سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 25 )

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 25 )
كانت رسائل شباب وفتيات الجزائر تشكل أكثر من 90% من بريدها الأسبوعي
ساهمت بقدر كبير من الجهد في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين لدى الغرب
بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

وفي مارس 1987 نظمت مؤسسة " آل البيت " بالمملكة الأردنية الهاشمية مؤتمراً علمياً في العاصمة عمان, لمناقشة موضوع " الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي ", وجاءت دعوة للحاجة زينب الغزالي للمشاركة بورقة بحثية في هذا المؤتمر, الذي كان يشرف عليه الدكتور سعد الدين إبراهيم , عالم الاجتماع المعروف والأمين العام لمؤسسة آل البيت في ذلك الوقت, وسافرنا ـ أنا وهي ـ إلى الأردن وأدلت بدلوها في موضوعات المؤتمر ومناقشاته التي غلب عليها الطابع العلماني لولا الحضور الفعال للعلامة الكبير الدكتور يوسف القرضاوي وكذلك زينب الغزالي وعدد من إخوان الأردن .

وانتهز وزير الأوقاف الأردني فرصة وجودها, وطلب منها البقاء على نفقة الوزارة لمدة يومين أو ثلاثة, لإلقاء عدد من المحاضرات الإسلامية, واستجابت الحاجة للطلب وألقت عدة محاضرات في أكثر من مدينة وجامعة.. وكانت تتحدث عن قضية فلسطين ـ قضية المسلمين الأولى ـ حديثاً حماسياً ساخناً, أهاج الدموع في العيون, والوجيب في القلوب, وحثت الشعب الأردني ـ وأكثر من نصفه من الفلسطينيين ـ على الصبر والبذل والتضحية وتربية الأولاد على ضرورة استرداد الحق وطرد المغتصبين المحتلين الصهاينة.. كانت الداعية الكبيرة تلقي كل اهتمام وترحاب ودعاء ولهفة من كل أبناء الشعب الأردني.

وفي شهر مارس من عام 1990 كانت الزيارة الرابعة والأخيرة لباكستان للمشاركة في نفس المؤتمر, حيث توفيت السيدة نثار فاطمة الزهراء بعده بفترة قصيرة ـ رحمها الله رحمة واسعة ـ وفي تلك الفترة كانت بي نظير بوتو زعيمة حزب الشعب هي رئيسة الوزراء وقتها, ولم نشعر بتغيير كبير في واقع الشعب الباكستاني من ناحية تعلقه بالإسلام وحبه لدينه, وكانت فلول الاحتلال الروسي قد غادرت أفغانستان في نهاية الثمانينيات, وبقى العمل على وحدة المجاهدين وتوحيد صفوفهم.. ولكن مع الأسف دون جدوى!.

وفي عام 1990 سافرت مع الداعية الكبيرة إلى الجزائر بدعوة من وزارة الشئون الدينية لحضور مؤتمر الفكر الإسلامي, ولمسنا التحول الكبير في المجتمع الجزائري بشكل عام نحو التمسك ب الإسلام , حيث كان المشاركون في المحاضرات والندوات التي يقيمها الدعاة الإسلاميون يعدون بالآلاف أو بعشرات الآلاف بلا مبالغة.. وكانت سمعة الداعية المجاهدة تكاد تبلغ كل أركان المجتمع الجزائري بسبب مواقفها وكتابها أيام من حياتي , كانت رسائل شباب وفتيات الجزائر تشكل أكثر من 90% من بريدها, وفي بعض الفترات كان يصلها ـ من الجزائر وحدها ـ نحو مائة رسالة أسبوعياً!

الحاجه زينب.jpg

وفي العام التالي زارت الجزائر مرة أخرى للمشاركة في نفس المؤتمر, وألقت عدداً من المحاضرات العامة, لكنها شعرت أن الصحة لم تعد تتحمل المزيد من الجهد وإرهاق السفر.. كان عمرها في ذلك الوقت قد جاوز الرابعة والسبعين, لكن عزيمتها كانت متوقدة كأنها بنت العشرين! وعندما عادت إلى القاهرة, نصحها طبيبها الخاص الدكتور محمد عبد الرحمن موسى ـ الأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس, وأحد كبار رجالات الطب في مصر ـ بألا تركب الطائرة مرة أخرى حرصاً على صحتها.

عانت الداعية الكبيرة في آخر رحلاتها إلى الخارج ضعف الصحة وظهور آثار الإرهاق والتعب عليها, وبدأت تشعر بأثر السنين وما لاقته في السجون على صحتها وجهدها وطاقتها, واحتاجت إلى من يساعدها في الحركة وارتداء الملابس, ورافقتها في رحلتها الأخيرة إلى الجزائر إحدى تلميذاتها المقربات وهي السيدة آمال حجازي ـ رحمها الله ـ, فكانت خير عون لها على أعباء السفر.

وبالرغم من أن الداعية المجاهدة كانت قد بلغت الخامسة والسبعين من العمر, إلا أنها لم تفكر للحظة في طلب الراحة فيما بقى لها من أيام, بل ازدادت نشاطاً في داخل مصر لتعوض توقف جهدها وعطائها الدعوي في الخارج, وبدأت تهتم أكثر باللقاء الأسبوعي الذي كانت تعقده في بيتها, ويحضره عدد كبير من السيدات والفتيات وعلى الخصوص من سكان حي مصر الجديدة الذي تقيم فيه, وبينهن سيدات يتولى أزواجهن مناصب مهمة وحساسة في السلطة, وهو ما زاد من قلق الأجهزة الأمنية.

كان هذا اللقاء فرصة دعوية واجتماعية ممتازة, وكانت تجيب في نهايته عن أسئلة الحاضرات: الدعوية والفقهية والاجتماعية وغيرها, وتضيف إليه من خبرتها الدعوية والاجتماعية الكثير, وكان يمتد لقرابة الثلاث ساعات.

وعلى المستوى الإعلامي نشطت زينب الغزالي في مجال الكتابة للصحف والمجلات المصرية والعربية, واستقبلت في هذه الفترة المئات من الصحفيين والإذاعيين والقنوات الفضائية, وكانت تشرح دعوتها ومنهجها بقوة واعتزاز وخبرة دعوبة عالية, وأخرجت في هذه الحوارات خلاصة خبرتها الدعوية والحركية على مدى أكثر من نصف قرن, وساهمت بقدر كبير في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين لدى الغرب, الذي كان يعيش ـ ولا يزال ـ الكثير من المخاوف والهواجس عن الإسلام والمسلمين.

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو