول على فريضة الانتماء التي خدمها بما تخصص فيه، فجعل المهنة في خدمة الأمة.

ثم كان عبد الصبور شاهين باعتبار الرافد الأجنبي الذي امتلك ناصية اللسان الفرنسي منتجًا ومؤثرًا بما ترجمه عن هذه اللغة التي تعلمها بجد واجتهاد دالين على عزيمة وإرادة لا تلين، وقد توزع إنتاجه في ميدان الترجمة عن الفرنسية على ميدانين هما: ميدان التخصص في علم اللغة، وميدان الفكرة الإسلامية التي وهبها عمره.

إن الذين عرفوا الراحل الكريم يلفتهم إليه أمور كثيرة تحدد قسمات صورته، وترسم أبعاد شخصيته؛ ذلك أنه مسلم حقيقي آمن بفريضة العمل للإسلام، فكانت حياته كلها هبة لهذا الإيمان عملاً علميًّا كما تجلى لك فيما خلفه من معرفة مؤلفة أو مترجمة، وحركة دائبة معرِّفًا بأهداف الثورة الجزائرية؛

ومواجهًا لاستبداد النظام في الستينيات وموجِّهًا لأجيال الصحوة المعاصرة، بدءًا من جيل السبعينيات بما تراكم على يديه من آثار خطابته في أقدم مساجد مصر وإفريقيا؛ حيث ظل زمنًا طويلاً خطيب مسجد عمرو بن العاص، ومشتبكًا مع الشأن العام إعلاميًّا وسياسيًّا بنشاط تشهد به أروقة مجلس الشورى المصري.

وهو رجلاً يهدر كالطوفان علمًا وحركة، ويهدر كالطوفان دعابةً صادقةً دالة على مروءة نفس ونقاء سريرة، وقد حرص شيخنا على التواصل مع الجماهير من فوق منبر مسجد عمرو بن العاص؛ حيث كان الآلاف يواظبون على حضور خطبته ودروسه الأسبوعية في علوم القرآن قبل قيام الأمن بمنعه من الخطابة والتدريس نهائيًّا في المسجد؛

بسبب نقد الدكتور شاهين المتكرر لفساد الحكم ودعوته إلى تطبيق الشريعة الإسلامية؛ باعتبارها السبيل الوحيد لكي تنجو مصر من مشكلاتها، كما ودخل الراحل العديدَ من المعارك الفكرية مع التيار العلماني، وكان له دور كبير في انحسار فكره وتضاؤله في مصر، وكان من أشهرها السجال الذي جرى بينه وبين د. نصر حامد أبو زيد، واليوم ما زال شاهين واحدًا من أهم مَن تصدّوا لحرب تغريب البلاد والعباد وإبعاد الناس عن شمولية القرآن والتشكيك في السنة النبوية التي قادها البعض بضراوة خلال السنوات الماضية.

قالوا عنه

الأستاذ محمد مهدي عاكف

قال الأستاذ محمد مهدي عاكف، المرشد السابق للإخوان المسلمين:

"مات شيخي وأستاذي وعالم الأمة وفقيهها وخطيبها، مضيفًا أن معرفته بالعالم الراحل امتدت منذ أكثر من 60 عامًا؛ حيث وجدت فيه خلالها الصحبة الطيبة والأخوَّة المباركة والمواقف الجادة "

وأشار إلى

أن الراحل تربَّى في مدرسة الإخوان المسلمين ، وحفظ العهد على نصرة دينه والعمل لكتاب الله، ومن أجل رفعة شأن الإسلام على مدار سنوات حياته، حتى لقي ربه محافظًا على الأمانة متمسكًا بها.

وأضاف أن

د. شاهين صاحب مواقف بطولية وشجاعة دافع فيها عن الإسلام ، وجاهد في الله حق جهاده، نحسبه كذلك ولا نُزكّي على الله أحدًا، ومهما تحدثنا لن نوفيه أجره.

د. محمود عزت

وقد قال عنه د. محمود عزت "نائب المرشد العام للإخوان المسلمين" في وداعه:

"نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يتقبله في الصالحين ويُسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عنا وعن الأمة خيرًا، ويلحقنا به في زمرة النبيين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا".

ويضيف الدكتور محمود عزت:

"نحسب الفقيد ممن أفنوا حياتهم من أجل هذا الدين العظيم، وضحّوا في سبيل الله بكل غالٍ ونفيس، ولم يخش في الحق لومة لائم".
وشدَّد على أنه تتلمذ على يد الدكتور شاهين وعلى يد شقيقه الدكتور عبد الرحمن، وتربطه به علاقات ود واحترام وتقدير بأسرته، مضيفًا: "نسأل الله العلي القدير أن يعوضنا ويعوض الأمة الإسلامية عن فقد عالمنا الجليل".

واستطرد قائلاً:

"صلتي به قديمة، فأنا أعرفه منذ 60 عامًا وهو شخصية ذات تأثير مميز تترك انطباعًا مختلفًا عند كل مَن يعرفه، كما أنه معروفٌ بثراء إنتاجه العلمي، فرغم أنه كان أستاذًا في فقه اللغة كان له في الوقت نفسه باع كبير في علوم القرآن والقراءات.

د. حسن الشافعي

ويضيف أيضا د. حسن الشافعي رئيس الجامعة الإسلامية بباكستان ورفيق الفقيد في كلية دار العلوم جامعة القاهرة

أن أسرة الدكتور شاهين لها باع طويل في العلم والجهاد؛ فابن عمه أحد شهداء أحداث القناة 52 وشقيقه أستاذ في كلية دار العلوم أيضًا، وأوضح أن الفقيد من براعته في تخصصه كان على درايةٍ واسعةٍ بعلوم عديدة منها الترجمة من اللغة الفرنسية؛
حيث أصبغ على الكتب المترجمة أسلوبه البارع العميق فكان سببًا في نشرها بما تحمله من علمٍ نافعٍ في العالم العربي وتعريفنا ببعض الإسهامات الغربية في العلوم الإسلامية، وأكد أن الدكتور شاهين من الناحية العملية عايش تقلبات الوطن العديدة على مرِّ الأزمان وتفاعل معها إيجابيًّا؛
فحياته العلمية الطويلة لم تخلُ من شغبٍ وصراعٍ وانتصار تارةً وانكسار تارةً أخرى، وشدد على أنه افتقد أخًا عزيزًا وعالمًا جليلاً ومجاهدًا في سبيل الحق لا مثيلَ له, وأن ألم فراق عبد الصبور شاهين لا يُحتمل، ولكن أنا على أمل أن يجمعنا الله تعالى في جنات الخلد وأن يحشرنا مع الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

د. جابر قميحة

ويصفه د. جابر قميحة أستاذ الأدب العربي

الراحل بأنه كان أمةً، وعاش من أجل الفكرة الإسلامية سواء في شخصيته وعلمه وعمله، علاوةً على إصراره على نصرة الحق أينما وُجِدَ, كما أن الحديث عنه يحتاج لصفحات كبيرة لذكر مناقبه العديدة التي تنوعت وتجمعت في شخص واحد؛
ويكشف د. قميحة أن أول مرة تعرَّف فيها بالدكتور شاهين كانت في كلية دار العلوم، حيث كان يشد الأنظار بعلمه الغزير وطلاقة حديثه وكلامه المرتب, فكان أول مَن جذبني إليه من شباب الإخوان ، خاصةً عندما كان يتحدث عن القرآن وفضله في إحدى قاعات دار العلوم بالمنيرة؛

وأضاف أن

شاهين كان شعلة نشاط وطاقة ضخمه انعكست على كل أفعاله فكان إذا مشى تعتقد أنه يجري، وإذا ناقش وعالج أحد أبواب العلم استوفاه لآخره, وكان رحمه الله دارسًا للغة الفرنسية بصورةٍ وافيةٍ مكَّنته من ترجمة العديد من الكتب والمجلدات للغة العربية، وكان من أولها كتاب (دستور الأخلاق في القرآن) لعبد الله دراز؛
حيث ترجمه ترجمةً بارعةً تنمُّ عن تميز واختلاف عن باقي التراجم، فقد تمتع بأسلوبٍ يتسم بالعمق والوضوح ويؤكد لمَن يقرأ له أنه صاحب علم لا ينضب، ووصف الراحل بأنه كان ذا ملامح وضيئة ومتعددة، والدور الذي قام به في الدفاع عن الشريعة الإسلامية واللغة والفقه أكبر من أن يقوم بإنكاره أي إنسان.

د. إبراهيم عوض

ويتذكر د. إبراهيم عوض ، الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس، أنه تعرَّف على الدكتور شاهين عن طريق أعماله العلمية وتراجمه التي كانت تشعُّ نورًا في دلالةٍ على علمه الغزير، وأوضح أن أول ما اطلع عليه هو تراجمه الرائعة للفيلسوف الجزائري (مالك بن نبي) قائلاً: "لولا ما قام به شاهين ما كنا لنسمع عن هذا المفكر العربي الكبير".

وأشار إلى أن كتابات الراحل تتميز بأسلوبها الجمالي الخلاب الذي يتميز به عكس بقية الباحثين الذين يصيغون أعمالهم دون الاهتمام بجودة الأسلوب، وهو ما جعله مختلفًا عنهم.

وقال

" زاد الإعجاب به بعدما علمتُ مدى إتقانه للغة الفرنسية دون أن يتعلمها على يد معلم أو يذهب باريس؛ ليحصل على الدكتوراه، فهو راجل عصامي، كوَّن نفسه بنفسه، واعتمد على عقله، وهو ما يعكس مدى الثراء الفكري الذي يتمتع به.
وأضاف أن ما شدني إليه أيضًا نشأته الأزهرية، وحفظه القرآن، وعنايته بتعلُّم العربية، وهو ما يشير إلى أنه أخذ من كل شيء أحسنه.
وشدَّد على أن الراحل كان عالمًا لغويًّا بارعًا، يتمتع بأسلوب كتابي مشرق ومتميز, كما كان له باع كبير في الفكر الديني والدراسات الإسلامية، كما كانت له اجتهادات تدعو إلى التفكير والتدبر, بعيدًا عن التنطع والتشدد، كما كان خطيبًا مفوَّهًا ليس له مثيل، وكان الشيخ الغزالي دائم المديح له ولعلمه ولأسلوبه، وكان دائمًا يشبِّهه بالشيخ العز بن عبد السلام، وكان يقول عنه "خير خلف لخير سلف".

وكشف د. عوض أنه لم يقابل العالم الراحل سوى مرة واحدة ليشكره على دفاعه عنه عندما هاجمه بعض الحاقدين دون أن يلتقي به من قبل؛ حيث طلبت الجامعة من الدكتور شاهين أن يكتب عني تقريرًا، وأضاف: بكيتُ عندما رأيت الكلامَ الذي كتبه عني رجل لم أره من قبل، موضحًا أن الفقيد تعامل معه في تلك الزيارة اليتيمة وكأنه يستقبلُ صديقًا قديمًا، مشددًا على أنه كان رجلاً مرحًا لا تفارق الابتسامة شفتيه.

د. خالد فهمي

ويصف د. خالد فهمي، أستاذ علم اللغة بجامعة المنوفية، رحيل الدكتور شاهين بأنه أشبه بالطوفان الهادر الذي توقَّف جريانه وجبل علم انقض، مضيفًا أن المتأمل في عطاء الرجل يكتشف أننا أمام نمطٍ فريدٍ من الذين قدَّموا خدمات جليلة للعلم والثقافة العربية والإسلامية المعاصرة.

وقال: إن التوقف أمام نعي الدكتور رحمه الله يردنا إلى نمطٍ من التكوين المعرفي والوجداني لرواد الفكرة الإسلامية؛ ذالك أنه اجتمع في تشكيله 4 صفات، وهي:

أولاً: الجانب التراثي بوحي من بدايته الأزهرية الأولى,
ثانيًا: انتماؤه للثقافة العربية لدراسته في دار العلوم وتخرجه منها,
ثالثًا: بالإضافةِ إلى ما حصَّله من معرفةٍ غربيةٍ بعد إتقانه اللغة الفرنسية بصورةٍ فريدة ساعدته على ترجمة نصوص لهنري فليش اليسوعي، وبارتيل ماليم بيرج، ومالك بن نبي، ومحمد دراز وغيرهم كثيرين,

بالإضافةِ إلى هذا كله فإن صحبته لأعلام عصره من العلماء مثل محمود محمد شاكر ، ومحمود قاسم ، ومحمد فؤاد عبد الباقي ، وعامر عثمان وغيرهم ممن أثَّر فيه بصورةٍ كبيرةٍ، وجعله متفوقًا على الكثير من أقرانه.

وأوضح د. فهمي أن تلك الروافد الأربعة ظهرت في تجليات ثلاثة, أولاً إنتاجه العلمي في حقل تخصصه؛ حيث أسهم في معالجة عددٍ من قضايا اللغة العربية، كما أن تراجمه توزَّعت على خدمة علم اللغة والفكرة الإسلامية, أما حركته فاشتبكت مع واقع الصحوة من خلال نشاطه في أقدم مسجد في إفريقيا- مسجد عمرو بن العاص- والذي أوصى بأن يُشيَّع منه جثمانه.

وأشار إلى أنه ليس بالخافي أن الحركة الإسلامية ممثلة في الإخوان المسلمين تعتز بإسهامها في تكوين هذا العالم الجليل؛ حيث لعبت دورًا كبيرًا في تشكيله وتنمية توجهه من أجل مناصرة الوسطية.

د. أحمد الهندي

ويشدِّد د. أحمد الهندي، أستاذ اللغة العربية بجامعة عين شمس، على أن الفقيد كان أمةً في رجل؛ حيث أعطى مثالاً عمليًّا على العالم الرباني التي تجمَّعت فيه كل الصفات، من تقوى وخلق وتواضع وعلم وعمل وجهاد وثبات على الحق.

ولفت إلى أن د. شاهين كان من أقوى علماء اللغة العربية، كما أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته وتراجمه المميزة من حيث الشكل والمضمون وأسلوب الصياغة وروعة الأداء, وأضاف: يُحسب له أنه كان ربانيًّا يعشق القرآن ويعمل به، وبخسرانه فقدنا أحد أميز علماء اللغة العربية في مصر والعالم.

من أقواله

" ما يشهده عدد من البلدان الأوروبية من محاولات للتضييق على المسلمين ومنع المسلمات من ارتداء الحجاب يكشف إفلاس العلمانية كمذهب تطبقه البلاد الأوروبية وتسعى للترويج له داخل العالم الإسلامي، ويظهر الوجه العنصري لتلك العلمانية المعادية للدِّين، خاصة في فرنسا، ومن المؤكد أن الصهيونية هي الجهة التي تقف وراء تغذية هذا العداء بما تملكه من أدوات تأثير على صانعي القرار والرأي العام الأوروبي، وأهم هذه الأدوات الإعلام والمال "

العلمانية هي إلحاد في جوهرها، ومبدؤها الأول:

أنه لا حاجة للعالم إلى إله؛ وإنما العالم يدبر نفسه بنفسه.. هذا المبدأ العلماني هو الذي يدير كل العلمانيين الذين قبل أن يرفعوا راية العلمانية كانوا شيوعيين وماركسيين، والماركسيون يؤمنون بالفلسفة الماركسية التي تقول بالمادية؛
أي "لا إله والحياة مادة، إذًا لا خلاف بين العلمانية والماركسية في سلوك هؤلاء، وقد اتخذوا العلمانية ستارًا لهم؛ حتى يستغنوا عن المظلة الماركسية التي ضاعت بانهيار الشيوعية وسقوط الاتحاد السوفيتي عام 1990م ومصطلح العلمانية في أصوله الأوروبية يعني الاعتماد على العالم وعدم الاعتماد على الخالق، والعلمانيون في الحقيقة ملحدون، ولكنهم يزعمون أنهم مسلمون: ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ﴾ (النساء: 108)؛
ولا شك أن هناك بلادًا مثل تركيا وتونس اللتين تتبنيان المذهب العلماني تعادي الدين؛ فالمحجبات يُمنعن في تركيا من دخول المصالح الحكومية والجامعات، وفي تونس تجبر المحجبات على خلع الحجاب بالقوة، وفي مراكز الشرطة، وهذه الممارسات دليل قاطع على عداء العلمانية للدين، خاصة الدين الإسلامي، ولكن لن يدوم هذا أبدًا، وسيبزغ فجر الإسلام في تونس بسرعة، كما كانت تونس من أسرع الدول إسلامًا في التاريخ الإسلامي ".

مؤلفاته

غلاف كتاب "عربية القرأن"الأستاذ عبد الصبور شاهين

له 65 كتابا ما بين مؤلفات وتراجم، أكبرها مفصل لآيات القرآن في عشرة مجلدات، وأحدثها مجموعة نساء وراء الأحداث 10 كتب، ويبقى مؤلفه الأشهر "أبي آدم" والذي أثار ضجة كبيرة ولا زال، وكان هو أول من اشترك مع زوجته في التأليف، إذ أخرجا معًا موسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول" في مجلدين؛

وينسب له توليده وتعريبه لمصطلح حاسوب وهو المقابل العربي لكلمة كمبيوتر والذي أُقر من قبل مجمع اللغة العربية، لكن أهم سهمة في الحقيقة لعبد الصبور شاهين في الثقافة المعاصرة، تتمثل فيما نقله من عيون أدبيات الفترة الإسلامية التي كتبها مفكرون إسلاميون معاصرون بالفرنسية لاعتبارات مختلفة، وأنا شاهد في يوم صحبت فيه الراحل الكريم من القاهرة إلى طنطا ذهابًا وإيابًا وكنت ثالث ثلاثة معه

ومع الراحل الكريم رمضان عبد التواب من نحو خمسة عشر عامًا عندما قال: إن أعظم عمل يرجو من الله سبحانه أن يقبله ويثيبه عليه هو ترجمته للدراسة الرائدة التي كانت في أصلها أطروحة الدكتوراه للعالم الرباني الراحل محمد عبد الله دراز رحمه الله (دستور الأخلاق في القرآن الكريم) والثقافة العربية المعاصرة مَدينَة لعبد الصبور بما ترجمه من مؤلفات المفكر الجزائري المسلم مالك بن نبي

ومن أشهر هذه الترجمات:

  1. دستور الأخلاق في القرآن الكريم لمحمد عبد الله دراز، سنة 1973م.
  2. الظاهرة القرآنية، لمالك بن نبي 1958م.
  3. وجهة العالم الإسلامي 1981م.
  4. فكرة الإفريقية الآسيوية في ضوء مؤتمر باندونج 1957م.
  5. مشكلة الثقافة 1959م.
  6. ميلاد مجتمع: شبكة العلاقات الاجتماعية، الطبعة الأولى بلا تاريخ، والثانية 1962م، والثالثة 1986م.
  7. شروط النهضة، (بمشاركة عمر كامل مسقاوي) 1960م.

ومما ترجمه في حقل التخصص:

  1. العربية الفصحى: دراسة في البناء اللغوي سنة 1966م لهنري فليش اليسوعي، ولك أن تعلم أنه ترجمه وهو لم يزل بعد معيدًا في دار العلوم على ما يقرر هو في مقدمة الطبعة الرابعة للكتاب ص5 (1997م) حيث يقول: لقد كنت حين ترجمت هذا الكتاب في أوائل الستينيات ما أزال معيدًا بكلية دار العلوم!.
  2. علم الأصوات: لبرتيل، لمبرج 1984م، ولعله أول مَن عرف الأوساط الدراسية اللغوية في العالم العربي بهذا اللساني السويدي المعاصر.

وفاته

توفى مساء يوم الأحد الموافق 17 شوال 1431 هـ 26 سبتمبر 2010، عن عمر يناهز 82 عاما، وصلي عليه ظهر يوم الاثنين الموافق 18 شوال 1431 27 سبتمبر عام 2010 من مسجد عمرو بن العاص، وقد أدَّى أكثر من 2000 من محبيه صلاة الجنازة عليه ظهر اليوم بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، وقد شارك في تشييعه تلاميذه الذين اعتادوا حضور خطبه أيام الجمع، وتقدَّم قيادات الإخوان صفوف المصلين؛

حيث شارك في صلاة الجنازة كلٌّ من:

فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين ، والدكتور رشاد البيومي ، والدكتور محمود عزت نائبي المرشد العام ، والدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد ، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، والنائب الدكتور محمد البلتاجي الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب، وم. عمر عبد الله منسق تجمع "مهندسون ضد الحراسة"، وكارم رضوان ومحمد الأنصاري من قيادات الجماعة بالقاهرة ، ووفد من كلية دار العلوم التي تتلمذ على يديه فيها الآلاف؛
بينما غاب عن الحضور ممثلو المؤسسة الدينية سواء الأزهر الشريف أو دار الإفتاء، وأمَّ المصلين فضيلة الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعيات الشرعية، وشارك في الجنازة المقرئ الشيخ محمد جبريل، وعدد من المشايخ وأئمة المساجد، فيما غاب التمثيل الرسمي لمؤسسة الدولة الدينية أو أي من أجهزتها التنفيذية.

ألبوم الصور

ألبوم صور المفكر الإسلامي الأستاذ عبد الصبور شاهين
 

عبد الصبور شاهين

الأستاذ عبد الصبور شاهين من مواليد 1928 ، وهو مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، وهو أيضا خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا.

عبد الصبور شاهين

الأستاذ عبد الصبور شاهين من مواليد 1928 ، وهو مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، وهو أيضا خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا.

عبد الصبور شاهين

الأستاذ عبد الصبور شاهين من مواليد 1928 ، وهو مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، وهو أيضا خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا.

عبد الصبور شاهين

الأستاذ عبد الصبور شاهين من مواليد 1928 ، وهو مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، وهو أيضا خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا.

عبد الصبور شاهين

الأستاذ عبد الصبور شاهين من مواليد 1928 ، وهو مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، وهو أيضا خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا.

عبد الصبور شاهين

الأستاذ عبد الصبور شاهين من مواليد 1928 ، وهو مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، وهو أيضا خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا.

عبد الصبور شاهين

الأستاذ عبد الصبور شاهين من مواليد 1928 ، وهو مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، وهو أيضا خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا.

عبد الصبور شاهين

الأستاذ عبد الصبور شاهين من مواليد 1928 ، وهو مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، وهو أيضا خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا،

عبد الصبور شاهين

الأستاذ عبد الصبور شاهين من مواليد 1928 ، وهو مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، وهو أيضا خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا،

عبد الصبور شاهين

الأستاذ عبد الصبور شاهين من مواليد 1928 ، وهو مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، وهو أيضا خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا.


إقرأ المزيد

روابط خارجية

روابط فيديو

  • فيديو: تصفح فيديو حلقات د. عبد الصبور شاهين على موقع الميديا الإسلامية تفضل.

تابع الروابط الفيديو