جريمة (موقعة الجمل) تطارد الرءوس الكبيرة
بقلم :ممدوح حسن وهيثم رضوان
واجهت نيابة وسط القاهرة عبد الناصر الجابرى عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني بتقرير لجنة تقصى الحقائق حول تورطه فى التخطيط لقتل شباب ثورة 25 يناير وإثارة الفوضى والإخلال بالأمن العام والتحريض على البلطجة وترويع المواطنين باستخدام أسلحة نارية وسنج ومطاوى وزجاجات مولوتوف والشروع فى قتل آلاف المتظاهرين فى «موقعة الجمل» الشهيرة بميدان التحرير كما واجهت النيابة المتهمين بأقوال الشهود فى الواقعة.
وواجهت النيابة الجابرى بتقرير لجنة تقصى الحقائق التى كشفت من خلال سماع المئات من شهود العيان والمصابين والمتظاهرين وتفريغ «سيديهات» قامت بتصويرها القنوات الفضائية وبعض اللقطات التى سلمها شباب ثورة 25 يناير إلى اللجنة عن تورط الجابرى ويوسف خطاب عضو الشورى عن الوطنى وعدد من أعضاء الحزب بينهم محمد أبو العينين ومحمد المرشدى وآخرين سوف تمتد إليهم التحقيقات لتمويلهم مظاهرة تأييد مبارك أمام مسجد مصطفى محمود والذهاب إلى ميدان التحرير لإفساد الثورة وبينهم بعض لاعبى كرة قدم وفنانون، وقد تمتد التحقيقات أيضا إلى اللواء أسامة المراسي مدير أمن الجيزة فى ذلك الوقت وعدد من ضباط مباحث الجيزة تنفيذا لأوامر العادلى.
وعرضت النيابة على الجابري أدلة وقرائن محددة ضده منها اعترافات عدد من الخيالة الذين أمرهم بالذهاب إلى ميدان التحرير والاعتداء على المتظاهرين ومن بينهم من تسلم أموالا منه وآخرين تمت إصابتهم فى معركة الجمل وألقى القبض عليهم والاتفاقات التى تمت بينه وبين اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة المتهم بالاشتراك فى التخطيط لأحداث «الأربعاء الدامى» أو «موقعة الجمل»، وكذلك كل من رجل الأعمال محمد أبوالعينين مع 3 من كبار عائلات نزلة السمان لتحريك أبنائهم لقتل المتظاهرين فى ميدان التحرير.
أنكر الجابرى فى بداية التحقيقات التى باشرها محمد عبدالشافي رئيس النيابة بإشراف عمر فوزي المحامى العام لنيابات وسط القاهرة الاتهامات وقال إنه شاهد موقعة الجمل فى الفضائيات فقط وإنه كان موجودا فى منزله أثناءها.
وتمسك الجابرى فى الرد على أسئلة واتهامات وكيل النيابة له بكلمة «محصلش» فقط دون أن يضيف أى كلمة أخرى رغم مواجهته بالاتفاق المبرم بينه وبين أعضاء الحزب الوطني على مظاهرة التأييد لمبارك ومواجهته بشريط فيديو تم تصويره وهو يجلس فى أحد المطاعم بشارع جامعة الدول العربية أثناء تراقص الخيالة تأييدا لمبارك وبجواره عدد من أعضاء الحزب الوطني مما جعل وكيل النيابة يتوقف عن التحقيق معه لبعض الوقت.
وكانت منطقة نزلة السمان قد شهدت حالة من القلق فور وصول ضباط الشرطة وسيارات تحمل جنود الأمن المركزى لمنزل الجابرى، وفور توقف القوات أمام الفيللا سمع الجابرى صوت سارينة سيارة الشرطة حيث كان جالسا على أريكة فى الفيللا ويشاهد الفضائيات وينتظر تناول العشاء، ثم تلقى اتصالا تليفونيا من اللواء فائز أباظة مدير المباحث الجنائية بالجيزة يخبره بأنه يحمل قرارا من النيابة العامة بضبطه وإحضاره،
فأجاب عبدالناصر بأنه سوف ينزل حالا وانتشرت قوات الأمن بقيادة العميد أيمن الحمزاوي حول الفيللا وتم وضع حراسة مشددة خوفا من حدوث أى مصادمات أو محاولة الجابرى للهرب وانتظرت قوات الأمن لأكثر من ساعة تقريبا أسفل الفيللا وحاول العشرات من الخيالة والتابعين لعائلة الجابرى الاعتداء على قوات الأمن إلا أن الجابرى منعهم وقال لمدير المباحث الجنائية إنه يعد بعض أوراقه والسيديهات الخاصة به لكى يدافع بها عن نفسه وطلب من مدير المباحث إمهاله بعض الوقت وعندما طالت فترة انتظاره تلقى الجابرى اتصالا آخر من اللواء فاروق لاشين مدير أمن الجيزة ليستعجله لتنفيذ قرار النيابة فأجاب الجابرى بأنه ينتظر محاميه وبعض الأوراق الخاصة به التى تفيده فى التحقيق وبعدها صعد مدير المباحث إلى الفيللا وتناول مع الجابرى الشاى وقال الجابرى لأسرته وأبنائه إنه كان ينتظر التحقيق معه فى أى وقت وجاهز بمستنداته التى تؤكد براءته من موقعة الجمل وطالب جميع أفراد أسرته بالتماسك، مؤكدا حرصه على تنفيذ القانون والمثول أمام النيابة لشرح كل شىء أمام الرأى العام دون إخفاء الحقائق وأنه سوف يكشف بالوثائق عن كل من زج باسمه فى موقعة الجمل،
وأضاف لمقربيه أن أهم دليل لبراءته من موقعة الجمل هو تقرير شركات الاتصالات عن المحمول الخاص به خلال الأربعاء الدامى وقبلها أيضا حيث يكشف سجل المكالمات التى تلقاها عن مفاجآت كثيرة لن يكشفها إلا أمام تحقيقات النيابة؟.
أما يوسف خطاب عضو مجلس الشورى عن الوطنى، المتهم الثانى فى موقعة الجمل فلايزال البحث جاريا عنه.
المصدر
- مقال :جريمة (موقعة الجمل) تطارد الرءوس الكبيرة ، الشروق