حصريا في رمضان ..انتظرونا..!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حصريا في رمضان ..انتظرونا..!!


بقلم : خميس النقيب

لكل جهاد إمداد ، ولكل سفر إعداد ، ولكل امة أعياد وأمجاد..!! ولن تكون الامجاد ولن نسعد بالاعياد الا بحسن الاستعداد و جميل الانقياد ، وهاهو موسم من مواسم الطاعة يطل علينا من جديد ، ومعرض من معارض النفحات يأتينا من بعيد ، وسوق من اسوق الحسنات يظللنا في عام سعيد ،عام الثورة ، وميلاد الحرية ..!! محطة جديدة ، يتزود المؤمن من خلالها في طريقه الي الله ، يتعبد المؤمن في ردهاتها لله، وينهل المسلم من خيراتها للحياة ، ويتعرض العبد لنفحاتها ليختم له بالنجاة ، نعم دواء لكل داء ،وزاد لكل سفر ، وشفاء من كل مرض ووقاية من كل خطر ،كيف ؟ !!.. وكما انه لكل شمس انوار و لكل ليل نهار... فإنه لكل عبادة اسرار و لكل طاعة ثمار، ثمرة تجمع بين الطاعات ، وتستخرج من كل العبادات ، ثمرة يانعة وارفة الظلال ،ووقاية عاصمة من كل ضلال ، انها تقوي الله ، اتقاء الشهوات ، اتقاء الشبهات ، اتقاء المعاصي والسيئات ، اتقاء النار يوم تبدل الارض والسموات ..!! ثمار الصيام والقيام .. نعم الزمن يدور والحياة تسير والسفر إلي الله عز وجل طويل ،والحساب أمام الله عز وجل شديد وما من يوم ينشق فجره إلا وينادي منادي من قبل الله عز وجل ،يا بن ادم أنا خلق ،وعلي عملك شهيد ، فاعتنمني فاني إلي يوم القيامة لن أعود ... هل احسنت الاستقبال ؟ هل اجملت الاعداد ؟ هل ايقظت القلب ؟!

الله عز وجل رحيم بعباده ، ومن رحمته بهم ،أن جعل لهم مواسم رحمة ، مواسم طاعة ، مواسم قرب منه جل وعلا ، جعل الله لهم في أيام دهرهم نفحات ، هذه النفحات تأتينا نفحة بعد نفحة ، وقربة بعد قربة ، ونعمة بعد نعمة ، وفرصة بعد فرصة ، لماذا ؟ تذكرنا بالله إذا نسينا ، وتنبهنا بالحق إذا غفلنا ، وتدفعنا للخير إذا فترنا ، ومن أعظم مواسم الخير ،ومن أفضل مواسم الرحمة ،ومن احلي مواسم الطاعة "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ "(البقرة185)لذلك كان النبي صلي الله عليه وسلم يدعو الله فيقول: اللهم بلغنا رمضان .. اللهم بلغنا رمضان وتقبل منا رجب وشعبان ، فرض الله عز وجل الصيام علي أمة الإسلام ، تزكية لنفوسهم ، وتقوية لقلوبهم ،وتطهيرا لصدورهم ، وإعلاء لشانهم ، ومغفرة لذنوبهم، كي يشعروا بالفقير الجائع ،والمسكين الضائع ، واليتيم المكسور ، والمعيل المقهور ، فتقوي عزائمهم ، وتعلو هممهم ، ويزداد إيمانهم ، ويقتربون من ربهم ، هذه رحمات من ربكم فتعرضوا لها ، هذه نفحات من ربكم فعيشوها ، وتنفسوها ، لعل أحدكم تصيبه نفحة فلا يشقي بعدها أبدا ،يقول النبي صلي الله عليه وسلم : افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم حسن

حصريا في رمضان هدايا ليس لها حدود .. انتظرونا  : عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال : أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير ان ينتقص من أجره شيء قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم فقال يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه غفر الله له واعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لاغنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة صحيح بن خزيمة

حصريا في رمضان عوامل مساعدة للعبادة والريادة .. انتظرونا : إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة... (حسن) انظر حديث رقم: 759 في صحيح الجامع

..اذن لما لا تقبل يا باغي الخير ؟!!

حصريا في رمضان ليلة خير من الف شهر.. انتظرونا: أخبرنا بشر بن هلال قال حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم‌ (صحيح) انظر حديث رقم: 55 في صحيح الجامع

حصريا في رمضان فقط لامة محمد .. انتظرونا : عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي

أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا

وأما الثانية فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك

وأما الثالثة فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة

وأما الرابعة فإن الله عز وجل يأمر جنته فيقول لها استعدي وتزيني لعبادي أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي

وأما الخامسة فإنه إذا كان آخر ليلة غفر الله لهم جميعا

فقال رجل من القوم أهي ليلة القدر فقال لا ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم .

حصريا في رمصان الفرحة الحقيقية ..انتظرونا ..!! رمضان للفرحة : .للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه... سنن بن ماجه

و عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ثم يقول من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) سنن أبي داوود

حصريا في رمضان الشفاعة الحقيقية ..انتظرونا..!! : عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان . صحيح رواه البيهقي في شعب الإيمان .

من يوفق لينال كل هذه العروض ؟!!الذي جاءه رمضان فوجده قد أكرم ضيافته ، وأحسن وفادته ،فراح يقدر منزلته ، ويستشعر مكانته ، ويحصل أجره ..!

الذي جاءه رمضان فوجده قد جعل يديه ممرا لعطاء الله ، راح ينفق بالليل والنهار سرا وعلانية ، بكرة وعشية..!

الذي جاءه رمضان فوجده قد صام إيمانا واحتسابا ، وقام إيمانا واحتسابا ، وتحري ليلة القدر فقامها أيضا إيمانا واحتسابا . (يفرح الصائم يوم القيامة بإعطاء الرب إياه ثواب صومه بلا حساب صحيح ابن خزيمة

الذي جاءه رمضان فوجده جوادا كريما اطعم أفواها ،وكسي أجسادا ، ورحم أيتاما ،ووصل أرحاما ، وجعل يده ممرا لعطاء الله .

الذي جاءه رمضان فوجده يهتم بأمر المسلمين ، يصلح بين المتخاصمين ، ويضع عن كاهل المستضعفين ،ويدعوا للمحاصرين .

الذي جاءه رمضان فوجده وقافا عند حدود الله لا يتعداها ، ولا ينساها ، إنما يحفظها ويرعاها .

الذي جاءه رمضان فوجده لينا في طاعة الله ، مطواعا لأمر الله ، محبا لرسول الله ، عاملا بمنهج الله ، إذا قرئ عليه القران سمع وأنصت ، وإذا نودي بالإيمان ، أمن ولبي " رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا " ( أل عمران 193).

الذي جاءه رمضان فوجده أحسن إلي والديه ، طائعا لهما في غير معصية ، بارا و رحيما بهما الذي جاءه رمضان فوجده يعلم ما عليه من واجبات فلم يقصر فيها ، وما له من حقوق فلم يأخذ أكثر منها .

الذي جاءه رمضان فوجده يقرا القران بتدبر وتفكر ، ويصلي بخشوع وخضوع ، ويعمل لدينه بقصد حسن وفهم .

الذي جاءه رمضان فوجده يحافظ علي صلاة الجماعة ، وخاصة صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة و تصغرها الدنيا وما فيها .. (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) صححه الألباني .

( يفرح الرب تعالى بمشي عبده إلى المسجد متوضيا ) صحيح ابن خزيمة

الذي جاءه رمضان فوجده يفهم انه لا قيمة إلا بالإيمان ، ولا نجاة إلا بالتقوى ، ولا فوز إلا بالطاعة ، ولا ينال الدرجات العلا إلا رجل مجاهد ينصر العقيدة ،ويجابه الباطل ويحمي الحق.

الذي جاءه رمضان فوجده يفتتح يومه ( أصبحنا علي فطرة الإسلام ، وكلمة الإخلاص، وعلي دين نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وعلي ملة أبينا إبراهيم وما كان من المشركين ) صحيح ثم يستظل بنور الحق فلا يسمع إلا نباه ، ولا يصحب إلا أهله ، ولا يمضي إلا في طريقه ولا يعمل إلا له ، ويظل كذلك حتى يأتيه اليقين ، فيستمع يوم الدين ، بشري رب العالمين "قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " (المائدة 119 ).

الفائزون في رمضان..!! الذين فرحوا بقدوم رمضان فأعدوا له واستقبلوه وهم يؤدون هذه الأعمال لا يملون ولا يكلون ، ويتركهم رمضان وهم كذلك علي عهدهم ووعدهم وأعمالهم لا ينقطعون ولا يفرطون وإنما علي أعمالهم يستقيمون ...!! لا يعبدون رمضان وإنما يعبدون رب رمضان ..!! لذلك هم أصحاب الفرح وملوكه ، يفرحون فرحا محمودا ، يفرحون فرحا مشروعا ، يفرحون بطاعة الله ، يفرحون بفضل الله، و يفرحون برحمة الله "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ " (يونس:58 ) .

يفرحون بقدوم رمضان كما يفرحون بلقاء الأحبة : بلال بن رياح رضي الله عنه كان يعالج سكرات الموت فسمع من تقول واحسر تاه ، فقال لها لا تقولي واحسر تاه ولكن قولي و افرحتاه فغدا القي الأحبة محمدا وصحبه ...!

الرجل يوزن بمناقبه وعمله لا بنسبه ومظهره  : إن الله ليفرح بعبده المؤمن العامل لدينه ، المخلص لربه ، الباذل لاسلامه ..!! عاش سعد بن معاذ سنوات قليلة في الإسلام لا تتعدي سبع سنوات ،اسلم وهو في الثلاثين ، علي يد مصعب بن عمير ، وقضي شهيدا بجرحه الذي انفجر تلبية لدعوته ، وهو في السابعة والثلاثين ، لكنه عندما مات ، شيعه سبعون ألف ملك ، واهتز لموته عرش الرحمن ، قال صلي الله عليه وسلم : اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل . ( صحيح ) وجاء عند النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما عدد الملائكة الذين شاركوا في تشييع جنازة سعد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: هذا العبد الصالح الذي تحرّك له العرش، وفُتحت أبواب السماء، وشهده سبعون ألفًا من الملائكة، لم ينـزلوا إلى الأرض قبل ذلك، لقد ضُمّ ضمّة ثم أفرج عنه قال الذهبي رحمه الله: والعرش خلق الله مسخر، إذا شاء أن يهتز اهتز بمشيئة الله، وجُعل فيه شعوراً لحب سعد، كما جَعل تعالى شعوراً في جبل أحد بحبه النبيَ صلى الله عليه وسلم.

وفي حديث البراء رضي الله عنه قال: أُهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير، فجعل أصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها، فقال: أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين. رواه مسلم أي أن الناس لا توزن عند الله بألوانهم ولا بأشكالهم ولا بأعمارهم ، وإنما بمناقبهم وأعمالهم ..!! فأين العاملون لدينهم ؟! أين المخلصون لربهم ؟! أين الباذلون جهدهم ؟! أين الفرحين في الدنيا بفطرهم ، المنتظرون للفرحة ألكبري في الآخرة بلقاء ربهم ؟! عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقيل له يا رسول الله كراهية لقاء الله في كراهية لقاء الموت فكلنا يكره الموت قال لا إنما ذاك عند موته إذا بشر برحمة الله ومغفرته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإذا بشر بعذاب الله كره لقاء الله وكره الله لقاءه قال الشيخ الألباني : صحيح

اعزائي القراء : كل هذه الفيوضات وكل هذه النفحات وكل هذه الحسنات تدعوكم جميعا انتظرونا حصريا في رمضان تعرضوا لنا واخطبوا ودنا.... تجبروا وترزقوا وتنصروا ....!! استقبلوها بالتوبة و المبادرة و الذكر والصدقة ... روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا .

اللهم بلغنا رمضان ، اللهم فرحنا بالإسلام و فرحنا بالقران ، وفرحتا برمضان ، وفرحنا في رمضان ، وشفع فينا الصيام والقران ،واجعلنا من المخلصين لك ، العاملين لدينك ، الفرحين بلقائك ، التواقين للقاء حبيبك وصفيك في الجنة ، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم ،والحمد لله رب العالمين

المصدر