د. محمد مرسي: نرضى باختيارات الشعب والتوافق منهجنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. محمد مرسي: نرضى باختيارات الشعب والتوافق منهجنا


د. محمد مرسي ووائل الإبراشي خلال اللقاء

(01-12-2011)

كتب- أسامة عبد السلام

أكد د. محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة، أن الحزب يرضى بما يختار الشعب المصري، ويقف مع اختياره حتى ولو لم يكن ذلك حليفًا لطموحات الحزب وأنصاره، موضحًا ضرورة التوافق من أجل تحقيق مصلحة مصر؛ حيث إن الحزب ضمن التحالف الديمقراطي من أجل مصر، ولم يخطُ خطوةً واحدةً خارج توافق التحالف.

وشدَّد- خلال لقائه ببرنامج "الحقيقة" بفضائية "دريم 2"، مساء اليوم- على أنه يتوجه للشعب ورجال القضاء والجيش والشرطة بالشكر؛ لقيامهم بحماية الانتخابات، موضحًا أن الشعب يحتفل بثورته ويؤدي واجبًا عليه عن طريق المشاركة في الانتخابات بأمانة كي ينال حقوقه كاملةً.

وأضاف أن نتائج الانتخابات لصالح تقدم قائمة الحزب ظهرت في معظم القوائم، بينما تُجرى الإعادة على معظم مقاعد الفردي، موضحًا أن نسبة التصويت التي حصلت عليها القائمة تصل من 38% إلى 40%، بينما تشهد بعض دوائر القائمة تقاربًا وتوازنًا يعبِّر عن مجتمع يسعى نحو تحقيق الديمقراطية.

وقال إن تحالفات الانتخابات التي تخوض الانتخابات بينها منافسة شريفة؛ حيث إن مصر تحتفل بهذه المنافسة ونسعى إلى عدم نسيان الأحزاب الأخرى كي تأخذ نصيبًا لها يعبر عنها في البرلمان.

وأوضح أنه على يقين أن جريدة "الوفد" لم تعبر عن حزب الوفد فيما نشرته اليوم بأن تقدم حزب الحرية والعدالة وحزب النور في الانتخابات سباق بين الجنة والنار، مؤكدًا أنه كلام غريب ونشاذ ولا يعبر عن الشعب المصري، داعيًا الجميع إلى التكاتف للانتقال للديمقراطية وتحقيق الاستقرار ومصالح مصر.

وأضاف: الشعب المصري كله يستقل سفينة واحدة، كانت محجوبة عن السير بقيود الفساد والظلم والاستبداد إلى أن حطَّم أبناؤها القيود والسلاسل، ويجب علينا جميعًا أن نتكاتف لدفع مسيرة سفينة الوطن في ظل الرياح العنيفة للإبحار نحو الاستقرار والنهضة وتحقيق طموحات الشعب.

وأكد أن هناك حالة اعترت بعض الأحزاب أثناء اليومين الماضيين في ظل إجراء انتخابات المرحلة الأولى؛ لكنها ستزول بعد الانتخابات، موضحًا أن الانتخابات لها ظروفها ولا تحسم يوم الانتخابات، ويكون هناك أعداد كبيرة لها من قبل؛ حيث إن حزب الوفد ترك التحالف لرغبته في إعداد قائمة انتخابية له بمفرده تحوي أعدادًا كبيرة من أفراده.

وقال: يجب على الأحزاب أن تسهم في معالجة الواقع المصري وطرح حلول عملية لإنهاء أزماته المختلفة عن طريق الانتشار والتغلغل مع الشعب، موضحًا أنه يجب أن يكون أعضاء الحزب من أفراد المجتمع ومتعايشين معه ومن نسيجه ومتفاعلين معه لكي يكون مؤهلاً للتأييد والدعم.

وشدَّد على أن المصريين أكثر نضجًا ووعيًا من التسطيح الذي يزعمه البعض بأن هناك فئات من الشعب صوَّتت للإسلاميين ضد المسيحيين؛ على خلفية تصويتهم لصالح قوائم بعينها، موضحًا أن الشعب يقرر ويميز ولا يشارك في الانتخابات عن طريق ردود الفعل، وإذا كان حدث هذا فتأثير ذلك هامشي وضعيف.

د.محمد مرسي أثناء الحوار

وقال: أقدر الوعي المصري الذي دفع الشعب كله نحو المشاركة في الثورة والمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ومن ثم المشاركة في أولى مراحل الانتخابات البرلمانية بعد ثورة 25 يناير بفاعلية، موضحًا رفضه إهدار قيمة وعي الشعب، وما يسمى بقوائم الكنيسة؛ حيث إننا نرشح عددًا من المسيحيين بقوائم الحرية والعدالة.

وشدَّد على أن الحزب لا يهدف لاحتكار الأغلبية البرلمانية، وسيظل يعمل في التحالف الديمقراطي، ولا يرغب في تشكيل الحكومة إن حصل على الأغلبية مع الاعتبار بوجودها، مؤكدًا أن الإخوة الأقباط أصحاب حق أصيل وجزء من نسيج الوطن مثل المسلمين تمامًا.

وأضاف أن مبادئ الشريعة الإسلامية تقرر أن لغير المسلمين الحق في الاحتكام لشرائعهم في شئونهم الخاصة، واذا ما احتاج هذا إلى نص فسيكون ذلك، قائلاً: لقد علمني الأستاذ محمد عبد الله الخطيب والأستاذ الراحل مصطفى مشهور، المرشد الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين، أن للاقباط على المسلمين حقوقًا أكثر مما يتصورون هم، مستشهدًا بقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).

وأكد د. مرسي أنه إذا صدر من الحزب الذي يرأسه شيء يخالف هذا فلديه الجرأة الكاملة للاعتذار وتصويب الخطأ وتوجيه المخطئ نحو الفعل الصحيح من الإسلام، مشيرًا إلى أن وثيقة السلمي الأولى اتفقت عليها جميع القوى الوطنية والأطياف من المسلمين والمسيحيين والأزهر في بناء الدولة المصرية المدنية والحديثة ذات المرجعية الإسلامية، لكنه رفض ما أضيف إليها من بنود تعيد الاستبداد وتعرقل مسيرة الديمقراطية.

وأوضح أن فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، دعا قبيل الثورة إلى توافق كل القوى والأحزاب في حوار من أجل مصر، بمشاركة كل ألوان الطيف السياسي، مطالبًا الجميع بالتوحد لقيادة سفينة الوطن في حب وثقة.. "نتعاون على مبدأ نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا عليه".

وأضاف: يجب أن نحقق مصلحة مصر وليس مصالحنا الشخصية، وإذا اكتشف الشعب يومًا أن اختياره كان خاطئًا فإنه يستطيع أن يغير هذا الواقع، أما إذا تأكد من حسن اختياره فسيقوم بالتعاون مع الجميع في قيادة سفينة مصر نحو الاستقرار والنهضة.

وأشار إلى أن الحالة المصرية أعمق بكثير وأكبر من أن نحصرها في أمور فرعية؛ حيث إن مصر دولة كبيرة لديها مساحة جغرافية تحوي ثروات وموارد بالغة الروعة وكفاءات وتاريخًا وحضارة ومعتقد، مسلم ومسيحي، ويجب على الجميع أن يشارك في النهضة والتقدم وتوظيف الإمكانيات والطاقات المهملة.

وشدَّد على أن الحالة المصرية تحتاج إلى ترتيب البيت من الداخل سياسيًّا وبسرعة للمرور من عنق الزجاجة السياسي في انسيابية وتوحد بين كل القوى، موضحًا أن مصر في أشد الاحتياج إلى صناعة فن وسينما وأفلام حقيقية تعالج الوضع المصري الحالي وتعيد الثقة للشعب.

وأوضح أن رؤية الحزب للسياحة أنه مجال إنتاجي عن طريق التعارف التاريخي والثقافي وليس مجالاً للمتعة فقط، ولا يجوز النظر للسياحة من منظور ضيق، ويجب أن تسهم السياحة في نهضة ورقي الأمة وإظهار هوية مصر وأصالتها وتاريخها العريق وحضارتها المشرقة.

وأكد أن الشعب شارك في الانتخابات ليختار من يمثله في تحقيق مصلحة مصر في كل المجالات عن طريق سن التشريعات التي تضبط الأمور، موضحًا أن الإخوان لديهم هموم كبيرة ويراد لهم أن ينساقوا خلف أمور خلافية ليس لها أهمية.

وشدَّد على أن الإسلام لا يتعارض مع مصلحة البشر، وإنما يحقق لهم كل الخير؛ حيث إن سفينة مصر مدفوعة إلى أعماق المحيط، ويجب أن يسود بين أفرادها الحب والتفاهم والثقة وحسن الظن وعدم التخوين؛ حتى لا تعتدي عليها إحدى الأمواج الهائجة.

وأوضح أن الأنظمة السابقة كانت عبارة عن نظام رئيس فقط والحركة الآن في احتياج إلى التعاون بين كل السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية؛ لأنه دون توحدها سيؤدي ذلك إلى تعطل كل شيء، مؤكدًا أنه يجب ألا يحتكر أيٌّ من القوى إدارة شيء بمفرده دون مشاركة بقية القوى.

وأضاف أنه لن يكون هناك صدام ونحن نهدف للبناء والحراك نحو النهضة والتقدم والنظر إلى المستقبل وليس أسفل أقدامنا، نافيًا ما زعمه البعض أن الإخوان بعد تقدم قوائمهم يسعون لتشكيل الحكومة، رافضًا كلمة "الدينية" بمعناها الثيوقراطي؛ حيث إن الدين بمفهوم الإسلام هو المقبول؛ لأنه يقبل حرية الاعتقاد ويتكفل بحماية حقوق الأقباط وغيرهم.

وأكد أن الإخوان المسلمين لن يتملكهم الزهو أبدًا، وسيظلون خدامًا للشعب ويسعون لنهضة مصر والمضي دون انحراف أو تغيير لمنهجهم وسيؤدون واجباتهم من أجل مصلحة.

المصدر