عاكف: لا بديل عن الإصلاح ونرفض "تأبيد" الحكم
(12-10-2005)
أكد فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- الأستاذ محمد مهدي عاكف- استمرارَ الإخوان في العمل مع جميع القوى السياسية والوطنيين المخلصين في مصر؛ حتى يتم القضاء على كافة صور الاستبداد والفساد والقهر في البلاد، وتدعيم أركان الإصلاح والتغيير السياسي والاجتماعي الشامل في مصر، والذي بدأته الجماعة بالتعاون مع كافة ألوان الطيف السياسي المصري في وضع اللبنات الأولى له خلال الفترة الماضية.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الأستاذ عاكف خلال حفل الإفطار الرمضاني السنوي لجماعة الإخوان المسلمين لعام 1426هـ، والذي أقيم بفندق إنتركونتنتال بمدينة نصر بالقاهرة، والتي أكد خلالها فضيلة المرشد العام للإخوان فداحةَ الثمن السياسي والإنساني الذي تحملته الجماعة خلال مسيرتها نحو الإصلاح والتغيير في مصر؛ حيث اعتُقل أكثر من ثلاثة آلاف من أبناء الإخوان، ولا يزال منهم الكثيرون وراء القضبان وعلى رأسهم الدكتور عصام العريان.
وقد استهلَّ عاكف كلمتَه بالترحيب بضيوف الحفل، مسترجعًا النسمات الروحانية وفضائل شعر رمضان، منتقلاً بعد ذلك ليعرض جردةَ حساب كاملةً حول ما جرى في الحياة السياسية المصرية خلال الشهور الماضية منذ تعديل المادة 76 من الدستور المصري، ووصولاً إلى الانتخابات الرئاسية المصرية الأولى من نوعها التي جرت في السابع من سبتمبر الماضي.
وفي هذا الصدد أكد الأستاذ عاكف أن كافة الإجراءات التي تبنَّاها النظام السياسي المصري الحالي جاءت صوريةً؛ بناءً على الشكل الذي جاءت عليه رغبةً من السلطة السياسية القائمة في "تأبيد" الحكم في مصر وليس توريثه فحسب، وهو ما لم يسمح به الإخوان.
وأكد عاكف دعم الإخوان لكافة القوى التي تواجه ظلم النظام وتدعمه، مشيرًا بشكل خاص إلى القضاة المصريين الذين يتبرَّؤون مما يحاول النظام الحاكم- عبر الأمن وغيره من الأدوات- فرضَه أو إلصاقَه بالقضاة مِن تزوير ليس في صناديق الانتخاب فحسب، بل في إرادة الشعب كله.
وقد حدد الأستاذ عاكف- في كلمته أمام الجمع الكبير الذي حضر الحفل من الإخوان والضيوف ومراسلي الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية التي اهتمت بهذا الحدث- مجموعةً من المطالب التي تمثل خطةَ عمل الجماعة والقوى الوطنية المصرية خلال المرحلة المقبلة، ومن بينها الإصرار على المضيِّ قُدمًا في الإصلاح والتغيير بالوسائل السلمية، مع إقرار عقد سياسي واجتماعي جديد بين الشعب والحكومة وأيضًا بين كافة القوى الوطنية الراغبة في الإصلاح والمصرَّة عليه في مصر.
كذلك طالب عاكف بإلغاء حالة الطوارئ في مصر، وإعادة النظر في الحبس الاحتياطي الذي عانى منه نحو 20 ألفًا من الإخوان خلال السنوات الـ13 الأخيرة، مع إقرار قواعد جديدة للعملية السياسية في مصر تضمن تعددًا سياسيًّا وتداولاً سلميًّا للسلطة في البلاد، يصاحبه إصلاحٌ اقتصاديٌّ واجتماعيٌّ شاملٌ يعالج الفقر والبطالة وما نتج عنهما من آثار سلبية.
وفي الشأن العربي والإسلامي أكد فضيلة المرشد العام للإخوان- الأستاذ محمد مهدي عاكف- أهمية أن تظل القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام، مطالبًا الفلسطينيين بالوحدة في مواجهة العدو الصهيوني المجرم، ومنتقدًا في الوقت ذاته هرولةَ العديد من البلدان العربية والإسلامية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد انسحابه من غزة دون استكمال كافة استحقاقات القضية الفلسطينية.
وأضاف عاكف في كلمته:
- "لقد أحزنتْنا كثيرًا الأحداثُ المؤسفةُ التي وقعت بين السلطة وحماس، أُريقت فيها دماءٌ زكيةٌ ووقع فيها جرحى، وإننا من هذا المكان نناشد الجميع الاحتكامَ إلى الحكمة والعقل، وألا يرتفع السلاحُ إلا في وجه الأعداء؛ حتى لا نحقق أهداف العدو وهم ينظرون".
وفيما يتعلق بالملف العراقي كشف عاكف عن حقيقة الجرائم والفظائع الأمريكية التي تُرتكب في العراق، وأضاف في كلمته حول هذا الشأن:
- "كأننا في غابة تحكمها عصابة تقوم بأبشع ألوان الإرهاب تحت دعوى محاربة الإرهاب وإقامة الديمقراطية، وهل تقوم الديمقراطية على جماجم الشعوب؟! وهل تقوم في ظل احتلال عسكري يَحكم بالحديد والنار؟! وهل ما حدث في سجن (أبو غريب) والفالوجا وشتى مدن العراق والاعتداء على الشرفاء والعلماء يمتُّ إلى الإنسانية- فضلاً عن الديمقراطية- بصلة؟!".
وانتقد المرشد العام للإخوان الولاياتِ المتحدة في ضغوطها على إيران وإنكارها على الشعب الإيراني المسلم حقَّه في استخدام الطاقة النووية في المجالات السلمية، وأضاف قائلاً: "هذا في الوقت الذي تغضُّ الطرفَ عن الرؤوس النووية للكيان الصهيوني.. الأمر الذي يكشف أيضًا الانحياز ضد الدول الإسلامية، ويؤكد سياسة الكَيل بمكيالين"، وهو ما يتأكد أكثر في الضغط الراهن على سوريا.
وفي نهاية كلمته دعا عاكف كافةَ النظم الحاكمة في العالم العربي والإسلامي للتصالح مع شعوبها كخطوةٍ أولى على طريق إعادة إصلاح كيان الأمة.
المصدر
- تقرير: عاكف: لا بديل عن الإصلاح ونرفض "تأبيد" الحكم موقع إخوان أون لاين