رسالة الصحافة وكلابشات "دهب"!
16-02-2014
بقلم: حسن القباني
يريد قادة الانقلاب العسكري أبناء بلاط صاحبة الجلالة أقلامًا للإيجار تحت الطلب، وبعضهم استجاب ممن ينتمون للتيار اليساري والفلول، والباقي أبى وقاوم برأيه الحر وتمسك بمبادئ ثورة 25 يناير، فكان القيد في يده أو قضاة الإنقلاب في ظهره أو الرصاص في صدره أو في قائمة الانتظار.
ودفعت الجماعة الصحفية والإعلامية ضريبة غالية لم تدفعها في العصر الحديث أو القديم في سبيل اعلاء كلمة الحق في وجه انقلاب جائر، في جرائم نكراء وثقتها حركات "صحفيون من أجل الإصلاح" و"صحفيون ضد الانقلاب" و"إعلاميون ضد الانقلاب" والعديد من المنظمات الحقوقية المستقلة، وذلك في غياب شبه تام، من مجلس إدارة نقابة الصحفيين، الذي باع نفسه والمهنة والنقابة والثورة للعسكر.
وبمراجعة دقيقة، لـ"99.9%" من القضايا التي أحيل فيها صحفيون وإعلاميون بعد الانقلاب العسكري لما يسمى "النيابة" والمحاكمات، تجد جهلاً تامًّا ومشينًا من محرري الاتهامات بدور الصحافة ورسالتها، وهو جهل معتمد بلا شك ولكنه يكشف عن عداء واضح من سلطات الانقلاب لناقلي الحقيقة.
المفارقة تشهد بالعداء، فعندما يصف صحفي حر ما يحدث بأنه انقلاب عسكري يتهم بأنه ينقل أخبارًا كاذبة، وعندما يصف ما شاهده في رابعة والنهضة وغيرهما من مجازر يتهم بأنه يحرض على الدولة، وعندما ينشر صورًا للحقائق المفزعة التي تحدث على الأرض يتهم باتهامات انقلابية مجنونة، تعتبر القلم سلاحًا والحاسوب قنبلة والكيبورد أس الفساد وحيازة كاميرا سبب الخراب!.
وكانت "كلابشات" المعتقلة دهب حامد، التي وضعت مولودتها حرية، وهي في القيد، حاضرة أمامنا بقوة، ونحن نرصد ذلك الواقع الأليم؛ حيث كشف متابعات الصحف والقنوات الإعلامية المحسوبة على الانقلاب العسكري للقضية عن كذب بواح وتدليس جبان، فالفتاة مقيدة لأنها قد تنتحر بحسب زعم الرقيب العسكري ومخبر الأمن، بينما الحقيقة أنها قيدت تعسفيًّا وظلمًا، ونشر لها فرسان الحقيقة صورًا قبل وبعد العملية تكشف خسة سلطات الانقلاب والتي حاولت التجمل بإخلاء سبيلها بعد فوت الأوان.
فالانقلابيون حاولوا إخفاء الحقيقة في إعلام الانقلاب الكاذب، وفي بيان نيابة الانقلاب المشين لتاريخ القضاء، ولكن فرسان الحقيقة وحدهم قاموا بدورهم المهني والإنساني في نقل الألم للعالم ليرى البشاعة، فهل يتهم هؤلاء الأبطال ويترك من قام بتلك الانتهاكات المروعة؟!
إن السيسي والذين خانوا معه لا يقبلون بصحافة حرة، ولا كاميرا حرة، ولا يريدون أن يتعلموا ماهية الصحافة ورسالتها، ويوظفون جهلاء يخطون بغباء اتهامات تجعل ممارسة الصحافة والإعلام بمهنية وصدق وجرأة في قول الحق جريمة، بينما ممارسة الصحافة والإعلام بتدليس وغش وخداع وتزوير ونشر للكراهية وظيفة وطنية!.
إن جيلاً من أبناء صاحبة الجلالة وفرسان الحقيقة، ولد في أعقاب انقلاب 3 يوليو،لا يأبى الموت، ولا يخشى رصاص الغدر، ولا يبالي بارهاب الانقلابيين، وسيواصل دوره ويحفر اسمه بحروف من نور في قائمة الأبطال، في الدنيا ويوم الحساب.
إننا ندعو كل فرسان الحقيقة إلى مواصلة الجهد والتحدي والصمود والإبداع، لنشر الحقيقة مهما كان الثمن، فسيموت الانقلاب ولا شك، وستنتصر الحقيقة ولا شك، ووقتها سيرفعكم الشعب المصري على أكتافه في كل ميادين ثورة 25 يناير ويحاسِب المدلسين والقتلة، يرونه بعيدًا ونراه قريبًا، فابشروا بالنصر فهو وعد الله للمستضعفين، والله غالب على أمره ولكن أغبياء الانقلاب لا يعقلون!.