ثورة "وأبشروا" !

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ثورة "وأبشروا" !

23-12-2013

بقلم: حسن القباني

تحقق ثورة الشرعية والكرامة انتصارات متتالية علي الأرض والمنظور الوطني البعيد، في اتجاهها الي النصر الكامل باسترداد ثورة 25 يناير وإقرار مكتسباتها وتحقيق أهدافها، وهي الحالة التي تدور حولها أسئلة عدة من متعجلين علي الحسم وتوقيت النصر الكامل (وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً) (الإسراء: 11) وسط تفاؤل واسع بقربه.

فمنذ 28 يونيو 2013 عندما بدأ الاعتصام التاريخي في رابعة العدوية، وتحقق موجة الاستكمال الحقيقي لثورة 25 يناير زخمًا قويًّا وتحرز نقاطًا يومية تصب في صالح اكتمال النجاح، وتخصم من رصيد الانقلابيين، ومنذ الفض في 14 أغسطس 2013، والصعود الثوري مستمر والانقلاب في انحسار بفضل الله.

إن الأجواء تتهيأ، بحسب رأينا، في الفترة الحالية، لتمكين الشرعية الدستورية، وهذه سر الإطالة النسبية، حتى نصل لتحقيق لكامل أهداف الثورة ومكتسباتها بعد إسقاط حكم العسكر، وكلما كان الصبر دقيقًا، كلما كان النصر كاملاً؛ فأي سرعة في إنهاء المشهد بأي نتائج كاملة دون حسم كامل خطر كبير.

إن كمَّ التفاؤل، المنتشر بين الثوار، سواء في المعتقلات أو خارجها، عجيب ومميز، ويغطي على عتامة المشهد التي يحاول أن يصدرها الانقلاب الواهم، ورغم ذلك فهو تفاؤل منضبط، لا يجنح للخيال، ولا يقعده إشاعات الأعداء، ماضٍ في دربه، يحرض الجميع على الثورة، التي قد يجوز لنا ان نطلق عليها ثورة "أبشروا".

إن هذا التفاؤل المتصاعد، مع استمرار تحقيق انجازات ثورية علي الأرض، يجب أن يكون بجناحين هما الوعي والثقة، وعيًا بأن المعركة مع الباطل ليست جولة واحدة بل جولات، ولا تنتهي باسقاط عصابة الغدر، بل تبدأ بعد اسقاطهم، لتمكين الثورة ومحاسبة القتلة، وثقة بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وأخذ بالأسباب، وأن متواليات الظلم والطغيان نذير الملك والسلطان.

إن إسقاط الانقلاب هو بداية لنضال أطول وأكبر، يحتاج من الجميع، تحمل مسئوليته، ونعتقد أن اكتمال تكوين جيل ثوري لا يهدأ بعد دحره للباطل، بل يواصل ثورته لبناء دولة العدل والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، هي الإجابة الوحيدة على أسئلة المتعجلين لنصر الثورة والمتفائلين بنصرها على السواء.

إن الثورة المتصاعدة حاليًّا بقوة تشكل جيلاً فريدًا، بإبداع رباني، طال مختلف الأعمار، وتقدم مذهلل للمرأة المصرية مدرسة الأجيال، وثبات أسطوري للشباب والطلبة، وتضحيات كبيرة من الشيوخ والكبار، وهذه هي العلامة المميزة التي تبعث على التفاؤل أكثر، وتؤكد حقيقة انعدام أي مستقبل للانقلاب بعد أن وضعت الثورة جذورها الصلبة في التربة المصرية.

وبقيت كلمة..

إن التفاؤل يحتاج ضبط عواطف بعقول ثورية وهاجة، ومحاصرة مستمرة لسؤال "متى ننتصر؟" باجابات مستمرة ودقيقة لسؤال "كيف نحسم؟"، ولذلك ندعو الجميع إلى المضي في طريق الثورة، بإبداعات جديدة وصبر أيوب وتفاؤل منضبط، انتظارًا لما هو عند الله من نصر، وهو قريب لقوم يعقلون، فأبشروا!.

المصدر