سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 20 )

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 20 )
كانت ترى أن اشتداد الطغيان هو أمارة من أمارات النصر لأصحاب الدعوات
كتبت في العديد من الصحف والمجلات وأدلت بمئات الأحاديث لوسائل الإعلام


بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

أفرج الرئيس الجديد حسني مبارك عن معظم رموز العمل السياسي والصحفي, من الوفديين والعلمانيين والشيوعيين واليساريين, بعد نحو ثلاثة أشهر من الاعتقال, واستقبلهم في قصر الرئاسة تكريما لهم وإزالة لما لحق بهم من أذى, دون أن يستقبل أحداً من قادة ورموز التيار الإسلامي الذي بقى رهن الاعتقال, ولم يبدأ الإفراج عنهم إلا بعد أكثر من أربعة أشهر.

كانت الداعية زينب الغزالي بفضل الله بعيدة عن هذه الاعتقالات, لكنها عاشتها في كل لحظات حياتها, كانت تتألم مما يجري في الوطن ضد دعاة الإسلام وشبابه الغض المتوقد حماسة.. كانت تتضرع إلى الله عز وجل أن يرفع عنهم البلاء, وأن يمن على الأمة الإسلامية والوطن العزيز بعهد راشد وحكم عادل, يعز فيه أهل الطاعة والإيمان, ويذل فيه أهل الضلال والخسران, ويؤمر فيه بالمعروف وينهي فيه عن المنكر.

كانت تشتاق إلى العدل, وإلى تنسم عبير الحرية لكل أبناء الوطن, وإلى سيادة الرحمة والرفق في التعامل مع الجميع, وفي نفس الوقت كانت تؤمن بأن السجون والمعتقلات هي مصانع للرجال, ومدارس للتربية الجادة على التحمل والصمود في وجه الفتن والأعاصير.. كانت ترى أن السجون والمعتقلات هي معسكرات إيمانية, ومدارس تثقيفية وتوجيهية.. إنها مدرسة سيدنا يوسف ـ عليه السلام ـ لمن عرفها واستفاد من عطائها وتحمل آلامها, حسبه لله تعالى وحده, ورغبة في نيل الأجر والثواب الجزيل..

كانت ترى أن اشتداد الظلم هو أمارة من أمارات النصر والتمكين لأصحاب الدعوات, وبشارة من بشارات الأمل في تحقيق الهدف المطلوب.. ويوم أن أصدر نظام الرئيس الحبيب بورقيبة في تونس الخضراء أحكاماً بالسجن والإعدام بحق عدد من قيادات ورموز حركة النهضة التونسية في منتصف الثمانينيات, أرسلت الداعية الكبيرة برقية إلى أبناء الحركة الإسلامية في تونس, تؤكد فيها أن إراقة الدماء الزكية في سبيل الله هي أولى الخطوات على طريق النصر وتمكين الإسلام, كما أنها نهاية لعصر الظلم والظلام والاستبداد والقهر والطغيان, وبالفعل انتهى عصر بورقيبة بعدها بعدة أشهر.. ولا تزال الحركة الإسلامية في تونس هي الأمل الذي ينتظره الشعب التونسي, لتخليصه من الاستبداد والقهر والتغريب ومحاربة الإسلام, الذي يقوده نظام الحكم الحالي.


الحاجه زينب.jpg

واصلت الداعية المجاهدة طريقها في الدعوة إلى الله, واستجابت لكل الدعوات التي كانت تأتيها للمشاركة في المحاضرات واللقاءات والندوات والمؤتمرات التي تقام في مصر أو في الخارج, وسافرت إلى أوروبا وإلى أمريكا وإلى دول عدة في آسيا وأفريقيا, حباً في الإسلام العظيم ودفاعاً عن شريعته الغراء, كما شاركت بالكتابة في العديد من الصحف والمجلات منذ منتصف السبعينيات, بدءاً من مجلة " الدعوة " الغراء التي أصدرها الأستاذ عمر التلمساني عام 1976 وكانت تشرف على زاوية " نحو بيت مسلم ", حتى أغلقت المجلة ـ رد الله غيبتها ـ في سبتمبر 1981 , ثم كتبت أيضا في مجلة " المجتمع " الكويتية, و " الشروق العربي " الجزائرية, و " المسلمون " السعودية, وغيرها, كما أدلت بمئات الأحاديث الصحفية والإذاعية والتليفزيونية, خصوصاً للإعلام الأوروبي والأمريكي.

وفي أواخر عام 1982 جاءتها دعوة من منظمة الشباب المسلم العربي في الولايات المتحدة الأمريكية لإلقاء عدد من المحاضرات أمام الجالية المسلمة هناك, التي تقيم مخيماتها السنوية في إجازات شهر ديسمبر من كل عام, وعندما توجهت إلى مطار القاهرة الدولي, كي تستقل الطائرة إلى أمريكا, منعتها سلطات الأمن من السفر, فاضطرت للعودة إلى بيتها, وأقامت دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري لإلغاء قرار وزارة الداخلية بمنعها من السفر دون سبب قانوني, وحصلت على حكم بإلغاء قرار المنع على السفر, واستأنفت الحكومة واستأنفت هي أيضا, وظلت القضية عدة أشهر حتى حصلت على حكم نهائي من المحكمة الإدارية العليا بإلغاء القرار وتمكينها من السفر, وبالفعل وصلت دعوة جديدة من نفس المنظمة للمشاركة في أنشطة المخيمات للعام التالي ( 1983 ), وتوجهت مرة أخرى إلى مطار القاهرة, وتقدمت بجواز السفر إلى ضابط الأمن, الذي أبلغها مجددا بمنعها من السفر!.

لكنها أبرزت له حكم المحكمة الإدارية العليا الذي حصلت عليه, ويقضي بعدم جواز منعها من السفر, وأحكام القضاء الإداري في مصر عموما واجبة النفاذ, وطلبت من الضابط المسئول أن يقوم بعمل محضر " إثبات حالة " بمنعها من السفر.. كانت الداعية الكبيرة تتحدث بلهجة قوية واثقة وشامخة, وراجع الضابط المسئول قيادته, فأذعنوا لتنفيذ حكم المحكمة, وسافرت الحاجة زينب إلى الولايات المتحدة الأمريكية, لتقضي هناك قرابة الأسبوعين في إلقاء المحاضرات, في طقس شتوي شديد البرودة, وصلت فيه درجة الحرارة إلى نحو 50 درجة تحت الصفر, وهو مناخ تتوقف معه الحياة تماما.

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو