سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 18 )..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 18 )..
انتقم الله من حمزة البسيوني أشهر ضباط التعذيب بموته في حادث طريق مروع
لم تحقد على أحد من جلاديها ولم تشغل نفسها بالدعاء عليهم فقد أوكلت أمرهم لله


بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

كانت أدلتها على هذا اليقين بالله أنه المنتقم الجبار ذو القوة المتين, وأنه لن يترك الجلادين القساة دون عقاب, كانت هذه الأدلة في حياتها كثيرة..ومنها أنها عرفت, وهي لا تزال في السجن, ما فعله الله المنتقم الجبار باللواء حمزة البسيوني قائد السجن الحربي, الذي أذاق الإخوان المسلمين كؤوس العذاب ألوانا, وقال قولته الشهيرة, عندما سمع الإخوان تحت التعذيب يستغيثون بالله تعالى: لو جاء ربكم من فوق سبع سماوات لحبسته معكم! ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ), لقد اخترقت أسياخ الحديد جسد اللواء البسيوني ومزقته قطعا صغيرة, بعد أن اصطدمت السيارة التي كان يستقلها في طريق مصر ـ الإسكندرية الصحراوي بسيارة نقل أمامها محملة بأسياخ الحديد الذي يستخدم في البناء, فمات على الفور ميتة بشعة, وجاءها من يبلغها كذلك أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يصرخ من الآلام في رجليه في أواخر أيام حياته, دون أن يعلم الأطباء مصدر هذه الآلام!, وغير ذلك الكثير والكثير.

كانت زينب الغزالي توقن بأن أي جزاء لها في الدنيا أو تعويض عما قاسته ومر بها من آلام سوف ينتقص من أجر الآخرة, وأنها تتوق إلى أن تنال أجر الآخرة كاملاً .. " وما عند الله خير وأبقى ".

ورغم هذه الأيام والشهور والسنوات التي عاشتها في عذابات السجن وآلامه, وسطرت بعضاً مما تعرضت له في كتابها الشهير " أيام من حياتي ", إلا أنها لم تحقد على أحد من جلاديها, ولم تشغل نفسها بالدعاء عليهم أو تتبع ما فعله الله بهم من عقاب في الدنيا, فقد أوكلت أمرهم لله سبحانه المنتقم العادل, وتفرغت لنصرة دينها وإعلاء كلمة الله في حياة المسلمين.

لم تكن تذكر أو تتذكر أيام السجن والتعذيب الرهيب إلا قليلاً, وعندما كان الصحفيون يسألونها ويلحون عليها لتتحدث إليهم عن هذه الفترة وما جرى فيها, كانت تطلب تغيير السؤال إلى موضوعات أخرى أكثر فائدة ونفعا للأمة.. كانت تنظر إلى الحاضر وإلى المستقبل, وتقول: " علينا أن نأخذ العبرة والدرس من الماضي, حتى لا يتكرر الخطأ ونعالج المشكلات, ويبقى الحاضر والمستقبل هو الأهم في حياة الأمة, وهو الذي يحتاج إلى الرؤية الصحيحة والجهد المنظم والعمل المتواصل ".

وفي عام 1973 بعد خروجها من السجن بعامين, وجهت لها وزارة الشئون الدينية ب الجزائر دعوة للمشاركة في المؤتمر السنوي الذي تعقده, لمناقشة أحد الموضوعات التي تشغل اهتمام الوزارة فيما يتعلق بقضايا المسلمين, وذهبت الداعية الكبيرة لحضور المؤتمر, وأثناء وجودها في الجزائر , وقعت حرب العاشر من رمضان 1393 هـ, السادس من أكتوبر 1973 , فعبرت عن سعادتها وشعورها بالفرحة لعبور الجيش المصري قناة السويس واقتحام خط بارليف الحصين, في برقية أرسلتها لرئيس الجمهورية أنور السادات من العاصمة الجزائرية.

الحاجه زينب.jpg

كان حبها للوطن وتفاعلها مع قضاياه المصيرية أقوى من أي ظلم تعرضت له فيه, على أيدي بعض أبنائه في حقبة سوداء من التاريخ.. لم تترك نفسها أسيرة للشعور بالظلم والقهر والإذلال, لكنها خرجت من ذلك سريعاً إلى مصلحة الأمة وصالح الإسلام .

شاركت الداعية المجاهدة في المؤتمر, وقدمت ورقتها عن " واقع المسلمين اليوم من شريعتهم ", والتقت عدداً من العلماء والدعاة من مصر ومن أنحاء العالم الإسلامي, ثم عادت إلى وطنها, وبدأت تشارك في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات, وألقت عشرات المحاضرات في الجامعات المصرية المختلفة للشباب والفتيات, وكان يحضرها أيضا بعض الأساتذة, تشرح لهم معالم الإسلام وهموم الأمة وقضايا النهضة, وتدعوهم إلى الالتزام به والثقة في نصر الله.

كانت زينب الغزالي تدعو إلى تبني منهج الوسطية بعيداً عن الإفراط أو التفريط, وبعيداً عن التسيب أو المغالاة, وبعيداً أيضاً عن الآلام والجراح التي مرت بها في حياتها الدعوية.. كانت تبني الجيل الجديد على أسس الإسلام الراسخة, وتبشر بالمستقبل المشرق لهذا الدين, وتضع الشباب, طلابا وطالبات, أمام مسئولياتهم الكبيرة, وأمام التحديات المطروحة على الساحة الوطنية والإسلامية, وأيضا أمام الآمال العريضة التي تنتظرها الأمة منهم.

كانت الوفود الشبابية والطلابية تتقاطر من كل أنحاء الوطن, فتيانا وفتيات وأيضا سيدات, تزورها في بيتها بحي مصر الجديدة لتستمع إليها في إنصات وإعجاب وتأثر, ربما لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة, وهي لا تكل ولا تمل من شرح معالم الإسلام الصحيحة, وأسس الشريعة السمحة, وواجب المسلمين نحو دينهم وأمتهم, والرد على ما يعتمل في نفوس هؤلاء الشباب والفتيات من جيل الصحوة الإسلامية, التي انتشرت في مصر في سبعينيات القرن العشرين, من أمور تؤرق هذا الشباب المحب لدينه, الغيور على شريعته, المتحمس لرفع لواء الإسلام من جديد, تتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل.

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو