سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 24 )

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 24 )
ماذا طلبت منها زوجة الشهيد " عبد الله عزام " ؟ ولماذا استجابت على الفور؟!
هل نفذ السوفييت تهديدهم باغتيال ضياء الحق بسبب تأييده للمجاهدين الأفغان؟


بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر


كانت زينب الغزالي تهدف إلى حث الرئيس الباكستاني على تطبيق أحكام ومبادئ الإسلام التي احتواها القرآن الكريم والسنة النبوية الغراء والتراث الفقهي والعلمي الكبير, وهي القضية التي عاشت حياتها تدافع عنها وتجاهد من أجلها, وها هي تعلنها الآن ـ بكل قوة واعتزاز ورفق في نفس الوقت ـ لتسجل عند الله أولاً وأمام الأمة والتاريخ ثانياً, صفحة جديدة من صفحات جهادها.

لم يرهبها أنها ليست في بلدها وأنها ضيفة في زيارة قصيرة, أو أنها تجلس إلى جوار الحاكم الذي يستطيع أن يفعل الكثير لإيذائها, خصوصا في بلاد العالم الثالث, لكنها كانت تفكر في أمر واحد هو تبليغ رسالتها وأداء أمانتها لنصرة الإسلام العظيم, وكان الرئيس ضياء الحق ـ رحمه الله ـ مثال الحاكم المحترم القادر على قبول النصح والرأي دون استعلاء أو غرور أو غطرسة, بل إنه دعاها في تلك الزيارة لتناول الغداء في بيته بمدينة روالبندي, والذي لم يغيره منذ كان قائدا للجيش, وكان لقاءا ودودا عبر عن أصالة معدن هذا الرجل العظيم, لكن أجهزة المخابرات السوفيتية أو الأمريكية أو غيرها ـ حسب آراء الخبراء ـ اغتالته بعد ذلك بفترة قصيرة ( 17 / 8 / 1988 ) عن طريق تفجير طائرته.

وألقت الداعية المجاهدة عدة محاضرات في عدة مدن باكستانية, منها : لاهور و إسلام أباد وكراتشي وملتان, وتعرفت أكثر على واقع المرأة المسلمة ودورها في باكستان .. كما التقت قادة المجاهدين الأفغان في بيشاور, وزارت عددا من المخيمات والمستشفيات ودور الرعاية والملاجئ وتبرعت بما من الله عليها به.

وذات يوم بينما كنا في الفندق في العاصمة إسلام أباد, زارتها السيدة " أم محمد " زوجة الشهيد عبد الله عزام, الداعية الإسلامي الفلسطيني المعروف الذي اغتيل في بيشاور, وأبلغتها بأن المخابرات الباكستانية تلاحق زوجها, وأنه يتخفى حتى لا يتم إلقاء القبض عليه, وأنها ترجو منها أن تتدخل لدى الرئيس ضياء الحق لإيقاف هذه الملاحقة.

الحاجه زينب.jpg

كانت الداعية المجاهدة تعرف الدكتور عبد الله عزام حق المعرفة, منذ أن كان يدرس في القاهرة لنيل شهادة الدكتوراه في الفقه من جامعة الأزهر الشريف في أوائل السبعينيات من القرن الماضي, ولا ينقطع عن زيارتها في منزلها بحي مصر الجديدة, فتحمست لتطلب ذلك من الرئيس الباكستاني, خصوصاً أنها كانت مدعوة على حفل غداء في بيته في اليوم التالي.. وطلبت من السيدة " أم محمد " زوجة الشهيد عبد الله عزام , أن تصوغ الطلب باللغة الإنجليزية, حتى تتمكن من عرضه على الرئيس, الذي أمر ـ بعد طلب الحاجة زينب ـ بوقف ملاحقة عبد الله عزام فوراً, حتى إن زوجته شكرتها قبل أن نغادر نحن باكستان ؛ لأن زوجها عاد إلى المنزل.

كان الرئيس الباكستاني رجلاً بسيطاً, خالط الإيمان قلبه, فحول باكستان من دولة علمانية تخاصم الدين وتناهض الشريعة في زمن ذو الفقار علي بوتو إلى دولة تحترم الإسلام وتقدر الشريعة.. قال لنا بعض رموز الجماعة الإسلامية في باكستان : إن الجيش الباكستاني كان مثالاً للفساد والانحراف وتجارة المخدرات والجنس, وعندما تولى الجنرال ضياء الحق ـ عقب الانقلاب على الرئيس ذو الفقار على بوتو ـ تحول الجيش إلى الانضباط, وابتعد عن الفساد والانحراف وتجارة المخدرات, لدرجة أن 80% من ضباطه باتوا يحرصون على أداء الصلاة والالتزام بشعائر الإسلام , وهذا نموذج من المؤسسات الباكستانية.

وعلمنا كذلك أنه تعرض للعديد من الضغوط ومحاولات الاغتيال, خصوصاً من الاتحاد السوفييتي, بسبب وقوفه بجانب المجاهدين الأفغان, حتى وصله تهديد صريح من جانب موسكو.. ولم تمر عدة أشهر حتى انفجرت الطائرة التي كان يستقلها وعلى متنها أيضاً السفير الأمريكي في باكستان!

وفي زيارتنا الثالثة ل باكستان ( 1989 ) قالت لنا زوجة الرئيس ضياء الحق عقب استشهاده: إنه كان جالساً ذات يوم على مائدة الطعام, وقال لها ـ قبيل اغتياله بعدة أشهر ـ إنه جاءته رسالة تهديد من الحكومة السوفييتية, وإنه يشعر بأن التهديد هذه المرة حقيقي وجاد, وفي نفس الوقت جاءته رسالة من الشيخ طفيل محمد أمير الجماعة الإسلامية في باكستان, يطالبه فيها بتطبيق الشريعة الإسلامية والاستمرار في مساندة المجاهدين الأفغان, وقال إنه يرتاح لخطاب أمير الجماعة الإسلامية ولا يعبأ بتهديد القيادة الروسية, فقالت له زوجته: ما ترتاح إليه نفذه والله يحفظك من كل سوء.

كانت باكستان في عهد ضياء الحق تتمتع بحرية واسعة, وانتهت أيام الاستبداد والقمع والاعتقال, وهو ما انعكس على المجتمع هدوءاً وارتياحاً, وكنت أرى الموكب الرئاسي فتصيبني الدهشة.. كان الرئيس يركب في سيارة تحوطها من الأمام ومن الخلف وعلى الجانبيين أربع دراجات نارية فقط!.

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو