سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة الخامسة )..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة الخامسة )..
أسرار عدم مهاجمتها الاتحاد النسائي المصري وهدى شعراوي طـوال حياتهاعلاقة متميزة مع علماء الأزهـر ساعدتها في بناء جمعية السيدات المسلمات
بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

تأثرت زعيمة الاتحاد النسائي بقرار زينب الغزالي بالاستقالة؛ فقد كانت تتمنى أن تستمر معها في الاتحاد, وأن تقترب منها أكثر, فربما جاء اليوم الذي حلت فيه زينب محلها في قيادة الاتحاد النسائي المصري, لكنها في النهاية قبلت القرار بالاستقالة, وتمنت لها التوفيق في خطواتها الجديدة, وطلبت منها أن تقطع على نفسها عهداً ألا تهاجم الاتحاد النسائي, وأن تكون علاقتها طيبة وطبيعية به, بل إنها طلبت منها ألا تنقطع عنها وأن تزورها بين الحين والحين, وهذا ما التزمت به زينب الغزالي طوال حياتها, ألا تهاجم الاتحاد النسائي وألا تتحدث بسوء عن السيدة هدى شعراوي وفاء لهذا العهد.

لم يكن هذا الالتزام الذي قطعته السيدة زينب على نفسها هو الذي يمنعها فقط من مهاجمة الاتحاد النسائي أو انتقاد السيدة هدى شعراوي , بل كانت على قناعة كبيرة بأن الاتحاد النسائي لم يكن يخالف المفاهيم الإسلامية في قضايا المرأة أو في غيرها عن علم, وأن ثقافة العاملات فيه كانت لسبب أو لآخر بعيدة عن الثقافة الإسلامية الأصيلة, ولو وجد الاتحاد من يمد له يد المساعدة, ويتحاور معه ويعاونه على الاقتراب من المفاهيم الإسلامية الصحيحة لتغيرت وجهته.

أما موقفها من السيدة هدى هانم شعراوي فكان أكثر عمقاً ووضوحاً؛ فقد كانت تعلم أنها من بيت كريم, وأن صفاتها الشخصية تؤهلها للزعامة, وأنها لم تكن علمانية بمعنى رفضها للدين وكراهيتها له بل ومحاربته, بل كانت متدينة التدين الفطري العادي, وأنها لم تكن تدعو لفسق أو انحراف أو خروج على الدين, وربما وجدت هدى شعراوي في زينب الغزالي الجانب الديني الذي تحتاجه وترتاح إليه.

واصلت زينب علاقتها بالسيدة هدى شعراوي حتى مرضت الأخيرة مرض الموت, فطلبت أن تراها, وحضرت زينب الغزالي اللحظات الأخيرة في حياة زعيمة الاتحاد النسائي, حيث فاضت روحها وهي تمسك بيد زينب, وكان ذلك في أواخر الأربعينيات ( 13 من ديسمبر عام 1947 ) .. رحمهما الله رحمة واسعة.

وفي الثاني عشر من ربيع الأول عام 1356 هـ ( ذكرى المولد النبوي الشريف ) عام 1937 م ذهبت زينب الغزالي إلى مبنى كلية الشريعة التابعة لجامعة الأزهر الشريف ـ في حي عابدين ب القاهرة آنذاك ـ وأعلنت عن تأسيس أول جمعية إسلامية نسائية باسم " جمعية السيدات المسلمات ", وشارك في هذا الاحتفال التاريخي عميد كلية الشريعة ولفيف من العلماء الكبار في الأزهر الشريف, وبدأت الخطوات الأولى في حياة هذه الجمعية التي كان لها الأثر الكبير في مجال الدعوة إلى الله بين النساء المسلمات في مصر, وتركت تراثاً كبيراً من العمل الدعوي والاجتماعي والأخلاقي والإنساني.


الحاجه زينب.jpg


كانت جمعية " السيدات المسلمات " حلماً من أحلام زينب الغزالي , وأملاً من آمالها في الدعوة إلى الله, فأعطت لها كل وقتها وحياتها, وبذلت كل ما في وسعها لدعمها ونجاحها.. كانت الجمعية هي السفينة التي استقرت عليها طموحاتها بعد فترة من البحث والصراع النفسي, وتأسست في شارع " نور الظلام " في حي الحلمية الجديدة ب القاهرة , قريباً من دار الإخوان المسلمين بعد ذلك, وبدأت أولى خطواتها من خلال المحاضرات الدينية في المناسبات الإسلامية, وكانت تقوم رئيسة الجمعية الآنسة زينب الغزالي ـ كما كان يطلق عليها ـ بإلقاء هذه المحاضرات, ثم انتقلت إلى مساجد القاهرة القديمة: الجامع الأزهر ـ مسجد الحسين ـ مسجد أحمد بن طولون ـ مسجد الإمام الشافعي ـ مسجد السلطان حسن.. وغيرها من المساجد, بعد أن توطدت علاقتها بعدد كبير من علماء وشيوخ الأزهر الشريف, وعلى رأسهم الشيخ الجليل محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر والشيخ مأمون الشناوي عميد كلية الشريعة والشيخ محمود أبو العيون والشيخ مصطفى عبد الرازق والشيخ محمد سليمان النجار والشيخ عبد ربه مفتاح..

هذه العلاقة الفكرية والعلمية والإنسانية مع هؤلاء العلماء والشيوخ الأجلاء, شكلت رافداً ثقافياً ومعرفياً زاد من طموحها الدعوي وقدرتها على العمل والحركة, وبدأت تقرأ أكثر وتحفظ من القرآن الكريم ومن الأحاديث النبوية الشريفة, وتتأمل في السيرة النبوية, وتدرس الفقه وعلم الحديث وغيرها من العلوم الضرورية للداعية.

وأدركت حاجتها إلى من يساعدها ويقوم معها بعبء الدعوة إلى الله من النساء, فأسست معهد الواعظات, تدرس فيه الفتاة أو السيدة المرشحة للوعظ والدعوة لمدة ستة أشهر, العلوم الأساسية من تفسير وحديث وفقه وسيرة ولغة عربية..الخ, ويقام بعد ذلك حفل التخرج, تكون فيه الواعظة قد تأهلت لإلقاء الدروس الدينية في المساجد.

وكانت السيدة زينب الغزالي تلتقي بالواعظات وتختبرهن وتوافق على اعتمادهن .. وقد تخرج في هذا المعهد العشرات من الواعظات اللاتي ساعدن كثيرا في نشر الدعوة والفقه والتدين الصحيح في المجتمع المصري.. كما أسست الجمعية مشغلاً للفتيات وداراً لليتيمات, وانتشرت فروعها في أحياء القاهرة , وفي عدد كبير من المحافظات المصرية, خصوصا في الوجه البحري.

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو